الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة ومصيدة اصطياد صياديها - الجزء 6 / ح ( ب )

أمين أحمد ثابت

2023 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


ب – التاريخ القبلي للسلوك الاسرائيلي – اللصيق زمنيا – قبل تفجر مجريات الحرب الراهنة .

لن نتحدث عن عدم تنفيذ القرارات الأممية بمجلس امنها على دولة الاحتلال الصهيوني منذ 1948م وحتى اللحظة ، كما وتختفي كليا محكمة العدل الدولية امام المجازر الابادية وجرائم الانتهاك الجماعي والسلوك العنصري النازي في التعامل مع الفلسطينيين . . حتى في محيط الدولة الفلسطينية المقامة اثر اتفاقية السلام الموقعة بين الفلسطينيين ( ممثلة بفتح ) والإسرائيليين والمقرة امميا وبمسؤلية عرابها الأمريكي ممثلة وقتها برئيسها بيل كلينتون – بل سنتحدث عن سلاسل المجازر التي ارتكبتها على المواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل منذ 1978 و 2002 و 2003 و 2008 و 2012 و 2014 و 2018 و 2021 م. وصولا حرب إسرائيل الراهنة على غزة – فرغم معلن الدولة الفلسطينية ( شكلا ) والمجتزأة بحدودها – حتى ليس على أساس 1967م. – والتي لا تمثل سوى نسبة الربع من اصل المساحة لوطن فلسطين – فإنها ظلت مضمونا واقعة تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي بصورة حصار مطلق من كافة الجوانب ، يصل حتى الى التحكم بقوت الناس وحياتهم – فكان النظام الصهيوني يهجر المواطنين ويستولي على أراضيهم بالقوة بصورة منتظمة وفق سياسته التوسعية الاستيطانية – كقضم جزئي تدرجي للأرض الفلسطينية الممنوحة بعد اتفاقية السلام الموقعة – ومع تزايد الاحتجاج السلمي الفلسطيني ضد جرائم الانتهاك الإسرائيلي . . قوبل عادة بآلة القتل الجماعي للمتظاهرين بما فيهم الاطفال واغتيال النشطاء ضد نظام الفصل العنصري المخالف للقوانين والقرارات الدولية ، هذا غير الحملات شبه اليومية من المداهمات لاعتقال الالاف من منازلهم – حتى من هم بعمر 12 سنة – ويقدمونهم لمحاكمات جائرة وفق سلطة الاحتلال القهري بأساس عنصري ، حيث يجد السجين اليافع نفسه قد شب وشاخ ويبقى في سجنه الذي وضع فيه ، حتى من اوتيت لهم فرصة مغادرة السجن بعد مرور عقود من الزمن . . يجدون انفسهم مجددا يعتقلون – لمجرد اشتباه لتاريخهم السابق كمسجونين – يؤخذون من بين اهليهم بإذلال من الجنود بضربهم والاعتداء حتى على نسائهم واطفالهم – وهذا ممارس يوميا وفي ظل وجود مسمى السلطة الفلسطينية على الضفة الغربية – ومع تنامي قذارة إرهاب نظام دولة الاستيطان الاحتلالي الصهيوني على مواطني الدولة الفلسطينية ، كانت بالضرورة أن تنتج مقاومة فردية او لمجاميع صغيرة محدودة لمقاومة الانتهاكات الوحشية اللاانسانية للجنود الإسرائيليين عند حملاتهم التمشيطية للأحياء والمنازل المستفزة ، التي كثيرا ما تفرز ردة مقاومة عفوية غير مسلحة . . تقابل بقمع وتنكيل لكل من يعترض حتى صوتا – وهي الحملات المتذرع فيها البحث عن مشتبهين او مطلوبين من عناصر المقاومة المسلحة او السياسيين او حتى المبلغ عنه اثر شجار او مواجهة جرت بينه وبعض من المستوطنين ، وبغض النظر إذا كان معتديا كردة فعل ذاتيه متراكمة لاضطهاد الفصل العنصري او كان معتديا عليه وكان في حالة دفاع عن النفس – حتى سارت حملات الاعتقال والتفتيش – في السنوات الأخيرة - بهدم كامل المنزل وتشريد الاسر القاطنين فيه . . اوجدوا او لم يجدوا ذلك العنصر الذي يبحثون عنه – وتنامت اليات الكره العسكري العنصري بهدم قصفي بعشرات او مئات الأطنان من وزن القذائف المستخدمة مسقطة الابراج المباني على رؤوس سكانها المدنيين الأبرياء . . لمجرد اطلاق قذيفة او قذيفتين او عيارات آلية متوسطة الى مستوطنة من المستوطنات التي بناها الكيان الصهيوني بعد مصادرتها – غير القانونية وغير الأخلاقية – وتهجير مالكيها وقاطنيها الفلسطينيين – وذلك وفق تبليغ استخباراتي عن مصدر مجيء ذلك الاطلاق او خبرية عن هوياتهم ومكان اقامتهم – بينما حين قبضت حماس سلطتها على قطاع غزة بعد انتصارها في الانتخابات التشريعية ، حيث وجدت لها حاضنة شعبية لتحررها عن التطبيع مع إسرائيل – بل رافضة له – ما جعل وجود الاحتلال الاسرائيل غير ممكن بوجودها كسلطة قابضة ، فما كان له سوى إقامة الموانع الفاصلة لغزة عن المستوطنات الإسرائيلية المستحدثة – المقتطعة عن القطاع – وتركيز قوى الحماية الثقيلة لها وربطها بمركز استخباراتي عاملا خلال ال24ساعة يوميا ، هذا غير نظم الرصد المتطورة الالكترونية والكاميرات والمجسات – فما كان من وقتها أية عملية محدودة صغيرة تأتي من القطاع . . يتبعها مباشرة تحشيد كامل القوة الحربية الإسرائيلية . . بدءا بقصف جوي وبحري وارضي بأثقل أسلحة الدمار الكامل كعقاب جماعي عن تلك العملية التي قام بها فصيل عبر مجموعة مصغرة من عدد الافراد ، ليلحق بعدها بعملية اجتياح بري لقتل عشرات الالاف من الأبرياء وهدم الاحياء بمبانيها وضرب البنية التحتية اذلالا لسكان غزة لكونهم محكومين من قبل حماس ، عليهم حصد ذلك لكونهم لم يثوروا على حكم حماس . . المعادية لإسرائيل وتمثل خطرا على امنها – وتمارس ذات آلية الاعتداء الوحشي للإبادة الكاملة وينكل بمن يؤسر في قبضتهم والتدمير الشامل إذا ما تجاوبت القوى الفلسطينية المختلفة لوحدة المقاومة على كل من القطاع والضفة الغربية باستباحتهما عبر الاجتياح البري .
. . حتى وصل الانتهاك الإسرائيلي الى فرض واقع التمييز العنصري الاستعبادي بتحريض المستوطنين الصهاينة ( المدنيين ) للاعتداء السافر على الفلسطينيين بحماية جنود الاحتلال خلال تواجدهم ، وبحماية التشريع العنصري للمستوطن الصهيوني . . حتى حين يكون معتديا ومستكبرا ومتطاولا ومهددا ، خاصة ويمنحه نظام الفصل العنصري حمل السلاح واستخدامه المجاز في وجه الفلسطينيين المنظور لهم أعداء وناقصين حقا – بل سرا توزع عليهم الأسلحة ( الشخصية ) مواجهة للفلسطيني خلال مسار الحياة اليومية – وهذا ما ظهر علنيا في الحرب على غزة مؤخرا بأمر وزير الدفاع بتوزيع قطع سلاح للأفراد المدنيين من المستوطنين من الصهاينة وبعض قنابل تحت دعوى الدفاع عن الذات – وطبعا الاعتداء ضمنيا دون تصريح .

نعرف أن هذه الحلقة من الجزء السادس اشبه ما تكون ذات بناء سردي حكوي ، وهو غالبا موثق له بالمعلومات والدلائل والاثباتات على التاريخ الوحشي الفاشي لنظام الحكم الصهيوني على إسرائيل من بدء الاحتلال لفلسطين حين كانت تحت الانتداب البريطاني وصولا الى راهن الوقت من بعد 2021م وحتى اللحظة – لكننا نجد ذلك السرد يمثل ضرورة تكشف ما نذهب إليه وتقيم صحة حجته .
وبسياق استتمام عرضي بسيط عن الجزئية المختزلة من تاريخ الاستيطان الصهيوني وحروبه غير المتوقفة مع فلسطين والعرب – بالنسبة لهؤلاء الأخيرين كاحتلال سهل البقاع السورية ، والضفة الغربية من الأردن ، ومناطق شبعا من جنوب لبنان ، وجزء من سيناء بما فيها غزة التي كانت تابعة لمصر قبلا – كشف اليوم ما كنا نقوله خلال عقود أربعة ماضية – بالنسبة لشخصي – أن إسرائيل اليهودية ليست سوى كذبة لزرع صهيوني وكيل للاستعمار الغربي الأوروبي القديم – فرنسا وبريطانيا بعدها على فلسطين – ومن ثم زرعا ملحقا للإمبريالية الامريكية الفاشية في المنطقة ، حيث كون جوهر الصراع العربي هو سابقا مع الغرب الاستعماري الامبريالي الأوروبي المنقول بتفويض ضمني عصريا لليد الامريكية ، ولذا فجوهر الصراع الفلسطيني العربي مع الولايات المتحدة الامريكية بشراكة أوروبية غربية ، بينما إسرائيل لا تمثل سوى أداة استيطان حربية بالوكالة عنها في المنطقة العربية والشرق الأوسط عامة ، حيث وجودها وحروبها مدارة من خلال البيت الأبيض الأمريكي حديثا ، وهو المثبت عبر تاريخ الصراع الإسرائيلي في المنطقة . . تحضر في حروبها الكبرى خماسي محور الشر الغربي الامبريالي الوحشي ، واخرها بشكل مفضوح سافر منافي للقوانين والاعراف الدولية – حتى فيما يختص بالحروب – يظهر محور الشر الغربي علنا كمشاركين في الحرب على غزة اليوم ، وبما يعري كذبهم بالتطور الحضاري المؤنسن ارتقاء عن بقية شعوب الأرض وحامين لحقوق الانسان وشعوبه أينما كانوا دون تمييز ، ينكشفون اليوم كلاعبين محورين في الإبادة الوحشية النازية الجديدة على الفلسطينيين بعرقهم العربي ، بمد وكيلها الحربي الصهيوني بأسلحة الدمار الشامل والابادة العرقية وتجير من تبقى عن ارض موطنه ، بينما تستحضر بوارجها واساطيلها الاستراتيجية – تذرعا بحصر الحرب على غزة ومنع توسعها عبر جبهات خارجية – لتركيع العرب والمسلمين في منطقة الشرق الاوسط او انهائهم واوطانهم لكل من تسول له نفسه الدخول في الحرب – وليست الاجازة الامريكية والغرب أوروبية بمنح إسرائيل الضوء الأخضر المطلق لتفعل ما تشاء بغزة ومواطينها علنا وامام شعوب كل بلدان العالم . . من انهاء معالم وطن يدعى غزة وغدا كامل فلسطين على رؤوس المدنيين العزل بما فيهم الأطفال والرضع والنساء والكهول ، والقتل اللاإنساني لمن تبقى تحت حصار مانع للمأكل والمشرب والدواء بدفع لهم نحو التهجير خارج وطنهم ، ولا يكتفى بذلك . . بل حتى النازحين اسرا بمئات الالاف وغالبيتهم من الأطفال والنساء هربا من هالة القصف الوحشي نحو جنوب القطاع – دون وجود ملجأ آمن لهم – يتم قصفهم في الطريق بمجازر جماعية و . . حتى في ملاجئ يذهبون للاحتماء فيها – محرم التعرض لها وليس قصفها وفق الأعراف والقوانين الإنسانية العامة الدولية – كالمساجد والكنائس والمستشفيات والمراكز الصحية والمدارس تحت الاشراف الدولي ( الأونروا ) المعدة ملاجئ عند الحروب يحرم قصفها او التعرض لمن يلجأ إليها .
من هنا – ومما سبق عرضه – يمكننا الآن القول كشفا – بما كنا عنه نتغافل – وصلنا واقعا الى الظرفية الخاصة لتلاقي الاجندة الامريكية مع الاجندة الغرضية لإسرائيل وكيلة حربها في المنطقة ، لتصبح اخيرا هذه الاخيرة جزءا من الاجندة الفاشية لنظام حكم البيت الابيض الامريكي -–وقد تكشف ذلك في عهد حكم ترامب حين اعلن القدس عاصمة لدولة اسرائيل اليهودية ، وفتح فيها سفارة للولايات المتحدة الامريكية -– وهو مخالف لمسؤليتها ولا يجوز سياسيا او حتى اخلاقيا كدولة رعت اتفاقية السلام منفردة بحضور رئيسها الاسبق كلينتون وتوقيعه على نص الاتفاقية واعتمدت بقرار اممي بقيام دولتي جوار اسرائيلي عربي متبادل الاعتراف كل بالاخر - ومع حماية امريكا لافعال اسرائيل الاستيطانية التوسعية بالاستيلاء على الاراضي والمساحات بعد التنكيل والاعتداء على مالكيها وقاطنيها وطردهم قهرا بصورة غير مشروعة ومخالف للقرارات الدولية في مخطط حدود التقسيم بين الطرفين - وطبعا ذلك بنهج ثابت لنظام الحكم الصهيوني الاسرائيلي - والتغاضي عن النهج الفاشي العنصري الاحتلالي الممارس مع السكان الفلسطينيين ، وصولا لإطلاق يد الصهاينة من السكان الاسرائيليين للاعتداء والامتهان والقتل للفلسطينيين بحماية من الجنود الاسرائيليين او نظامهم السياسي والقضائي التابع لصهيونية الفصل والتمييز العنصري تجاه الفلسطينيين - هذا غير حروبها التدميرية الشاملة للمدن والقرى والابادة العرقية التي اعتمدتها . . مثل حرب اجتياحها للبنان تحت ذريعة انهاء حزب الله ، واجتياحها للضفة والقطاع لانهاء السلطة الفلسطينية والدولة الفلسطينية تحت ذريعة انها لم تلجم فصائل المقاومة الفلسطينية – أي كحارس امني وسجان لها – وحروبها الأخيرة المدمرة باجتياح غزة لمرات تحت ادعاء حماية امن إسرائيل باجتثاث المقاومة الإسلامية فيها ممثلة على رأسها بحماس والجهاد الإسلامي – ومنها هذه الحرب الجارية راهنا .
تلخيصا محوريا . . أن اللوبي الصهيوني المتحكم بالمواقف الاستراتيجية لامريكا في الشرق الأوسط ، قد حول الموقف الأمريكي كراعي منفرد لانهاء حرب المواجهة الإسرائيلية – الفلسطينية العربية عبر حل الدولتين ، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين بدلا أن كانت مطروحة قبلا كعاصمة واحدة غير مجتزاه للدولة الفلسطينية – ليأخذ تجاهله لقضية النزاع وارتكاب إسرائيل الاف الأفعال والممارسات المخالفة للقوانين الدولي والقرارات الأممية ، وارتكابها ابشع الجرائم لحروب الإبادة الجماعية والتدمير بسياسة الحرب المحروقة ، الى جانب تغطياتها المغالطة للحقائق والوقائع التي تدينها – تجاهلها وصل عند حكم ترامب بإعلان كامل القدس تمثل عاصمة لدولة الوطن اليهودي ، ليصل تحول الموقف المنحرف لامريكا نحو ( التصفية التدريجية للقضية الفلسطينية وانهاء ما يسمى بفلسطين ) و . . ذلك عبر حروب الإبادة والمحو لمعالم الوطن الفلسطيني ودفع سكانيها هروبا – بفعل الخوف – نحو ظاهرة التهجير – الان من غزة نحو سيناء – وتحت الة خداع لتأمينهم بخروجهم الامن من معبر رفع ، بينما سيأتي لاحقا في وقت غير بعيد ما سيعمل مثله مع الضفة الغربية حيث تواجد السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا ، سيكون فتح المعابر الامنة لهجرة أبناء الضفة نحو الضفة الغربية من الأردن – وهنا كان الإلتقاء بين الاجندتين بوصول اللحظة ب ( تصفية القضية الفلسطينية ) تماما وصورة جذرية ، فيكون من يريد من الشعب الفلسطيني بعدها أن يعيش تحت حكم الباراثويد الإسرائيلي تحت نظام الحكم الصهيوني ممكنا ، ولكن لن يوجد هناك ابدا شيء اسمه فلسطين . . بل ويحرم ذكر انها كانت موجودة في وقت من الأوقات – فبالنسبة لامريكا في ظل الصراع المحموم بينها وحلفائها الأوروبيين في مواجهة روسيا والصين . . حول طابع النظام العالمي الجديد القادم ، وهو صراع جوهري يستهدف سحق الغاية الامريكية النازعة لفرض مطلق واحدية نفوذها على العالم وفوق متعدد اقطاب النفوذ الأخرى على العالم ، وهي ظرفية لخطورة واهمية المنطقة العربية بالنسبة للعالم ، فلن يكون آمنا أن تمثلها إسرائيل كوكيل لها في المواجهات الدولية إن قدمت لتصفية لعبة التوازن في الشرق الأوسط ، فهي لن تكون مؤهلة للصراع مع القوى الكبرى في العالم و . . في ظل الدعم الأمريكي الأوروبي لها ، فلن يكون لها إلا الحضور الذاتي للقوة التسلحية المفرطة . . امام خطر الجبهات المتعددة الإقليمية ، وخاصة حين تحضر الالة الحربية الروسية والصينية الى كل من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وبحر العرب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجلس الحربي الإسرائيلي يوافق على الاستمرار نحو عملية رفح


.. هل سيقبل نتنياهو وقف إطلاق النار




.. مكتب نتنياهو: مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار عملية رفح بهدف


.. حماس توافق على الاتفاق.. المقترح يتضمن وقفا لإطلاق النار خلا




.. خليل الحية: الوسطاء قالوا إن الرئيس الأمريكي يلتزم التزاما و