الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الولايات المتحدة ومعركة طوفان الاقصى

خالد الحلو

2023 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


بقلم: الدكتور خالد الحلو
ما ان بدأت معركة طوفان الاقصى في السابع من اكتوبر حتى هرعت امريكا ومن ورائها بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا لنجدة ربيبتهم اسرائيل وهذا يؤكد ان العملية العسكرية المباغتة التي شنتها حركة المقاومة الاسلامية حماس كانت بمثابة اعلان حرب كبرى هددت اركان ووجود دولة الاحتلال الصهيوني رغم ما اعلن من اهدافها التي انحصرت بالمسجد الاقصى وموضوع الاسرى ورغم ما يبدوا من محدوديتها واقتصار العمليات فيها على ما يسمى غلاف غزة، وهذا يدلل على ان الغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة ادرك من طبيعة هذه المعركة ما سيتمخض عنها من آثار كارثية على هذا الكيان اهمها فقدان الصهاينة في دولة اسرائيل الثقة بقدرة دولتهم وجيشهم على حمايتهم وبالتالي تقويض اركان دولتهم ودفع اعداد كبيرة منهم لمغادرة اراضى فلسطين التاريخية الى حيث جنسياتهم الاصلية وبالتالي تعريض بقاء هذه الدولة خلال سنوات معدودة لمخاطر الزوال، وهذا بالطبع ما لا تسمح به هذه الدول الاستعمارية التي تدرك ان نهاية اسرائيل يعني نهاية المشروع الغربي ليس في المنطقة العربية والاسلامية فحسب بل في العالم اجمع ففلسطين والقدس هي ارض الامبراطوريات العالمية من يتمكن من السيطرة عليها تكون له السيطرة العالمية هذا من طرف ومن طرف آخر تخشى دول الغرب الاستعماري من عودة المسألة اليهودية لتتدحرج الى احضانهم بعودة الكثير من اليهود الى اوطانهم الاصلية ولتعود لتثقل من جديد كاهل مجتمعاتهم التي تخلصت وصدرت هذه المسألة من بلادها الى ارضنا فلسطين بعد الحرب العالمية الاولى، واخيرا فان معركة طوفان الاقصى لكتائب عز الدين القسام جاءت ردا على مشاريع اعادة تقسيم المنطة وتنفيذ خطة التوسع الصهيونية تحت عنوان الاتفاقات الإبراهيمية او ما سمي "بالولايات الابراهيمية" التي تضمن تحقق التوسع والسيطرة الكاملة لاسرائيل على جل المشرق العربي وما يعنية من ضرورة تصفية المقاومة الفلسطينية الاسلامية في قطاع غزة اولا وهذا ما تمت الاشارة اليه من عزم اسرائيل لمهاجمة قطاع غزة بعد الاعياد مباشرة، ومن ثم العمل على تصفية المقاومة الاسلامية حزب الله ومكوناته وامتداداته واذرع ايران في كل المنطقة العربية كونهم يمثلون حجر العثرة الاخير امام تلك المخططات.
وامام هذه التحولات الكبرى التي تحققت بعاصفة طوفان الاقصى والمخاطر الهائلة على انهيار المخططات الغربية للمنطة ومخاطر تعرض النفوذ الغربي للانهيار داخل منطقة الشرق الاوسط هرعت الولايات المتحدة وحلفائها لنجدة اسرائيل ولمنع انهيارها مما فتح الباب لضرورة وقوع معركة شاملة مع اسرائيل وحلفائها هدفها تصفية المقاومة في غزة اولا ثم استكمال العمل لتصفيتها في لبنان وفي باقي منطقة الشرق الاوسط، وعلية فقد كان العمل العسكري الذي قامت به حركة المقاومة الاسلامية حماس يندرج ضمن الاعمال الاستراتيجية الوقائية التي تهدد الرؤية الاستراتيجية الصهيوامريكية في منطقة الشرق الاوسط.
ومن هنا جاء الدعم بل والمشاركة المباشرة الامريكية والغربية الى جانب الكيان الصهيوني بهذه الحرب وكان لا بد من اتخاذ قرار تفريغ قطاع غزة من سكانه ومن ثم اقتحامه في معركة برية رغم علمهم المسبق بتكلفتها الباهظة، ومن هنا وجب على المقاومة في لبنان وفي كل مكان ان يدركوا ان هذه الحرب اذا ما تركت غزة فيها وحيدة فالدور سيدور على كل محور المقاومة وسيتم الاطاحة به تنظيما وراء تنظيم وكيان وراء كيان، وعلية فانا اميل الى الاعتقاد بان المعركة اليوم في غزة مع مناوشات محدودة مع حزب الله وغدا ستتسع المعركة لتكون معركة شاملة يقاتل الجميع فيها دفاعا عن نفسة وعائلتة وشعبة وامته وستتورط الولايات المتحدة بهذة الحرب وستهزم هي وربيبتها اسرائيل لا محالة رغم الدمار والالام التي سيخلفونها وراءهم في المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التلفزيون الإيراني: تنظيم الانتخابات الرئاسية في 28 يونيو


.. مقتطفات من لقاء سابق أجرته الجزيرة مع الرئيس الإيراني الراحل




.. لحظة دخول مساعدات لشمال قطاع غزة


.. بعد اتهامات طهران لها بتدبير الحادث.. واشنطن تؤكد أن لا علاق




.. بايدن وترامب والملف الإيراني | #أميركا_اليوم