الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الصهاينة وحوش أم الفلسطينيون خرفان و فريسة سهلة؟؟؟

حاتم بن رجيبة

2023 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


قدموا من أوروبا أولا، من بولندا وروسيا وألمانيا وسويسرا ...هربا من العنصرية والإبادة والإحتقار والملاحقة إلى أرض يكونون فيها الأسياد بعد أن كانوا آلاف السنين عبيدا و في الدرك الأسفل . قبل أن تطأ أقدامهم شواطئ حيفا كانوا عازمين على طرد الفلسطينيين، تهجيرهم وإن لزم الأمر إبادتهم. من سيبقى سيكون عبدا وشبه حيوان يخدم أسياده: الصهاينة المحتلين الجدد!!!!

كل العرب، كل المسلمين، كل سكان الشرق الأوسط، كل اليساريين وكل من في قلبه نسيم من الإنسانية والرحمة سيصرخ عاليا حتى يسمعه الرب في آخر الكون: هؤلاء وحوش و برابرة ومجرمون ووباء ومغتصبون!!!

هراء و هراء و كلام فارغ!!! عويل خرفان وعجز ومرضى على فراش الموت!!!

للأسف الشديد الصهاينة، رغم ما اقترفوه وما سيقترفونه في حق الفلسطينيين وكل من يتعاطف معهم من جرم و ظلم ، ليسوا وحوشا ولا حيوانات ضارية بدون رحمة ولا شفقة! ليسوا نازيين وفاشيين جدد، بل هم أناس عاديون جدا!!!

نعم، هم كذلك!!! هل تعتقد : فقط لكوننا نعيش في القرن الواحد والعشرين فإن الإستعمار و إبادة الإنسان لغيره ورغبة التوسع والأنانية والعدائية ضد المجموعات البشرية المجاورة تبخرت و انطفأت وزالت من أعماقنا و سرابدنا؟ هل تعتقد حقا أن فلاسفة الأنوار ومعتنقو أفكار الإنسانية والسلام و مناصرو الثورة الفرنسية: العدالة والأخوة و المساواة قضوا نهائيا على كل الغرائز الحيوانية والبدائية داخل الإنسان؟؟؟؟

هل تعتقد أن المبادئ الإنسانية الحديثة: منذ نهاية القرن الثامن عشر ستقضي على غرائز متأصلة فينا منذ ملايين السنين؟؟؟؟

هل نسيت من نحن؟؟ ألسنا في الصميم حيوانات تحكمها تقريبا كليا الفطرة والغريزة، غريزة حب البقاء والأنانية. لا تردعنا لا أديان ولا قوانين ولا فلسفة ولا عويل ولا أخلاق. نحن كلنا وحوش لا يردعنا إلا الآخر القوي. كل مبادئ الإخاء والتآزر والإنسانية لا معنى لها إلا داخل المجموعة والدولة والعائلة والعشيرة والأمة لأن هذه المبادئ تخدم بقاء المجموعة الضيقة و المتجانسة.

أما التعامل مع المجموعات المجاورة فيكون على أساس التربص!! ما إن تضعف المجموعة أو العشيرة أو الأمة المجاورة حتى تطفو عدوانيتنا و كل غرائز الفتك والجرم والعداء والأنانية فينا لننطلق ،كما فعلنا ملايين السنين ملايين المرات، ونغزو الجار الضعيف فنقضي عليه أو نستعبده!!!

هذا مافعله الفرس والإغريق والرومان والجرمان والعرب و الأوروبيون والروس والسلاف والأتراك والمغول واليابانيون و الأفارقة وسكان الكهوف وما فعلته كل القبائل والعشائر من نفس الثقافة والعرق: القبائل العربية تقاتلت فيما بينها آلاف السنين كذلك السلاف و الأقباط والأمازيغ و الرومان والإغريق ألخ .

من يبكي على فلسطين ضد الوحوش الصهاينة يمجد في الآن نفسه الإستعمار العربي لمصر وإيران وشمال إفريقيا وإسبانيا! أليست غزوات،، المسلمين،، لجيرانهم واستعمارهم أعمال وحشية وإجرامية مثلما يصنعه الصهاينة اليوم في فلسطين؟

ألم ينكل أجدادكم العرب بجيرانهم ؟ وألم يرتكبوا المجازر الرهيبة وأشنع الأفعال من اغتصاب وتعذيب وذبح وقطع رؤوس في حق الأمازيغ والأقباط والفرس وغيرهم ؟؟؟ هل من تسمونهم أبطالا مثل خالد بن الوليد و عمرو بن العاص في الحقيقة لا يختلفون عن شارون ونتنياهو وبن غريون في شيء؟ أليس نابليون وذو القرنين وقياصرة الروم وهتلر وموسوليني وكل الغزاة والمستعمرين من كل الجنسيات والأعراق وحوشا ومجرمين مثلهم مثل شارون والصهاينة؟؟؟

لماذا تمجدون نابليون وخالد بن الوليد و السلاطين الأتراك وتعتبرونهم أبطالا وعباقرة بينما آخرون من اقترفوا نفس الإثم وحوشا وسفاكي دماء؟؟؟؟

العيب ليس في الصهاينة ولا في الروم ولا في العرب ولا في الماغول ولا في الغرب الإمبريالي ولا في قبائل الجرمان البرابرة بل العيب فقط في الشعوب الضعيفة والهزيلة التي عجزت عن صد الغازي المعتدي!!

العيب في الفلسطينيين والعرب من أصابهم الوهن والضعف فأصبحوا فريسة سهلة لكل جار قوي: أنجليز وأمريكان وفرنسيين وروس وأتراك وصهاينة...!!!

عندما احتلت القبائل الجرمانية أوروبا: ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإنجلترا وغيرها فإن الداعي والسبب لا يكمنان في الجرمان المتوحشين بل في ضعف الروم آنذاك. انتصار الماغول يكمن في ضعف المنهزم ألخ!! قانون سرمدي مثل قانون الجاذبية وكل القوانين الطبيعية الفيزيائية!

ليس العيب في العرب عندما استعمروا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وإسبانيا في رمشة عين بل في روما وبيزنطا والأمازيغ الذين أصابهم الوهن والضعف والمرض.

يا أهل فلسطين لا تشتموا الصهاينة بل اشتموا قادتكم وأولي الأمر فيكم: من حكموكم ويحكمونكم.اشتموا أنفسكم: أصابكم الوهن والمرض والضعف وتمكن بكم. قادتكم هم الوحوش و البرابرة والمجرمون!! لولا ضعفكم لما نكل بكم الصهاينة، كما نكل بكم الأتراك و الإنجليز والرومان من قبل !!! لولا ضعف الأمازيغ لما نكل بهم العرب المسلمون أو الفرنسيون أو الإسبان ! لولا وهن الهنود الحمر لما دهسهم الأوروبيون و أبادوهم!!!

نقد الذات أولا أجدى ألف مرة من سب الغير وشتمه بل هو الطريق الوحيد للنجاة وكما يقول المثل،، أنصت للكلام الذي يبكيك ولا للكلام الذي يضحكك ،، !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي