الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى الطاهر بن جلّون: الشاعر إمّا يكون مُتنبي أو لا يكون!

كريمة مكي

2023 / 10 / 20
القضية الفلسطينية


طوفان الأقصى،
أهوال غزّة،
عذابات العُزّل.
هل هناك أكثر من رأي و القنابل تسقط و الدّماء مدرارا تسيل؟!
أحرار العالم يتضوّرون حُزنا...
الأرض و السماء تبكي محرقة فلسطين...
و لجماعة المُطبّعين عندنا موقف خاص في المسألة و تفسير من وراء تفسير!!
ʺماذا دهاها لِتُرسل مقاتليها إلى عُقر بيت المستوطنين؟!
يا له من غباء كبير...
أين الحكمة، أين الرّصانة، أين التعقّل؟
كيف سيأتي السّلام الذي نريد؟؟؟
هذا تهوّر، هذا جنون...
إنّها جناية حماس على غزّة...
هذه نهاية تدخل ايران في شؤون فلسطين!
انتظروا:
سيموتون كالذباب!
ستسحقهم اسرائيل!ʺ
هذا رأيهم منذ أمد طويل و اليوم يتكلّمون به فيمن حولهم بصوت خفيض بعد أن أوقف هجوم 7 اكتوبر قطار التطبيع الذي كانوا خلفه يركضون.
لكم سعوا لتُؤخذ لهم صورة و هُم فيه جالسين أو حتى و هم بأبوابه متعلّقين و لكن لم يسعفهم الحظ بعد... فالمُتسلّقين أكثرُ من كثير!!
لم يحصل لهم ذلك الشرف العظيم بعد رغم أنهم لم يدّخروا جهدا و باعوا في سبيله كل ثمين: باعوا الكلمة و باعوا الحق و باعوا الشّرف و أماتوا الضمير.
كذلك تحدّث عنهم ابن خلدون منذ قرون:
المُنْبَتُّون...المنافقون و المستسلمون: أولئك المفتونون دوما بالمتفوق الغالب و إن كان هو العدو... و المعتدي الغاصب الغاشم.
يتشبّهون به عساه يرضى:
يُضيّعون العمر و هم يُقلّدون مَشْيَه!
يتكلّمون مثله، يُقدّسون فكره، يصطفّون خلفه، يتبنّون، في كلّ الأحوال، قوله و نهجه.
إنّهم المهزومون الذين بأصلهم يكفُرون و في حقهم، بكل الجبن، يُفرّطون.
في كل زمان وُجد المنافقون الذين يقفون في صف القوي الغاشم فيمدحونه طولا و عرضا و يبرّرون فعله و إن كان ظلما محضا وقهرا.
و يبقى أخطرهم من يتكلّم بالعقل و التعليل و أحيانا بالدّين!!
لكن عمر النفاق و إن طال قصير و كثيرا ما ينفضح أهل النفاق قبل أن ينالوا ذلك المراد الزّائل الذي به يحلمون.
و ما أسوأ أن ينفضح لدينا كاتب كنا نظنّه شاعر و كنّا نحسبه أديب!
يا لها من حقيقة مؤلمة عمّن اعتبرناه سفيرنا في الشعر و الأدب و حامل أمين لرسالة القلم فوجدناه عدوّا مبين...و كنا لا نظن حامل القلم إلاّ صادقا...إلاّ أمين!
هكذا نحن العرب:
نحن العرب، لمن لا يعرفنا، نحفظ لأهل الأدب مكانة لا نحفظها حتى للسّلاطين!
غير أننا اليوم و في عزّ محنة غزّة، نكتشف حقيقة وجه ذلك الكاتب الفرنسي المحسوب، رغما عنّا و عنه، على العرب!
هل سمعتم ما قاله الطاهر بن جلون الكاتب المغربي/ الفرنسي، المولود في مغربنا الأقصى الجميل بمدينة العلم و الدين و جامعة القرويين.
لقد قال بحدّة و بتسرّع كما لتطمين مُموِّليه و مانحي الجوائز الأدبية في فرنسا بلد الإقامة و الحماية له و لأبنائه : ʺلقد ماتت القضية الفلسطينية يوم 7 اكتوبر و تم الإجهاز عليها على يد هؤلاء الحيوانات ارهابيي حركة حماسʺ.
لو كان كاتبا حقيقيا لما رضي أن يتكلّم و يكتب بغير لغته الأم و لما استمر يُتاجر طويلا في كتاباته بعاداته و تقاليده العربية ليتّخذ في الأخير موقفا ضدّ الحق العربي و ضدّ القضيّة،
لو كان أديبا فعلا لتأدّب في الحديث عن مُقاتلين يَفْدُونَ فلسطين و أجيالها القادمة بدمائهم و يتركون الدّنيا التي تَعْنِيه إلى مستقبل كريم لأبنائهم في أرض فلسطين.
لو كان شاعرا حقيقيا لَشَعر بقلب الشهيد يوم الهجوم و هو يرتمي شوقا على تراب أرضه السليبة ليموت حُبّا فيها و يمنح بموته قبلة الحياة... للقضيّة!
لو كان شاعرا بحق لَتَنَبَّأَ بما وراء الطوفان... و ما وراءه، لو يدري، إلاّ حياة لفلسطين و حُرية... و انبلاج لفجر الحق في أعظم و أعدل قضيّة،
لو كان شاعرا بالحق لقرأ القادم بقلب شاعر، فالشاعر عندنا إمّا أن يكون مُتَنَبِيّا أو يخرس ليموت كما تموت البعير: بلا هويّة و لا معركة و لا قضيّة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي