الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استدراك المجموعة الشعرية للشاعر أحمد أدم .. شاعر الحصار وشهيد الطائفية

أحمد فاضل المعموري
كاتب

2023 / 10 / 20
الادب والفن


المقدمة تعريفية
أحمد ادم هو احمد هاشم صحفي وكاتب مواليد بابل 1967خريج دبلوم عالي ،محب للثقافة والشعر وقارئ جيد في بداية حياته وبعد التخرج خدم في الجيش العراقي كجندي مكلف في الوحدات العسكرية، اشتغل في الأعمال الحرة خلال سنوات الحصار منها بيع وشراء الكتب في كربلاء ،هو شاعر القصيدة الغامضة والمتفائل بالغد كتب عن مجسمات التاريخ ،الحب والسعادة والرحيل والصمت والحجر وكلها شكلت هواجس في معنى الخلود والموت والذكرى في أشكال على شفا موت ابي وتنبؤات أحمد أدموس وصيحات ثلاث وكلها قدرية البعد الغير مرئي في ملهمات الصوت البعيد ،تم اغتياله وهو عائد من بغداد بعد انتهاء مؤتمر شعري يتغنى بحب الوطن ،أخرجوه من السيارة العائد بها واقتادته مجموعة ملثمة من الإثمين في حدود الله والوطن وفيما ما يسمى مثلث الموت المرعب خلف الطريق العام وحتى لا تراه ملائكة الله تم اطلاق النار عليه من بنادق معصوبة العينين وانهوا حياته بعد ما منعوه من تلفظ شهادة اللقاء لتزهق روحه الطاهرة ويغادر الحياة بعد أن ترك زوجة وستة أطفال صغار لا يعرف أو يعرفون ، لماذا قتل أبوهم ولم تنجده صرخات الاستعطاف والتوسل أنه عراقي وحر ووطني مات شاعر الحصار وشهيد الطائفية .
الصورة المختزلة في تعريف الحداثة
الحداثة هي التجديد في الثقافة ، ووعاء الحداثة هي اللغة التي تفهم من خلال الابتكار لمفردات تختزل المعنى وفق عصرنة الكلمة وتهذيبها وقبولها من قبل المجتمع ، واللغة الشعرية المتنوعة كانت ولاتزال مساهماً فعالاً في الفكر والأدب الحديث . وأحدى نظريات النقد الحديث هي أن التجربة اللغوية عنصر مهم من عناصر الحداثة الأدبية وأن القوالب الكلاسيكية . من الأدباء والكتاب الذين لهم موقف في رفض التنوع كقوالب جاهزة منها الاختزال الشعري والتجديد في الشعر والصور الشعرية مما مهد لبروز الشعر الحديث الذي ظهر كريادة شعرية في زمن كان المجتمع في حاجة ماسة له لأنه لامس المفهوم في التجديد الحداثوي وهي عصرنة المجتمع المتقبل لهذا الحدث الكبير .
عندما نأخذ قصيدة فينوس وهي تروي معاناة الشاعر وإحساسه في توصيف هذه الرغبة العارمة في العشق المكبوت ،أنها نرجسية الشاعر ضد المجتمع والمجتمع المتدين في الوهم ضد الحداثة التي لا تقبل غير الانجرار معها في مسار متجانس والا تكون مجرد تبادل ضد اللصوصية .أنها أقدار المجتمعات الدينية بزيف الوهم والدم والمال والجنس المستور .
أي شيء يمكن ؟
حتى تأتين قطرة بيضاء ،
أنك ضائعة نحو الوداع،
أذكر ،كنت تستحين أذ تتقشرين
في الليل برتقالة من حرير
واليوم تغادرين نبضي
تتكرين فيه زمنا للهجرة
تذكري.. يامن لا شيء/
لا وقت/
لا تراب ،
أني صنعتك من هاجسي
وتركت لك الانتهاء
وأني أمسيت لا اعنيك
غير أنظمتي وخطوطي
على لعنة مستحبة
وهي كلها أساليب في التنوع ميزت القهر والظلم ورومانسية المرحلة والاحتياج الإنساني والصدمة الواقعية منها وعبر الصور المجازية، التي طوعت الحداثة حتى تجتاز مرحلتها الى ما بعد الحداثة وهي اختزال العقل والمادة الى سريان المادة المتوحشة حتى أفقدت النرجسية مكنونها، وهي مرحلة قاسية غير مفهومة عند اغلب المجتمع المثخن بالعوز والفاقة المادية نتيجة الحروب العبثية والأشغال غير الضرورية في مجتمع معطل عن الأبداع .
عندما شيئا يكون غير الذي يكون وهي الروح والريحان والزيزفون تصبح قدرة الأنسان محدودة في بوح الكلمة حتى تصبح هي الحقيقة .
قبلة مضيئة
اقتربت مني ...
وتغطيت بشعرها
رأيت بريقا...
بردً وجهي
أمازح قبلا خجلي
تخلفت عن أمان رحلة ..
للحظة ..
رأت ماسها يسبح أحلامها
في الغناء ..
كانت ترتبك الأحلام .
تلفتت من حولها
تلتصق بي
فتضيء أكثر
أكثر
عندما يكون الشاعر مرهف الحس ويتحسس الألم والفرح والوجع والشوق يضعها ضمن عبارات هي اقرب الى الواقعية غير المحسوسة للعامة ،فتلاحظ ان موضوع المرأة تشغل حيز كبير في عقيدة وعقل ونفسية الشاعر، عندما يصف المرأة بقطرة ماء بيضاء ،وهي تغادر وتنهي العلاقة من طرف واحد ،والحذر من لمغادرة نبضي عندما ،يحب الأنسان شخص يراه في كل شيء جميل عندما يوصف الشاعر الحبيب بالبرتقالة كما يقشرها يعني هي ملاك الليل والحرير ويكن منهتي المطاف ،الرحيل .
وهو يصبح كاللعنة أذا أصابت شخص عندها يكون الطرف الثاني خسر الأخر والكلمة هي الإنذار الأخير وتتوقف عقارب الساعة .فأن كل خطوط المجيب تتوقف وهي لعنة مستحبة عند احدهم لانها الانتقام الافتراضي والمطر سوف يمحوا ذنوبه ويغسل ذنوب العاشق ويتحر من نرجسية هذه الحرب المعلنة .
كل التخيلات تأتي من الذاكرة وهي دائما تبحث عن أعماق النفس ان تقديم الحب خطيئة في مسار الأخر المنتهى وهذا مسار الحياة .
مرثية الموت الخالدة في تأنيب الحداثة
ت. س. اليوت يعرف الفن كمفهوم للأدب والنقد ،يقول أن الفن ليس تعبير عن إحساس صادق مهما بلغ الإحساس أو التعبير من الصدق ،كما أنه ليس تعبير عن شخصية الفنان ، فالفنان لا يخلق فناً عظيماً بمحاولة التعبير عن شخصية تعبيراً غير مباشراً ،عندما يركز جهده في خلق شيء محدود ،كما يصنع النجار كرسي أو المهندس الالة ،وكلما انفصل شخصيته عن عقله الخالق كما زاد اكتمال الفنان قدرة عقله الخالق على تفهم المشاعر المختلفة التي هي مادة الفن وعلى حالتها الى شيء جديد وهو العمل الفني .
القصيدة صناعة بالكلمة والإحساس والشعور وهي تجسيد حي للواقع الذي يمر به الشاعر أو تصوير هواجس المجتمع والوقت جزء من حياة الأنسان القاهر والمقهور في تصوير الزمن .

مرثية الوقت طاعن
لو جئت أبيض ..
تسافر باتجاه غربتي التي ما وردتك
منك ، أستتعرض أمامك التاريخ
لا بالمدح المزيف .
فتسندني على كتفك المتمايل للزنبق
وأتعب أن أقول لك
أسال المنجل عنها .
شيئين لو جئت... وأبواب فوضاي مقفلة
ووجهك ينتظر التراتيل
حينها أعطيك مفاتيحي
كنت أرصفها إياك حقائبي فارغة
أنت تقول لي ...
كنا معاً شيئين متخمين بالعشق
وأصحح لك ..
من مقايس البلاغة في النقد الجديد غير المباشر ،فكلما زادت قدرة الكاتب على هذا النوع من البلاغة كلما زادت بلاغة، ويرى كليانت بروكس ،وهو من أئمة النقاد المعاصرين ان الكاتب البليغ لا يفصح عن الإحساس بل يولده في عقل القارئ عن طريق المقارنة بين المواقف المختلفة التي يتضمنها العمل الأدبي ،وهو لذلك يسمى لغة الأدب بالغة المفارقة ؟
عندما نبحث عن مفردة تغذي الخيال النقدي نخرج بعنوان جامح مع خيال الشاعر هو
على شفا موت أبي
أسند الشجر على حائط
لا أبتكر حريـ تقيد خطاي
بحقل تجرفه الشمس
ولا يخبر المطر .
برجا .. برجا، أصعد حيث الوصايا
أصطدم بسور يخفي الوقت .. ويشتمني
رؤى تستأنفني جدلاً
حيث العودة ..
دون ليل .. يكبر الصمت
دون بريق .. لا خصومة تكون نقيضي
العالم يغمر الروح
ونهاره يتيه .
الكلام كفن..
والجسد عربة
وهذا النضوج نضوج البداية ،
كنت أحسب أن شجر أصابعي
يصل ..
دائما يكون اليل هو الهاجس الوحيد وهو المعبر عن حالات الكبت والبوح والانفعال عندما تكون رؤية شاعر في نفس صامتة تكون مغريات الخضوع في الروح مجرد توقع وهي تضم الجسد الذي يشبه بالعربة وهو نضوج حقيقي للحداثة التصويرية ،أنها خلجات الروح مع اليد للوصول الى العربة .
رحيل
أسافر في الأنهار
وأعضائي معقودة في الطريق
سيجئ الماء من تحتهم
لكن هبوب الريح يمنعه
يأيها الصمت المتأرجح بالأغاني
أنا من فتح الينابيع للورد
وانهمرت طيبته بامتلاء الفجر
برائحه خبز ريفي
وأنا من دخوله
في دفء قلب وساقية
لترتوي فيه دعوة ((كن))
أنهم يوسعون احتضاري
سينتهي إيقاع الإقامة
تمتد أياديهم لساقيتي
أني اختنقت
وأنفرط الغبار عليَ
عليً
التعبير عن الإحساس تعبير مباشر في رأي (ليفيز) الناقد المعاصر، والوسيلة المستخدمة للغة في الحداثة هي حركة وليست قضية موحدة مفهومة ،عندما يأخذ الشاعر بعبارات وكلمات تعبر عن نفسها عند اكتمال الصورة وهي جزء من نقدية التعبير بالإحساس . عندما نأخذ محور أخر من التحاور النصي في صورة ثلاثية بين الماضي والحاضر والمستقبل . وهي امتداد لمحاكات الأزمنة الثلاثة بروح شرقية وهذا أسلوب جميل وجديد استخدمه الشاعر للتحاور ..
في قصيدة ((صيحات ثلاث ))
قالت صغراهن
نحيط بالأسوار منافذ التعال
نشبك بالعويل مع المتبقي من الجبال
نسير العربات نحو الشرق
قتلت حكمته في موسم زحف.
قالت وسطاهن
للتخلص من عصافير الذنوب
لا بد من صبر تمتد ظلاله
لورق انقضاء
نودع الجدول بسبخ
جالس الى منضدة جميلة
وقالت كبراهن
لابد من تفسير لخرائط
وطئت عموم الجسد بلحظة سريعة
كي تتحول كلمات انفصل
الى لغة
وأثار قديمة
في اعتقاد اغلب الأدباء والكتاب وأصحاب الفكر أن الشعر هو الذي سيبقى المعبر الوحيد عن الشعوب والإرث وأن مكنون اللغة في المجتمعات التي لديها أرث حضاري ولاريب أن اللغة تتطور حتى تخلق مفردات هي في اعيين البعض مجرد انكسارات للمفردة وليس خلقً جديد ،وعندما تصبح المفردة هي الكلمة التي تستطيع ان تعطي المعنى وتعطي شعور وتؤثر في الأنسان ،حتى تصبح كلمة الروح ، وهي في اعتقادي تمثل ما بعد الحداثة والتي هي بدأت تظهر على شكل القصيدة النثرية المجردة من القوالب والالتزامات وهي قصيدة الشعور الإنساني .
غايـــــــة
من دفقة الماء ..
يحفر وجهته
ويمضي،
يعوف الدهشة لي ،
ويمر ...
مثل سؤال لا يلد
قد ينكسر
أو ينحني
لكنه...
يمر
لغايته ...
يولد النبع .
نصوص شعرية بريئة في نظر العامة
ان القصيدة تخلق في صدر الشاعر ولا يعرف هل هو يتسع للبوح حتى تخرج قصيدة كاملة مقبولة ،والمراءة التي لا تعرف هل الجنين الذي يولد سيخرج حياً أم يخرج ميتاً أن مجرد ولادة القصيدة لا يعني شي اذا لم تدفعها أفواه العامة الى مسرح المجتمع حتى يلوكوها أو تنتهي هكذا هي قصائد المجتمعات المحاصرة من التقاليد والدين والخرافة والسحر والتعويذة وعندما يموت الأنسان، لا تنفع التعويذة الكفن. كذلك عندما تموت القصيدة لا ينفع من يرددها إلا اذا كانت قوية كالصخر والنهر والجبل ،في قصائد قصيرة للشاعر هناك معاني تلتمس الأعذار مثل قصيدة
تواريخ لقيطة
(1) تتسلل في الشقوق الغافية
تغير مجالات العيون المضيئة
تبتعد الى منطقة أنية الظل
ثم احتمال موبوء
شاهدته عجوز في منامها
(2) مداخل فوضوية تحت الباب
ترسل ذخيرة الحوارات والخطابات اليابسة
أو خشخشة الموت
طلع فجأة على زوبعة
(3) مملكة طافحة بالصراخ
تتسلل كخيوط لتيه ،
نزفت في رأس الطرقات
وشاية الأمان
الطرقات هي الأخرى
حليفة للتواريخ
قمم سفلى
(2) الطامح بالفوز
طافح بالكراهية
لا يلحق بنجمة
يدخل الأمل قلبه
من شدة الخوف
لكنه ...
طافح بلا ساحل
الخاتمة
قدمنا بعض قصائد المرحوم المبدع الشاعر احمد أدم وكانت تحت النقد ، حيث مثلت مرحلة من مراحل قصائد الشباب في أيام الحصار والحرب وهي نتاج ثورة تمرد شعري في عموم العراق ولكن للبعض لم تتح له فرصة الظهور او تقديم نتاج هذا الفن الأدبي ،ان مرحلة تجسيد حالة الثورية والرومانسية والعنفوان هي سمات وصفات الشباب المتطلع للحرية والحياة من منظار القيم الجديدة ومحاربة الأعراف والتقاليد البالية والتي هي سبب من أسباب النكوص المجتمعي ،أن العراق يبقى رائد الشعر والشعراء وهو الأرض التي ولدت لتكون شاهد على عظمة الأرض وتجسيد هذه الأرض يأتي من التغني بها على صوت الشعراء والأدباء المحبين للحياة والواقفين كالنخيل حتى لو غيبهم الموت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح