الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب الغاضبون من شِدَّةِ الوجَع

عماد عبد اللطيف سالم

2023 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


يخرجُ الناسُ إلى الشوارعِ غاضبين، لأنّهم موجوعون.
الوجَعُ يجعلُ الناسَ لا تخافُ شيئاً، ولا تخافُ أحداً.
ولا شيءَ يوجعُ كما يوجِعُ الإحساسُ بانعدامِ الكرامةِ، ولا شيءَ يُذِلُّ كالحاجةِ إلى كِسرةِ خبزٍ لطفلٍ جائع، ولا شيءَ يحفِرُ في عظامِ الموجوعينَ عميقاً، كما يحفِرُ الحِرمانُ، والإحساسُ بالظُلمِ، وانسدادُ الأفق.
لا شيءَ بعدَ الوجَعِ، سوى المزيدِ من الوجَع.. فلماذا يخافُ الموجوعونَ، بعدَ هذا الوجَعِ كُلّه؟
والمشكلةُ في الوجَع، أنّهُ غيرُ قابلٍ للترقيع.
عندما يتمُ ترقيعُ الوجَع، يزدادُ الوجَع، ويكسرُ حاجز الخوفِ من أسبابِهِ المُدجّجةِ بالسلطةِ والمالِ والبنادق.
الوجَعُ يمنحُ الموجوعين الجرأةَ على "الرموز"، ويجعلُ الزعماء "المُقدّسين" عُرضةً للشتيمة، ويجعلُ الموجوعينَ يكتشفونَ أنّ "الأباطرة" عُراةً تماماً، وليس بإمكانهم أن يستروا عريهم بشيء.. أيّ شيء.
حينَ يتنامى وجع الناس، يصبحُ الوجَعُ هو "المُوَحِّد"، وهو "الجامِع"، وهو "القائد".
احذَروا وجعَ الموجوعين، واحذَروا أكثر سعيكُم لترقيع وجعهم بـ "الكوكايين الشعبويّ".
الوجَعُ يُعيدُ الناسَ أحراراً كما ولدتهم أُمّهاتهم، قبلَ أن تأتوا أنتم، وتمنحونهم أسماءكم، ومذاهبكم، ولغتكم، وسحناتكم، وتجعلونَ من أنفسكم "ملوكاً" عليهم.
الوجعُ، دائماً، يُسقِطُ تيجانَ "الملوك"، ورؤوسهم، ويجعلها تتدحرجُ تحتَ أقدامِ الموجوعين.
والذي سيحدثُ لـ غزّةَ وشعبها لاحِقاً، سيُقدِّمُ لنا أفضلَ دليلٍ على ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف