الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأحلامُ العظيمة للقطيعِ العربيّ العظيم

عماد عبد اللطيف سالم

2023 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


لقد دفعنا ثمناً باهظاً لثقتنا الكبيرة بأحلام وقُدُرات "قادتنا" التاريخيّين، من بداية الخمسينيّات من القرنِ الماضي، وصولاً الى الآن.. وكانت النتيجة أنّنا لم نُحقّق أيّ شيء، ولم نعُد نثِقُ بأحدٍ أو شيء.
لقد دفعنا ثمناً باهظاً لإيماننا الساذجِ بالاشتراكيّة والشيوعيّة و"الاسلام هو الحَلّ".. لينتهي بنا الحال ونحنُ نغفوا كالصيصان، في أحضان العولمة، و"الامبرياليّة أعلى مراحل الرأسماليّة".
لقد دفعنا ثمناً باهظاً من أجل" الوحدة العربية".. وانتهى بنا المطاف الى رايةٍ فوق كلّ بيت، ونشيدٍ وطنيٍّ لكلّ زقاق، وفي كلّ مدينةٍ زعيمٌ ونوّابهِ و عشائرهِ و"أفخاذهِ"، ولديهِ مليونُ بندقيّة، ومائةُ جيش.
لقد دفعنا ثمناً باهظاً لأنّنا أرَدنا فلسطينَ كُلّها لنا، من النهرِ الى البحر.. وكانت النتيجة أنّ فلسطين كُلّها لم تَعُد لنا، ولم يعُد لنا لا نهرٌ ولا بحرٌ ولا شَطٌّ، ولا بَطّ حتّى.
لقد دفعنا ثمناً باهظاً لأنّ القدس كانت تقعُ دائماً، وأبداً، الى الغربِ من بُلداننا العربية-الشرق أوسطيّة.. بينما كُنّا نُرسِلُ جيوشنا دائماً، وأبداً، لتحريرها عبر الشمالِ والشرق، والجنوب العربيّ .
لقد دفعنا ثمناً باهظاً في "خريفنا" العربي – الديكتاتوري- الشمولي- الشوفيني.. ودفعنا ثمناً أكثر فداحةً في "ربيعنا" العربي- الديموقراطي- التعدّدي- الاتّحادي.. ثمّ ضاعتْ علينا جميعُ الفصول.
لقد دفعنا ثمناً باهظاً لبناء جيوشٍ جرّارة.. وانتهى بنا المطافُ الى أنّ شرطيّ المرور يخافُ أن يقولَ لصاحب "الستّوتة": ماذا تفعلُ هنا يا حبيبي، على الطريق السريع؟
لقد دفعنا ثمناً باهظاً، لأنّنا لم نعرف كيف نفرَح، عندما كان اللهُ معنا.. وانتهى بنا المطاف الى أن نحزَنَ كلّ هذا الحزن، لأنّ الله، حتّى الله، لم يعُد معنا.
لقد دفعنا ثمناً باهظاً لكي يكون العراقُ" عظيماً"، وسوريا "مُضيئة"، واليمن "سعيداً"، وتونس "خضراء"، وليبيا "فيحاء"، والسودانُ "معطاء".. وأنظر الى ماذا انتهى بها الحال.
لقد كرّسنا الكثير من مواردنا (الماديّة والثقافيّة والعلميّة)، لكسبِ "العُقلاء" في الشرق والغربِ والشمالِ والجنوبِ الى جانِبنا، وضمان وقوفهم مع قضايانا.. فما نفَعَنا هؤلاء "العقلاء" في شيء.. واكتشَفنا مُتأخرّين أنّ "القطيع" في شرق الأرضِ وغربها وشمالها وجنوبها، يُمكنُ أن يُساعِدَ على فعلِ كلّ شيء، وخدمةِ أيّ قضيّة.. بينما لا يحتاجُ تجميعُ هذا القطيع، لأكثرَ من راعٍ و كلب.. تُنسِّقُ وتضبِطُ كلّ خطوةٍ لهما، مصالحَ "أُمّةٌ" اسمها "الولايات المتّحدة الأمريكيّة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف