الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحْوالُ آدمَ

محمد هادي لطيف

2023 / 10 / 20
الادب والفن


لم يأتِ آدمُ وحيدًا إلى هذا العالمِ
كان معهُ الليلُ، والنّهارُ
والخوفُ من الخلاءِ الواسعِ
ومزاجِ امْرأة لم تقرّرْ، بعدُ
ماذا ستفعلُ بالأرضِِ
وآدمَ
ولسانِه الشّائكِ جدّا !

لم يأتِ وحيدًا
كان على كتفيْهِ شتاءٌ خفيفٌ
بضْعُ حمَاماتٍ، وبقايا رعافٍ حادّ
بين حاجبيْه رشّةُ برْقٍ نادرٍ
وكانَ الليلُ أحبّ إليهِ، وأبهى
من رَخاوةِ الموجِ بين ذراعيهِ
فأهْرقهُ في كلّ مكانٍ
ومشى بين المواقيتِ والجهاتِ
مثل ذئبٍ مسْتوحشٍ
قليلِ الْكلامِ

وكانَ، كما شاءَ الرّبّ أن يكونَ
مشّاءً دافقا بالحبّ، والسّهوِ
بالكادِ يرشدُ الماءَ العالي
إلى غرقٍ كاملٍ في هديلِ الأوّلينَ
رحيما بمِزاج امْرأةٍ
تقيس المسافةَ بين أنْفاسها
وذاكرةِ العطْرِ في مِزَقِ الهواءِ
بين كفّيْها، ومعابرِ الفرحِ المتَردّدِ
ولا تفْصحُ عمّا ستفعلُ بالأرضِِ
وآدمَ
ولسانِه الشّائكِ جدّا

وكانَ، كما شاءَ الرّبّ أن يكونَ
صُلبا بحوافرَ من إسمنتٍ
يدُه سريرٌ لأيْتامِ الحُروبِ
يده الأخرى مرْجُ قمْحٍ متموّجٍ
لمديحِ الضّالينَ، وآخرِ الجياعِِ
فرِحًا، كان، بسنابلِ أنثاهُ
قلِقا من مُبْهمٍ آتٍ
حمّالَ حريق، وأنهارٍِ
مؤْمنا، وشَكّاكا
باسْمِ الرّبّ
يجرحُ العائدينَ إلى الرّبّ

كان معهُ وردٌ لأعيادِ جميلتِه
ونشيدٌ مرْبكٌ لجبْر خاطرِها
وكُسورِ العواصمِ ِفي محْجريْهِ
كان لهُ حرسٌ لترْويضِ المكائدِ
ورشّة برقٍ لهتْكِ أقْنعةِ النّهارِ
وذئبٌ مستوحشٌ
قليلُ الكلامِ
وشاءَ الرّبّ أن يعيش أطولَ
من ساقِ وردةٍ
وأقصرَ من بسْمةٍ طارئةٍ
قبل أن يتشظّى العالمُ
ويمْضى وحيدا
ورخْوا
مثل دمْعةٍ ضالّةٍ
في فراغٍ عميقٍ !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش


.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان




.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي


.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح




.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص