الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوب أفاكيان : محاكمات دونالد ترامب الفاشي و الطبيعة الإجراميّة لهذا النظام برمّته

شادي الشماوي

2023 / 10 / 21
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


محاكمات دونالد ترامب الفاشي و الطبيعة الإجراميّة لهذا النظام برمّته
أو لا تدعوهم يتلاعبون بكم بتموضع ترامب ، أو بتظاهر الديمقراطيين بأنّهم مدافعون عن العدالة – نحتاج إلى ثورة و نظام مختلف جوهريّا و أفضل بكثير
بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 821 ، 25 سبتمبر 2023
https://revcom.us/en/bob_avakian/trials-fascist-donald-trumpand-criminal-nature-whole-system

و أنا أخطّ هذا المقال ، يواجه دونالد ترامب عدّة تهم إجراميّة و محاكمات عالقة متّصلة بمحاولته دفع إنقلاب و البقاء في السلطة إثر خسارته انتخابات 2020 ، و إتّهامات أخرى بجرائم جدّية .
أبعد من النواة الصلبة من الأنصار ، بعض الناس – الذين ينظرون إلى الأشياء بطرق جزئيّة و سطحيّة لا غير – سقطوا في أحابيل ما صرّح به ترامب نفسه بصوت عالى أنّه ضحيّة متابعات غير عادلة أو إضطهاديّة (1). و يشمل هذا البعض ضمن المضطهَدين بمرارة في ظلّ هذا النظام الذين خدعتهم المظاهر السطحيّة بانّه إعتبارا لكون ترامب يقع تتبّعه بأناس يمسكون بمقاليد الحكم بالتالي هناك شيء للتماثل معه في وضع ترامب ، حتىّ شيء نعجب به و نحترمه في كيف أنّ ترامب يفضح بجرأة هذه التهم الإجرامية و الذين وجّهوها له .
في هذا الصدد ، من الهام أن نأخذ بعين الإعتبار أنّ تموضع ترامب – بما في ذلك محاولته ضرب " كلب مجنون "[ …] في " حجزه " لمحاكمته في أتلنطا – يبدو أنّه يستهدف جلب إنتباه ليس " قاعدته " العنصريّة المفضوحة و العدوانيّة فحسب بل أيضا ىخرين يجب أن يكونوا أفضل معرفة ، بمن فيهم الرجال السود و اللاتينو 0 ترامب يحسب على ما يبدو أنّ على الأقلّ بعضهم سيتأثر بموقفه التفوّقيّ الذكوريّ ).
و يضيف هذا بُعدا آخر للماذا من المهمّ أن نكون واضحين حول ما الذى يمثذله عمليّا ترامب و ما الذى يجرى عمليّا مع هذه التهم الموجّهة له .
على مستوى معيّن ، هناك واقع أنّه مثلما أشرت إلى ذلك قبلا – و كما سأتوغّل في ذلك لاحقا هنا – ليس دونالد ترامب " شديدا " ، إنّه كيس قمامة فاشيّة منتفخ .(2)
لكن لا بدّ من المضيّ أعمق للحصول على أساسيّات المسألة و جوهرها .
قبل كلّ شيء ، ترامب ممثّل للطبقة الحاكمة في هذا النظام السارق للحياة و الساحق للأرواح ، النظام الرأسمالي – الإمبريالي للولايات المتّحدة ، و يحظى بدعم قسم قويّ من هذه الطبقة الحاكمة .
ثانيا ، و بالأخصّ ، ترامب فاشيّ – ممثّل القسم الفاشي من هذه الطبقة الحاكمة . و لنكن واضحين بشأن ما يعنيه هذا . في مقال حديث نُشر على موقع أنترنت revcom.us ، تمّ التشديد على أنّ ترامب و آخرين يدفعون الأشياء تماما بإتّجاه الحكم الفاشيّ في هذه البلاد و قد
" أطلقوا قاعدة إجتماعيّة من الملايين منظّمة و مسلّحة تعتقد أنّها تنهض ب" مهمّة مقدّسة " لفرض أجندا تفوّق البيض المفتوح و التبعيّة البطرياركيّة للنساء و تنظيف الحياة العامة من المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا ، و الإرهاب المعادي للمهاجرين و جنون معاداة العلم . لإنجاز هذا ، يحتاجون و هم يسعون إلى " تفجير " السير العادي للحكم السياسي لهذا النظام . "(3)
الآن ، بعض الناس يملكون تفكيرا ملتويا بحيث يعترفون عمليّا بما يمثّله ترامب – أو على ألقلّ أنّه عنصريّمفضوح و بارز – لكن بعد ذلك يتّخذون موقف أنّه بصيغة ما من الأفضل المضيّ مع عنصريّ معروف مثل ترامب من المضيّ مع أناس يدّعون أنّهم ليسوا عنصريّين و في الواقع هم عنصريّون كقادة الحزب الجمهوريّ. هذا تعبير عن نظرة ضيّقة بشكل تافه و نظرة ذات أفق منخفض – إخفاق في رؤية أبعد من حدود هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي و إخفاق حتّى في تصوّر الأشياء أبعد من وضع حيث يكون الإختيار بين العنصريّين البارزين و " المقنّعين " . و بالأخصّ ، هذا الضرب من التفكير يخفق في فهم أنّه عندما يصرخ قائد سياسي من حزب من حزبي الطبقة الحاكمة ( فىهذه الحال الجمهوريّون ) بعنصريّة بارزة ، فهذا ليس مجرّد مسألة " رأي خاص " أو " تحيّز شخصيّ " . إنّه إعلان مفتوح لمحاولة جعل تلك العنصريّة و كلّ ما يرتبط بها سياسة حكوميّة رسميّة ، تدعمها قوّة السلطة التامة للدولة ( الشرطة و القوّات المسلّحة و المحاكم و السجون و ما إلى ذلك ) ، و كذلك " المليشيات " العنصريّة و مجموعات مسلّحة فاشيّة أخرى 0 تلك التي تعادل اليوم الكلو كلوكس كلان و غوغاء السحل في عهد التمييز العنصيّ المفتوح " الشرعي / القانوني " و " المكانة الأدنى " للسود ) .
و ضمن أشياء أخرى ، لهذا يصمّم هؤلاء الفاشيّين على أن يلغوا من التعليم العام حتّى الإحالة المحدودة على التاريخ الحقيقي لهذه البلاد بما في ذلك الطبيعة الرهيبة للعبوديّة و تبعاتها ، و نتائج هذا ، و تواصل الإضطهاد العنصريّ ، وصولا إلى يومنا هذا .
الواقع أنّ ترامب ليس ببساطة عنصريّ "مفضوح " . مثلما وضعت ذلك في سلسلة مقالات سنة 2020 ، إنّه عنصريّ إبادي جماعي سيكون أكثر من مستعدّ ليس لمواصلة سجن فحسب بل أيضا عمليّا قتل أعداد ضخمة من السود و من الناس ذوى البشرة الملوّنة الآخرين الذين ينظر إليهم على أنّهم أقلّ من البشر . (4)
و كذلك يجب قول إنّ مفهوم أنّ÷ نوعا ما من " الأفضل " المضيّ مع عنصريّين "مفضوحين " هو ، على الأقلّ في بعض الحالات ، ليس إنعكاسا لجهل فادح و حسب بل أيضا ما يجب أن يسمّى بالطموح الجنوني : السعي إلى الحصول نوعا ما على موقع لتجنّب تبعات هذه العنصريّة المفضوحة و الدخول في " الأشياء الجيّدة " لهذا النظام الذى يقوم ليس على الإضطهاد الإجرامي للسود و آخرين فقط ، في هذه البلاد و حسب بل على الإستغلال الخبيث و منتهى الإستغلال تماما لمليارات البشر ، هنا و عبر العالم قاطبة بما في ذلك أكثر من 150 مليون طفل في العالم الثالث ( أمريكا اللاتينيّة و أفريقيا و الشرق الأوسط و آسيا ) .
ما الذى يجرى حقّا مع محاكمات دونالد ترامب و النزاعات في " القمّة " :
بالمعنى الأساسي ، القسم الفاشيّ من الطبقة الحاكمة ، الممثّل بترامب و الحزب الجمهوري ّن مصمّم على تمزيق " الضوابط التقليديّة " التي من خلالها جرى حكم هذه البلاد منذ بُعيد نهاية الحرب الأهليّة سنة 1865 بما في ذلك " الإنتقال السلمي للسلطة " . و هذا في الواقع " إنتقال سلمي للسلطة " بين مختلف أقسام الطبقة الحاكمة ، عبر الانتخابات ( كاسبو الانتخابات يحتلّون المناصب و خاسرو الانتخابات يقبلون بالنتائج ) . و تمزيق هذه " الضوابط " – بينما يتمّ التحرّك للمسك ب و إستعمال المؤسّات الحكوميّة المفاتيح خدمة للبرنامج الفاشي ، بما في ذلك لجان معاهد الانتخابات المحلّية و لجان الانتخابات و حكومات الولايات و وكالات " المخابرات " و القوّات المسلّحة و كذلك المحاكم على كلّ المستويات ، وصولا إلى المحكمة العليا – كلّ ذهذا حيويّ بالنسبة إلى الفاشيّين في مأسستهم حكما لا يقع تحدّيه و إلغاء حتّى مظهر السماح ببعض " الحقوق المدنيّة و القانونيّة " التي جرى كسبها من خلال نضال مصمّم ضد العنصريّة و الإضطهاد الجنسيّ و الجندريّ و غير ذلك من المظالم .
( المقال على موقع revcom.us الذى أحلت عليه سابقا يقدّم عددا من الأمثلة عن هجوم الفاشيّين لتمزيق " ضوابط " النظام الإضطهادي بما في ذلك التحرّك نحو مساعي عزل جو بيدن – في جزء منه ك " ردّ " على الديمقراطيّين الذين في مناسبتين سعيا إلى عزل ترامب عندما كان رئيسا ، و بالمعنى الأوسع كجزء من الهجوم الجمهوريّ لإفتكاك و تعزيز الشكل الفاشيّ للحكم في البلاد ككلّ ).
هذا من جهة و من الجهة الأخرى ، ( يعنى بالقسم الآخر من الطبقة الحاكمة ، عامة ممثّلا بالحزب الديمقراطي ) ، التصميم يقع على الحفاظ على " الضوابط التقليديّة "و طريقة حكم البلاد كما جرى لأجيال – و القيام ببعض التحرّكات من أجل " الدمج " و " التنوّع " بينما يواصلون بثّ وهم " الحرّية و العدالة للجميع " – هو أفضل طريقة للحفاظ على إستقرار الحكم الرأسمالي محلّيا و البحث عن تحقيق المصالح " الوطنيّة " ( أي الإمبرياليّة ) للطبقة الحاكمة للولايات المتّحدة في المجال العالميّ. و هذا القسم من الطبقة الحاكمة مقتنع قناعة راسخة بأنّ تمزيق هذه " الضوابط " و الإنقلاب المفتوح على التنازلات الجزئيّة للنضال ضد الظلم ، سيهدّد جدّيا إستقرار حكم الرأسماليّة – الإمبرياليّة الأمريكيّة " محلّيا " و يقوّض موقعها العالمي في وقت تواجه فيه تحدّيا جدّيا لهيمنتها في العالم ، ليس من قبل روسيا فحسب ، كما يتكثّف الآن في حرب أوكرانيا ، بل حتّى أكثر من صعود قوّة الصين ( التي لا تزال تزعم أنّها " إشتراكيّة " يحكمها ما يسمّى بالحزب " الشيوعي " ، لكنّها منذ مدّة طويلة صارت فعليّا بلدا رأسماليّا – إمبرياليّا ).
و بالنسبة إلى الحزب الديمقراطيّ ، و قسم من الطبقة الحاكمة للولايات المتّحدة الذى يمثّله في ألساس ، من الضروري و يكتسى أهمّية حيويّة الحفاظ على و الدعاية بصوت عالي ، لمفهوم الولايات المتّحدة على أنّها " مدينة منارة على جبل " ، و تجربة ديمقراطيّة عظيمة ، و ( كما لم يكفّوا عن الترديد ) " قائدة العالم الحرّ " . لهذا ، مثلا ، جو بيدن صاغ نقطة مصرّحا بأنّ الولايات المتّحدة كانت منارة حرّية و إلهام لامعة للعالم طوال أكثر من قرنين .
و الإجابة على هذا يعبّر عنها بقوّة في الموقف التالي :
" إبحثوا أينما شئتم ، تجوّلوا عبر كافة الأنظمة الملكيّة و أنظمة الطغاة في العالم القديم ، سافروا عبر بلدان أمريكا الجنوبيّة، فتّشوا في كلّ ركن من أركان العالم عن جميع التجاوزات ، و حينما تعثرون على آخرها ، أعقدوا مقارنة بينها و بين الممارسات اليوميّة لهذه الأمّة و ستشاطرونني الرأي بأنّه في ما يتعلّق بالوحشيّة المقزّزة و النفاق الفجّ ، فإنّ أمريكا تسود بلا منازع ".
هذا ماقاله فريدريك دوغلاس وهو من العبيد السابقين و من الأنصار المصمّمين على إلغاء العبودية ، سنة 1852، إلاّ أنّ هذا الموقف لدوغلاس يتحدّث بجسارة عن الحقيقة بشأن هذه البلاد وصولا إلى يومنا هذا ، مع تواصل الجرائم الكبرى المرتكبة في ظلّ هذا النظام ، داخل هذه البلاد و عبر العالم قاطبة .
( في مقال " أمريكا : نموذج حقّا - للإبادة الجماعيّة …"، على ضوء الفظائع المقترفة ضد السود عبر تاريخ هذه البلاد ، لفتت الإنتباه إلى هذه الحقيقة الساطعة : " في ما يتعلّق بالفساد، لا يمكنكم أن تجدوا شيئا فعله هتلر والنازيّون أسوأ من هذا". أتحدّى أيّ كان ينوى الجدال حول هذا ، أن يقرأ ذلك المقال و المواد الأخرى على موقع revcom.us التي تفضح سلسلة لا نهاية لها من الأعمال ارهيبة التي ميّزت هذه البلاد ، من البداية و عبر تاريخها . و في ملاحظة ختاميّة ، في نهاية هذا القال ، أقدّم المزيد من الفضح و التحليل لبعض الجرائم الوحشيّة لهذا " القائد للعالم الحرّ " ، منذ تأسيسه وصولا إلى يومنا هذا ).
الديمقراطيّون و الجمهوريّون : العودة إلى الماضي و تحطيم المستقبل :
في المدّة الأخيرة ، ساق أحدهم ملاحظة هامة وثاقبة : الديمقراطيّون كما الجمهوريّون ، كلّ بطريقته الخاصة ، يحاولون إعادة تركيز وضع قد وُجد في الماضيّ ، بينما كلاهما يمثّلان تهديدا جدّيا للغاية لمستقبل الإنسانيّة .
يرغب الجمهوريّون الفاشيّون وهم مصمّمون على إنشاء – مهما كان العنف الذى يقدّرون ضرورته – عودة إلى وضع قد وُجد لزمن طويل في هذه البلاد ، قبل و حتّى لبعض الوقت عقب الحرب العالميّة الثانية ، حيث كانت اللامساواة ممأسسة و مفروضة بشكل واضح بما فيها التمييز و الإضطهاد العنصريّ و الجنسيّ و الجندريّ .
و من جهتهم ، يرغب الديمقراطيّون في العودة إلى وضع حيث كانت إمبرياليّة الولايات المتّحدة القوّة المهيمنة على العالم بوضوح و أساسا دون مواجهة أيّ تحدّى . ( هذا وضع وُجد مع نهاية و لفترة وجيزة عقب الحرب العالميّة الثانية ، و قد إنتهت سنة 1945 ، و مرّة أخرى لفترة عقب إنحلال و إنهيار الإتّحاد السوفياتي الذى كفّ عن الوجود مع بدايات تسعينات القرن العشرين ). و إلى جانب الطريقة التي بها سياسات الديمقراطيّين و كذلك الجمهوريّين و السير الجاري لكامل النظام، يدمّرون البيئة بنسق متسارع ، هؤلاء الإمبرياليذين من الحزب الديمقراطي ينوون المخاطرة بالمستقبل و بوجود الإنسانيّة ذاته في تصميمهم على التصدّى لتحدّى الهيمنة العالمية للولايات المتّحدة ، من قبل صين رأسماليّة – إمبرياليّة صاعدة بوجه خاص . و على سبيل المثال ، من الكاشف أنّ المرشّحين الأخيرين للرئاسة من الحزب الديمقراطي ،هيلاري كلينت و جو بيدن ، تجّار حرب مفضوحين و عدوانيّين . و ضمن جرائم أخرى ، كلّ من بيدن و كلينت دعّما غزو الولايات المتّحدة للعراق سنة 2003 وهو جريمة حرب عالميّة قائمة على كذب محض – غزو نتج عنه مئات آلاف القتلى و تدمير كبير للعراق و تمزيق لمفاصله و أطلق دوّامة موت و تحطيم في ذلك الجزء من العالم . و الآن ، يبحث بيدن كرئيس و بعدوانيّة وهو يصعّد بإستمرار من إنخراط الولايات المتّحدة في حرب بالوكالة مع الإمبرياليّة الروسيّة في أوكرانيا ، بينما كذلك يعدّ بنشاط لحرب مع الصين . (5)
المسعيان لعزل ترامب من طرف الديمقراطيذين حينما كانوا يتحكّمون في الكنغرس يعكسان إختلافاتهم الأساسيّة مع و إنشغالاتهم الجدّية بدور ترامب و سياساته كرئيس .
و مسعى العزل الأحدث لترامب جاء بعد ذلك ، و إعتبر ترامب مسؤولا عن الهجوم الكبير لأنصاره على الكنغرس وهو عاقد إجتماعه يوم 6 جانفي 2021 ليقرّ رسميّا بفوز بيدن في الانتخابات الرئاسيّة لسنة 2020ز و هذا الهجوم على الكنغرس كان جزءا من محاولة إنقلابيّة نظّمها ترامب ، بهدف الإنقلاب على نتائج تلك الانتخابات الرئاسيّة لسنة 2020 ليبقى في السلطة متحدّيا تلك النتائج . و معارضة الديمقراطيين لهذا و مسعى عزل ترامب على هذا الأساس ، تعنى بوضوح الإنشغال الكبير للديمقراطيّين بالحفاظ على " الضوابط التقليديّة " لهذا النظام – بالخصوص " الإنتقال السلمي للسلطة " بين مختلف أقسام الطبقة الحاكمة – إلى جانب وهم " الديمقراطية ، مع الحرّية و العدالة للجميع " : كغطاء للدكتاتوريذة الفعليّة ( إحتكار السلطة السياسيّة و القوّة المسلّحة " الشرعيّة " و العنف ) الممارسة من طرف الطبقة الحاكمة الرأسماليّة – الإمبرياليّة .
و مسعى العزل السابق ( الأوّل ) لترامب الذى بدأ مع نهاية 2019 ، ركّز على تهمة أنّه لأجل تقويض جو بيدن – الذى كان على ألرجح ( و صار ) منافسا لترامب من الحزب الديمقراطي في انتخابات 2020 – كان ترامب يخرّب المساعدة العسكريّة لأوكرانيا التي كانت حينها تخوض حربا محدودة الطاق أكثلا مع إنفصاليّين موالين لروسيا في أوكرانيا ( وهذا ، مع غزو روسيا سنة 2022 ، أضحى بصفة متصاعدة حربا كبرى فيها الولايات المتّحدة و على رأسها إدارة بيدن ، منخرطة بأكثر عمق أبدا ) . و إلى جانب المسألة الخاصة لما كانترامب يقوم به كرئيس في علاقة بأوكرانيا ، كان هناك نشغال ، بخاصة في صفوف قسم الطبقة الحاكمة الذى يمثّله الحزب الديمقراطي ، أنّ ترامب كان يقوّض " تحالفات " حلف الناتو و غيرها من " التحالفات " العسكريّة و السياسيّة التي كانت تتراّسها الولايات المتّحدة . و إحدى نقاط إهتمام بيدن – عامة و كما تكثّف ذلك في الحرب في أوكرانيا – هو " إصلاح " و تعزيز و توسيع هكذا تحالفات .
( كذلك ، من التهم الإجراميّة الكبرى التي يواجهها ترامب الآن تشمل " تعريض الأمن القومي للخطر " – أي ، المصالح الإمبرياليّة للولايات المتّحدة و الهيمنة العالميّة – بالتعليق اللاقانوني و التمسّك و المعالجة بلا عناية لوثائق" مصنّفة " متّصلة بما يسمّى " الأمن القومي " .)
و من المهمّ فهم أنّ كُلاّ من قسمي الطبقة الحاكمة لهذه البلاد الرأسماليّة – الإمبرياليّة يتّفقان على إتّخاذ إجراءات قصوى قد تكون ضروريّة في محاولة للإبقاء على الصين بعيدة عن تجاوز الولايات المتّحدة كأقوى بلد إمبريالي في العالم . لكنّ هذين القسمين التعارضين من الطبقة الحاكمة للولايات المتّحدة منقسمين بعمق ليس حول كيفيّة حكم الولايات المتّحدة ذاتها فحسب بل أيضا كيفيّة بلوغ الهدف الفاسد للحفاظ على الولايات المتّحدة ك " رقم واحد " – رقم واحد في الإستغلال و الإضطهاد و النهب في العالم . و يعتقد الفاشيّون ( أو على ألقلّ البعض منهم ) أنّ الإنخراط في عديد التحالفات الرسميّة مع بلدان أخرى ( أقلّ ) يمكن أن يقلّص من حرّية الإمبرياليّة الأمريكيّة في التحرّك – بما في ذلك بعنف و تدمير غير محدودين – لفرض مصالحها في أيّ مكان من العالم . و بصورة أخص، على الأقلّ الكثير من هؤلاء الفاشيّين يشعرون بقوّة بأنّ الحرب الوكالة التي تخوضها الولايات المتّحدة بقيادة بيدن ضد روسيا في أوكرانيا تلهية عن التركيز الضروريّ على معارضة الصين و إستخدام أيّة وسائل تكون ضروريّة للحيلولة دون الصين و تخطّيها الولايات المتّحدة كقوّة إمبرياليّة مهيمنة على العالم ، عسكريّا و إقتصاديّا . و يرى هؤلاء الفاشيّين أنّ الحرب في أوكرانيا على أنّها تعزّز روابط روسيا مع الصين ، جاعلا معارضة هيمنة الولايات المتّحدة أقوى . هذا من جهة و من الجهة الأخرى ، بيدن و حلفاؤه في الطبقة الحاكمة – يخوضون و يصعّدون بإستمرار من مشاركة الولايات المتّحدة في حرب بالوكالة مع روسيا في أوكرانيا ( مستعملين الأوكرانيّين " كبش فداء " في هذه الحرب ) لأنّ هذا الجزء من الطبقة الحاكمة للولايات المتّحدة مقتنع بإلحاق الهزيمة بروسيا و إضعافها و قدرتها على تحدّى هيمنة الولايات المتّحدة ، مهمّ بحدّ ذاته و كذلك يدفع وتدا بين روسيا و الصين .
لا ينبغي أن يقال إنّ هذه الأنواع من المشاغل ، من أيّة جهة ، لا صلة لها بالمصالح الجوهريّة للجماهير الشعبيّة في هذه البلاد و في العالم قاطبة . لكن إن كان لزاما قول شيء ، فإنّ التالي هام للغاية كتوجّه جوهريّ و خطّ مرشد :
" مصالح و أهداف و المخطّطات الكبرى للإمبرياليّين ليست مصالحنا نحن – ليست مصالح الغالبيّة العظمى من الناس في الولايات المتّحدة و لا مصالح الغالبيّة الغالبة للناس في العالم عامة ، و الصعوبات التي وجدوا نفسهم فيها الإمبرياليّون أنفسهم بحثا عن تحقيق هذه المصالح يجب رؤيتها و الردّ عليها ، ليس من وجهة نظر الإمبرياليّين و مصالحهم بل من وجهة نظر الغالبيّة العظمى من الإنسانيّة و الحاجة الأساسيّة و الإستعجاليّة للإنسانيّة لعالم مختلف وأفضل و لطريقة أخرى ". (6)
محاكمات دونالد ترامب و النزاعات العميقة التي يعكسها ذلك و الزمن النادر حيث تصبح الثورة ممكنة أكثر :
بالعودة مباشرة إلى المحاكمات الجارية لدونالد ترامب ، كما يمكن رؤية ذلك في ما سلّطت عليه الضوء هنا ، ما تمثّله هذه المحاكمات هو نوع من التكثيف للنزاع الأوسع و العام بين قسمين من الطبقة الحاكمة الرأسماليّة – الإمبرياليّة في هذه البلاد – نزاع و صراع يعكس تناقضات عدائية مريرة و عميقة بينهما ، بكلّ جانب يشعر بصفة متزايدة أنّ ما يمثّله الجانب الآخر هو تهديد وجودي و يمكن أن يكون ضربة قاتلة لذات طبيعة هذا البلد الرأسمالي – الإمبريالي و دوره و موقعه كقوّة مهيمنة في العالم . و هذه الإنقسامات ضمن هذه الطبقة الحاكمة ستتواصل في التعمّق و الحدّة ، بنتيجة أنّهم بصورة متنامية غير قادرين على الحكم " بطريقة موحّدة " .
و كما حلّلت بعمق و شدّدت بصفة متكرّرة ، كلّ هذا – ما يحدث ضمن هذه البلاد و كذلك في المجال العالمي الأوسع – يتّجه الآن نحو ، و يمكن نهائيّا أن يؤدّي إلى شيء أفظع حتّى من " الحياة العاديّة " في ظلّ هذا النظام . لكن من المهمّ جدّا أيضا الإقرار بأنّ هذا ينطوى أيضا على إمكانيّة شيء تحريريّ حقّا – ثورة فعليّة للإطاحة بهذا النظام ، في هذه البلاد الرأسماليّة – الإمبرياليّة الأقوى ، و إنشاء نظام مختلف راديكاليّا و أفضل بكثير – إمكانيّة قد تصبح واقعا إذا كان الثوريّون يبلّغون رسالة على نطاق واسع في صفوف الشعب ، مسلّطين الضوء على الواقع الأعمق لما يجرى و للماذا و مقدّمين أنّ هناك بديل للحياة على هذا النحو ، و مصارعين مع الناس ليقطعوا مع طرق تفكيرهم الخاطئة و يلتحقوا بالثورة .
إنّه لمهمّ بشكل حيويّ الإعتراف بالخطر الحقيقيّ جدّا الذى يمثّله ترامب و القسم الفاشي من الطبقة الحاكمة – و " قاعدته " من العنصريّين المجانين ، و كارهي النساء و كارهي المثليّني و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا و كارهي المهاجرين و المجانين المعادين للعلم ، و الساعين إلى حرب أهليّة جديدة – لكن من الأهمّية الحيويّة بمكان الإعتراف بالشيئين الأساسيّين التاليين : 1- هذه الفاشيّة ليست نوعاما " غريبة " عن الطبع " المستقيم " لهذا " القائد الديمقراطي للعالم الحرّ " ، بل هي وليدة التربة العفنة لهذه البلاد – وليدة طبيعته الداخليّة الفاسدة و تطوّره التاريخي – و كذلك ردّ على تحدّى موقعها الهيمني في العالم . بعبارة أخرى ، هذه الفاشيّة تعبير أقصى عن الإستغلال الخبيث ... و تفوّق البيض الفتّاك و العنيف نو التفوّق الذكوري و البطرياركيّة … و " التفوّق الأمريكي الفجّ " – كلّ هذا قائم في أساس وراسخ بعمق في العلاقات و المؤسّسات و الثقافة المهيمنين في هذه البلاد . هناك علاقات و مؤسّسات و ثقافة هذا النظام الذى هو نظام فاسد و قد فات أوانه تماما ، منذ زمن فوات تاريخ صلوحيّته ، باثّا سمّا خطيرا في كلّ مكان من لبّه الفاسد ، و ممثّلا تهديدا حقيقيّا جدّا للمستقبل و للإنسانيّة في وجودها ذاته . و 2- الوضع اليوم " يحتاج أن يتغيّر راديكاليّا ،إلى حيث تكون الجماهير الشعبيّة مستعدّة لإلحاق الهزيمة بهؤلاء الفاشيّين و تقوم بذلك كجزء من التخلّص من هذا النظام ككلّ الذى ولّد هؤلاء الفاشيّين ، إلى جانب كافة الفظائع الأخرى التي يقترفها بلا توقّف " .(7)
ختاما ، يجب أن يصبح هذا بسرعة الفهم الأساسي الذى تكسبه الجماهير ، أوّلا بالآلاف و تاليا بالملايين لإستيعابه و التصرّف إنطلاقا منه ، لجعل الثورة التحريريّة التي نحتاجها بصفة إستعجاليّة واقعا قويّا :
عندما تصبح النزاعات في صفوف مختلف أقسام الطبقة الحاكمة البرجوازيّة ( الرأسماليّة ) عميقة جدّا و عدوانيّة بحيث لا يعودون قادرين على الحكم " بالطريقة العاديّة " كما فعلوا لأجيال ، " يكون هذا علامة عن تصدّعات في منتهى العمق و الحدّة في كامل النظام القائم ؛ و مثل هذا الوضع يجب أن يغتنمه المضطهَدُون ليس للوقوف إلى جانب قسم من البرجوازيّة ضد قسم آخر ... بل بدلا من ذلك ، للتصعيد في النضال الثوريّ للإطاحة بحكم البرجوازيّة بأكمله ." (8)
----------------------------------------
ملاحظات لبوب أفاكيان :

1- هناك نوع من التشابه بين بعض الناس الذين ينجذبون إلى مساندة ترامب و وجوه متنوّعة من الذين تبنّونا أو ساعدوا الحملة الرئاسيّة لروبار أف كندي الإبن إنطلاقا من إعتقاد مضلّل بأنّ كندي يمثّل نوعا من المعارضة الإيجابيّة " للنظام القائم " ( أو " النظام المركّز ") في حين أنّ في الواقع تتنزّل " معارضة " كندي جيّدا في إطار النظام السائد الرأسمالي – الإمبريالي ، و في الوقت نفسه ، تتميّز بالجنون المعادي للعلم، بالخصوص و ليس فقط في معارضة التلاقيح الآمنة و الفعّالة و المنقذة للحياة . و طبعا ، هناك إختلافات بين الجناح اليميني و " الجناح اليساري " من الشعبويّة . تنويعة الجناح اليمينيّ تتميّز عامة بكره النخب المثقّفة ، خاصة كما ترى هذه " النخب المثقّفة " على أنّها تتمتّع بإمتيازات غير مستحقّة ل" أناس دونيّين " ، على حساب " المحترمين للقانون و المشتغلين بشقاء و الأمريكيّين الوطنيّين " . و التنويعة الشعبويّة " اليساريّة" تتميّز على ألرجح بمعارضة النخب الشركات أو بصفة أعمّ الأغنياء جدّا ( " طبقة الملياردارات " ) ، بمطالب مثل توزيع أكثر " عدالة " للثروة في ظلّ هذا النظام .
و مع ذلك ، يظلّ صحيحا أنّ هناك مجال له دلالته للتداخل بين الجناح اليميني " للشعبويّة " و المفترض جناحها اليساري . كلاهما يشتملان على قوى و تيّارات سياسيّة تتميّز بضرب من المعارضة اللاعقلانيّة لبعض الوجوه القويّة – سواء الحكومة ( أو أجزاء منها ) و " النخب المثقّفة " ، أو الشركات الكبرى و المؤسّسات الماليّة الكبرى – تعارض يفتقد إلى أيّ فهم للنظام معتمد على العلم عليه يقوم كلّ هذا ، و معارضة تتميّز بقدر كبير من فرديّة " لا تدوسونى " التي تقوم على و تنبع من طفيليّة الرأسماليّة – الإمبرياليّة ( واقع أنّ هذه البلاد بما هي القوّة الرأسماليّة – الإمبرياليّة المهيمنة على العالم ، تتغذّى على إستغلال و إضطهاد تماما مليارات البشر عبر العالم بما في ذلك أكثر من 150 مليون طفل يتعرّضون إلى منتهى الإستغلال خاصة في العالم الثالث لأمريكا اللاتينيّة و أفريقيا و الشرق الأوسط و آسيا ).
و في علاقة بكلّ هذا ، من المهمّ بشكل حيويّ فهم أنّ المشكل ليس هذه أو تلك المؤسّسة الماليّة أو الحكوميّة أو"مؤسّسات" الحزب الديمقراطي أو الحزب الجمهوريّ في حدّ ذاتهما ، و إنّما النظام الرأسمالي – الإمبريالي ذاته الذى تمثّل كلّ هذه المؤسّسات و مراكز السلطة المختلفة جزءا منه ، حتّى مع مصالح خاصة و أدوار متباينة و مقاربات متباينة للحفاظ على هذا النظام و فرضه .
2. The article “Donald Trump Isn’t ‘Tough,’ He’s a Bloated Bag of Fascist Feces” is available at revcom.us.
3. “If You’re Hoping ‘It Will Work Out All Right In the End,’ You Better Read This: Three Ways Fascism Has Just Moved Closer.” This article is also available at revcom.us.
4. Donald Trump—Genocidal Racist, available at revcom.us.
5. Go to revcom.us for extensive writings from Bob Avakian on this U.S. proxy war with Russia in Ukraine, including: The War in Ukraine and the Interests of Humanity: A Scientific Revolutionary Approach vs. Harmful Confusion and Chauvinist Delusion "Don t Worry About Nuclear War—If There Is One, Russia Will Lose!" The Dangerous Demagoguery of Timothy Snyder on Behalf of U.S. Imperialism and Its Proxy War in Ukraine Ukraine: World War 3 Is the Real Danger, Not a Repeat of World War 2.
6. BAsics, 3:8 (BAsics, from the talks and writings of Bob Avakian, RCP Publications.
7. This statement is cited in Something Terrible,´-or-Something Truly Emancipating. It was first put forward in From The Revcoms (Revcom.us): A Declaration, A Call To Get Organized Now For A Real Revolution, also available at revcom.us. Emphasis added.
8. This is part of the important statement soon to be published at revcom.us, From The Revcoms (Revolutionary Communists), Revolution, Building Up The Basis To Go For The Whole Thing, With A Real Chance To Win: Strategic Orientation And Practical Approach.
ملاحظة ختاميّة : حول الطبيعة الحقيقيّة و الجرائم الوحشيّة لهذه البلاد
تحلّل سلسلة الجرائم الأمريكيّة ، على موقع أنترنت revcom.us مائة من أسوأ جرائم هذه البلاد ، منذ تأسيسها إلى يومنا هذا – في قائمة لا تتحدّث عن مجرّد " أحداث معزولة " لأخطاء بل عن نموذج كامل من الفظاعات المتكرّرة المرّة تلو المرّة ، تلو المرّة وهي تعكس الطبيعة الأساسيّة لهذه البلاد – في قائمة ستطول أكثر إلى أن تُطيح ثورة و تجتثذ النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى يحكم هذه البلاد و تعوّضه بنظام مغاير راديكاليّا و أفضل بكثير ، معتمد على " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " الذى ألّفته .
مكثّفا الكثير من الجرائم الوحشيّة لهذه البلاد و لطبقتها الحاكمة ، هناك واقع أنّ هذه الجمهوريّة المسمّأة " الولايات المتّحدة الأمريكيّة هي :
" جمهوريّة " نشيدها الوطني "كتبه مالك عبيد ( آه ، آه قولوا إنّه بوسعكم رؤية ...كلّ العبوديّة ... )! ...
جمهوريّة تأسّست على العبوديّة و السرقة و الإبادة الجماعيّة : مبقية ملايين السود مقيّدين بالسلاسل لأجيال ... قاتلة عددا هائلا من السكّان الأصليّين لأمريكا و سارقة أراضيهم ... خائضة حربا قطعت أوصال نصف المكسيك ، موسّعة بدرجة كبيرة رقعة العبوديّة .
نظام ، من بدايته الأولى وصولا إلى يومنا هذا قد قام على الإستغلال بلا رحمة و لا شفقة ، مستخدما و منتهكا الجماهير الشعبيّة لخلق ثروة لقلّة قليلة ، بتفوّق بيض عنيف ، و تفوّق ذكوري و إضطهاد جندري مبني في أسس هذا النظام و مفروض من قبله ... ناهبا الشعوب في كافة أرجاء العالم ... مدمّرا البيئة و خائضا الحرب غير العادلة تلو الأخرى إلى درجة حتّى تهديد الإنسانيّة في وجودها ذته ... مغتالا الأمل في مستقبل لائق ، أو أيّ مستقبل أصلا . "
( من بيان هام للشيوعيّين الثوريّين ، revcoms ، الولاء [ للثورة ] وهو متوفّر على موقع أنترنت revcom.us ) .
الولايات المتّحدة بلد فيه يقع الهجوم على / ضرب امرأة كلّ 9 ثواني . وهو بلد حيث عدد ضخم من النساء يتعرّض للإغتصاب أو الهجوم الجنسيّ كلّ سنة ، بلد حيث وقع الإنقلاب على حقّ الإجهاض و حرمان النساء منه ، مع تأكيد لتحكّم التفوّق الذكوري في أجسادهنّ و وجودهنّ ذاته ، ما يشكّل بالمعنى الحقيقي جدّا ، شكلا من أشكال إستعباد الإناث . هذا بلد فيه المثليّون و المتحوّلون و المزدوجون جنسيّا يتعرّضون إلى التمييز ضدّهم و إلى الإضطهاد و الترهيب و الشيطنة و الإعتداءات و التعنيف و القتل الصريح .
هذا نظام فيه أكثر من 40 مليون امرأة مورّطة و مستعبدة في التجارة الجنسيّة العالميّة لما يسمّى ب " صناعة الجنس " في الاقتصاد العالمي و النظام الرأسمالي- الإمبريالي عامة ، و فيه كانت الولايات المتّحدة لعقود القوّة المهيمنة .
و ثمّة العنف الكبير غير العادل الذى تقترفه إمبرياليّة الولايات المتّحدة على " الصعيد العالمي " :
" فضلا عن الجرائم المتوصالة ضد الإنسانيّة التي إقترفتها الولايات المتّحدة ، فقط منذ الحرب العالميّة الثانية ، بما في ذلك قتل ملايين المدنيّين في الفيتنام ، و قبل ذلك في كوريا ، و الإنقلابات الدموية التي نظّمتها في أندونيسيا و إيران و غيرهما من الأماكن ، في فترة من 1846 إلى الوقت الحاضر الولايات المتّحدة قد تدخّلت في بلدان جنوب أمريكا و وسطتها – عسكريّا وبواسطة إنقلابات السي أي أي ، أو بطرق أخرى – على الأقلّ 100 مرّة ، بثمن تماما مئات آلاف القتلى و البؤس اللامتناهي لشعوب تلك البلدان . "
( من مقال لبوب أفاكيان " الشوفينيّة الأمريكيّة الوقحة : - معاداة الإستبداد - ك - غطاء - لدعم إمبرياليّة الولايات المتّحدة" وهو أيضا متوفّر على موقع revcom.us .)
و ثمّة واقع أنّ الولايات المتّحدة ( إلى الآن على الأقلّ ) هي البلد الوحيد الذى إستخدم فعلا الأسلحة النوويّة ، بقذفها قنابل نوويّة على مدينتين يابانيّتينفى نهاية الحرب العالميّة الثانية ، حارقة فورا مئات الآلاف من المدنيّين اليابانيّين و معرّضة عديد الآخرين إلى الموت و العذاب البطيئين نتيجة آثار الإشعاعات . و ثمّ ، في زمن أحدث ، وُجد غزو الولايات المتّحدة غير الشرعي للعراق ن هذا الغزو الذى قام على كذب صريح – و الآن الحرب لالوكالة في أوكرانيا ، إلى جانب الإعداد النشيط للحرب مع الصين ، مع نموّ خطر السحق النوويّ .
و كلّ هذا في ظلّ كلّ من الإدارتين الديمقراطيّة و الجمهوريّة .
أمّا بالنسبة إلى مزاعم بيدن ( و قسم من الطبقة الحاكمة يمثّله ) أنّ الولايات المتّحدة منخرطة في صراع تاريخي ، ضمن هذه البلاد ذاتها و عبر العالم ، ل " الديمقراطيّة " مقابل " الإستبداد المعادي للديمقراطية " ، في مقال " فكر " مناهضة الإستبداد " فكر مناهض للعلم – خدمة الإمبريالية الأمريكيّة و الترويج للشوفينيّة الأمريكيّة " ، عرضت القائمة التالية لبعض البلدان ، فقط منذ الحرب العالميّة الثانية ، تحالفت معها الولايات المتّحدة – و في عديد الحالات ، عبر الغزو و الإنقلابات الدمويّة إلخ – نصّبت حكومات قمعيّة " إستبداديّة " ( كانت ستعدّ " إستبداديّة " وفق " منطق " " منظّري" " الإستبداد " ) : الشيلي ...البرازيل ...هايتى ... كوبا ( قبل ثورة 1959 ) ... السلفادور ... نيكاراغوا ... غواتيمالا ... الهندوراس ... بناما ... جمهوريّة الدومينيك ... اليونان ... بولونيا ... أندونيسيا ...الفليبين ... طوريا الجنوبيّة ... فيتنام الجنوبيّة ...الصين ( قبل إنتصار الثورة سنة 19499 ... إيران ...العراق ...تركيا ... إسرائيل .
و مجدّدا، هذه ليست سوى قائمة جزئيّة للحكومات " الإستبداديّة التي يدعمها – و عادة نُصّبت بواسطة غزوات و إنقلابات دمويّة إلخ – إمبرياليّو الولايات المتّحدة ، فقط منذ الحرب العالميّة الثانية .
تحت سطح الظاهر من " الإحترام " ( و حتّى هالة " الكرامة الجدّية المحيط بعديد " قادة " هذه البلاد ، هناك واقع ذهنيّة فاسدة و مجنونة حقّا يجب على المرء إمتلاكها – أو هو مجبر على إمتلاكها – لكي يخدم كوظّف سامي في هذا النظام . فإضافة إلى الوقائع و التحاليل التي قد وفّرتها بعدُ و التي تسجّل بوضوح هه النقطة الأساسيّة ، هناك التالي ، يخدم كمذكّرة أنّه ليس للذهنيّة المجرمة فحسب بل للذهنيّة " الوحشيّة " حقا يمكن أن تنظروا ليس إلى دونالد ترامب فقط أو جمهوريّين فاشيّين آخرين ، بل كذلك إلى شخص مثل هيلاري كلينتن . و كما تمّت الإشارة إليهفى مقال حديث على موقع أنترنت revcom.us ( نسخة معيّنة من الجريمة الأمريكيّة رقم 35: حرب الولايات المتّحدة – حلف الناتو سنة 2011 ضد ليبيا ) في 2011 ، كسكرتيرة دولة في إدارة أوباما ، كانت هيلاري كلينتن ضمن أقوى و أعلى الأصوات المدافعة عن قذف الولايات المتحدة / حلف الناتو بلد شمال أفريقيا ليبيا ما أدّى إلى إزاحة الحكم الذى كان يتراّسه معمّر القذّافي ، و في الوقت نفسه ، موت آلاف الليبيّين . و أدّى كذلك موت القذّافي إلى فوضى عارمة و نزاع مدني في ليبيا ، و قد تواصل بأشكال مختلفة إلى يومنا هذا – و قد ضاعف كثيرا الموت و الدمار الناجم عن الفيضنات الكبرى الحديثة في ليبيا .
و مثلما أشار ذلك المقال على موقع revcom.us ، عندما إعتقلت قوّات المعارضة القذّافي – مستفيدة من أشهر من قذف الولايات المتّحد / تحالف الناتو لقوّات القذّافي – في النهاية القذّافي نفسه و عذّبته و قتلته ، ضحك كلينتن على شاشة التلفزة قائلا " أتينا رأينا ، مات " . لكن الذين إعتقلوا القذّافي و قتلوه لم يقوموا بمجرّد تعذيبه بالمعنى العام : لقد إغتصبوه ، بطريقة وحشيّة بشكل خاص . مطّلعا على ذلك ، قام كلينتن بالتصريح الوحشيّ ببهجة : " أتينا ، رأينا ، مات " .
ثمّ هناك باراك أوباما نفسه و الذى كان إنتخابه ك " أوّل رئيس أسود " يفترض أن يُنظر إليه كمكسب عظيم و " دليل " على انّ هذه البلاد تواصل التقدّم بإتّجاه " وحدة أكمل " . التالي يوفّر بعض و فقط بعض الحقيقة حول الدور الفعلي لأوباما، كرئيس للسلطة التنفيذيّة لهذه القوّة الرأسماليّة – الإمبرياليّة الوحشيّة حقّا ، و بأكثر جوهريّة الحقيقة حول طبيعة هذه البلاد و هذا النظام ككلّ .
سنة 2012 ، تحدّث باراك أوباما بهذه الكلمات بينما كان يمدح جيش الولايات المتّحدة لدوره في الفيتنام : " من أكثر فصول تاريخنا إيلاما كان الفيتنام – و بوجه الخصوص كيف تعاطينا مع فياقنا التي خدمت هناك ... لقد كتبتم أروع صفحات الشجاعة و النزاهة في كتب التاريخ العسكري . "
( باراك أوباما ، 28 ماي 2012 ، جزء من إحياء ذكرى حرب الفيتنام )
لم يوجد و لا يوجد شيء " بطولي " بشأن جيش الولايات المتّحدة . بالعكس ، إنّه – دون أدنى مبالغة – آلة لا توصف لجرائم الحرب الكبرى و الجرائم ضد الإنسانيّة و أعماله في الفيتنام تمثّل تكثيفا منهجيّا لهذا ، بدرجة دمار و فساد لا يتصوّر تقريبا :
قتل ملايين المدنيّين الفيتناميّين بقذف و قصف مستمريّين بالقنابل بما في ذلك لمدارس و معاهد و مستشفيات و سدود و البنية التحتيّة الحيويّة الأخرى و الإستعمال على نطاق واسع لقنابل النبالم ،و الفسفور الأبيض و العميل البرتقالي ، و ملايين الأسلحة المعادية للأشخاص ، و حرق حتّى الموت و التسبّب في غعاقة أعداد ضخمة من الأطفال و غيرهم ؛
تدمير معيشة ملايين الفيتناميّين – تحطيم أجزاء كبيرة من الأراضي الفلاحيّة و الماشية اللازمين جدّا لسكّان ريف الفيتنام؛
تعذيب المسجونين – بما في ذلك أعداد كبيرة من المدنيّين – ذكور و إناث ، شيبا و شبابا ، بمن فيهم صغار السنّ جدّا ؛
قطع أعضاء من الأجساد و حمل أجزاء من أجساد الفيتناميّين القتلى ك " جوائز " ؛ الإغتصاب الجماعي للنساء و الفتيات الفيتناميّات .
كلّ هذا و أكثر قام به جيش الولايات المتّحدة و جنوده " الأبطال " .
و تتضمّن سلسلة " جرائم أمريكا " رواية عن مجزرة ماي لاي في الفيتنام و حسبها قتل الجنود الأمريكان بشكل طائش أكثر من 500 مدني تقريبا جميعهم من المسنّين و النساء و الأطفال غير المشاركين في القتال . و إنّه لواقع تمّ توثيقه توثيقا جيّدا أنّ هذه المجزرة لم تكن نوعا من الإستثناء أو التجاوز بل مثّلت المقاربة الأساسيذة و الوسيلة الأساسيّة لآلة الحرب الأمريكيّة في الفيتنام ، مغذّاة إيديولوجيّا بزيج فاسد و مسموم من الجهل و معاداة الشيوعيّة بصفة غير عقلانية و الشوفينيّة الأمريكيّة و العنصريّة الفجّة و كره النساء ، كان يُنظر إلى الفيتناميّين و يعاملون على أنّهم أدنى من البشر " منحطّين "، و الإناث أدنى الجميع .
هذا هو التاريخ الفعلي لدور الولايات المتّحدة في الفيتنام و هو يعتبر حسب الأذهان الملتوية لرؤساء الدولة الإمبرياليّة الأمريكيّة ، كبراك أوباما ، و يُمدح على أنّه " أروع صفحات الشجاعة و النزاهة في كتب التاريخ العسكري . "
و لا يكشف هذا فقط ذهنيّة أوباما الفاسدة تماما – و كلّ من يتراّس هذا النظام الوحشيّ حقّا – لكنّه كذلك الحال أنّ أوباما هنا عن إرادة و بخبث يعيد كتابة التاريخ : إنّه يقلب الأمور رأسا على عقب بشأن الدور الفعلي لهذه " الفيالق " في الفيتنام . إنّه يشتكى من أنّ " الفيالق " التي تقف وراء هذه الفظائع في الفيتنام لم يقع شكرها " لخدمتها " لجرائم الحرب الرهيبة ، لكن بدلا من ذلك ، جرائم الحرب هذه عن حقّ و بصفة عادلة أدانتها الجماهير الشعبيّة في هذه البلاد .
و يُخفق ( أو يرفض ) أوباما في أن يُشير إلى واقع أنّ العديد من هذه الفيالق ( و الفيالق السابقة ) توصّلت إلى التمرّد المفتوح ضد ما كانت تصدر الأوامر للقيام به في الفيتنام و أضحت جزءا هاما من المعارضة الجماهيريّة لدور الولايات المتّحدة في تلك الحرب . و في تعارض مع ما يدافع عنه بفساد أوباما على أنّه بطولي ، ذلك التمرّد للفيالق الأمريكيّة ضد الحكومة و النظام الذى كان يُشجّعها و يقودها لتقترف فظائع رهيبة لا تصدّق – ذلك النوع من التمرّد شيء حقّا يجب تكريمه و تشجيعه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي