الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة بعنوان -الساعة التاسعة بعد القصف-

فرح تركي
كاتبة

(Farah Turki)

2023 / 10 / 21
الادب والفن


التاسعة كنت اتناقش مع زوجتي ونحن جالسين على المائدة، وجبة الفطور، هنيئة والوقت يمر ببطء، أعرف انها تنزعج عندما أنشغل عنها بصحيفة، او باتصال هاتفي او أسمع الأخبار، هي تكرر دوماً بأن اللحظة التي تمر دون أن نستغلها بشكل صحيح لا يمكننا أستعادتها، هذا القول الذي مللت من سماعة منذ احد عشر عاما وهذا الرقم يشير إلى تاريخ زواجي بها، لم اكن اتفطن لذلك، ما الذي تريده هذه المرأة الجميلة الناعمة مني، ان امسك بيديها الناعمتين بيد واليد الأخرى اتناول بها فطوري، او امسك بكوب الشاي الذي أمامي، لكني لاحظت باني افعل ذلك، حينما أكون متأخرا واستعجل للخروج، افعل في كل لحظة، أمرين واخرج.
أجد ان تبادل النظرات والكلام الحلو امر تجاوزته، لقد أصبحت بكل جمالها وبهائها لي وستظل لباقي العمر، وانا افكر بمرار تلك الكلمات المستهلكة، سهوت، كأني أخذت إلى عام ثان، شعرت بانطفاءه، عيناي تبصر، ولكن كل ما حولي يذوب ويتخلى عن حالته الصلبة، حتى هي، أصبحت ماء، لا ليس ماء، بل دماء، فهذا اللون أحمر. وغبت عن العالم وانا أرى كتله من السقف تسقط علينا.
لا زلت أرى، دون تلك العتمة التي أستقرت فوق تلك المائدة الخشبية البسيطة، أذكر أني أشتريتها لاني مللت تأرجح السابقة المصنوعة من البلاستك وانسكاب الشاي والماء، كانت متينة إلى درجة ما، لم تصل لمتانة السقف الذي سقط علينا، رأيت،السماء فضاء رحب ممتلئ بالعابرين، لهم أجنحة من نور، رايتهم مستبشرين، لم أنوي المضي معهم، كنت ملهوفا أبحث عن عائلتي، عن زوجتي التي كانت تطالعني وكاني اعظم ما تملك، تسألت عن هذا، ايكون مناما، كابوساً، ام هو الواقع الذي رأيت ابشع منه مرات ومرات
من مكان بعيد رأيت اقفاصا، سوداء يجرها ملائكة غلاظ، وجوه اعرفها، هم سكفوا الدماء، ادركت انهم سيساقون إلى جهنم، حيث يلتقون بفرعون وكل ممن شاكلته من اباد العباد وخرب البلاد..
ولكن الدخان يتصاعد، الموت يتجول بخفة، ملاك الموت مشغول جداً، هو يتلطف مع الأطفال الرضع، يغريهم بابتسامة يلوح لهم بشكولاتة، وهم لا يعرفون ما هذه، يريهم وجوه امهاتهم، فيقدمون نحوه بأمان، وهو هذا فعلآ امان...
وقت تسليم الامانة، الروح الذي هي من الله ولله...
أعلام ترفرف، صخب كبير، اذكر ان لساني قد لسع وانا اشرب الشاي جهلا مني بمدى سخونته، الان لا أشعر بشيء، الآن أنا أنساب،،، كخفة الريشة وابتعد عن الأرض وابحث عن مكان أكثر امانا، عن سقوف لا تقع على رؤوس ساكنيها، عن مكان لا تشعر بأنك فية مهدد بالموت في اي لحظة، علني التقي بأحبتي هناك.. الوداع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??