الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متْ قاعد

ندى مصطفى رستم

2023 / 10 / 21
الادب والفن


مثال مفهوم للجميع والذي يقودك على أنك أصبحتَ غير منتج وخرجتَ من سوق العمل، أو ركنتَ على الرف تنتظر وصول القطار ليحملك إلى محطتك النهائية، بداية مجهولة إما الجنة أو النار، لأنهم زرعوا بعقولنا ذلك المكانين، حين تسمع أو تقرأ ذلك المثال الملعون، نعم ملعون، بجعبته الكثير والكثير، دوامة لا نهائية له، سؤال يحفر برأس المستمع أو القارىء، وذلك للتقاعد عدة أوجه!؟ رغم أننا نعرف أن للمرء وظائف كثيرة في هذه الحياة، بعضها لا تحتاج لشهادة وإنما الفطرة أو التجربة تكون كافية، وبعضها يلزمها الشهادة أو ما شابه ذلك، ولكن الحالة النفسية للمتقاعد، متعبة متشائمة كأنها نهاية العالم. ممكن التقاعد يحصل بمؤسسة الزواج، وأحد الطرفين يقرر التقاعد من هذه المهمة ونجدها تحصل بكثرة بسبب أو بدونه، وكذلك يحدث التقاعد عندما يمارس المرء دور الأم أو الأب أو لموقف سخيف كعناد الاهل وعدم تفهم أولادهم.
يجب أن نأخذ بالحسبان تطور الاجيال، ويحدث التقاعد أحد الاطراف ويتقاعس عن إداء مهامه، أو يمكن أن يحدث بموقف مؤلم وهنا التقاعد يكسر المرء، ممكن بحالة الصداقة يحصل التقاعد وخاصة عندما تكون معتمدة على ركائز هشة، ومحتمل في حالة الحب فجأة تنهار العلاقة ويدخل الطرفان بحالة التقاعد لسبب بسيط او هناك اسباب معقدة التركيب، ربما لعدم فهم بعضهما البعض، و لم تكن مقومات الحب متكاملة كغياب الصدق و الاحترام أو تكون عوامل لا يمكن تجاوزها بحكم العادات والتقاليد، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل يحق لهذا الحب ان يتطور ضمن تابوهات محكوم بالعيب والحرام؟ الذي لقن له منذ نعومة أظافره أو ربما لم يستطيع احد الطرفين أن يتنازل عن عناده ويفشل الحب، وكلا الطرفين يشلف على الآخر لومه وتقصيره؟ ويختموا حوارهم المسدود بعبارة واحدة وصوت واحد (لكل البداية لها النهاية) وهكذا يدخل الحب بدائرة التقاعد وينام ولكن لا يموت لأن هناك بعض الذكريات الحلوة تبدأ أن تنشط بشريط ذاكرتهم ويعترفوا حقا كانت أياما حلوة ولكن يجب أن نتوقف ونتقاعد ويقطعوا وعدا مع أنفسهم بعدم العبث بالقلب أو بالوقت.
بصراحة ذلك المثل جعلني أنظر له باحترام ويجب تقبله. لانه يحفز المرء على أن يعيد ترتيب أفكاره وتصرفاته وخياراته في الحياة المتبقية له. عليه الايكتئب عندما يقرأ المثل أوعندما يعرف عن وضعه الجديد أصبح داخل دائرته فقط عليه التأقلم .فهذا المثل كان حافزاً لكتابة هذا النص، وبدأ الصراع والمقارنة بين مجتمعنا والمجتمعات الأخرى، لأنني عندما هجرتُ قسراً الى أوروبا اكتشفت كيف يتعاملون مع تلك الصفة (متقاعد /متقاعدة). نجدهم بقمة السعادة يحاولون أن يرتبوا حياتهم الجديدة، يتفرغون لأنفسهم وأحبتهم ويقيمون اللقاءات في المقاهي ويغتنمون أي فرصة كي يفرحوا، بينما الدولة تؤمن لهم كل العناية الصحية والأمان. أما في مجتمعنا الشرقي للأسف ثقيلة ومتعبة كأنها نهاية العالم فنقرأ بطريقة خاطئة ونستسلم وندخل بدائرة الكآبة، عندما نلفظها (مت وانت قاعد) أي دورك إنتهى!.
لذلك عبء المثل يكون ثقيلاً: إنك متقاعد! متى نستطيع أن نعيش بسلام تحت سماء بلادنا ...!؟
هل نحن الآن كلنا متقاعدون؟ سؤال لا جواب له الآن!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما العمل
حميد صائغ ( 2023 / 10 / 22 - 00:29 )
اعتقد انت قد قمت بتقزيم بعض من عاداتنا وتقاليد، اذا الدولة ما تعطي المال، يعني راح ننسى ثقافتنا،،،مع تحياتي لك


2 - اختلاف في الثقافات
جميلة حسن ( 2023 / 10 / 22 - 10:58 )
كأنني ارى أن الفكرة المقالة غير واضحة عندك؟ أحببتي أن تكتبي ربما، لماذا املك هذا الشعور تجاه مقالتك لم افهم ، هو الموضوع مناصفة بيننا. شكراً


3 - مقارنات
حمودي اسماعيل ( 2023 / 10 / 23 - 23:44 )
لا اعرف لما المقارنة بين المجتمعات، لان الأمر معروف للجميع، هم هكذا مرتاحين ونحن كذلك هكذا مرتاحين، لهم شموسهم واقمارهم ولنا شموسنا واقمارنا،،،تحيتي لك


4 - ضياع
حمودي اسماعيل ( 2023 / 10 / 30 - 11:45 )
ماذا تريد أن تقول لنا. ما الهدف من هذه المقالة. ولك كل التحية

اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب