الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


Euro 60 تقاعد اهم محرج مسرحي عراقي

ياسين النصير

2006 / 11 / 15
حقوق الانسان


من المخجل أن يحدث ذلك وثروة العراق تنهب من قبل المليشيات والمرتزقة، فقد اخبرتني زوجة الدكتور عوني كرومي بانها حصلت على راتب تقاعدي لزوجها من ألمانيا قدره 60 يورو شهريا فقط، نتيجة عمله لسنوات قليلة في المانيا، ولذا فهي غير مطالبة أن يمن أحد ما عليها وعلى اسرتها بقدر ما تطالب بحقوق زوجها التي قضاها في التدريس بجامعة بغداد – اكاديمية الفنون الجميلة- فقد ذهبت تلك الوعود البراقة والكلمات المعسولة التي سمعناها من أفواه المسؤولين بانصاف المثقفين العراقيين، وهذا الشاهد يؤكد أن لاحدا ينصف المثقف العراقي في منفاه يوم اجبر عليه، ولا في طلب حقوقه يوم اصبحت من حق كل عراقي. أن حق زوجها في التقاعد حق يكفله القانون، فهو الاستاذ الذي درس في اكاديمية الفنون الجميلة لاكثر من خمس عشرة سنة،استاذا ومشرفا وفنانا ومخرجا،وخدم المسرح العراقي لاكثر من اربعين عاما في داخل العراق وفي خارجه، وقدم اكثر من سبعين عملا مسرحيا بعروض تقدر بالمئات، ورفع علم العراق في منتديات ومهرجات المسرح في دول عدة، واقام ورشا للمسرح وكان سفيرا متجولا للفنانين العراقيين وحاضنة كبيرة للانتاج الفني والثقافي وقدم له اليد وساهم في بنائه وتشييد اسسه عندما كان يقدم الاعمال على طول بلدان العالم وعرضها، أو عندما يقدم معونات عملية للكثير من فناني المسرح في هجرتهم أو ديارهم. والسبب أن عوني كرومي خرج من العراق مهاجرا بعد أن لاحقته السلطات الفاشية وضيقت عليه خشبة المسرح ومنعت عروضه، فاعتبر مستقيلا حسب ما قاله عميد اكاديمية الفنون الجميلة الدكتور عقيل يوسف لزوجته، ولذا لا يستحق التقاعد كما يقول الدكتور عقيل..هل مثل هذه المهزلة مهزلة اخرى؟.
قبل سنة تقريبا قدمنا مبادرة المثقفين العراقيين في هولندا لانصاف الموتى والمرضى من المثقفين العراقيين في المنفى، وارسلناها لكل المسؤولين العراقيين بما فيهم جلال الطلباني ومكتبه الصحفي والثقافي ومستشاريه وهي مبادرة ليست شخصية ولا علاقة لها بحاجات موقعيها، بل بحاجة مجموع المثقفين العراقيين أينما كانوا وتحت اي لافتة حزبية او دينية او قومية، ولكن للأسف الشديد، والكلمة غصة في القلب، ان بعض المثقفين وقفوا ضد المبادرة، ومن بينهم ممن وقع على وثائقها الأولى، بل وعمل على تعطيلها، بينما السفارة العراقية في هولندا وعلى راسها السفير العراقي سياميند البنا بعد أن ابدى استعداده لنصرة المبادرة جند لاحقا من يخربها من المثقفين الأكراد، بحجة أنها باسم مثقفين عراقيين وليس باسم السفارة!! وقد نجح الاثنان في تعطيلها للأسف الشديد.اما لماذا عطلوا مثل هذه المهمة الشريفة؟لا ندري؟ربما أنهم اصدقاء عزرائيل او ممن لا يرتضون أن يكونوا امناء لمناصبهم ومواقعهم الثقافية إلا بما يخصهم ويخص اقربائهم. تكلمنا مع وزير الخارجية هوشيار زيباري في عمان أمام حشد كبير من المثقفين العراقيين عن هذه المسألة وغيرها ووعد، ولكن السيد الوزير قد نسى ما وعد به،ونامت كما ينام حجا، وما اكثر النسيان في دولة المليشيات والفساد.المسألة غير مفهومة لحد اليوم، لماذا لم يعط المثقف راتبا تقاعديا يتناسب وحجم السنوات التي قضاها هل ان الفصل السياسي الذي مارسته السلطات الفاشية ساري المفعول في النظام الجديد؟اعتقد ثمة خلل في فهم المسؤولية وعلينا أن نضرب على مروجي الفصل السايسي السابق بحجة تعطيل حق المثقف المتوفي أو المريض. كما اتساءل لماذا وقف البعض من المثقفين العراقيين ضد مبادرة انصاف الموتى والمرضى من المثقفين في المهجر؟ الم يخجلوا من سيعهم المشبوه هذا؟. بينما نراهم اليوم يتنادون لعقد مؤتمر للمثقفين بعد أن افشلوا كل المؤتمرات السابقة للثقافة العراقية وكأنهم سيخلصون العراق من أزمته، السؤال لماذا وقفوا ضد مبادرة إنصاف المثقفين الموتى والمرضى من العراقيين!!
اليوم يحصل الدكتورعوني كرومي الاستاذ والاكاديمي وصاحب سبعين عملا مسرحيا ومتجولا في اربعين مسرح عالمي على راتب تقاعدي قدره 60 يورو فقط!! لا يمكنك أن تشتري بها حذاء ترفعه بوجه قرد. ياللمهزلة، زوجته تقول شكرا لالمانيا، لأنها لم تنس عمله فيها، بينما توجه غضبها وغضب أولادها للمسؤولين في العراق الذين وظفوا جملة من المستشارين في دول اوربا لتقديم مشورات لهم بشأن المثقفين العراقيين في المنافي ولكن دون جدوى.
سيكون تقاعد وحقوق الدكتور عوني كرومي وغيره من مثقفي العراقي مادة لنا في مؤتمرات المسرح والثقافة أينما حللنا، وسنكون صوتا جارحا لكل من عطل مهمة مبادرة المثقفين لانصاف المرضى والمتوفين من المثقفين العراقيين.ونطلب من كل الضمائر الحية من مثقفي العراق وكتابه ان يرفعوا صوتهم ضد مثل هذه المهانات التي تعتمدها هيئات المؤسسة الثقافية في الخارج التي تدعي رعاية المثقفين وهيئات الحكومية في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر