الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مظاهرات الشعوب العربية المؤيدة للفلسطينيين تعيد الأمل لأمتنا وتبشر ببزوغ فجر جديد

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2023 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


اجتاحت المظاهرات الجماهيرية المؤيدة للفلسطيني، والرافضة للاعتداء الإسرائيلي الغاشم على غزة عواصم ومدن العالم العربي، والعديد من مدن العالم الرئيسية على الرغم من محاولات معظم الدول العربية المهادنة والمطبعة مع دولة الاحتلال والدول الغربية المؤيدة لها تطويقها ومنع انتشارها ومن ثم إفشالها.
الشعوب العربية التي خرجت بمئات الألوف في مظاهرات عمت العواصم والمدن العربية أظهرت دعمها للمقاومة ووقوفها إلى جانب أهلنا في غزة، وأثبتت للعالم أجمع أنها ما زالت وستظل تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها الأولى، وإنها مستعدة لمشاركة الفلسطينيين في مقاومتهم لدولة الاحتلال وفي الحرب التي تشنها على غزة، وإن التطبيع الرامي لتصفية القضية وتكريس الاحتلال قد فشل لأنه لا يتماشى مع إرادتها الرافضة للاستسلام والخذلان، وإن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال، واستعادة الشعب الفلسطيني لوطنه المحتل وإقامة دولته المستقلة.
الزلزال الذي أحدثه هجوم المقاومة المظفر على دولة الاحتلال، وهبة الشعوب العربية ونزولها إلى الشوارع بمئات الألوف، وفشل الأنظمة في منعها وإيقافها له دلالات متعددة من أهمها: أن الشعب الفلسطيني لا يقهر ولن يستسلم أبدا وسوف ينتصر، والشعوب العربية تدعمه وتقف إلى جانبه ولن تتخلى عنه وترفض التطبيع مع دولة الاحتلال رفضا قاطعا، والهوة بينها وبين حكامها خاصة حكام أنظمة التطبيع تتسع يوما بعد يوم، وان القضية الفلسطينية عادت إلى الصدارة كقضية الأمة العربية الأولى، وكقضية دولية تهدد السلام العالمي.
الشعوب العربية الغاضبة التي نزلت إلى الشوارع تحدت حواجز وتطويق قوات الأمن لها، ونجحت في وضع الأنظمة العربية في مأزق لا تحسد عليه بإظهار عدم قدرتها عن حماية شعوبها وأوطانها، وعلى فتح حدودها مع فلسطين وتزويد أهلنا المحاصرين في غزة بالغذاء والدواء والوقود، وفشلها الدبلوماسي الذريع في إقناع دولة الاحتلال وشركائها في العدوان وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية، ودول الاتحاد الأوروبي، وبريطانيا بوقف هذا العدوان الظالم البربري غير المسبوق على شعبنا الفلسطيني، ولم تجرؤ ليس فقط على التهديد بإلغاء اتفاقيات التطبيع، بل حتى على استدعاء سفراء دولة الاحتلال للاحتجاج واستدعاء سفرائها من تل ابيب، واكتفت بالمطالبة العبثية الجوفاء بوقف اطلاق النار والتهدئة!
دعم الشعوب العربية لأبطال امتنا في غزة والضفة الغربية يشير بوضوح لا لبس فيه إلى أن الوضع الفلسطيني والعربي الذي كان قائما قبل هذا العدوان الصهيوني لن يعود كما كان عليه بعد انتهائه؛ فالقتل والدمار الذي أحدثه لن يؤدي إلا إلى مزيد من الإصرار الفلسطيني على المقاومة والثبات في الأرض ودحر الاحتلال، والشعوب العربية الغاضبة التي هتفت في العواصم والمدن العربية " كلنا حمساوية " متحدية بذلك أنظمة التطبيع والاستسلام، تبشر ببزوغ فجر وواقع عربي جديد.
ولهذا فإن من واجب الأحزاب السياسية العربية، ومؤسسات المجتمع المدني، ووسائل الاعلام، ورجال الدين، والمثقفين المشاركة في هذه الحركات الشعبية المعبرة عن إرادة الأمة، ودعمها، والعمل على تعزيزها وانتشارها واستمرارها لأنها أعادت لشعوبنا ثقتها بنفسها، وشعورها بانتمائها القومي، وقدرتها على الانتصار، وقد تقود إلى تغيرات سياسية هامة تشكل قوة ضاغطة تهدد بقاء الأنظمة العربية المتخاذلة، خاصة أنظمة التطبيع، وترغمها على إعادة النظر باتفاقيات السلام الزائف التي وقعتها مع هذا العدو الذي لا يفهم سوى لغة القوة!
إن التضحيات الجسام التي يقدمها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية دفاعا عن فلسطين وشرف وكرامة ومستقبل امتنا العربية تشعرنا جميعا بالفخر والاعتزاز، وتثبت صدق ما قاله زعيم الأمة الراحل الخالد جمال عبد الناصر " إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح