الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سفاهة الأدب في رواية -ليلة واحدة في دبي- هاني نقشبندي

رائد الحواري

2023 / 10 / 22
الادب والفن


هناك نصوص تأخذ شكل الأدب، لكنها فارغة المحتوى، فلا صوت فيها ولا فعل ولا فكرة، فهل تم صياغتها ليقال عن كاتبها (روائي)؟ ولا أدري ما الهدف من وراء نشر هذا النوع من (الأدب)؟ هل هو إغراق القارئ/الأمة بوحل التفاهة أكثر مما هي فيه؟ أم إضاعة وقت القارئ؟ أم ترسيخ فكرة عدم أهمية الوقت في المجتمع، فلا بأس من تقديم مثل هذا النوع من (الأدب) لأنه يسلب الوقت/الزمن من الناس؟.

وأتوقف هنا قليلا عند دور النشر التي لا تهتم بالمضمون/بالمحتوى الذي تقدمه للقارئ، بقدر اهتمامها بالمبلغ المالي الذي تأخذه من (الكاتب)، فأين دورها كدور/مؤسسات ناشرة لثقافة يفترض أن هدفها رفع شأن الأمة الغارقة في الذل والخنوع؟ ليست هنا منظرا بقدر أننا فعلا بحاجة إلى من يقول لا، ولا كبيرة بحجم الكون، حتى لو دفعنا ثمنها مزيدا من المعاناة، فكل الرسل والأنبياء والمصلحون دفعوا ثمنا لمواقفهم، وهل هناك أكثر دعاة للإصلاح ممن ينشر الأدب والثقافة والفكر والمعرفة؟.
والآن سأشير إلى ما جاء في (رواية) "ليلة واحدة في دبي" فبعد قراءة أكثر من ستين صفحة منها، لم أجد فيها سوى سرد فارغ يتحدث عن "ياسمين" التي تفقد معرفة (اسمها) علما بأنه كان يمكنها الاستعانة ببطاقة هويتها والرجوع إليها لمعرفة اسمها، لكن السارد أراد تضيع وقت القارئ في هذه المسألة، بحيث عمل على إضاعة القارئ في أمر تافه، فالرواية ليس لها أي هدف نبيل أو غاية فكرية أو أدبية، سوى اجترار قراءة كلمات لا روح ولا حياة فيها.
كما أن العنوان لا يخدم المضمون، فليس هناك أي علاقة بالليلة الواحدة مع محتوى الرواية، كما أن السارد أشاره ـ دون وعي منه ـ إلى أن "ياسمين" تعمل عاهرة عندما ذهبت إلى شقة كانت تقطنها وقالت لصاحبتها أنها كانت مع فتيات روسيات وأوكرانيات وحددت واحده منهن باسمها "ساشا".
كل هذا يجعلنا نقول إن مثل هذا (الأدب) ما هو إلا تشويه لوعي الأمة، وما يراد به إلا إغراقنا أكثر في وحل التخف والتفاهة والسفاهة، وإبعادنا عن قضايانا الجوهرية، وإبقائنا كأمة وكشعوب في حالة الذل والخنوع ليس أكثر.
وإذا ما توقفنا عند تاريخ صدور (الرواية) الطبعة الأولى2010، والطبعة الثانية 2010 نتأكد أن هنا محاولة جذب القارئ بصورة تافهة/سخيفة إلى الرواية، حيث يدعي صاحبها بأنها صدرة بأكثر من طبعة في السنة ذاتها، لكنها في حقيقة الأمر طبعة واحدة.
(الرواية) من منشورات دار الساقي، بيروت، لندن، الطبعة الأولى، الثانية 2010.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب


.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس




.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد


.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد




.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد