الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية الفلسطينية بين الخذلان والخنوع

محمد العرجوني
كاتب

(Mohammed El Arjouni)

2023 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


على إثر قمة السلام المنعقدة بالقاهرة، التي لم تخرج ببيان نظرا لوجهات النظر المتباينة بين العرب والغرب والتي فضحت هذا الأخير عندما اعترض عن وقف العدوان الص&يوني، ما يجعلنا نتساءل لماذا شارك أصلا في قمة تدعو للسلام؟ قمة جاءت كتتويج لتوصيات قمتي الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، على ما اعتقد، نجد أنفسنا مرة أخرى أمام تراشقات متناقضة بين الدول العربية والإسلامية، لا تختلف عن تلك التي قرأناها وسمعناها منذ نعومة أظافرنا، حول اللقاءات العربية والإسلامية كلما تعرضت فلسطين للاعتداءات الوحشية الص&يو-غربية بقيادة الويلات المتحدة منذ النكبة. تراشقات بين من يكتفي بالتنديد "احتراما" لما يسمى "بالقوانين الدولية"، وبين من يعبرون عن سخطهم ولا يعترفون بهذه "القوانين الدولية" المجحفة والتي تكيل بمكيالين، ويبدون عن رغبتهم في الدفاع عسكريا عن فلsطين. امام إذا هذه الأسطوانة المشروخة، والتي مازالت تدور تحت إبرة التناقضات بين من يطلق عليهم نعت محور المقاومة أو الممانعة، ومن ينعتون بالخانعين، لا نتردد لنجزم بأن لا شيء تغير. نفس المواقف التي تتوالى على الأجيال منذ النكبة الأولى، وهي مواقف لا تتعدى بيانات تنديدية وتحركات تتجلى في بعض المساعدات الطبية أو الغذائية أو عقد قمم سلام، بدون سلام، كهذه التي أشرنا إليها. ويظل الصراع بين الجانبين لكن في الأخير تكون "الغلبة" للمجموعة "الخانعة" ، فتنصهر المجموعة "المقاومة" فيها ويسود الصمت، وتبقى التراشقات... والمزايدات... بدون نتيجة...وبدون صدى...
الصراعات داخل المجموعات كيفما كانت، مسألة عادية، بل وصحية، كما يحدث مثلا داخل الأحزاب والنقابات. لكن حينما يستفحل هذا الصراع الناتج عن رؤى واستراتيجيات مختلفة، بل ومتناقضة، وتجنبا لعدمية رحى تطحن الماء، فإن الحل هو الانقسام لتأسيس هيئة أخرى أكثر راديكالية وانسجامية. كما نلاحظه بين الفلسطينيين أنفسهم. لهذا أتساءل لماذا لم ينتظم من لهم مواقف قد تعبر عن المواقف الشعبية فيما يخص القضية الفلسطينية، أو ما يسمون بمحور المقاومة أو الممانعة، هيأة أخرى أكثر حس نضالي من الأصل؟ فيشكلون هؤلاء الممانعون جامعتهم العربية ومنظمتهم للتعاون الإسلامي وهكذا قد نلمس على أرض الواقع تقدما في الدفاع عن القضية الفلسطينية عوض أن تبقى شعارات جوفاء، لا تتماشى والمقاومة الفلسطينية، بل وقد تفضح خاصة خذلان من يدعي القوة وتزيح الغطاء عن ضعف أخطر بكثير من ضعف الأصل الذي اكتفى بالتنديد والخضوع والاعتماد على "القوانين الدولية"؟
هكذا تظل القضية الفلسطينية معلقة بين خنوع مجموعة تتعامل مع "قوانين دولية" لا تطبق إلا لصالح الاحتلال، وخذلان من يدعون القوة ويؤججون الوضع من بعيد وحينما تقوم المقاومة الفلسطينية بأعمال دفاعية لا تجد من دعمهم سوى الشعارات والمظاهرات والقصائد الشعرية...بل وقد تتحول شعاراتهم إلى سباب وشتائم ضد الخنوعين "للقوانين الدولية" متناسين أن دورهم أولا وقبل كل شيء أن يدعموا المقاومة الفلsطينية على الساحة بأفعال ملموسة عسكرية، ويتركوا للخنوعين تقديم بعض المساعدات التي يسمونها إنسانية ولعب دورهم الدبلوماسي وهكذا تتكامل الرؤيتان في جدلية بناءة، لأنه في أي صراع، كما يعلمنا التاريخ، لابد من عمق سياسي ودبلوماسي لأي مواجهة مسلحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا