الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تجاهلت إسرائيل التحذيرات المصرية بشن هجوم طوفان الأقصى ستظل مصر الحكام ورقة رابحة في يد الكيان الصهيوني

إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)

2023 / 10 / 23
القضية الفلسطينية


ستظل مصر الحكام ورقة رابحة في يد الكيان الصهيوني



حسب أكثرمن مصدر إسرائيلي تجاهلت إسرائيل التحذيرات المصرية بشن هجوم مفاجئ ستقوم به المقاومة الفلسطينية حماس
كما ادعى رئيس المخابرات المصرية أنه حذر بنيامين نتنياهو من أن “عملية مروعة” ستنطلق من قطاع غزة. وبحسب قوله فإن الحكومة الإسرائيلية لم تستمع لنصيحته.
وقد فاجأ هجوم حماس الضخم الإسرائيليين... ولكن أيضًا أجهزة المخابرات الإسرائيلية. طالب الإسرائييليون بإجابات من الأجهزة السرية فيما يتعلق بعدم قدرتها على توقع هجوم المقاومة الفلسطينية. و أصبحت الأسئلة أكثر إلحاحا منذ أن قال مسؤول في المخابرات المصرية إن الحكومة الإسرائيلية تجاهلت تحذيرات متكررة من أن لمقاومة الفلسطينية في غزة كانت تخطط "لشيء كبير".
. ولا يخفى على أحد اليوم أن القاهرة توسطت في كثير من الأحيان بين إسرائيل وحماس، ونصحت الإسرائيليين مرارا وتكرارا بمراقبة قطاع غزة حين كانوا يفضلون التركيز على الضفة الغربية والتقليل من التهديد الذي يشكله قطاع غزة. علما أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تتألف من أنصار مستوطني الضفة الغربية الذين طالبوا بشن حملة أمنية في مواجهة المقاومة المتزايدة
لكن بنيامين نتنياهو نفى تلقيه مثل هذا التحذير، معلنا في خطابه " لم ترسل مصر أي رسالة مسبقة". وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه لم يلتق برئيس جهاز المخابرات منذ تشكيل حكومته. ومع ذلك، وفقًا لموقع واي نت، فإن وزير المخابرات المصري، اللواء عباس كامل، اتصل شخصيًا ببنيامين نتنياهو قبل عشرة أيام فقط من الهجوم الضخم لإبلاغه بأن سكان غزة من المحتمل أن يفعلوا "شيئًا غير عادي ".
صورة الموساد المشوهة

اكتسبت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية هالة من المناعة على مدى العقود الماضية بفضل سلسلة من الإنجازات. وقد أحبطت إسرائيل عمليات في الضفة الغربية، وتعقبت بعض نشطاء حماس في دبي، واتهمت بقتل علماء نوويين إيرانيين في قلب إيران. وحتى عندما فشلت جهودها، احتفظت وكالات مثل الموساد والشين بيت والاستخبارات العسكرية بغموضها.
لكن هجوم طوفان الأقصى، الذي فاجأ إسرائيل تحدى تلك السمعة وأثار تساؤلات حول مدى استعداد إسرائيل في مواجهة عدو أضعف ولكنه حازم. وبعد أكثر من 48 ساعة من بدء الهجوم، واصل مقاتلو حماس قتال القوات الإسرائيلية داخل الأراضي الإسرائيلية، وأسرت حماس أكثر من 100 إسرائيلي في غزة
حرب يوم الغفران كيبور
لقد فشلت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في مهمتها، حيث واجهت عدم استعداد تاريخي مقارنة بما كان سائداً أثناء حرب يوم الغفران في عام 1973. وقد أُخذ الجيش الإسرائيلي على حين غرة، إذ لم يتمكن من التصدي بفعالية لعملية حماس، التي استخدمت تأثير المفاجأة. و مناورات مشتركة الأبعاد- أرض جو بحر - و ذلك رغم اعتماد إسرائيل على التكنولوجيا المتقدمة لاستباق التهديدات وتحييدها مسبقا.
اتضح بجلاء أن هناك مشكلة في الترقب، وربما مشكلة في تحليل مستوى التهديد،. فالسيناريو الذي تصورته الأجهزة الإسرائيلية كان بالأحرى غزوًا من الشمال. أي عبر حزب الله في جنوب لبنان. لكن تمت خخلت أجهزة الأمن الإسرائيلية من الخلف من حيث لا تدري وبامتياز
وكان الهجوم في وقت تشهد فيه إسرائيل أزمة سياسية ومؤسسية وأزمة هوية غير مسبوقة، مع استقطاب وانقسام المجتمع. واستغلت حماس هذا الضعف الواضح لتنفيذ هجومها. بالإضافة إلى ذلك، تتزامن عملية حماس مع ذكرى حرب يوم الغفران، مما يضيف بعدًا رمزيًا للهجوم.
في حوارسابق مع ديفيد ميدان، المسؤول السابق في جهاز الموساد، للحديث عن العلاقات الإسرائيلية مع مصر.
يقول ميدان، إن مصر أدت دورا مركزيا في حالتين: الأولى خلال حرب أكتوبر 1973، أذكر حينها أنني فكرت ماذا يعني ألا يكون لدينا دولة اسمها إسرائيل، والثانية بعد خمس سنوات من هذه الحرب حين قررت إسرائيل توقيع اتفاق سلام معها، وهو ما شكل أحد الإنجازات الاستراتيجية الكبيرة للدولة.

وأضاف: طالما أن إسرائيل اليوم دولة قوية، وتبدو كذلك من الناحية الأمنية، فإن ذلك يعود بفضل الاتفاق مع مصر، مصر هي حجر الزاوية في المصالح الإسرائيلية في المنطقة، لأن هذا الاتفاق شجع الملك الأردني على اتخاذ القرار ذاته بعد سنوات، وفي حال انهار اتفاق السلام مع مصر، فإن إسرائيل ستعيش حالة من الفوضى الشاملة.

وأكد ميدان، وهو يهودي مصري تعود أصوله لمدينة الإسكندرية، حيث ولد فيها عام 1955، أن مصر ما زالت تمثل الدولة المركزية في العالم العربي، ولا يمكن إجراء أي اتفاق إسرائيلي مع أي دولة عربية في المستقبل دون وجود مصر في الصورة، كما لا يمكن الاتفاق الإسرائيلي مع الفلسطينيين حول مستقبل قطاع غزة دون أن تكون مصر لاعبا مركزيا ومؤثرا في هذه العملية، وأي ترتيبات إسرائيلية مع الفلسطينيين ستكون ذات طابع إقليمي، فمصرستكون في القلب منها.

وأشار أن التقدير الإسرائيلي يرى في مصر الدولة العربية الأكبر، ولديها الجيش الأقوى حتى الآن، وبعد أن كانت الدولة المهددة الأكثر لإسرائيل فقد تم إخراجها بفضل اتفاق السلام من معادلة العداء، على الأقل اليوم في إسرائيل هناك جيلان لم يريا مصر دولة عدوة، وكذلك أبناؤهم، وهنا تكمن أهمية اتفاق السلام معها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز