الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهامنا في ظل العهد الجديد

وديع السرغيني

2006 / 11 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


يبدو أن أوهام و خرافات طي صفحة الماضي قد تبددت و تبخرت نهائيا أمام تصاعد النضالات الطبقية من جديد و يبدو كذلك أن شعارات "التنمية البشرية" استنفدت مهماتها الديماغوجية بأن أعلنت الجماهير عن انتهاء مدة صلاحيتها بجرأة ميدانية لا غبار عليها.
فأمام موجة الغلاء المتصاعدة و أمام وتيرة ارتفاع الأسعار بشكل محموم انتفضت الجماهير من جديد ضد الزيادات و ضد مؤسسات الدولة البرجوازية و ضد مؤسسات الخوصصة الرأسمالية التي أتت على الأخضر و اليابس في محاولاتها اليائسة للإجهاز على كل المكتسبات الخاصة بالحق في التمتع بالمرافق العمومية بالمجان أو بمراعاة المستوى المعيشي و الحد الأدنى لمدخول السواد الأعظم من الكادحين المغاربة.
فمن أجل طي "صفحة الماضي" فتحت صفحة جديدة عنوانها "العهد الجديد" و "العهد الجديد" ليس إلا القمع و المزيد من الحرمانات، عهد البطالة بدون حدود و عهد الزيادات بدون إعلان و عهد التدخلات القمعية و تكسير العظام..
من أجل طي "صفحة الماضي" فتحت صفحة جديدة أبدعت في تسويدها أقلام الخيانة و الردة و الانبطاح، أقلام تبحث عن "فصل السلط" دون أن تعمل على إلغاء السلطة الواحدة المتعددة الرؤوس، أقلام تروج لدولة محايدة فوق الطبقات و جهاز سلطة يتحرك بدون علم الطبقات..الخ من الترهات التي لا تزيد النضال إلا ارتباكا و الرؤية إلا تضبيبا و الاستعدادات إلا تقاعسا..
نقول و نعيد، و أقوالنا لا تحتاج إلى نباهة، تحتاج فقط إلى الميدانية اللازمة لمتابعة نبض احتجاجات و متطلبات الكادحين، إن خطابات "دولة الحق القانون" و "المطالبة بفصل السلط" و "استقلال القضاء" ليست سوى شعارات ديماغوجية الهدف منها تبرير العجز و التقاعس و الفرار من الساحة النضالية فإذا كانت الدولة لا تمثل سوى مصالح الحاكمين المستبدين و سوى المالكين للرأسمال و لجميع الامتيازات و منابع الثروات البرية و الجوفية و المائية و الهوائية.. فماذا عسى جهازها القمعي أن يفعل أمام الاحتجاجات العمالية ضد التسريحات و احتجاجات المعطلين من أجل حقهم في الشغل و احتجاجات الطلبة ضد "ميثاق" لا يقبلون بطبقيته و احتجاجات صغار فقراء الفلاحين ضد سياسة نزع أراضيهم..؟ ماذا عساه أن يفعل سوى التدخل بقوة لردع المتظاهرين و المحتجين؟ فليست له من مهمة أخرى غير هذه المهمة.
إننا نفتح مجددا هذا النقاش بين كل الأصوات المناضلة الصادقة خصوصا مناضلي و فعاليات الحركة الماركسية اللينينية المغربية من أجل فضح هذه الترهات التي انتشرت كالنار في الهشيم في العديد من الإطارات الجماهيرية و الجمعوية، فضح نظري و ميداني يقطع مع كل الأطروحات الإصلاحية التي تراهن على الإصلاحات القانونية و الدستورية كمدخل لإصلاح أوضاع الكادحين، و تقديم الأطروحة الثورية أطروحة الطبقة العاملة المتشبثة بمرجعيتها الماركسية اللينينية و بإستراتيجيتها الثورية الاشتراكية مع الاستفادة من كل أشكال النضال الديمقراطي الجماهيري للرفع من الوعي الجماهيري و بشكل خاص و عي الطلائع العمالية في مجال بناء حزب الطبقة العاملة المستقل و هو الشرط الذي لا بد منه لتطوير حركتنا و لقيادة جيش الكادحين في اتجاه القضاء على مصدر القمع و الاستبداد و الاستغلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فـرنـسـا - أفـريـقـيـا: هـل طـويت صـفحة الوجود العسكري؟ • فر


.. أولى مناظرات الانتخابات الرئاسية الأميركية 28 يونيو 01:00 GM




.. بوتين قد لا يتوقف عند أوكرانيا..ما هي الدول الأخرى التي قد ي


.. حسن نصر الله يراهن على اللبنانيين -كسلاح-... وإسرائيل تعلم م




.. أبرز ما جاء في مقابلة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال ه