الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كالعادة فشل مؤتمر -السلام- في القاهرة

صوت الانتفاضة

2023 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن شيئا مفاجئا او غير متوقع، فالوفود التي جاءت للمؤتمر، كانت محملة بتعليمات صارمة، فالوفود العربية خائفة جدا من الصراع ومن تطوره، مصر والأردن خائفة من يكونوا هم "الوطن البديل"، وهذا سيناريو مطروح بقوة، فكلمتي السيسي والملك عبد الله كشفتا بقوة عن ذلك السيناريو؛ العراق أيضا ابدى تخوفه من تطور الصراع، فاغلب الفصائل المسلحة أعلنت عن استعدادها لدخول المعركة، وقد قصفت قاعدة "عين الأسد" في الانبار، في رسالة تحذيرية، بل ان في كلمة السوداني إشارة الى ان امداد الطاقة "النفط" قد يتوقف.

دول الخليج، أبدوا تخوفهم أيضا، فهم يتمتعون بعلاقات طيبة مع إسرائيل، خصوصا الامارات والبحرين، ذوات التطبيع الحديث، وكان بالإمكان ان تكون السعودية هي الهدف الرئيس للتطبيع معها لولا عملية 10-7، لبنان هي الأخرى متخوفة، فهي على خط المواجهة، ولا يعرف متى تدخل فعليا حلبة الصراع.

في الجانب الاخر من المؤتمر كان هناك الوفد الأوروبي، والذي مثلته دولتان رئيسيتان هما فرنسا وألمانيا، وقد تشابهت كلمتيهما الى حد كبير، "ادانة حماس، فتح ممرات امنة، احترام القانون الدولي، حق إسرائيل في الدفاع عن النفس"؛ وبعض هذه النقاط هي من افشلت المؤتمر ولم يتفق المجتمعون على اصدار بيان ختامي.

الطريف في الامر ان وزيرة الخارجية الألمانية "بيربوك" كانت قد طالبت إسرائيل بالتمييز بين المدنيين والارهابيين، أي انها كانت مصرة على استمرار العملية، ولم يعترض أحد من الوفود على كلمتها؛ بل لا أحد يعلم ما هي الاستراتيجية التي من الممكن تجنب وقوع ضحايا مدنيين، وقد وصل عددهم الى خمسة الاف قتيل.
ذكرتنا هذه ال "بيربوك" بخطاب الرئيس عبد الرحمن عارف عندما أوصى الجيش الذاهب للقتال في فلسطين "لا تقتلوا امرأة، لا تجهزوا على جريح، لا تهدموا منزلا".

غوتيريش كان دمية، وهو يدرك ذلك، ففي كلمته أشار الى انه يتوسل الجانب الإسرائيلي لفتح ممرات امنة لدخول المساعدات، الا انه يجابه بالرفض.

اما المحزن فكانت كلمة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي بدا عاجزا ويائسا من أية حلول تخرج من ذلك المؤتمر، فهو يدرك جيدا هذه المؤتمرات؛ لكن الأشد حزنا ومأساويتا هم سكان غزة، ففي ساعات المؤتمر كانت الطائرات تقصفهم وتقتل وتجرح المزيد منهم، الجوع والعطش يفتك بهم، ويعلمون ان مصيرهم سيكون الإبادة، فالتعنت الغربي والامريكي وصل الى درجة لا عودة فيها، وقد عبر ملك الأردن عن ذلك بقوله "الأسوأ لم يأت بعد".
طارق فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د