الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعد الأسطوري للفرح في ومضة -ما تيسر من فرح- عبد السلام عطاري

رائد الحواري

2023 / 10 / 23
الادب والفن


البعد الأسطوري للفرح في ومضة
"ما تيسر من فرح"
عبد السلام عطاري
"سيضيء قمرنا
قمر البلاد البَدْر
ونرى وجوهنا المُعفّرة
المُعفّرة بغبارنا الأسمر
وتضيء الشّواهد
ونذكر الأسماء
أسماء أطفالنا
أطفال عبروا العيد
ومراجيح السّاحات
وشواهد المقابر المكتظة بالذكريات
سيضيء قمرنا
قمر بلادنا الحلو
ونرى الضحكات
ضحكات من جوفِ الحزنِ تصعد
وتزنّر في الليلٍ عرائش الدوالي
ونفرح بما تيسر لنا من فرح"

من المثير أن نجد من يتحدث عن الفرح وقت الموت، فهذا أمر مثير ومُستغرب، الشاعر "عبد السلام عطاري" يقدم فرح/"سيضيء قمرنا" في ومضته التي تتحدث عما يجري في فلسطين/غزة، فقد استخدم مجموعة ألفاظ بيضاء تؤكد هذه الرؤية/النبوءة في وقت ما زال الموت يحصد الأرواح: "ستضيء/تضيء وقمرنا/قمر (مكرر ثلاث مرات)، الأسماء/أسماء والضحكات/ضحكات والبلاد/بلادنا وفرح/نفرح وأطفال/أطفالنا مكرر، الحلو، مراجيح، البدر، تزنر، عرائش، الدوالي" كل هذا يجعل الومضة بياض رغم وجود ألفاظ سوداء: "الشواهد/شواهد، المقابر، المكتظة، المغبرة/بغبارنا" فهذا البياض/الفرح يستدعي التوقف عنده، ويجعلنا نسأل: كيف استطاع الشاعر إيجاد/خلق فرح في ظل هول الخراب وتفشي الموت الذي يحصد الصغار قبل الكبار؟
بداية نجد أن هناك ثنائية في الألفاظ تشير إلى نحن المتكلم: "قمرنا/قمر، البلاد/بلادنا، المغبرة/بغبارنا، أطفال/أطفالنا، فرح/نفرح، نذكر/بالذكريات، ونرى/ونرى" ثنائية الألفاظ التي تخدم صيغة الجمع (نحن) هي من أعطت الشاعر الإيمان/الرؤية/النبوءة بوجود الفرح، فهو يتحدث نيابة عن أمة/عن شعب وليس عن ذاته كفرد، لهذا هو كنبي/كشاعر وصاحب رسالة لا يجوز له أن يقدم الموت على الحياة، فكان الفرح/ستضيء التي كررها هي وسيلته/رسالته لنا نحن الذين نتعرض للموت وتهدم بيوتنا.
ثم تكرار لفظ القمر/قمرنا ثلاثة مرات له علاقة بفكرة الاستدامة والقدسية، وهذا ما أكده لنا عندما حدد الزمن الفرح "الليل عرائش الدوالي" فكرة القدسية والاستدامة تعود إلى أجدادنا القدامى، عندما كانوا يحتفلون بخصب "تموزي/البعل" ويقمون حفل الزواج المقدس في الليل وتحت ضوء القمر، وما وجود "قمر البلاد البدر" إلا تأكيد للاحتفال بعودة الحياة/الخصب للأرض ومن عليها.
من هنا يمكننا تجاوز الألفاظ القاسية: "الشواهد/شواهد المقابر" فهي حالة (طبيعية/عادية) لأنها سيتبعها فرح وحياة، هكذا نظر أجدادنا السوريين/الفلسطينيين لحياة وللموت، وما علينا إلا أخذ فكرتهم لأنها ستجعلنا نتجاوز هذا الخرب الذي يحدثه أتباع "يهوه/الموت"
الومضة منشورة على صفحة الشاعر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس


.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد




.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد