الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاومة حماس في مواجهة إرهاب إسرائيل والغرب

فتحي علي رشيد

2023 / 10 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا يمكن أن نسمي تحريك أكبر حاملتي طائرات نووية في العالم برفقة عدد من المدمرات والسفن الحربية نحو الشرق الأوسط لمجرد سماع خبر أن إسرائيل تعرضت لهجوم واسع قامت به حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة ؟ من سمع تصريحات رؤساء الدول الغربية تصور أن إسرائيل باتت على وشك الفناء وشعبها على وشك الإبادة . مع أن ما قامت به حماس لم يؤثر على أكثر من واحد بالألف من قدرات إسرائيل العسكرية .
في الحرب العالمية الثانية لم تحرك أمريكا حاملات طائراتها إلى أوروبا الا بعد سنوات من احتلال ألمانيا النازية لنصف أوروبا . وحتى الآن لم تحرك أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا حاملات طائرات نحو البحر الأسود ولم تهدد باستخدامها ضد روسيا مع أنها كما تزعم عدوتها اللدود وبعد أن احتلت أكثر من ثلث حليفتها أوكرانيا .
من سمع عويل أغلب قادة الدول الغربية بعد عملية الطوفان بربع ساعة وهم يبدون استعدادهم لإرسال السفن الحربية وجنود النخبة ومعونات مالية فورية ومساعدات عسكرية ومتطوعين لحماية لإسرائيل وحقها في الوجود والدفاع عن نفسها .يخيل إليه أن ما قامت به حماس في غلاف غزة هو عمل كبير وخطير جداً لدرجة بات يشكل تهديدا ليس لوجود إسرائيل بل لوجود ومستقبل كل من أمريكا وأوروبا وأنهم إن لم يتحركوا بتلك السرعة والزخم فسيكونون هم وإسرائيل مهددين بالاندثار .
نحن هنا أمام تهديد مبالغ فيه وغير مبرر مجرد استتنفار القوة المفرطة للغرب والتهديد باستخدام العنف ضد كل من حماس والأفراد أو الجماعات او الدول الأخرى التي لم تشكل تهديدا لهم هوبحد ذاته هو إرهاب . فاستنادا للتعريف الدولي للإرهاب "إن مجرد التهديد (ما يقوم به الغرب ) باستخدام السلاح الثقيل ضد جماعة او دولة صغيرة جدا يعد جريمة ." ومجرد التهديد غير المبرر وغير المتوازن يعتبر إرهابا .أما استخدامه فعلا لدعم ما فعلته إسرائيل بعد أسبوعين فيعتبر إجراما وإرهابا مضاعفا .
مشكلة العقل الاستعماري وأدواته ونخبه في أمريكا وأوروبا وطرق التفكيرالسائدة لديهم هو أنهم يركزون على الفعل الحالي والراهن أكثر مما يركزعلى دوافعه وأسبابه وأهدافه .لذلك فإن قادتهم ونخبهم يتجاهلون الماضي واستعمارهم وظلمهم ونهبهم للشعوب ويعتبرون ردود فعلها على أفعالهم والناتجة عن الاحتلال والنهب . إرهابا . ويتناسون ما قاموا به وما يقومون به هم وإسرائيل من أعمال قتل وتشريد ونهب خلال مئات السنين . ولايشيرون البته إلى الهدف السامي والغاية الذي تعمل من أجلها الجماعات الثورية ليس في الدول المستعمرة وفلسطين بالذات .بل حتى في الدول الغربية .حيث كما نرى فإن كل الثوريين والشرفاء في أوروبا وأمريكا يقفون مع المظلومين وخاصة في فلسطين لأنهم يعرفون أن الفلسطينيين هم أكثر من تعرضوا للظلم .
لن نذكر النخب الغربية ذات العقل الاستعماري فيما حصل قبل عام 1948 في فلسطين ولا بحق الشعوب في تقرير مصيرها (والذي طرحه الرئيس الأمريكي ويلسون ) ولا حق الشعوب في النضال ضد الاستعمار والاحتلال والعنصرية والعدوان والحصار . (الصفات الثلاث التي ترتكز عليها إسرائيل ) بما يعني حق حماس المطلق او أي مجموعة فلسطينية او غير فلسطينية خاضعة للاحتلال والعنصرية والعدوان (حسب القرار 3375 لعام 1975) . استخدام كل الوسائل المتاحة لرد العدوان عن شعبهم ولتحرير ارضهم و للحصول على حقوق شعبهم المشروعة . وحيث ذكر القرار بالاسم حق شعوب كل زامبيا ونامبيا وفلسطين . يكفي أن نذكرهم بأن ما تسمى إسرائيل وجيشها هي بالأساس إرهابية كونها قامت على انقاض عصابات إرهابية (شتيرن والهاجاناة وآرغون حسب توصيف الحكومة البريطانية )بعد تفجير فندق الملك داوود في القدس عام 1946 .)
كما نذكرمن نسي القرار 242 والصادر عام 1967 بعد عدوان إسرائيل على الدول العربية والقاضي بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي التي احتلتها بما فيها مدينة القدس الشرقية .ما يؤكد أن استمرار احتلال إسرائيل لأراضي من سوريا ولبنان وفلسطين هو في ذاته إرهاب دولي وعدوان مستمر على الشعب الفلسطيني . وحسب القرار 3314 الصادر عام 1974 فإن استخدام العنف من قبل الدولة المحتلة او من قبل الجماعات الذين تدعمهم او يعملون باسمها لإخضاعهم للاحتلال هو إرهاب رسمي . بل أخطر أنواع الإرهاب . " وبالتالي فإن دعم الدول الغربية للدولة المحتلة لفلسطين والضفة الغربية وغزة .وسكوتها على أعمال الجماعات (المستوطنن والمستعربين ) التي تعمل تحت امرتها لإخضاع الفلسطينيين يعتبر إرهابا مبطنا .ودفاعها عنهم هو دفاع عن الإرهاب.و حيث أدانت الجمعية العامة للأمم المتحدة في أكثر من قرار عمليات الاستيطان وكل من يدعمه .
من المؤسف أن ينتج عن تمكن الدول الاستعمارية من الهيمنة على الأمم المتحدة بعد غياب الطرف المدافع عن حقوق الشعوب . هيمنة تلك القوى على أغلب قراراتها خاصة التي تصدر عن مجلس الأمن والتي تحول دون تفعيل قرارات الجمعية العامة وحق الشعوب في النضال ضد الاستعمار والعنصرية والاحتلال والعدوان . فباتت تستخدم مكافحة الارهاب (لمواجهة كل من يحالول مواجهة ارهابها بالذات ) تحت اسم وغطاء الشرعية الدولية من أجل تثبيت استعبادها ونهبها للشعوب وخنق نضالها حيث راحت مؤخرا تعطي لنفسها حق التدخل اقتصاديا وسياسيا وعسكريا في أي مكان في العالم بزعم محاربة الإرهاب .
وأبرزمثال على ذلك هو ما حصل ويحصل الآن في فلسطين وغزة من سعي الغرب لتدمير شعب فلسطين بأسرة .بإلصاق تهمة الإرهاب به فيما لو دعم مقاومة حماس أو غيرها من المنظمات المقاومة للاحتلال والتعامل معه كما كان يشكل حاضنة للإرهاب .
ما يشير إلى أن الهدف الحقيقي للغرب وإسرائيل هو تخويف هذه الشعوب من أجل القضاء على روح المقاومة والنضال لديه . ولتخويف وإرهاب وترويع الشعوب العربية فيما لوسعت لنجدته بما يؤدي لتركيع وعزل الشعب الفلسطيني بما قد يجعله يتخلى عن حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال والسيادة .وهذه جريمة أخرى .
فتحي رشيد 22 / 10/2023
السويد/ موتالا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان