الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافة التوطين بسيناء !!

حسن مدبولى

2023 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


اى صراع ودمار كبير فى أى بقعة من بقاع العالم، ستنتج عنه هجرة ولجوءا حتميا تشتد حدته او تقل وفقا لمجريات ذلك الصراع ،
وقد لجأ ملايين الاوكرانيين الى دول اوروبا بسبب الصراع مع روسيا، أيضا لجأ ملايين السوريين الى تركيا وغيرها بسبب الحرب الاهلية فى سورية، كذلك لجأ مئات الالاف من السودانيين الى مصر لنفس الاسباب،حتى لبنان الدولة الصغيرة استقبلت ملايين اللاجئين من فلسطين وسورية ،
وبالتالى كان من البديهى التوقع بأن أهل غزة أيضا سيتجهون للحدود المصرية والأردنية هربا من الجحيم الذى ينصب فوق رؤوسهم داخل القطاع ،
وهو توقع كان يلزم دولة بحجم مصر أن تسارع بدخول غزة فى الوقت المناسب ( لايزال الامر متاحا) وبالتنسيق مع الامم المتحدة لتحقيق هدف معلن وهو إعداد معسكرات كبرى لاحتواء مئات الآلاف من الضحايا داخل حدود غزة نفسها، مع التعاون والتنسيق بالطبع مع الدول (الصديقة) لجلب المساعدات وتنظيم عمليات الإعاشة وبسط الحماية الأمنية وتوفيرها للمدنيين ،
وقد سبق أن فعلت الأردن هذا الأمر داخل الحدود السورية لتوفير الحماية والإعاشة للسوريين داخل بلدهم، بدلا من استقبالهم داخل الحدود الأردنية ،،
لكن بما أن مصر لن تدخل جنوب غزة ،ولن تنشئ معسكرات حماية هناك ، فإن إستمرار المجازر المفزعة المستمرة،وإحتدام المعارك بلا هوادة، سيدفع الملايين من الناس حتما للإتجاه مرغمين نحو سيناء، مالم يتم إيقاف إطلاق النار فى أقرب وقت ممكن ،
والأمر الواقعى (المتاح لنا تنفيذه) فى تلك الحالة هو منع هؤلاء اللاجئين من إجتياز الحدود بالقوة ( الغاشمة) وبالتالى ستزداد المآسى والمذابح، وهو ما سيترتب عليه تعاطف الغالبية العظمى من المصريين مع الضحايا ،
لذا فإنه لمنع ومحاصرة أى تعاطف شعبى مع هذا الوضع المأساوى المتوقع، تم استباق كل تلك الأمور بالحديث المبهم عن التوطين فى سيناء وصفقة القرن !؟
وهو ما أكدته ( بقصد) تلك النداءات والتصريحات الغربية (الخبيثة )بضرورة السماح باستقبال اللاجئين بسيناء ، والتى قيلت على لسان بعض زعماء العدوان مثل رئيس الولايات المتحدة ومستشار المانيا وغيرهما،،
وهى جدلية أدت إلى سقوط المواطنين المصريين العاديين بين شقى الرحى ،
فإما أن تتعاطف كمصرى عربي مع اللاجئين المذبوحين فتصبح متآمرا ضد وطنك وقدسية حدودك ومؤيدا للمؤامرات الأجنبية ،
أو انك ستصفق بشدة داعما من يدافعون عن المصلحة الوطنية الكبرى !!؟

لكن يظل هناك سؤالا غامضا فى هذا الصدد، وهو ماهى استفادة امريكا واسرائيل وأوروبا من هذا الوضع الذى يحاول زعمائهم الأيحاء بعكسه عبر نداءات ومطالبات رفضها الأشاوس طرفنا ؟
الأمر بسيط :
أولا: تيئيس الفلسطينيين، واعطائهم درسا شديد الدموية، والإثبات لهم ببرهان (عملى) أن لا أحد سيتعاطف معهم أو سيتقبل وجودهم،وبالتالى فإن عليهم أن ينسوا القضية وأن يقبلوا بأى شيئ يقدم لهم،،
ثانيا: الضغط الهائل على المقاومة وأستنزاف جهودها وتوجهاتها وزيادة آلامها، والحيلولة دون مساندة شعبها من أى جهة ،
ثالثا: الإستفراد بالمقاومة فى مثل تلك الظروف المأساوية، لسحقها والإجهاز على من تبقى منها وقتل زعمائها،
رابعا : تمرير عمليات القتل والذبح الممنهج للمدنيين بالإدعاء بوجود أنفاق واسلحة بينهم ،وبالقول بأنهم ما كانوا سيتعرضون للموت والذبح لو كانت مصر قد قبلت باستقبالهم ولم ترفض نداءات الزعماء الغربيين !؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا