الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية الملاك يتطفل

رياض ممدوح جمال

2023 / 10 / 25
الادب والفن


تأليف: فلويد ديل
ترجمة: رياض ممدوح جمال

الأشخاص: الشرطي، الملاك، جيمي بيندلتون، انابيل.

(ساحة واشنطن كبيرة تحت ضوء القمر. الأبواب مغلقة. شرطي نعسان. يتوقف الشرطي فجأة عند رؤيته الملاك بملابسه البيضاء وأجنحته الكبيرة).

الشرطي: ها، أنت!
الملاك: (بغطرسة ينعطف) يا سيد! هل تخاطبني؟
الشرطي: (بشدة) نعم، واعتقد انه يجب أن أسجنك.
الملاك: (متفاجيء وساخط) كم أنت قاس! أهكذا تعامل
الغرباء؟
الشرطي: ألا تعرف بان قانون واشنطن يمنع التجول بملابس
تنكرية؟
الملاك: كلا، لا اعرف. لقد وصلت توا من السماء.
الشرطي: نعم، تبدو كذلك (يمسك يده بلطف) انظر أيها الفتى،
انك قد شربت كثيراً. فمن الأفضل أن تأخذ سيارة
أجرة وتذهب للبيت.
الملاك: ماذا، وبهذه السرعة؟
الشرطي: أنا اعرف شعورك. لأني أنا نفسي كنت مثلك. لكني لا استطيع أن ادعك تتجول في هذه التنورة.
الملاك: (ينظر حوله) يا سيد، أنا لا أتجول. أنا لدي عمل مهم، واطلب منك عدم حجزي.
الشرطي: (مرتاباً) صبي مثلك، أي عمل مهم لديه في مثل هذه الساعة من الليل؟ اخبرني.
الملاك: يمكنني أن أخبرك. العمل يتعلق بإنسان هالك اسمه جيمس بيندلتون.
الشرطي: (يعود لطيفاً ثانية) أها! إذن أنت صديق جيمي، بيندلتون، أليس كذلك؟
الملاك: ليس بالضبط. أنا ملاك
موكل بأمره.
الشرطي: حسناً، الواحد يحتاج للإيمان! تعال، سأريك بابه بسلام.
الملاك: شكراً لك. لكني أفضل الذهاب لوحدي. (يستدير ويذهب).
الشرطي: إذن، ليلة سعيدة (يراقب الشرطي الملاك وهو يذهب، وبعد ذلك يندهش عندما ينشر الملاك جناحيه ويطير. فيهز الشرطي رأسه يرفض التصديق)
(جيمي بيندلتون يغفو على كرسي بسيط أمام موقد النار في المكتبة. رواية سقطت من على ركبتيه إلى الأرض. حقيبة سفر قرب الكرسي. فمن الواضح أن جيمي متهيئ لرحلة سفر).
(ساعة تعلن دقاتها في مكان ما. يصحو جيمي بيندلتون).
جيمي: أي حلم شاذ! (ينظر إلى ساعته) الساعة الثانية عشرة. من المفترض أن تكون سيارة الأجرة هنا. (يسحب بطاقتي سفر من جيبه، ينظر إليهما، ثم يعيدهما إلى جيبه ثانية. ثم يمشي بالغرفة بعصبية متمتماً) أحمق! الأبله! أبله! (انه لا يبدو كذلك، يمكن ملاحظة ذلك. انه رجل وسيم جداً في الأربعين من العمر. صوت منبه سيارة في الخارج. هو يظهر علامة غضب) متأخراً جداً! تلك هي سيارة الأجرة. (لكن هو يقف في حيرة بوسط الغرفة. هناك ضربات مرتفعة على الباب) نعم، نعم! (يتحرك نحو الباب، عندما يفتح، تدخل سيدة رائعة، يحدق فيها متفاجئاً).
جيمي: انابيل!
(انابيل صغيرة، شفتيها براعم حمر. عيناها زرقاوان مستديرة لطفل رضيع. انابيل.. شابة).
انابيل: نعم! أنا! (هناك لثغة صغيرة جداً في كلام انابيل) تعبت من الانتظار، لذا جئت.
جيمي: حسناً!
انابيل: (بألم) ألست مسرورا لرؤيتي؟
جيمي: أنا.. مبتهج. لكن.. لكن.. توقعت أن نلتقي في المحطة.
انابيل: لذلك نحن هنا.
جيمي: ألم تغيري رأيك؟
انابيل: كلا...
جيمي: جيد.
انابيل: لكن...
جيمي: نعم..؟
انابيل: لقد تعجبت... (تجلس على الكرسي البسيط أمام النار).
جيمي: تعجبتي... لماذا؟ (ينظر إلى ساعته).
انابيل: حول الحب...
جيمي: حسناً.. (يشعل سيكارة) انه موضوع يستحق الوقوف عنده. أنا نفسي قد تساءلت كثيراً عنه.
انابيل: تلك هي المسألة.. ولهذا تتكلم عن هذا الموضوع بتهكم. أنا لا اعتقد بأنك عاشق لي أبداً.
جيمي: هذا كلام فارغ! طبعاً أنا غارق في حبك.
انابيل: (بحزن) كلا. أنت لست هكذا.
جيمي: (بغضب) لكني قلت لك إني احبك.
انابيل: كلا.
جيمي: طفلة حمقاء.
انابيل: حسناً، لا تدعنا نختصم حول ذلك. سنتحدث عن شيء آخر.
جيمي: (بعنف) ماذا تسمين هذا الجنون إن لم يكن حباً؟
ماذا تتصورين الذي يقودني لتلك المجازفات المستحيلة، غير تلك العواطف غير المعقولة؟
انابيل: ليست تلك هي الطريقة التي احبك فيها أنا.
جيمي: إذن لماذا تأتين معي؟
انابيل: ربما لن آتي.
جيمي: نعم. انه مجنون.. أحمق.. شرير.. لكنك ستأتين (تبدأ بالبكاء بهدوء) وإذا لا.. عشرة دقائق بعيداً هي الأمان والسلام والراحة. هل استدعي سيارة أجرة لك؟ (تهز رأسها) لا، أنا لا اعتقد ذلك. أوه، انه حب صحيح...غزل! جمال! مغامرة! كيف يمكن أن تشكّي في ذلك؟
انابيل: أكرهك!
جيمي: (بمرح) لا يهمني (يبتسم) بالأحرى أنا نفسي أكرهك. وذلك هو البرهان النهائي بان هذا هو الحب.
انابيل: (نشيج) كنت اعتقد إن الحب شيء مختلف تماماً!
جيمي: كنت تعتقدين انه جميل. انه ليس كذلك. انه طيش، ثرثرة حمقاء. كلانا سنأسف عليه غداً.
انابيل: أنا لن آسف عليه.
جيمي: نعم ستأسفين. إنها طبيعة البشر. واجهي الحقائق.
انابيل: (باكية) مواجهة الحقائق هو شيء واحد ويكون عندما تقع في حب آخر.
جيمي: ذلك صحيح. حسناً، إلى متى تعتقدين أن حبك لي سيدوم؟
انابيل: إلى الأبد!
جيمي: أنا أتوقع بأنك ستقعين في حب أول رجل تقابلينه.
انابيل: اعتقد انك فضيع جداً.
جيمي: أنا هكذا. أنا ارفض نفسي بقسوة. أنا ارتعش جنوناً، عاجز عن التفكير بأي شيء ما عداك أنت. لا استطيع العمل. لا استطيع أن آكل، لا استطيع أن أنام. أنا غير مفيد للعالم. أنا لست رجلاً، أنا فوضى. أوشكت أن أقوم بأشياء سخيفة لأني لا استطيع أن اعمل أي شيء آخر.
انابيل: (عبوسة) ليس لدي أي احترام عندك.
جيمي: ذلك غير مهم. أنا احبك. وسأبقى احبك.
انابيل: أنت عنيف.
جيمي: بالتأكيد. أنا أنصحك أن تذهبي إلى البيت مباشرة.
انابيل: (بتحد) ربما أنا سأفعل ذلك!
جيمي: إذن اذهبي بسرعة. (يخرج ساعته) إن بقيت دقيقة واحدة، فسأحملك وأرميك في أمريكا الجنوبية.. بسرعة! الباب من هنا!
انابيل: (بضعف) أنا.. أنا أريد الذهاب..
جيمي: إذن فلماذا لم تذهبي؟... بقي لدي ثلاثون ثانية!
انابيل: أنا.. أنا لا استطيع!
جيمي: (يغلق ساعته) الوقت انتهى. الخيار هو الموت! (يرفعها من الكرسي، تتعلق به بعجز) يا عزيزتي! يا كنزي! يا محبوبتي!.. أنا اعترف باني أبله! (يقبلها بعنف).
انابيل: (تقاوم بين ذراعيه) كلا! كلا! كلا! توقف!
جيمي: أبداً.
انابيل: توقف! رجاءاً! رجاءاً! أوه...
(تزداد الإنارة فجأة، ويخفت ثانية، يظهر الملاك، الذي وصل فجأة إلى وسط الغرفة. الاثنان يحدقان بالذي وصل تواً).
الملاك: (بأدب) أتمنى أن لا أكون متطفلاً؟
جيمي: لماذا.. لماذا.. ليس بالضبط!
انابيل: (بين ذراعي جيمي. بسخط) جيمي! من هو ذلك الرجل؟
جيمي: (ينتبه إلى انه يحمل انابيل فينزلها بهدوء) أنا.. لماذا.. الحقيقة هي.. أنا لا..
الملاك: الحقيقة، يا سيدة، هي إني الملاك المسؤول عنه!
انابيل: ملاك!! أوه!
الملاك: اخبريني، هل تطفلت؟
انابيل: كلا، كلا على الإطلاق!
الملاك: شكراً لتطمينك لي. خشيت إني قد دخلت في اللحظة غير المناسبة، كنت على وشك أن انسحب إلى أن تنتهيان من مراسيم.. المراسيم التي يبدو أني قطعتها.
جيمي: (مندهش) لكن الم يكن مجيئك لهذا السبب.. للمقاطعة؟
الملاك: استميحك عذراً.
جيمي: (بذهول) اعني.. إذن أنت ملاك خاص جئت من اجلي، لابد انك جئت من اجل.. مقاطعتي!
الملاك: أتمنى أن لا تعتقد باني قادر على مثل هذه المهمة.
جيمي: (مشوش) ألا تريد أن.. كما قلت.. تصلحني؟
الملاك: كلا أبداً. لماذا، أنا بالكاد أعرفك!
جيمي: لكنك ملاك مسؤول عني، كما قلت أنت؟
الملاك: آه، نعم، كن واثق من ذلك. لكن علاقة الوصايا الملائكية مع المساكين الهالكين تمتد لمئات من السنين. ونفضل لهؤلاء أن يعالجوا مثل هذه الأمور الخاصة بهم هم بأنفسهم.
جيمي: (مندهش) إذن ما سبب مجيئك؟
الملاك: من اجل التغيير. فكل منكم يصبح متعباً من المشاهد المألوفة. أنا اعتقد بان علاقتي بك الآن تفيد كبداية تمهيدية. أريد أن أكون بين أصدقاء.
جيمي: أوه، أنا افهم ذلك.
انابيل: طبعاً، نحن مسرورون بوجودك معنا. ألن تجلس؟ (تقوده إلى النار)
الملاك: (جلس على احد الكراسي الكبيرة) اعذريني، أجنحتي، تعرفين.
جيمي: (بتردد) أتريد سيجارة؟
الملاك: شكراً (يأخذ واحدة) أنا متلهف جداً لتعلم فنونكم وعلومكم الدنيوية الأكثر أهمية. رجاءاً علمني إذا فشلت. تذكر أنها محاولتي الأولى، ينفخ دخان السيجارة.
انابيل: (من المقعد) انك تدخن بشكل رائع جداً.
الملاك: انه يطيب العقل بالبخور.
انابيل: (تضحك. تنفخ سلسلة من حلقات الدخان) يجب أن تتعلم هذا!
الملاك: (في رهبة) انه فن رائع جداً. أخشى أن لا استطيع تعلمه!
انابيل: سأعلمك إياه.
الملاك: (بجدية) لو تكوني معلمتي، فسأتمكن من تعلم أي شيء. (تضحك انابيل وهي مسحورة بالملاك).
جيمي: (محرج) انابيل، حقاً...!
انابيل: ما الأمر؟
جيمي: صحيح أنا لا يهمني أن تتغزلي بالغرباء، لكن...
انابيل: (بسخط) جيمي! كيف أمكنك قول ذلك؟
الملاك: إنها غلطتي، أنا متأكد.. إذا كان هناك خطأ. لكن ما هو الخطأ.. التغزل؟ أنت تفهم، أني أريد أن أتعلم كل شيء
انابيل: أتمنى أن لا تتعلم ذلك أبداً.
الملاك: أنا وضعت نفسي بين يديك.
جيمي: هل تحب.. الشراب؟
الملاك: شكراً. أنا عطشان جداً. (يأخذ القدح) انه يختلف كلياً عما لدينا في السماء. (يتذوقه. تظهر على وجهه نظرة الرضا والاندهاش) وأفضل بكثير! (يكمل شرب القدح بالكامل ويعيده إلى جيمي) هل لي بالمزيد منه؟
انابيل: كن حذراً.
الملاك: احذر من أي شيء؟
انابيل: لا تشرب أكثر من اللازم.. إذا كانت هذه هي المرة الأولى.
الملاك: لم لا؟ انه شراب ممتاز.
جيمي: (يضحك) إنها الغريزة الامومية! وإنها تخشى أن تجعل من نفسك مضحكا.
الملاك: الملائكة لا تهتم بالمظاهر. (ينهض بشكل رائع واستعراضي من الكرسي، ويبدو شاهق أعلى منهما) إضافة إلى... (يعيد ملأ الكأس) أني اشعر بأنك تظلم هذا المشروب. انه جعل مني شيئاً جديداً. (ينظر إلى انابيل) أحس بمشاعر لم أكن اعرفها من قبل أبداً. لو كنت الآن في السماء لتوجب علي الغناء.
انابيل: أوه، ولم لا تغني؟
الملاك: الحقيقة، إني لا اعرف شيئاً من الغناء سوى التراتيل. وقد مللت منها. وتلك كانت إحدى الأسباب التي جعلتني اترك السماء. وهذه العباءة... (ينحني لينظر ملابسه نظرة رفض) هل لديك بدله إضافية لتعيرني إياها؟
جيمي: (يتأمل) نعم، اعتقد عندي ما يناسبك. (الملاك ينتظر) هل تريدها الآن؟ سأنظر. (يدخل غرفة النوم... ينظر الملاك إلى انابيل حتى تصبح نظرته غير محتملة، فتغطي انابيل عيونها. ثم يأتي إلى جانبها).
الملاك: (بصوت مبحوح) أنا خائف منك جداً. (يأخذ يديها بين يديه).
انابيل: (تبتسم) شيء غير متوقع إطلاقاً!
الملاك: أخشى منك أكثر مما كنت أخشى الله. لكن برغم خوفي منك، يجب أن آتي قريبا منك، والمسك. اشعر بعاطفة غريبة وجديدة تجري مثل النار في عروقي. هذا العالم أصبح جميلاً لأنك فيه. أريد البقاء هنا، لكي أبقى معك..
انابيل: (مصدومة. لكن غير مصدقة) إلى متى؟
الملاك: إلى الأبد..
انابيل: (بين ذراعيه) يا عزيزي!
الملاك: أنا جاهل جداً! هناك شيء ما أريد أن افعله الآن، لكن لا اعرف كيف أطبقه بشكل صحيح. (ينحني يخجل نحو شفتيها).
انابيل: أنا سأعلمك. (تقبله).
الملاك: الجنة لا تساوي شيئاً أمام هذا (يقبلون بعضهم ثانية... يدخل جيمي وطقم ملابس قديم على ذراعه. يتوقف منذهلاً. أخيراً يستعيد صوته).
جيمي: حسناً! (ينظران للأعلى. لا احد منهما قلق).
الملاك: (بشكل طبيعي) هل حدث ما يزعجك؟ (يهز جيمي الملابس عليه دلالة الغضب) أوه، بدلتي الجديدة. شكراً جزيلاً! (يأخذ الملابس من جيمي ويتفحصها باهتمام).
جيمي: (بمرارة إلى انابيل) اعتقد انه لا يحق لي الشكوى. بإمكانك أن تحبي أي رجل بسهولة. في الحقيقة، ذلك ما أفكر فيه الآن، توقعت هذا الشيء. سبق ان قلت لك انه يمكن أن تقعي في حب أول رجل تقابلينه. وبهذا ينتهي الحب القديم، و...
انابيل: (بهدوء) لم أقع في الحب من قبل أبداً.
جيمي: إن أسوأ ما في المرأة تقلبها. لكن الملائكة تملك سمعة جيدة لحد الآن. تصرفك، يا سيدة، مخزي جداً. أنا مندهش منك.
الملاك: هو قد يكون مخزي، لكنه يجب أن لا يدهشك. لأنه سبق وان حدثت مثل هذه الأشياء كثيراً. أنا يمكن أن اقتبس العديد من النصوص في الأعمال اللاهوتية التعليمية. "وأبناء الله نظروا إلى بنات الرجال ورأوا بأنهم كانوا عادلون". لكن حتى وان كانت غير اعتيادية كما تتخيل أنت، فإنها لن تردعني.
جيمي: أنت تعيس وعديم الضمير. إذا كانت هذه أساليب السماء، فيسعدني أنها غائبة عنا لحد الآن، ووسائل الاتصال بيننا صعبة جداً. عدد قليل من أمثالك يمكنهم إفساد القارات الخمسة. أنت هنا تقوم بمهمة فساد! ماذا تفعل أنت؟
الملاك: انزع عباءاتي، لكي ارتدي ملابسي الجديدة.
جيمي: حافظ على التقاليد على الأقل. اذهب إلى الغرفة الأخرى.
الملاك: بالتأكيد، إذا كانت هذه هي التقاليد هنا. (ملابسه على يده ويدخل غرفة النوم).
جيمي: (بصرامة إلى انابيل) والآن قولي لي، ماذا تقصدين بعملك هذا؟
انابيل: (ببساطة) نحن عاشقان.
جيمي: هل تقصدين بكلامك هذا انك تنخلين عني لأجل ذلك الزميل؟
انابيل: ولم لا؟
جيمي: ما الجيد الذي فيه؟ كل الذي يمكن أن يفعله هو غناء التراتيل. بعد ثلاثة أشهر سيصبح صعلوكاً.
انابيل: لا يهمني. وهو لن يكون صعلوكاً. أنا سأعتني به.
جيمي: (باستهجان) الغريزة الامومية! حسناً، اعتني به إن أحببت. لكن بالطبع تعرفين بأنه خلال ستة أسابيع سيقع في حب فتاة غيرك؟
انابيل: كلا لن يفعلها. أنا متأكدة باني الفتاة الوحيدة في العالم بالنسبة له.
جيمي: طبعاً انك الفتاة الوحيدة في العالم بالنسبة له.. والآن. لأنك الوحيدة التي رآها. لكن انتظري حتى يرى الآخرين! ستة أسابيع؟ كلا، بل ثلاثة أيام. الحب الخالد. (يضحك).
انابيل: وما الفرق في ذلك؟ أنت لا تفهم. سواء الحب امتد ليوم أو لسنة فانه سيبقى خالداً. (يدخل الملاك، مرتدياً ملابس جيمي القديمة، ويحمل بيديه جناحيه. يبدو مبتهجاً).
الملاك: كيف أبدو؟
جيمي: انه من المعتاد ارتداء الربطة مطوية داخل الصدرية.
الملاك: (يرمي نهايتي ربطة العنق الرائعة على كتفيه) كلا! بالرغم من أنني أصبحت رجلاً، إلا أنني لم اعبر عن أسفي لارتداء الزى الممل. للموت والغناء. أنا لن املك كل سطوع شكلي الأصلي المفقود. بالرغم من انه حتى زيادة المجد قد حجبت.
انابيل: (تأتي إليه) أنت جميل جداً، يا عزيزي. (تدس الربطة داخل الصدرية).
الملاك: شكراً لك، يا حبيبتي.. والآن هذه الأجنحة! خذيها، واحرقيها بيديك الحلوة، لكي لا يمكنني أبداً تركك. حتى لو أنا رغبت.
انابيل: كلا! أنا أفضل أن أضعهما لك جانباً في حجرة، لكي يتسنى لك أن تذهب وتنظر أليهم متى تشاء، وتعرف بأنك تملك وسائل الحرية جاهزة بين يديك. أنا لن احتجزك ضد رغبتك. لا أريد أن احرق جناحيك. حقاً لا أريد! لكن إذا أنت أصررت..! (تأخذ الجناحين، وتقترب من موقد النار).
جيمي: (إلى الملاك) لا تدعها تفعل ذلك! خدعة! أنت لا تدري ما الذي تفعله. أصغي إلي! أنت تعتقد بأنها رائعة.. الأفضل.. نبيه. إنها طبيعية. هناك لحظات أنا نفسي اعتقدها كذلك. لكني اعرف لماذا كنت اعتقد ذلك. وأنت ما زلت تتعلم. احتفظ بجناحيك، يا صديقي، ضد يوم ستستيقظ فيه... اليوم الذي تختفي فيه بهجة الحب، وسترى فيها، كائناً تابعاً، بجسم ضعيف، عقل معاق، مجرد من القوة المبدعة، مجرد تقريباً من الخيال، تفتقر تماماً إلى القدرة على النقد.. كائن لا يعرف كيف يعمل، ولا كيف يتكلم، ولا حتى كيف يلعب! (انابيل، ترمي الجناحين على الموقد، تحدق إليه في غضب صامت).
الملاك: يا سيد! تشير بكلماتك هذه إلى اهانة رفيقة روحي، رغبة قلبي، المسبب المثالي لإيقاد النشوة في شفتي من أحاسيسي المملة؟
جيمي: نعم. تذكر إني اعرفها أكثر منك، أيها الشاب. خذ بنصيحتي واتركها لوحدها. لحد الآن لم يفت الأوان بعد! أنقذ نفسك من هذه الحماقة مادام هناك وقت!
الملاك: أبداً!
جيمي: إذن خذ هاتين التذكرتين.. وأتمنى أن لا أرى أيّاً منكما ثانية! (يمد له التذكرتين. انابيل، بعد مهلة، تتقدم وتأخذ التذكرتين).
انابيل: ذلك جميل منك حقاً، يا جيمي! (صوت منبه سيارة الأجرة في الخارج).
جيمي: (بمرارة) وها هي سيارة الأجرة، خذيها أيضاً.
الملاك: الوداع.
(يفتح الباب. انابيل، بجناحيه، تستدير وتمنح جيمي قبلة. جيمي جامد كالصخرة يراقبهما وهما خارجان. ثم يحمل حقائبه ويذهب إلى الغرفة الأخرى بإحساس قرب النهاية الكاملة. هناك فترة صمت لمدة لحظة، وبعد ذلك يفتح الباب بهدوء، ينظر الملاك إلى الداخل، يدخل بشكل سري، يأخذ الجناحين ويضمهما إلى صدره، يختفي ثانية خلال الباب).

ستار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا