الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سطوة الكيان الصهيوني على الإدارات الأمريكية تتواصل

محمود سعيد كعوش

2023 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


(إدارة جو بايدن من الحرب الجارية على قطاع غزة مثالاً)

بقلم: محمود سعيد كعوش
يوم نشر الأكاديميان الأميركيان ستيفن وولت من كلية كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد وجون مير شايمر أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو في العقد الأول من القرن الجاري دراستهما الموثقة حول تأثير اللوبي الصهيوني في السياسة الخارجية للولايات المتحدة عبر جميع العهود الرئاسية الجمهورية والديمقراطية التي حملت عنوان "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية" ودور هذا اللوبي في العدوان الإجرامي المتواصل على الفلسطييين والعرب بشكل عام، لم يكونا الوحيدين في بلاد العم سام اللذين أماطا اللثام عن دور هذا اللوبي الشيطاني وتأثيره في صُنع قرارات الإدارات الأمريكية المتعاقبة. موقف إدارة الرئيس جو بايدن الديمقراطية الحالية ورئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو مثالاً حياً على ذلك.
نعم لم يكن وولت وشايمر الوحيدين اللذين أقدما على هذه الخطوة الشجاعة ولن يكونا الأخيرين، لكنهما قد يكونان من بين القلائل الذين تعرضوا للعقاب من قبل الجامعات والمؤسسات التي يعملون فيها. فبعد أن قررت الهيئتان الأكاديميتان الأمريكيتان اللتان يعملان فيهما واللتان أشرفتا على الدراسة رفع إسميهما وشعاريهما من مقدمة وغلاف الدراسة التي أثارت لغطاً وجدلاً حادين في واشنطن وتعرضت لحملة شعواء من أنصار ومؤيدي كيان العدو في الولايات المتحدة وتبرأتا منها كليةً، وأجبر الأكاديميان الأمريكيان على الاستقالة من منصبيهما تحت ضغط اتهامهما زوراً وبهتاناً ب "معاداة السامية" استناداً ل "قانون مراقبة انتقاد اليهود العالمي" الذي أقره الكونغرس الأمريكي وتبنت تطبيقه وزارة الخارجية في أواخر عام 2004، الأمر الذي أكد أن سطوة اللوبي الصهيوني بلغت درجة متقدمة جداً تجاوزت معها مستوى الدوائر والمؤسسات السياسية الحكومية لتطال الجامعات والمؤسسات التعليمية والثقافية والاجتماعية. وهذا بعينه يدلل بما لا يدع مجالاً للشك على مدى تأثير النفوذ الصهيوني وتغلغله في بنية المجتمع الأمريكي، الذي تحول إلى أداة طيعة لتنفيذ سياسات الحكومات المتعاقبة على حكم تل أبيب. ويبدو ذلك واضحاً في مجمل المواقف الأمريكية من الوطن العربي وقضاياه بدءاً من فلسطين مروراً بالعراق وسورية ولبنان.
ومما لا شك فيه أن مراجعة بسيطة وخاطفة لما صدر عن الإدارات الأمريكية من قرارات ومواقف خلال العقود الأخيرة، تدلل على مدى التوافق والتطابق بين السياستين الأمريكية و"الإسرائيلية" فيما يتعلق بالشؤون الخارجية وبالأخص مسألة الصراع العربي ـ "الإسرائيلي". فالحرب البربرية المتواصلة على قطاع غزة لليوم التاسع عشر. وقبلها على ذات القطاع عدة مرات، وعلى لبنان والعراق ومصر وسوريه والأردن كل تلك الحروب كانت من نتاج بنات أفكار المحافظين الجدد الذين يسيطرون على تلك الإدارات الأمريكية المتعاقبة ، ولم تكن الذرائع التي عادة ما كان يتم تسويقها لشن تلك الحروب بما فيها كذبة "أسلحة الدمار الشامل العراقية" و"الإرهاب الفلسطيني" سوى يافطات واهية لإخفاء رغبة هؤلاء في تدمير الأقطار العربية وتفتيتها إلى شيع وقبائل دينية ومذهبية وعرقية وعزلها عن محيطه الإقليمي والدولي وإخراجها من معادلة الصراع العربي ـ "الإسرائيلي" بصورة نهائية، وإدراج المنظمات الفلسطينية المقاومة وما تبقى من دول عربية تجهر بانتمائها الوطني والقومي على قوائم الإرهاب، كان أيضاً من بنات أفكار المحافظين الجدد. ومحاصرة بُطون وأمعاء الفلسطينيين، التي هي بالأصل خاوية، منذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية التي جرت في الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير عام 2006 وحتى اللحظة الراهنة وربما حتى إشعار آخر، هو أيضاً من بنات أفكار المحافظين الجدد. وهم إن فعلوا كل ذلك فإنما فعلوه لتحجيم أي قوة قادرة على فعل مقاوم "لإسرائيل" وإجبارها على التسليم بالواقع الاحتلالي الذي تفرضه في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفرض الإملاءات الأمريكية على الأقطار العربية المناوئة لواشنطن.
لا شك في أن كل ما تسعى إليه إدارات المحافظين الجدد الأمريكية المتصهينةفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والوطن العربي بشكل خاص هو تطبيق السياسة "الإسرائيلية"، أملاً في تحقيق أهداف تل أبيب التي تتقاطع مع الأهداف الأمريكية التي ولدت من ضلع الإمبريالية الأمريكية الجديدة التي أفرزها النظام العالمي الذي استجد مع نهاية الحرب الباردة. بمعنى آخر يمكن القول دون تردد أن ما تفعله هذه الإدارة الحمقاء في منطقة الشرق الأوسط بما فيها الوطن العربي بالطبع هو من أجل عيون "إسرائيل" وحكامها أولاً وأخيراً!!
إنها سطوة الكيان الصهيوني على الإدارات الأمريكية بكل ما في الكلمة من معنى. لكن يبقى في الولايات المتحدة من يختلفون مع هذه الإدارة في ما يتعلق بالعلاقات مع تل أبيب وحكامها الإرهابيين ويعبرون عن ذلك في السر والعلن من أمثال ستيفن وولت وجون مير شايمر...فتحية لهما ولأمثالهما من الأمريكيين الأحرار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إضافة كلمة للعنوان الفرعي
الكاتب محمود سعيد كعوش ( 2023 / 10 / 25 - 21:25 )
موقف إدارة جو بايدن من الحرب الجارية على غزة مثالً

اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال