الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ب: حرب الشعب وبناء السلطة الديمقراطية الشعبية

محمد علي الماوي

2023 / 10 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


حرب الشعب وبناء السلطة الديمقراطية الشعبية
(من نض حرب الشعب هي الحل ضد الرجعي والمحتل 1988)
تقديم:-ان الكيان الصهيوني لايعترف بفلسطين فعلى المقاومة عدم الاعتراف بهذا الكيان
-ان الكيان الصهيوني يواصل عدوانه يوميا على الشعب فعلى المقاومة المسلحة ان تبتكر كل السبل لهرسلة العدو من خلال تكتيك "الكر والفر"
-الكيان الصهيوني يريد التوسع واحتلال مناطق تتجاوز رقعة فلسطين فعلى المقاومة ان تضرب هذا الكيان حتى خارج مواقعه
-الكيان الصهيوني يريد عزل المقاومة المسلحة فعلى المقاومة ان ترتبط بالجماهير العربية وتدعوها للانخراط في الصراع ضد العدو المشترك
ان هزم هذا الكيان لن يتم دون استمرار المقاومة وتحول المناوشات الى حرب عصابات ثم الى حرب الشعب طويلة الامد تهرسل العدو باستمرار وتجبر المستوطنين الى العودة الى بلدانهم الاصلية



لقد تمكنت الجماهير المنتفضة في الضفة والقطاع من تعزيز أشكال العمل الجماعي وكل أنواع التعاون في مواجهة الاعتداء فتكونت اللجان المتعددة وحاول الشعب المنتفض أخذ مصيره بيده من خلال أشكال تنظيمية يطغى عليها الطابع العفوي. بيد أن حرب الشعب أرقى أشكال الصراع الطبقي تنطلق من هذه الأشكال لتدفع بها نحو تكوين السوفيات لجان العمال والفلاحين وتدربها على تسيير شؤون القرية أو مجموعة القرى وفق برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية وبذلك تمارس الجماهير السلطة التي يعمل الأعداء على إبعادها عنها وترسخ قناعاتها وتطور تجربتها في مواجهة أعدائها من جهة وفى الارتقاء بالبديل الثوري من جهة أخرى وذلك في اتجاه إرساء المناطق الحمراء
إن المناطق الحمراء نتاج لصراع عنيف وطويل المدى تكتسب من خلاله الجماهير بقيادة حزب الطبقة العاملة تجربة على كل المستويات تؤهلها إلى إدارة شؤونها وتطبيق البرنامج العملي وتمثل المناطق التي يمكن افتكاكها بغض النظر عن المدة درجة متطورة من مراحل حرب الشعب تكون الجماهير قد مارست سلطتها في مناسبات عدة و بتقطعّع طبعا وتكون قد تعرفت على طبيعة أعدائها وتبلورت لها عمليا الملامح الكبرى للمجتمع الجديد وهي بالتالي مؤهلة عند افتكاك السلطة على أي شبر كان من تأميم مصالح الأعداء وتطبيق شعار الأرض لمن يفلحها وانتخاب لجان العمال والفلاحين وتوفير الحريات للشعب الذي يمارس سلطته من خلال لجان منتخبة تمثله حق تمثيل وتخضع إلى رقابته
فهل حدث شيء من هذا القبيل في الضفة والقطاع؟ إن ذلك لن يحدث بمعزل عن القيادة الماركسية-اللينينية ولذلك تبقى الانتفاضة عرضة لكل إمكانيات الاحتواء كما أن الوصول إلى هذه الدرجة من التطور حيث تصبح فيها الجماهير سيدة الموقف لا من خلال تحركات عفوية بل عبر برمجة مضبوطة وآفاق واضحة يفترض تحضيرا مسبقا لكن القيادات الحالية رغم تجربتها الثرية في المجال العسكري لم تدرب الجماهير على ممارسة السلطة بل إنها لم تعمل على فضح الأعداء وذلك نظرا لطبيعتها كما ذكرنا آنفا
وعلى عكس ما تقوم به القيادات الفلسطينية فقد توجه الحزب الشيوعي في البيرو مثلا إلى تدريب الجماهير على أخذ السلطة واسترجاع ما افتكه منه أعداؤه رغم محدودية إمكانياته العسكرية بالمقارنة مع الفصائل الفلسطينية الحالية
لقد تسلح الحزب الشيوعي ببرنامج الثورة الوطنية الديمقراطية واعتمد حرب الشعب كأسلوب أساسي للتحرير فتمكن الحزب بفضل خطه السياسي الصائب من التمييز الدقيق بين العدو والصديق وكشف مواقع العدو ورموزه وجر الجماهير بفضل النضال اليومي اعتمادا على أسلوب " أضرب وأهرب" إلى المزيد من إرباكه وكشف طبيعته. إن اندلاع الكفاح المسلح كشف القناع عن الجبهات الإصلاحية التي وقفت إلى جانب النظام ورفعت شعار "إنقاذ التجربة الديمقراطية الحديثة ونبذ العنف والتحذير من خطورة رجوع حكم الجنرالات...إلخ"
بينما عملت القيادات الفلسطينية كل ما في وسعها للتصدي لمثل هذا الفرز الطبقي وانطلاقا من مصالحها أوهمت الجماهير في أكثر من مرة بإمكانية التعايش مع الأعداء الطبقيين والقوميين. لقد بينت التجربة أن حرب الشعب يجب أن تكون شعبية بأتم معنى الكلمة أي بالاعتماد على الجماهير وعلى طاقاتها لا على الدعم المالي للأنظمة وصفقات الأسلحة فالجماهير قادرة على افتكاك أسلحة العدو وعلى استرجاع أموالها المسلوبة وعرق جبينها ويكمن دور القيادة الماركسية –اللينينية فى توعية الجماهير بحتمية تحقيق مطالبها المشروعة وتدريبها على افتكاكها والتبيان بالملموس أن القضاء على نظام الاستغلال ممكن وليس حلما طوباويا وقد عمل الحزب الشيوعي في البيرو في هذا الاتجاه ولم ينتظر تأشيرة قارسيا(النظام) لتربية الجماهير وممارسة حقه في الدعاية والتحريض والتنظيم
وهكذا تحل الفرق المسلحة بقرية ما ,بعد أخذ كل التدابير وشل تحركات العدو فتعقد الاجتماعات في الساحات العمومية وتشرف على انتخاب لجان العمال والفلاحين التي تعوض السلطة المحلية وتحاكم كل من أجرم في حق الشعب وتوزع الغذاء والأموال على المعوزين وترجع الأراضي إلى مستحقيها وبإيجاز تدرب الجماهير على إدارة شؤونها والحفاظ على مصالحها من خلال دعم حرب الشعب وتوسيع صفوف الجيش الشعبي وحتى في صورة سقوط هذا الموقع في يد العدو وهذا ما يحدث غالبا لأن المسألة مسألة صراع ولأن حرب الشعب هي حرب طويلة الأمد فإن الجماهير رغم التضحيات التي ستقدمها تتقدم حتما نحو افتكاك مواقع جديدة واسترجاع مواقع مفقودة وهكذا دواليك حتى انتصاب منطقة حمراء صامدة
بيد أن القيادات الفلسطينية رغم سيطرتها في وقت ما على بعض المناطق في الأردن وفى لبنان فهي لم تفعل شيئا من هذا القبيل بل إنها تتصدى إلى أن تصبح الجماهير سيدة الموقف وتخشى انفلات الأمور من أيديها وبروز قيادة جذرية تسقط عنها ورقة التوت المتسترة بها. وإذا ما شعرت هذه القيادات بخطر زحف الجماهير وإصرارها على التحرير فهي لا تتورع قصد انتزاع مكاسب الشعب وافتكاك حقه في ممارسة سلطته وسلب ثمار نضالاته عن الاستنجاد بهذا النظام وذاك أو حتى "بالقوى الأممية" التابعة لمنظمة الأمم المتحدة
وهنا يكمن الخطر الذي يهدد الانتفاضة إذ فى حين تقدم الجماهير يوميا لوحات بطولية تكتبها بدم أبنائها تتحرك القيادات فى زيارات مكوكية من عاصمة إلى أخرى من أجل إيجاد الحل الاستسلامي المناسب وقطف ثمار الانتفاضة وتوظيفها من أجل فرض المؤتمر الدولي وتوصيات المعسكرين الإمبرياليين المقدمة في شكل قرارات الأنظمة العربية.
ولذلك فمن واجب القوى الماركسية-اللينينية والوطنية الصامدة التصدي إلى نهج التسوية والعمل على توسيع الطرح الوطني الديمقراطي والدخول في ممارسته فعليا وفق خطط مدروسة تخرج هذه القوى من الواقع الهامشي الحالي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزيرة ترصد مطالب متظاهرين مؤيدين لفلسطين في العاصمة البريط


.. آلاف المتظاهرين في مدريد يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بمواص




.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية