الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا أستحق الحياة

محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)

2023 / 10 / 26
القضية الفلسطينية


بدأت أتحرر منذ ما يقارب السنتين من كل الأوهام التي رافقتني لما يزيد عن اثنتي عشرة سنة وحالت بيني وبين الحق بكل أشكاله وجعلتني بوقاً تافهاً للباطل بشتى أشكاله. وحين أنظر إلى الوراء وأتذكر ما كان يصدر عني من أقوال وأفكار وانفعالات أشعر برغبة شديدة في أن أنهال على نفسي السابقة الخاطئة الجهولة بالضرب المبرح علّي بذلك أبراً ولو قليلاً من دنس ما اقترفته من ذنوب قوليّة وقلبية، ولكن وبكل أسف فكل هذا الندم لا يغير من حقيقة أنني كنت فعلياً أصفّق للباطل لسنوات طويلة فذلك إثمٌ قد تحقّق ولا سبيل لمحوه وإن كان هناك سبيل بإذن الله لقبول التوبة عنه من الغفور الرحيم. إنني أعيش منذ أن منّ الله سبحانة وتعالى عليّ بالهداية، قبل ما يقارب السنتين، في حالة ندم شديد على معاداتي للإسلاميين (بل وللإسلام نفسه) لسنوات طويلة، ندم شديد على أنني كنت من الأذلين الذين يحادون الله ورسوله ويعادون أولياء الله والذين يأمرون بالقسط من الناس. أكره نفسي في كل لحظة أيدت فيها مجرماً مثل بشار الأسد أو طاغية مثل السيسي وكأنني بتصديقي للزبالة الإعلامية التي كانت تؤيدهما كنت أقف موقف الشامت من ضحاياهم الذين هم أشرف الناس. بل إنني كنت حتى لا أشعر بالتعاطف الكبير مع شرفاء المقاومة في فلسطين وغزة بالذات فقط لأنهم كانوا إسلاميين مجاهدين، وكنت لا مبالياً بأوجاعهم. حين أفكّر أنني كنت على تلك الصورة أشعر بالاشمئزاز وأتمنى لو أنني لم أولد قط وأشعر أنني أستحق أن أهوي في جهنم أحقاباً طويلة علّ ذلك ُيطهّرني ويغسل عاري وإثمي. أما بعد طوفان الأقصى، لحظة العزة الإسلامية الكبيرة، وما تلاها من بطش وظلم قوى الكفر والظلام واستقوائهم على الأطفال الأنقياء، فقد تضاعف شعوري بالخزي بسبب ماضيَ وكرهي لذاتي السابقة مراتٍ عديدة. نعم صحيحٌ أنني لا أزال حياً وبوسعيَ الآن أن أستدرك في ما تبقى وأن أقف في خندق الحق بل وأعيد استلهام الشرفاء الذين كنت أسيء إليهم مثل الشهيد محمد مرسي والشهيد عبد الله عزام والشهيد السيد قطب وغيرهم من شرفاء أمة محمد الذين نحسبهم على خير. بل ولا زال بوسعي أن أبرأ من اتّباع التافهين دعاة الضلال أو الاستماع إليهم وأن أستمع إلى رجال شرفاء مثل إياد القنيبي أو سلامة عبد القوي أو عماد المبيض ولكن حتى كل ذلك لن يمحو مرارة شعوري بأنني كنت في السابق كارهاً لكل ما هو نظيف ومؤيداً لكل ما هو خسيس.

فهنيئاً لشباب نشؤوا في طاعة الله وراقبوه منذ أن أصبحوا في سن التكليف واقتصرت أخطاؤهم على لمم الذنوب. طوبى لمن لم يهتف في حياته لطاغية ولم يأثم قلبه بمظاهرة ظالم على مظلوم، ولم تتدنس نفسه بالفرحة لانتهاك حرمات الله أوتعطيل شرائعة. طوبى لأولئك الذين عاشوا وماتوا كراماً من لم يؤيدوا طوال حياتهم سوى أهل الدين والصلاح والمقاومة والخير وتجنبوا السفه والسفهاء وقلة القيمة، فلعل الله يفتح لهم باباً للاشتراك في الجهاد بالنفس والمال ليس متاحاً لرجل مثلي. وليغفر الله لمن تابوا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام يجب ما قبله والله غفور رحيم
متابع ( 2023 / 11 / 1 - 15:34 )
هنيئاً لك التوبة عن مناصرة الظالمين والعودة إلى طريق الحق، نسأل الله أن يتقبل توبتك ويغفر لك ويدخلك في الصالحين ويجعلك من اصوات الحق. لا تتحدث بنبرة فيها يأس فالله يقبل التوبة.

اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس