الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلميذ

انطوني دانيال

2006 / 11 / 16
الادب والفن


قاعة صغيرة أطفال في عمر الزهور سكون رهيب صمت قاتل لا يعكره الا ذاك الصوت الخشن المشحون بالبأس والشدة مدرس قاسي الملامح مقطب الجبين مارد .
كل في مقعده مصغي لا يرف له جفن أستاذ يصول ويجول لا يقبل حوار ونقاش له باع طويل في التدريس لا يهتم إلا لصدى صوته أما التلاميذ المساكين يتوجب عليهم الإصغاء والالتزام دون اعتراض أو جدال .
هناك في المقعد الأول يجلس ذاك التلميذ المجتهد النشيط يحمل لافتة على ذراعه تدل على نشاطه وتهذيبه يشهد له بنظافته فهو من لجان النظافة وحماية البيئة يحب التعلم والتدرج يحب الإبداع والتطور يحب المحاورة والنقاش وإبداء الرأي ماذا يفعل أمام هذا المارد والعام الدراسي شارف على نهايته فلديه مجموعة من الاستفهامات يريد جوابا لها ولكن خوفه يمنعه من طرحها بشكل علني خوفا من تهكم أستاذه وعقابه, فهناك الخوف حاضرا من الغرفة البرانية المظلمة, فما كان منه في نهاية دوام احد الأيام أن تقدم من أستاذه مطأطأ الرأس متهدج الصوت خائفا حائرا من أن تضيع منه الكلمات أو تسقط الأوراق من يديه ويضيع معها مستقبله قائلا :
- أستاذ حضرت للفحص بعض الأسئلة أرجو منك أن تساعدني في إيجاد جواب لها إن رغبت ولديك وقت لذلك.
وجمت عينا الأستاذ من هذه الجملة الأخيرة لأنه معروف بان لا وقت لديه لسماع احد أو الإصغاء لأحد فهو الآمر الناهي بكل شيء وما على الآخرين إلا الإصغاء أجاب الأستاذ :
-ماذا لديك يا ولد أجاب التلميذ لدي هذه الورقة فيها مجموعة من الأسئلة ,
نظر الأستاذ إلى الورقة بازدراء بادئ الأمر ولكن نظافة الورقة وترتيب الكتابة والكلمات وجمال الخطوط جذبته للتمعن والاهتمام فهذا التلميذ من الأوائل في صفه ومن لجان النظافة وحماية البيئة , بدأ الأستاذ يقرأ بثقة وبصوت عالي وبثقة مطلقة بنفسه لديه أكيد جميع الأجوبة. من هذا التلميذ الصغير الذي يستطيع أن يطرح أسئلة جوابها صعب ولكن رجفت عيناه وتهدج صوته تلعثم باللفظ عندما بدأ يقرأ ومنذ اللحظة الأولى
فكانت :
- هل أستطيع أن انجح في الامتحان دون مساعدة ؟
- هل أستطيع أن أرى الشوارع نظيفة ؟
- هل أستطيع أن العب في نادي رياضي دون واسطة ؟
- هل أستطيع أن أكون شاعرا أو كاتبا دون أن أتذلل لكي انشر ؟
- هل أستطيع أن أكون ذو رأي حر دون أن اعتقل ؟
- هل أستطيع أن احصل على حقي بالمحاكم ؟
- هل بالامكان أن أعيش بدون خوف ؟
- هل أستطيع أن أعيش وأموت بكرامة ؟
- هل أستطيع أن انتسب لحزب آخر؟
- هل أستطيع أن أقول لا في الانتخاب ؟
- هل بامكاني أن احصل على سيارة يوما ما ؟
- هل أستطيع أن أجادل شرطي مرور ؟
- هل أستطيع أن أتنشق هواء دون أن ادفع ثمنه ؟
- هل بالامكان رؤية مؤسسات الدولة رابحة ؟
- هل بامكاني أن أرشح نفسي لمجلس الشعب ؟
- هل بامكاني أن أصبح وزيرا ؟
- هل بامكاني أن أصبح رئيسا ؟
- هل أستطيع أن أكون أبا" محتفظا بكرامتي ؟
- هل أستطيع أن أعيش في وطني ؟

أســـتاذ اشـــعر أنــي نبـــــي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07