الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس وانتصاراتها المزعومة

صباح ابراهيم

2023 / 10 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


تفاجأ العالم في صباح يوم السبت 7 أكتوبر بالهجوم المفاجئ الذي قامت به حركة حماس الإسلامية الإخوانية و من تحالف معها من الجهاد الإسلامي والجماعات الإسلامية المتطرفة على المستوطنات الإسرائيلية يوم السبت المقدس لدى اليهود وقبله يوم الجمعة 6 اكتوبر المصادف عيد الغفران اليهودي، الذي يعتبر من أقدس الأعياد الدينية عند اليهود .
استطاعت القيادة السياسية والعسكرية لحركة حماس المنضوية تحت حركة الإخوان المسلمين ومن تحالف معها من المتطرفين الإسلامويين الذين تدفعهم الكراهية والحقد الديني لليهود كدين ، قبل الحقد كأعداء الوطن المحتل . استطاع هذا التكتل الإسلامي المتطرف والمتعصب ان يخطط بالتعاون مع حزب الله العميل لدولة فارس . والخائن لوطنه لبنان ان يطمئن جماعة حماس انه سيقدم الدعم و الإسناد الصاروخي القوي لحماس اذا ما فتحت الجبهة ضد اسرائيل . وعند انطلاق الشرارة الأولى للمعركة . سيحرقون مدن إسرائيل بصواريخها الإيرانية .
لقد استبشر أولئك الضالون و المخدوعون بعدد الصواريخ التي منحتها لهم إيران وهرّبها حزب الله لهم عن طريق البحر . إنهم بها سيحررون أرضهم ويقتلون اعدادا كثيرة من اليهود وسيأخذ وهم في غفلة، ويوم سبت وعيد ديني ويأسرون الكثير منهم نساء ورجالا يجلبهم إلى غزة كرهائن يستبدلونها مع أسراهم في سجون إسرائيل . ولم يفكروا ابعد من انوفهم بالنتائج . وشعارهم ( كم فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ). وربما سيرسل الله لهم الملائكة مسومين للدفاع عنهم .
انطلق رجال حماس ومن تحالف معهم من الإسلامويين تحت جنح الظلام وفي أول خيوط الفجر يوم السبت . 7 أكتوبر 2023 منطلقين من البر والبحر والجو، بعد كسر الجدار الحدودي الفاصل بين غزة والمستوطنات الإسرائيلية . هاجموا العوائل النائمة في بيوتها ، وهاجموا الناس المحتفلين بعيد الغفران ، برشقها بزخات من الرصاص و أردوا عددا كبيرا منهم قتلى ، وأسروا عددا كبيرا من العسكريين والمدنيين من النساء والرجال والأطفال بعد تقييد أيديهم ، نقلوهم الى مخابئهم في أنفاق متفرقة تحت الأرض غزة . في مكالمة هاتفية التقطت وتم بثها من مقاتل حمساوي يتصل بأبيه يبشره انه الآن في أرض العدو يقاتل اليهود، ويقول له بابا بابا افتخر بأبنك ، انا اليوم قتلت عشرة من اليهود، افتح كاميرا الهاتف لتشاهد جثثهم ملقاة على الأرض، قتلت عشرة يهود يا بابا .
لقد هلل وكبر الحمساويون والجهاديون وهم ينقلون أسراهم الى غزة. فرحين بالنصر المؤزر. وأهم عنصر في نصرهم انهم اخذوا اكثر من مائتين وعشرين من اليهود اسرى ويتبادلوا بهم مع أسراهم في سجون المحتل . وهذا هو هدف عملياتهم هذه.
لكن افراحهم لم تدم سوى يومين، حتى التقطت قيادة اسرائيل أنفاسها، و أجرت التعبئة العامة واستدعاء آلاف الجنود والضباط الاحتياط . فقد تجمع أكثر من 260 ألف مسلح من رجال الاحتياط لتلبية نداء القيادة و الالتحاق بوحداتهم ومعسكراتهم للتوزيع والترحيل الى جبهات القتال لأخذ الثأر والإنتقام من هجوم حماس واعوانها. نظمت القيادة الإسرائيلية نفسها مع أحزاب المعارضة وأسست حكومة طوارئ ، وأعلنت الحرب على حماس والجهاد الإسلامي ومن تحالف معها، وهددوا انهم يشعلون حربا شاملة وابادة مدمرة لكل من يتدخل لصالح حماس في الحرب. واعلنوا أهدافهم وهي تدمير حركة حماس وقتل قيادتها ومسحها من الوجود مهما كلفهم ذلك من تضحيات . بدأ الجيش الإسرائيلي في تنظيف المستوطنات المحيطة بغزة من بقايا المسلحين المتسللين الى المستوطنات، فقتلوا منهم الكثير، وأسروا عددا آخر أيضا، بعد يومين فقط من احتفال حركة حماس بنصرها الكبير، استفاق الوحش الكاسر من غفلته بعد ان فشلت أجهزة استخباراتها الكثيرة في كشف نوايا وتحركات وتحشيد حماس للاسلحة والمعدات العسكرية وتجميع المقاتلين وهم في أهبة الإستعداد للقتال دون ان تشعر بهم رغم وجود عدد كبير من جواسيس إسرائيل من الفلسطينيين داخل غزة . وقد استخدمت حركة حماس وسائل الكترونية لإيقاف عمل الكاميرات و اجهزة الإستشعار والتحسس المنصوبة على الجدار الحديدي في السور المحيط بين غزة والمستوطنات . ودخل مسلحو حماس المستوطنات دون ان يشعر بهم أحد ولا اي من اجهزة الإستخبارات الكثيرة.
لم تدم فرحة قوات حماس سوى يومين وبدأت القذائف الصاروخية تنهال على مدن قطاع غزة بالمئات تدمر الكثير من الأبراج السكنية والمنازل والمساجد والجامعات الإسلامية الثلاث في وسط المدينة . حتى المستشفيات لم تسلم من القصف . تحولت افراح حماس وتكبيراتها الى عويل وبكاء ونحيب الأمهات وصراخ الأطفال المفزوعين ، بدأ الحفر للبحث عن الجثث المطمورة تحت انقاض وركام الأبنية المنهارة على اصحابها . امتلأت المستشفيات بآلاف الجرحى والقتلى. تعالت الصراخ بعد ان قطعت اسرائيل عن كل مدن قطاع غزة الماء والكهرباء و الأغذية والوقود والدواء . استغاثت منظمة الأونروا للإغاثة الدولية ان الأغذية والأدوية والوقود بدأ ينفذ من مخازنها، وتطلب المساعدات الدولية والدعم السريع لإنقاذ شعب غزة الذي يناهز المليوني انسان .
كان الرد الإسرائيلي عنيفا وغير متكافئ ، ولسان حالهم يقول العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم. حماس هي من بدأت العدوان على السكان الآمنين ، ومن عادة اسرائيل ان لا تضرب إن لم يتم الإعتداء عليها وعلى شعبها . لكن إن اعتدي عليها فهي ترد الصاع بعشرة أمثال .
استمرت الطائرات تدك ابنية غزة بكل مدنها واحيائها وتسوي كل ابنيتها بالأرض ، بينما رؤساء بعض دول العالم المؤيدة لإسرائيل يتقاطرون على تل أبيب لتقديم الدعم والإسناد وتهديد كل من يتدخل بتوسيع الحرب ابتداء من إيران وحزب الله وانتهاء بالميليشيات الإيرانية في سوريا ولبنان التي تأتمر بأوامر ولاية الفقيه الفارسي . لكن يبدو ان أسلوب الردع العسكري الذي انتهجته إسرائيل أثار الرعب في صفوف حلفاء حماس وأعوانها، فبلعوا ألسنتهم الطويلة التي كانوا يهددون بها طيلة سنوات السلم، و اختبئوا يرتعشون رعبا وقت الحرب ، يكتفون بالتنديد ويتباكون على شعب غزة والمدنيين والنساء والأطفال دون ان تذكر اي وسيلة اعلامية عربية أي إدانة لحماس والجهاد وحزب الله ورأس الأفعى المعممة في إيران .
لم نعد نرى في الصور التلفزيونية التي ينقلها المراسلون أي مسلح من رجال حماس والجهاد في طرقات وشوارع غزة، لقد اختبأوا في الإنفاق والحفر تحت الأرض كالجرذان التي تحتمي من صائدها عند الخطر. تركوا شعب غزة فريسة لنيران القذائف و جثثا مدفونة تحت الأنقاض وركام الأبنية المتساقطة على رؤوس ساكنيها رغم تحذيرات اسرائيل المسبقة بنيتها قصف البناية الفلانية وعلى سكانها إخلائها خلال ساعة .
نحن نتسائل لماذا لم يفكر من خطط ونفذ هذا العدوان رد فعل اسرائيل وهي قوة ضخمة تفوق قدراتها العسكرية الجوية والبرية والبحرية عن أي دولة بالمنطقة ، فكيف بميليشيات لا تمتلك الطائرات القاصفة والمقاتلة ؟ الا تدرك قيادة حماس ان لكل فعل رد فعل . فهل ستغض النظر اسرائيل عن عدوان حماس بقتل شعبها و سحبهم من رقابهم اسرى موثوقي الأيدي إلى انفاق غزة بلا رد عنيف ؟
هل تحقق نصر حماس بإبادة شعب غزة الذي لا ناقة له ولا جمل في هذه الحروب الطائشة ؟
هل فقدان شعب غزة للماء والدواء والكهرباء والوقود والغذاء هو النصر الذي أرادوا تحقيقه، هل دفن آلاف الجثث من أهالي غزة من نساء ورجال وأطفال في المقابر وتحت أنقاض الأبنية هو النصر الموعود الذي جاهدوا لتحقيقه وخططوا وتجهزوا له منذ سنوات ؟
هل نفعتكم صواريخ ايران وطائراتها الشراعية والمسيّرة في تحقيق النصر وتحقيق مطالبكم أم سببت دفن شعبكم تحت التراب ؟
أين هي قوات حزب الله و صواريخها التي هدد نصر الله بها لتدمير مدن إسرائيل في الزمان المناسب ؟
هل يوجد زمان مناسب أكثر من هذا الدمار الذي لحق بالفلسطينيين الذين يتبجحون و يتشدقون بالدفاع عنهم هم واسيادهم في ايران ؟
أين فيلق القدس الإيراني الذي تنافخ به ملالي ايران لتحرير ارض فلسطين ؟ لمن يصرفون اموال الشعب لتجهيز هذا الفيلق العرمرم بالأسلحة الصاروخية والمختبئ في إيران ولم يظهر له أي صوت أو نشاط ضد اسرائيل ؟
أين سرايا السلام التي يقودها المعمم مقتدى الصدر الذي رفع شعار فلسطين في قلوبنا ؟
أين كتائب حزب الله العراقي و فصائل المقاومة الإسلامية العراقية التي تبرز عضلاتها وسلاحها على أبناء الشعب الأعزل و تسرق اموال الشعب و تتحكم بالمناصب والوزارات ولم تطلق رصاصة واحدة في حرب اسرائيل مع فلسطينيي غزة ؟
أليس في يوم الإمتحان يكرم المرء أو يهان ؟ إننا نرى الإهانات بادية بوضوح في جباهكم ايها الاشرار و أصحاب الألسنة الطويلة فقط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم