الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟.....22

محمد الحنفي

2023 / 10 / 27
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


إهداء إلى:

القابضات، والقابضين على الجمر، من أجل الإنسان.

الطامحات، والطامحين، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

الحزبيات، والحزبيين، الحريصات، والحريصين على تغيير الواقع، من أجل أن يصير في خدمة مصالح الكادحات، والكادحين.

المناضلات، والمناضلين، من أجل بناء الأداة، التي تقود ذلك التغيير؟

محمد الحنفي

هل يسعى الشعب، أي شعب، إلى احتضان الطموح؟

ونحن، عندما نشتغل، على الجواب على سؤال العنوان الجانبي، نجد أنه يشكل نقيضا، للسؤال العنوان الجانبي:

{هل يسعى الشعب، أي شعب، إلى احتضان التطلع؟

نظرا للتناقض القائم بينهما.

فالتطلع، هو الحرص، من خلال الفكر، ومن خلال الممارسة اليومية، إلى تحقيق التطلعات الطبقية، التي تنقل البورجوازية الصغرى، من وضعية، إلى وضعية أخرى: بورجوازية كبيرة، أو إقطاع كبير.

أما الطموح، فهو عمل يسعى إلى تحقيق، ما هو مشترك، بين الناس جميعا، كما هو الشأن بالنسبة للتحرير، الذي لا يكون إلا مشتركا، والديمقراطية، التي لا تكون إلا مشتركة، بين جميع أفراد المجتمع، وبين جميع أفراد الشعب، المحكوم بالنظام الاشتراكي.

ولذلك، تعمدنا الفصل بين مفهوم التطلع، وبين مفهوم الطموح، لاختلاف المسارات: مسارات التطلع، ومسارات الطموح.

فمسارات التطلع، تتشكل من:

1 ـ تحقيق البورجوازية الصغرى، لتطلعاتها الطبقية.

2 ـ رعاية النظام الرأسمالي التبعي، الذي يساعد على تحقيق التطلعات الطبقية.

3 ـ العمل على تحقيق إعادة إنتاج الإقطاع، وبعقليته المتخلفة، حتى لا ينقرض، والبورجوازية الصغرى، التي تكون مستعدة لإعادة إنتاج البورجوازية، ولإعادة إنتاج الإقطاع، في مستوياته المختلفة.

4 ـ الحرص على إعادة إنتاج القوانين، التي تحكم الإنتاج الرأسمالي التبعي، كما تحكم الإنتاج الإقطاعي، لضمان استمرار البورجوازية، بأشكالها المختلفة، ولإعادة إنتاج الإقطاع، بأشكاله المختلفة، لضمان استمرار البورجوازية، والإقطاع، كصناعة استعمارية مخزنية، لضمان إعادة إنتاج النظام المخزني، من خلال إعادة إنتاج نفس النمط، من البورجوازية الصغرى، التي وجدت لأجل ذلك.

أما مسارات الطموح، فتختلف اختلافا، كليا، عن التطلع، من خلال مساراته، التي لا تكون إلا في مصلحة جميع أفراد المجتمع، التي نذكر منها:

1 ـ أن الطموح، عمل، يهدف إلى تحقيق ما هو مشترك، بين الناس جميعا، ويعمل على قطع الطريق أمام تحقيق التطلعات الطبقية، التي لا تكون إلا فردية.

2 ـ رعاية النظام، الذي لا يسعى إلا إلى تحقيق ما هو مشترك، بين الناس جميعا، كما هو الشأن بالنسبة للتحرير، والديمقراطية، والاشتراكية كطموحات كبرى.

3 ـ العمل على تقوية الدولة، الحريصة على تحقيق ما هو مشترك، بين الناس جميعا، لقطع الطريق على إعادة إنتاج النظام الرأسمالي، أو الرأسمالي التبعي، الذي تسعى البورجوازية الصغرى، بممارستها التطلعية، إلى تجسيده.

4 ـ الحرص على إنتاج القوانين، التي تنظم المجتمع المتحرر، والديمقراطي، والاشتراكي، لضمان استمراره، عن طريق تطبيق تلك القوانين، ولضمان عدم تحوله، إلى مجتمع رأسمالي تبعي، أو رأسمالي.

وهذه الفروق، القائمة بين التطلع، والطموح، هي التي دفعتنا إلى التمييز بينهما، حتى لا يختلط التطلع بالطموح، خاصة، وأن التطلع، لا يكون إلا خاصا بالفرد المتطلع، سواء كان بورجوازيا صغيرا، أو مريضا بالتطلعات البورجوازية الصغرى، وأن الطموح، لا يكون إلا جماعيا، مشتركا بين جميع أفراد المجتمع، أو بين جميع أفراد الشعب، الذين لهم، وحدهم، الحق في الطموح.

والطموح، هو طلب المشترك، بين الناس جميعا، على مستوى الاقتصاد، وعلى مستوى الاجتماع، وعلى مستوى الثقافة، وعلى مستوى السياسة. وهذه، لا تكون إلا مشتركة، بين الناس جميعا، إلا أن النظام الرأسمالي، جعلها حكرا على طبقة معينة. والواقع، أنه يجب أن تكون مشتركة، بين الناس جميعا. وحتى تصير كذلك، لا بد من مساهمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولا بد من مساهمة الجماهير الشعبية الكادحة، ولا بد من مساهمة الشعب المغربي الكادح، في العمل على فرض الشراكة، المتساوية في الاقتصاد، وفي الاجتماع، وفي الثقافة، وفي السياسة، حتى ولو أدى الأمر إلى تحقيق التحرير، وإلى تحقيق الديمقراطية، وإلى تحقيق الاشتراكية، باعتبارها أهدافا كبرى، يشترك فيها الناس جميعا، ولا تتحقق إلا مجتمعة، سواء ساهم الجميع في تحقيقها، أو لم يساهم؛ لأن المهم، هو تحقيقها، باعتبارها طموحا للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وطموحا للجماهير الشعبية الكادحة، وطموحا للشعب المغربي الكادح.

وإذا كان الطموح يقتضي مساهمة الجميع، في تحقيق الأهداف الكبرى، فإن العديد ممن ينتظر منهم ذلك، ليسوا مؤهلين، وليسوا مؤطرين سياسيا، وليسوا مقتنعين بالتحرير، وبالديمقراطية، وبالاشتراكية، باعتبار التحرير ينفي العبودية، والاحتلال، والتبعية، وباعتبار الديمقراطية تنفي الاستبداد: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وباعتبار الاشتراكية تنفي الطبقية في المجتمع. وانطلاقا من هذا المفهوم، فإن الجميع يستفيد من تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، مما يترتب عنه: الوصول إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، بالتحرير، وبالديمقراطية، وبالاشتراكية. والعدالة الاجمتاعية، في مثل هذه الحالة، لا تكون إلا بالتوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية.

وإذا كان الطموح، لا يتحقق إلا بما هو مشترك، بين جميع أفراد المجتمع، فإن الأداة التي تبث الطموح في المجتمع، هي حزب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أو حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، باعتباره مقتنعا بالاشتراكية العلمية، وبالمركزية الديمقراطية، وبأيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أو كما سماها الشهيد عمر بنجلون، أيديولوجية الكادحين، مما يجعل حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، حزبا ثوريا. والحزب الثوري، هو الذي يسعى إلى تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، انطلاقا من برنامجه الثوري، ومن ممارسته الثورية، حتى يتحقق التغيير المنشود، كطموح للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وكطموح للجماهير الشعبية الكادحة، وكطموح للشعب المغربي الكادح.

وتعلق الطموح، بما هو مشترك بين الناس جميعا، هو الدليل على أنه هو الوسيلة، وهو القوة، التي تجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وتجعل الجماهير الشعبية الكادحة، وتجعل الشعب المغربي الكادح، يتصفون، جميعا، بصفة الطموح، التي تمكن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وتمكن الجماهير الشعبية الكادحة، وتمكن الشعب المغربي الكادح، من العمل على تحقيق التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق الاشتراكية، التي تقتضي منا: بناء الدولة الاشتراكية، التي تقوم بحماية، وبإجراء التوزيع العادل، للثروة المادية، والمعنوية، في ظل تحقق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، على أرض الواقع، في جميع المجالات، وعلى جميع المستويات، ليكون بذلك الطموح، قد بلغ مبلغه، وليصير متحققا، كما تصوره، وحدد مكوناته العلمية، الشهيد عمر بنجلون، في أواسط سبعينيات القرن العشرين، التي جسدت الحركة الاتحادية الأصيلة، في تطورها، كحركة متطورة، وهادفة، إلى تغيير الواقع، تغييرا، يخدم مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. هذه الحركة، التي تحولت إلى حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، باقتناعه بالاشتراكية العلمية، وبالمركزية الديمقراطية، وبأيديولوجية الكادحين، كما سماها الشهيد عمر بنجلون، وكما يناضل من أجلها، حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وصولا إلى تحقيق الأهداف الكبرى، كطموح رائد للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وللجماهير الشعبية الكادحة، وللشعب المغربي الكادح، والمتمثلة في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام