الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجد والخلود لشهداء تشرين البواسل

جواد وادي

2023 / 10 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


والخزي والعار للقتلة
ويبقى الشهداء الخالدون بوصلة الانعتاق من الظلم والحيف والشرور الذي تمارسه السلطات القمعية ضد الأبرياء الذين ذهبت دماؤهم سدىً، لا لسبب سوى أنهم كانوا يطالبون برد الكرامة المهدورة والفساد المستشري والحق في العيش بوطن آمنٍ في ظل عدالة اجتماعية تحقق المساواة لكافة العراقيين للتمتع بخيرات بلادهم وامتلاكهم الإحساس الآدمي في الوجود داخل حدود الوطن ورفض التدجين ومحاولات تغييب الرافضين لسياسات البطش والقمع والتصفيات ومبدأ من لم يكن معي فهو ضدي، وهنا نخاطب من لا زالت ذاكرته تشتغل ومعاناته مفّعلة بسبب ما عاناه العراقيون من بطش وقمع ومذابح فردية وجماعية على يد نظام البعث الصدامي الفاشي والمخيف.
واليوم كل ما يمر به العراقيون يذكّرهم بذلك النظام القمعي الشرس مع فارق، ممارسات الكذب والنفاق والضحك على ذقون الأبرياء ومحدودي الإدراك بيافطات مضحكة وبعيدة عن التصديق كون المتشبثين على سلطة القرار جاءوا للدفاع عن المذهب والدفاع عنه ساندهم في هذا التلفيق الصبياني الساعون الى الاستحواذ على الامتيازات والسحت الحرام وتحقيق اهداف غير شريفة ممن ينتمون الى طوائف ومذاهب وإثنيات مختلفة، توحدهم المواقف البائسة في إشاعة الفساد ونهب المال العام والثراء الفاحش على حساب افقار الملايين من العراقيين وتوزيع المناصب والمراكز العليا لكل الانتهازيين والمصفقين وعديمي الضمائر والقيم، تاركين خلفهم وبقصدية خبيثة ومعلنة معروفة للجميع إعمار البلاد وترميم ما دمرته حروب صدام ومغامراته العبثية، وهم يعرفون بأن البلد بحاجة الى شد الأحزمة على البطون والتفرغ للبناء والاعمار والالتفات الى الشباب لإيجاد العمل لهم وما اكثر الفرص التي أصبحت من نصيب المتزلفين والمطبّلين والتافهين من الجهلة وأنصاف الأميين والقردة القابضين على المناصب دون حق ودون أدنى إحساس أو شعور بالمواطنة والوفاء لبلد أسمه عراق تربوا في كنفه وأكلوا وشربوا من خيراته، وهنا هي الخيانة العظمى والعقوق الرث.
إزاء كل ما مر من توصيف للحالات المزرية والكارثية في العراق، هبّ الشباب الأبي لرفض هذه المثالب الخطيرة ورفضها بالمطلق وإدانة الفاعلين من فاسدين وطائفيين
ومتسلقين وناكرين للوطن وحقوق المواطن، هبّة سلمية مشروعة حاملين رايات الوطن وشعارات ادانة بعصيان مشروع وبوجدان نبيل، واضعين حب الوطن بين جوانحهم، والأجمل والأبهى أن بين تلك الأفواج الشبابية المباركة شابات عراقيات أبيّات واضعات كل ما يملكن من إرادة وقوة ورفض للراهن المزري وهنّ يخدمن الشباب بتوفير ما يلزم من مأكل ومشرب وتنظيف، دون ان نغفل العوائل العراقية بنسائها وشيوخها وأطفالها وهم يهيئون الطعام والشراب للمنتفضين الغيارى والأبطال، لكن القتلة والمجرمين والأذناب ممن رهنوا أنفسهم وسفالاتهم في خدمة الأجنبي الذي كان يتحين الفرص للأخذ بالثأر من العراقيين الذين لا ذنب لهم في زجهم في حرب صدام العبثية مع ايران، علما بأن معظم الشباب الثائر الأبي كانوا يافعين أو أطفالا أو لم يولدوا بعد، زمن الحرب الصدامية الكارثية.
إن جريمة الإبادة الجماعية وأنهار الدماء الزكية التي ارتكبها المجرمون والقتلة ما زالت حاضرة وبقوة ولا تُلغى بسبب التقادم أو يتم نسيانها، فهم حاضرون في وجداننا والأخذ بالثأر ما زال قائما بكشف القتلة وكل من ساهم من قريب أو بعيد وبأسلحة الغدر الجبانة، وهي مهمة مقدسة على عاتق كافة العراقيين الوطنيين الشرفاء، لأن المئات من الشباب ذكورا واناثا ممن واجهوا أسلحة الغدر والخيانة بصدوره(م)ن الأبية والتي فاقت التصور لا يمكن أن تذهب هباءً دون حساب أو ملاحقات أو كشف طال الوقت أم قصر.
إن ما يحز في نفوسنا حقا ويؤلمنا أننا كثيرا ما سمعنا من مسؤولين ممن هم على سدة القرار بأن من أولى مهامهم الكشف عن القتلة والمجرمين ومن يقف من ورائهم، وها هي السنين تمر والوجوه تتبدل ولا من نتيجة تريح المثكولين بفقدان أحبتهم، والمصيبة أن مسلسل القتل والتصفيات والغدر اليومي لشخصيات وطنية رافضة لمهازل ما يحدث من فوضى وإشاعة القتل بسلاح الخونة والمرتزقة والمأجورين، متواصلة وما يمر يوم إلا ونسمع بأن أسلحتهم الجبانة قد طالت فلان وعلان من الأبرياء دونما حساب أو عقاب أو ملاحقات احتراما لدماء الضحايا وذويهم والشعب المظلوم.
ترى هل نصدق أن المتحكمين بسلطة القرار بكل مكوناتهم وانتماءاتهم وخياناتهم اليومية نصدقهم وهم يطلون علينا يوميا من خلال القنوات بما فيها المأجورة، بأنهم كانوا يعارضون نظام صدام وسلطته الغاشمة وهم اليوم يمارسون أفعالا أشرس وأعنف وأقذر، ليكون الجميع في سلة واحدة، سلة القتل والإرهاب ومصادرة أرواح الأبرياء، تحت مسميات افتعلوها غباء ليدفعوا المراقبين بالضحك على ذقونهم والسخرية بما يتبجحون.
إن انتفاضة تشرين الخالدة هي ثورة حقيقة ومباركة ضد الظلم والعسف والسلاح المنفلت وضد كل المتبجحين بالدين والمذهب والاثنية والقومية وأية ذريعة واهية أخرى، ولا يمكن للقتلة أن يطمئنوا ولو ليومٍ واحد بأنهم في مأمن من العقاب طال الوقت أم قصر، وعليه فالمطلب الوحيد الذي يعيد حقوق الضحايا هو التمسك بمبادئ ثورة تشرين المباركة وتجديد العهد بمواصلتها حتى وإن تطلب ذلك عقودا من الوقت.
وخير ما نختم به هذا التذكّر لشهدائنا الأبرار، قول الشاعر:
ظمئتْ جراحُك للعلا فسقيتَّها... نبلاً ومجداً بالشهادةِ يُترعُ
وسعيتَ للأمجادِ تطرقُ بابَها... بابُ الشهادةِ خيرُ بابٍ يُقرعُ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا