الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإبادة السياسية في فلسطين

سعيد مضيه

2023 / 10 / 28
القضية الفلسطينية


دم ودمار في غزة
يتوقف فيجاي براشاد ، المؤرخ الهندي والشخصية البارزة في نضال القارات الثلاث، عند التفوق الإسرائيلي في تكنولوجيا الدمار والإبادة الشاملة وسيلة المواجهة التي تنعمد إسرائيل ولوج دربه بين الحين والأخر . أسلحة الإبادة الشاملة تحصد المئات والالاف من الفلسطينيين كل يوم. شاركت الولايات المتحدة وإسرائيل في صنع الملابسات كي يبقى شلال الدم متواصلا في غزة . قال إن إسرائيل تعمدت تدمير النضال السياسي بفلسطين كي يتاح لها التعامل بالقوة المسلحة المتطورة مع الفلسطينيين . وما نشهد عليه بألم في غزة من قنابل أميركية الصنع ذات قوة تدميرية هائلة أحد الأمثلة. يطلق عالم الاجتماع الإسرائيلي باروخ كمرلينغ على التكتيك الإسرائيلي "إبادة سياسية"، وينقل عنه براشاد قوله، "ان سياسة إسرئيل تجاه الفلسطينيين قد أسفرت عن ’إبادة سياسية‘ ، تدمير متعمد للعملية السياسية بين الفلسطينيين؛ والدرب الوحيد المتبقي لهم هو النضال المسلح الصريح".

حين حاول الفلسطينيون في غزة انتخاب قيادتهم في يناير 2006 فازت حماس في الانتخابات حظي فوز حماس باستنكار إسرائيل والغرب ، وقرروا استخدام القوة المسلحة للإطاحة بنتائج الانتخابات .لم يسمح لغزة بانتهاج عملية سياسية ، في الحقيقة ، لم يسمح بتشكيل اي نوع من سلطة سياسية تنطق بلسان الشعب. حاولت إسرائيل بالقوة استئصال الحياة السياسية في غزة وإجبار الناس على حالة بات النزاع المسلح امرا محتما. وحين نظم الفلسطينيون المسيرة الكبرى للعودة عام 2019، رد الجيش الإسرائيلي بقوة وحشية قتلت مائتي إنسان.

يقول عالم الاجتماع الإسرائيلي ، باروخ كيمر لينغ، ان سياسة إسرئيل تجاه الفلسطينيين قد أسفرت عن "إبادة سياسية "، تدمير متعمد للعملية السياسية بين الفلسطينيين؛ والدرب الوحيد المتبقي لهم هو النضال المسلح الصريح.
حقا إ فالنضال المسلح ليس محظورا بموجب القانون الدولي ضد سلطة محتلة ؛ وهناك مواثيق دولية عديدة وقرارات صادرة عن الأمم المتحدة تؤكد حق تقرير المصير : وتتضمن هذه بروتوكول إضافي في ميثاق جنيف لعام 1949 وقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة 43/37 ( 1982). القرار الأخير " يعيد تأكيد مشروعية نضال الشعوب من أجل الاستقلال ، والوحدة الإقليمية ، والوحدة الوطنية والتحرر من الاحتلال الأجنبي والكولنيالي بكل الوسائل المتاحة ، بما في ذلك النضال المسلح". ليس بالمقدور إقرار بيان أقوى يتيح الإذن الشرعي للنضال المسلح ضد احتلال غير شرعي.

العقوبات الحماعية جريمة حرب

كلما ضربت الطائرات الحربية غزة يصطف قادة الغرب بجانب إسرائيل ويعلنون انهم "يقفون مع إسرائيل"وأن " إسرائيل تدافع عن نفسها ". البيان الأخير – حول حق إسرائيل في الدفاع عن النفس –خاطئ قانونيا ؛ عام 1967 اجتازت القوات المسلحة الإسرائيلية "الخط الأخضر" واحتلت القدس الشؤقية وقطاع غزة والضفة لغربية ؛ حاول قرار 242 الصادر عن مجلس الأمن انساب إسرائيل من مناطق احتلتها في القتال الأخير؛ لم يكن بريئا استخدام تعبير "محتلة" ؛ فالمادة 42 لقوانين لاهاي (1907) تقول " إن منطقة تعتبر محتلة حين توضح فعليا تحت سلطة جيش معاد"؛ وميثاق جنيف الرابع يرغم السلطة المحتلة ان تكون مسئولة عن رفاه من يخضع لاحتلالها ، ومعظم الإلتزامات انتهكتها حكومة إسرائيل.

في الجولة الأخيرة أعلن نتنياهو "قررنا وقف نقل الكهرباء والوقود والسلع الى غزة . اتبعه وزير دفاعه، غالانت، بالقول :" امرت فرض حصار كامل على قطاع غزة ؛ لن تكون هناك كهرباء ، ولا غذاء ، ولا وقود ، كل شيء مغلق". ثم جاء دور إسرائيل كاتس وزير الطاقة ، " أعطيت التعليمات ان يوقف توريد المياه من إسرائيل الى القطاع في الحال". اما وقد نفذت التهديدات فقد أحكمت اسرائيل طوقها حول القطاع – بما في ذلك قصف الطريق عند معبر رفح الى مصر- وبذا قطعت أرزاق مليونين من البشر ؛ وهذا يعتبر في حد ذاته "عقوبات جماعية " تشكل جريمة حرب. فتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا في جرائم الحرب الإسرائيلية عام 2021 ، لكنها عجزت عن التحرك حتى لجمع معلومات.

يتكدس الأطفال في البيوت، ينتظرون في الظلام سقوط المتفجرات نظرا لعدم وجود الكهرباء وينتظرون النهاية – بحناجر مشققة وامعاء خاوية.
شهادة هيومن رايتس ووتش – قتل الأطفال الفلسطينيينت
حين يقتل او يجرح آلاف الأطفال بأسلوب ممنهج و "روتيني" يمكن مقارنته ضمن فترة قصيرة تسبيا من الوقت فإن قتل الأطفال لا بد وان يكون متعمدا. في تقرير صدر مؤخرا بعنوان ’ الضفة الغربية : جموح إسرائيلي في قتل الأطفال الفلسطينيين"، ان منظمة هيومن رايتس ووتش توصلت الى استنتاجات قوية مبنية على استطلاعات شاملة للمعطيات الطبية، وشهادات شهود عيان ن وتسجيلات فيديو وأبحاث ميدانية –والأخيرة غطت اربع حالات خاصة.
كتبت أييليت شاكيد الشخصية السياسية في إسرائيل ، عام 2015، ان اطفال فلسطين "أفاعي صغيرة". وفي موقع على فيسبوك نقلت عنه واشنطون بوست ، أعلنت شاكيد الحرب على جميع الفلسطينيين ودعت لقتل " امهات شهداء فلسطين".
جاء في مقالتها، " كان عليهن ملاحقة أبنائهن وما من شيء يمكن ان يكون أعدل من هذا" . ويدعو للسخرية ان ينشر قولها هذا بعد وقت قصير من تسلمها حقيبة وزارة العدل في إسرائيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى