الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات بيشمركه في جبال كوردستان / الحلقة الرابعة

نادر دوغاتي

2006 / 11 / 16
سيرة ذاتية


بعد أول عملية عسكرية قمنا بتنفيذها أصبحنا أكثر نشاطا وتفاءلا ووضعناأمام انفسنا العديد من الخطط والعمليات من اجل أنتسال الجماهير من الخوف الذي انتابها بسبب عنجهية النظام الدكتاتوري . بالرغم من ان درجة غليان الشعب لم تصل الى الحد المطلوب لكي يثور الناس . لكننا كنا نشرح للناس موقفنا من السلطة وموقف السلطة من الشعب .

انتهى الخريف وجاء الشتاء وتساقطت الثلوج بغزارة وكنا نحن مجموعة متكونة من سبعة بيشمركة بأمرة صباح كنجي كلفنا بالذهاب الى كلي كوماتا لتوصيل البريد وكنا حينه في جبل كارة وشقينا الطريق من قرية بوطيا غرب العمادية ( حيث جامع القرية لايخلو من حبة الخضره والكشمش والجوز ) فملأ حقائبنا منها وبما يكفينا لعدة ايام . وواصلنا المسير ليلا على سفح جبل متين الى ان وصلنا الى كلي بازي في منطقة برواري بالة واتذكر ذهبنا الى قرية بيشيلى عصراً وكانت الثلوج قد تراكمت أكثر من نصف متر تقريباً ومنطقة برواري بالة اي ( برواري العليا ) منطقة جميلة جداً تقع بين جبل متين شمالاً وسلسلة الجبال المتأخمة علي الحدود التركية جنوباً وتتكون من عدد كبير من القرى ومركزها ناحية كاني ماسي . وتشتهر المنطقة بالزراعة والبساتين وبشكل خاص بساتين التفاح المشهورة .

دخلت مع احد رفاقي البيشمركة الى احد البيوت وماشاء الله كان البيت يتكون من غرفة واحدة فقط . وقطع قسم منها للارزاق والفراش والقسم الاخر تتوسطه المدفئة الحطبية (الصوبا) والبيت يتكون من أمرأة وولد يدرس في ناحية كاني ماسي وبنات اثنتان وقطة صغيرة . فسألتني الخالة عما احمله في جعبتي أنا البيشمركة من الاكل .

فقلت ياخالة نحن متعودين ان تمنحوننا طعاما طيبا . فقالت صحيح ولكنكم تصولون وتجولون وتحملون معكم اكلات غريبة أحياناً . فقلت نعم احمل معي لحم بقري معلب وجبن المثلثات وشاي سيلان واعتقد انها حلال على الطريقة الاسلامية . فضحكنا جميعاً وسألت بنتها الكبيرة وقالت هل لديك معرفة مع الشهيد البطل محمود الايزيدي قبل استشهاده . ؟ قلت نعم كنت اسمع واتابع اخباره جيداً لكن لم اراه شخصياً وكم كنت اتمنى ان ارى هذا البطل الشجاع الذى أعاد الدم الى الجسد الكوردي في بداية ثورة كولان التقدمية . وسألت الاخت هل لديكِ معلومات عن الشهيد محمود الايزيدي ...؟ فقالت نعم كنت احضر كل ندوات البيشمركة البطل محمود الايزيدي في قريتنا ( بيشيلى ) وانا معجب بنضاله كثيراً كان شجاعاً وواعياً وعادلاً وكان يلقي لنا ندوات عن نضال البيشمركة وكوردستان . وبعد تحرير كوردستان من الضروري بناء تمثال او مزار في كل قرية زاره الشهيد البطل في منطقة بهدينان .

كانت العادة ان نأخذ أفرشة للنوم عليها من كل بيت يستضيفنا أهله، لكن هذه العائلة لم تكن تملك ما يزيد عنهم من الفراش فقلنا أمرنا لله وذهبنا الى الجامع وشكلنا مع جماعتنا وزملاءنا الاخرين .

في اليوم الثاني خرجنا من قرية بيشيلى باتجاه قرية كركه وقمرية حيث بين هاتين القريتين الشارع الدولي بين العراق وتركيا وبين هذا الشارع والحدود التركية منطقة محرمة وكانت توجد على هذا الشارع ربايا وافواج وكمائن الجيش بكثرة .

فقبل الوصول الى قرية كركه رأينا مفرزة البيشمركه البطل زهير بامرني وكان معهم عائلة احد البيشمركة مع طفلين كذالك يريدون العبور الى الحدود التركية ( كلي كوماتا ) . واتفقنا أن نعبر سوية الحدود من نقطة ( كركه – قمرية ) والتي كانت يتواجد فيها فوج من الجيش وعدد كبير من السرايا والربايا ويجب اختراقها أثناء العبور.

بعد العشاء تحركنا من قرية كركه القريبة من الشارع الدولي وتحرك ثلاثة من البيشمركة لمراقبة الشارع واستطلاعه . بالرغم من ان تساقط الثلج بغزارة وصعوبة بقاء اي كمين عسكري على الشارع لكن كان يمكن رؤية المفرزة من المواقع العسكرية التي نمر من بينها وخاصة معنا ( بغل ) تقوده المرأة وطفليها ، وذلك بياض الثلج الناصع الذي كان يجعل من المنطقة مكشوفة أمام مراباة العدو .

المسافة بين كركه و قمرية تقريباً ساعتان وكل هذه المسافة يجب قطعها بحذر وانتباه شديدين واستطعنا عبور الشارع بأمان الا انها هناك ربايا خلف الشارع سنمر بالقرب منها مسافة ثلاثون متر تقريباً ومعنا طفل رضيع والطفلة الثانية لايتعدى عمرها سبع سنوات واي حركة او صوت منهم قد يكشف امرنا وبالتالي نتعرض للرمي .

واثناء المسيرة نادت المرأة بأن يديها جمدتا من البرد ولا تستطيع حمل الرضيع لانها راكبة على ظهر البغل ولا تتحرك . ساعدها احد البيشمركة بحمل الطفل اما الطفلة الثانية فقد وقع من قدمها حذائها من الانجماد ولم تقول لنا خوفاً من ان يسمع صوتها جنود الربايا .

واخيراً وليس أخرا استطعنا العبور من مواقع ومنافذ العدو الى قرية قمرية المحرمة والخالية من السكان فقط كان يوجد فيها غرفة نصفها مهدم ويقال انها كانت جامع القرية . واخذنا استراحة قصيرة فيها واشعلنا ناراً لندفيء نفسنا . وبعدها واصلنا المسير وعبر قرية هرورى والى ان وصلنا الى مقر كلي كوماتا الشهير والذي كان يقع على نهر الخابور في نقطة دخول النهر من الحدود التركية العراقية ونقطة فاصل بين شمال وجنوب كوردستان . وكان فيها مقرالفرع الاول للحزب الديمقراطي الكوردستاني ومقر قاطع بهدينان للحزب الشيوعي العراقي . وبعدها قصدتها الكثير من الاحزاب الكوردستانية شمالا وجنوباً واتذكر منهم . ( ئالاي رزكاري – د د ق د – ب ك ك – سازماني كاوه – كوك ) وغيرها.............. يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تبدأ من مدينة تبري


.. مقاطعة حفل ممثل هوليودي لدعمه للاحتلال الإسرائيلي




.. حزب الله: استهدفنا مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى ومزارع ش


.. الاتحاد الأوروبي يفعّل نظام كوبرنيكوس لمساعدة إيران.. ماذا ي




.. استشهاد رئيس قسم الجراحة بمستشفى جنين