الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع خير وشر ---وليس صراع حضارات

سلطان الرفاعي

2006 / 11 / 16
العولمة وتطورات العالم المعاصر


زمن الشر والنفاق هو الزمن الذي نعيشه اليوم. نُنافق على أنفسنا أولا وعلى الغير ثانيا، نتنفس نفاق، نأكل نفاق ، نشرب نفاق.
اللاعب المسلم ، والملاكم المسلم، والكاتب المسلم، والعالم المسلم. كله مسلم بغض النظر عن الدولة التي رعته وعلمته ودرس في جامعاتها وتتلمذ على أيدي علمائها ومدربيها وأساتذتها. ليس مهم من علمه ومن احتضنه المهم فقط أنه مسلم والحمد لله.
عدنان خاشقجي اسم لملياردير ، فاحت رائحته: خيانة قومية وطنية، فضيحة جنسية مع عارضة أزياء، هبات وزكاة وفطرة لفنانات من أجل قضاء ليالي ملاح مع صحبه الكرام من أصحاب العباءة والمباءة. هذا الملياردير ، يُطلق عليه الملياردير العربي، وليس المسلم أو السعودي ، وكأن العروبة لا يكفيها ما فيها من مخازي، حتى يتم الحاق هذا بها. أما لقب مسلم ، فيتم حجبه لضرورات تُبيح المحظورات والتفسير على القرضاوي صديقه الحميم.
في سباق الحضارة العالمي ، نقبع على رأي المشاكس فيصل في المقدمة، رغم أن كل من يتنفس في هذا الكون يعرف أننا لسنا سوى عالة على البشرية ، فحتى كتابة هذا المقال ، لم نقدم للحضارة الا ما يُلوثها ويصبغها بالسواد.
تبدأ مراكز الأبحاث عملها، وتتكلف الملايين لا بل المليارات من الدولارات ، من أجل تقديم اختراع جديد يفيد البشرية، ويجعلها أكثر راحة . أو اختراع علاج لمرض أو مسكن ألم يُُُساعد على تخفيف الأوجاع ، وجعل الحياة أكثر اشراقا . ويأتيك النفاق والشر بأبشع أشكاله وأوقحها. صحيح هم تعبوا ودرسوا وأنفقوا، ولكن نحن من نملك الآيات والتي لولاها لماتقدم الطب ولا علوم الفضاء، ولا حتى علوم الذرة. فكل اختراع له أساس قرآني بيَن المعالم. وليس هناك امكانية لأي فتح علمي جديد ما لم ينص عليها القرآن. ولو أراد الغرب أن يُريح نفسه ويوفر النفقات ، ما عليه الا أن يتجه الى القرآن ويغوص فيه ويستخرج أسرار الكون والعلم والاقتصاد والسياسة والبرمجيات. ويتوقف عن الأبحاث والاختراعات ووجع القلب.
2
أكبر دليل على خبث الغرب وحقده على أمتنا العظيمة، هي حجبه جائزة نوبل عن بعض فطاحل علماء الدين الاسلامي ، مثل الباز، والذي أثبت ، على خلاف كل النظريات العلمية والفلكية ، أن الأرض لا تدور وأن كل من يقول خلاف ذلك هو كافر وزنديق ، مستندا الى أن القرآن هو معجزة علمية وأساس كل العلوم : علم الفلك،و الفيزياء والكيمياء والعلوم و الطب والرياضيات والجبر والمثلثات والمكعبات ---- والذرة (من يعمل مثقال ذرة نوبلاً يرى ومن لا يعمل مثقال ذرة نوبلاً لا يرى ---------).
3
الكمبيوتر أو الحاسب الالكتروني، أو عفلط الزط. عوضا عن استخدامه بما يُفيد وينفع ، تحول الى وسيلة لتكفير الآخر وشتمه واباحة قتله، ونشر بيانات التخريب والتدمير ، ونداءات الحرب والجهاد.
آخر الاختراعات الاسلامية ، والتي جرى العمل بها هذا الاسبوع ، كان موبايل شيخي: ولمن لا يعرف موبايل شيخي، أو لم يصله هذا الاختراع بعد ، موبايل شيخي، هو الموبايل الذي يحمل اليك في كل مكان وكل زاوية ما هربت منه، من شرح وفقه وتفسير. والغاية ليست مادية أبدا بل هي فتح جديد من فتوح الحضارة البشرية، فقد وصل عدد المشتركين لكل شيخ الى 100000، نعم مئة الف مشترك، يدفع كل واحد ما قيمته 12 ريال شهريا، وبحسبة بسيطة نجد أن الشيخ العالم الكبير يحصل في نهاية العام ما يُقارب المليون ونصف ريال ، يُضافوا الى رصيده من فتاوى البنوك والمصارف الاسلامية.
ومسكين هذا الانسان، والذي يُلاحقونه الى أضيق مكان، يحرمونه من فرصة تنشق نسمة واحدة من الفهم والحرية والعلم.
4
يؤمن المانويون ، وهم طائفة غنوسطية مسيحية تعود الى القرن الثالث الميلادي ، بوجود عنصرين سرمديين مطلقين -الخير والشر- في صراع أبدي مع بعضهما بعضا . وقد أسس هذه الحركة ماني ، الذي ولد في بابل عام 216 ق.م وللطائفة المانوية تأثير كبير في الشرق والغرب ، ومن أبرز من شرحها وتعمق فيها القديس أوغسطين.
وفقا لماني كانت هناك في البداية مادتان، أو أصلان، أو مصدران، أو عنصران . فكان النور مساويا للفضيلة وأحيانا للاله ؛وكانت الظلمة مساوية للشر وأحيانا المادة.
وقد تصور التقدم كحركة تطرح الشر بشكل دائم والشر مادة باقية لا يمكن للفضيلة أن تمتصها ولا يمكن فهمها عن طريق مشابهتها بغير الموجود . والتغلب عليهلا يقتضي محقه ، بل ابعاده الى المكان . وعندما < يُحتجز> بقوة في مكانه المناسب ، يمكن ألا يكون هناك خوف من غزوه<جهاده> لمملكة النور.

لماذا نذكر المانوية في هذا المقال، سببين: الأول هو أنه كثيرا ما يحدث أن يُدعى أحدهم مانويا عندما يذكر الصراع بين الخير والشر، مانويا بالمعنى الازدرائي دون تحليل للمفاهيم المانوية ؛والسبب الثاني،بسبب الاهتمام الذي يحظى به مفهوم (الحضارة والانسانية والليبرالية )الخير، الذي لم يعد ذاتيا ، بل يكتسب جوهرية سابقة للانسان . ويحدث الشيء نفسه مع الشر؛ فهو يحاول باصرار اختراق الناس الذين يكافحون باستمرار لكي يتخلصوا منه. عبر سلبهم أسمى ما حصلوا عليه: الحياة، والسعادة، والآمان والاستقرار والمستقبل المشرق.
5
الخير المطلق بالنسبة للكائن الانساني، أينما وجد، هو: كل شيء يحمل الانسان على الاستيقاظ من التنويم الأبدي وفتح مصراعي عقله للنور القادم من العلم والمعرفة . ما يساعده على ايجاد مآتى يرتقي شيئا فشيئا الى حالات رفيعة من الوعي والنضج الفكري ، والذي يقوده الى ارتقاء عمودي صاعد. يكفل له الحرية والسعادة والعيش الهني وحب الحياة والسعي للألتقاء بأخيه الانسان والحوار معه واحترامه وبناء مجتمع راقي.

والشر، على العكس، هو كل شيء يحول دون استيقاظ الوعي الأعلى للانسان؛كل شيء(كتاب، عقيدة، دين، رسالة) يسهم، بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، في ابقائه في حالة تنويم ، وبالتالي، يمنعه من تطوره أو يسبب تقهقره من نواح أخرى.
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
من المفزع أن يكتشف المجاهد(الشرير) يوما دليلا على أن هناك طريقا أسمى للوجود . بأسلوب يختلف كليا -عن الجهاد والهمجية والتخريب والقتل وسفك الدماء وتقطيع الرؤوس وخطف البشر.- عن الاسلوب الذي تعلمه -أسلوب أكثر انسانية، وجمالا ، وسعادة، وخصبا، وانسجاما. ويعتريه الرعب اذا فتح عينيه(وشغل مخه) ليكتشف فجأة هذا الواقع البشري الجديد. واقع ساحق لا يدحض ، الى حد قد يدفعه الى العمل فورا ، وعندها ، عندما يبدأ بالقاء كل أسماله البالية خلف ظهره، والانطلاق نحو الأمام ، عندها يبدأ بفقدان نمط الحياة الهمجية والتي كان عليها.
و يعني هذا بالنسبة له: أن يُخلف وراء ظهره تبريرات تصرفاته الخاطئة، وأن يحب الحقيقة لا أن يتظاهر بحبها ، وأن يتخلص من أي شعور بالحقد لكي يتمكن من مشاركة الآخرين سعادتهم ، وأن يُخلص نفسه من كل الأفكار الدموية الهمجية.، وألا يكون مكان للشر في قلبه.
2
الفرصة بيدنا ، وتعتمد فقط على الرغبة والارادة الصادقة -----
ان كافة الأشخاص في هذا العالم، بغض النظر عن جنسهم، أو لونهم، أو طبقتهم، أو مكانتهم الاجتماعية ، أو مستواهم الثقافي ، أو دينهم، أو طائفتهم.، يمكن أن يكتشفوا السعادة والخير الأعظم . فالبعض ، حتى الآن، كان يخدعهم بقسوة وشراسة ايمانهم بأن جهادهم وسعادتهم وحياتهم كلها تعتمد على عطية الهية . ولكنهم نسوا أن الله وهب الحياة (اله عطاء ومحبة وليس اله حاقد ودموي )، وعلى الانسان اكمال هذه المهمة . وحتى ننجز هذه المهمة : كل شخص يتمتع، في داخله، بالقدرة على كسر قيوده من خلال التحسن الأخلاقي والانساني.

أن يخطأ الانسان فهذا دليل ضعف بشري----
فان تخلص من خطيئته فهذا دليل على أنه من عنصر الهي.
أما اذا بقي على ارهابه فعنصر شيطاني يعمل فيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد اغتيال نصر الله، ما مستقبل ميليشيا حزب الله؟ | الأخبار


.. اختيار صعب بين نور ستارز وبنين ستارز




.. نعيم قاسم سيتولى قيادة حزب الله حسب وسائل إعلام لبنانية


.. الجيش الإسرائيلي: حسن نصر الله وباقي قادة حزب الله أهداف مشر




.. ما مستقبل المواجهة مع إسرائيل بعد مقتل حسن نصر الله؟