الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن أوردغان ومحاولته لعب دور الصقر الأوحد!

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2023 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


لقد ذكّرنا خطاب أوردغان بالخطابات النارية للقذافي التي تقوم على المزايدات وطزطزة الغرب ولعب دور البطل الفريد والوحيد أمام شعبه !! خطاب نصفه شن فيه أوردغان هجومًا وتهديدًا لخصومه وردد فيه قصائد شعرية لبعض الشعراء الترك والعرب والبربر ضد الغربيين والتذكير بأمجاد أجداده العثمانيين وكيف أن غزة وحلب كانت جزءًا من (الوطن!!؟؟) على حد تعبيره!!! بينما أنصاره بين الفينة والأخرى يهتفون!!... والحقيقة أن كل ما ذكره وردده أوردغان قالته الانظمة العربية وزعماؤها وأكثر في خطاباتهم وبياناتهم الرسمية التي تنتقد اسرائيل والموقف الامريكي المنحاز، والغرب واسرائيل يعرفون أن خطابه الطنان الرنان مجرد كلام في الهواء للنيل من خصومه السياسيين ولإرضاء الشارع التركي وأنه لن تتم ترجمته إلى عمل حقيقي فعال ومؤثر ولو في صورة طرد السفير الاسرائيلي كما فعلت (كولومبيا) أو تجميد عضوية تركيا في تحالف الناتو الغربي (الصليبي) بما أنه قال في خطابه أن الصراع اليوم يبدو بين الصليب والهلال!!... صدقوني أوردغان حاله كحال القذافي مجرد ((فم كبير ثرثار)) يجيد الخطابات النارية التي تداعب مشاعر الناس الدينية والوطنية والقومية بغرض الظهور أمام شعبه بصورة البطل الوطني والقومي والاسلامي الكبير والخطير والفريد والوحيد!!! الفرق بينه وبين القذافي أن اوردغان يخدم وطنه وقوميته بقوة وجدية ويركز على الناحية الاقتصادية ومصالح بلاده التجارية ويركض وراء كل (هبرة) أينما رآها بينما القذافي يثرثر ويطزطز الغرب بملابس افريقية غريبة ويبدد ثروة الليبيين على الدعاية لنفسه ومحاولة شراء منصب الزعامة في افريقيا بعد أن فشل في الحصول عليها في العالم العربي !!ثم عندما جد الجد واختفى الاتحاد السوفيتي الذي كان يحتمي به ووجد نفسه بعد احتلال امريكا للعراق عريانًا اتخذ وضع البروك وقدم للغربيين تنازلات وتعويضات وصفقات فلكية من أجل أن لا يكون مصيره وأولاده كمصير صدام وأولاده! وظل يثرثر ويهرج محاولًا الظهور بمظهر صقر العرب الأوحد وظل الغربيون يتفهمون لماذا يفعل ذلك وأن غرضه هو تعزيز صورته داخل ليبيا وفي العالم العربي وأن كلامه مجرد فرقعات اعلامية والعاب نارية وليست قنابل نارية!! ومع ذلك حينما لاحت فرصة للغربيين - بحدوث تسونامي الشارع العربي المفاجيء - لذبحه ذبحوه !! .... الشاهد أن خطاب اوردغان كان مجرد ثرثرة واتهام الغرب وخصومه السياسيين في تركيا بالارهاب وبكل رزية ثم لن تجد هذه الثرثرة على الأرض أية ((أفعال قوية ومؤثرة)) ضد اسرائيل والغرب بالفعل، فهذا هو أوردغان ! وهذه هي حقيقته وهذا هو خطابه اليوم، حتى قناة الجزيرة ملت منه ولم تواصل نقل خطابه الاستعراضي المكرر بالكامل والذي بدا كما أنه استعراض سياسي اعلامي وانتخابي ضد خصومه هناك في الساحة المحلية!..... أما في الساحة الدولية فلا تأثير لها لا على الغرب ولا اسرائيل !! وإلا لماذا لا يخرج من تحالف الغرب الظالم - كما وصفهم - (الناتو) ويطرد السفير الاسرائيلي مادام اسرائيل مجرمة حرب عنده !!؟؟

ربما لم يكن أوردغان يتوقع أن اسرائيل ستغضب منه لقوله أن تركيا تقوم بالتحضير لاتهام اسرائيل بأنها (مجرمة حرب) حيث لم يتفطن أن اسرائيل باتت تشعر بأنها محاصرة وشبه معزولة دوليًا وأن العالم لم يعد يطيق وحشيتها وأكاذيبها حتى في الدول الحليفة لها لذا اصبحت شديدة الحساسية ضد أي انتقاد لها كما حدث حيال أمين الأمم المتحدة ورئيس كولومبيا وغيرهم!، مع أن غرض أوردغان - كما هو واضح لكل محلل سياسي - من جعجعته هو الرد على انتقادات خصومه ومعارضيه داخل تركيا وتسجيل موقف والسلام أمام شعبه وأنصاره في العالم العربي الذين يعتقدون أنه (الخليفة العثماني الموعود) الذي سيملأ أرض العرب عدلًا كما ملئت ظلمًا !! أوردغان الذي لطالما كان يوجه اتهامات للغرب واسرائيل في الوقت الذي ظل فيه على علاقة جيدة معهم مثل السمن على العسل! فهو كحال القذافي كان يعرف أنه يلعب في الهامش المسموح به امريكيًا إذا كان الأمر محصورًا في الجعجعة الكلامية والاعلامية لكن ردة الفعل الاسرائيلية جاءت على غير ما توقع!... حيث سحبت اسرائيل سفيرتها وكل دبلوماسيها من تركيا!!
وتعليقي: لو ان اوردغان هو من اخذ بزمام المبادرة وطردهم لكبر في عيوننا كما فعل رئيس كولومبيا لكنه لم يفعل!!، وربما لم يكن يتوقع ان رد اسرائيل سيكون بهذه الحدة! ربما كان يراهن ان اسرائيل سوف تتفهم أن خطابه بأنه في حقيقته كان موجهًا للداخل التركي وضد خصومه السياسيين الذين اتهموه بخذلان غزة وتدريب الطيارين الحربيين الاسرائيليين في تركيا !!.. فاراد ان يسجل موقفًا عليهم بكلمات نارية متشددة من باب ارضاء الشارع التركي لكن الرد الاسرائيلي جاء عكس ما توقع !!... فليس هذه أول مرة ينتقد اوردغان اسرائيل بالكلمات والخطابات ويطزطز الغرب ويتهمهم بكذا وكذا مع أنه من وراء الكواليس هو حليفهم وشريكهم في حلف الناتو!!، يا ليت اوردغان كان هو من طردهم !! لكن للأسف هم من أخذوا بزمام المبادرة وبدلًا من ان يعاقب الاسرائيليين عاقبوه! وبالتالي ليس لديه الآن بما يعاقبهم به إلا الثرثرة!!ولم تبق لديه من فرصة لإثبات (بطولته الفريدة) ضد امريكا والغرب سوى ان يقوم بتجميد عضوية تركيا في حلف الناتو الغربي كنوع من الاحتجاج القوي الفعال لو كان من الصادقين ولو كان بالفعل يريد تسجيل موقف كبير!!.. لكني مازلت اعتقد أن اوردغان كالقذافي ذو وجهين!، ومجرد ((مقلب كبير لا غير ))!!، (( طبل أجوف)) طنان وسيرحل قريبًا وينتهي حلم (العثمانيين الجُدد) في عالمنا العربي من الاسلاميين بارجاع عقارب الساعة للوراء!! ولله في خلقه شؤون!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابن بطني يعرف رطني
سهيل منصور السائح ( 2023 / 10 / 29 - 08:54 )
اردوغان يعرف من اين تؤكل الكتف وهو يعرف اننا ـ المسلمون والعرب ـ ننعق مع كل ناعق وهذا ليس مقصورا على القذافي او اردوغان بل كل الزعماء وبالاخص الذين يتخذون من الدين ستارا على اجرامهم بفعل دهاقنة الدين والايديولوجاات التي اسكرت المسلمين ولا زالت وتشريعات العبودية التي جعلت من المسلمين خرافا يقادون طوعا بعصا الرعاة باسم الله ورسوله واوليائه. غالبا ما تكون المجتمعات نائمة ومخدرة بالأوهام، حتى يأتي فرد او افراد فيستغلون سباتها ونومها العميق بافكار دينية لمصلحتها وهذا ما يفعله اردوغان . أما القطيع فهو موجود دائما كي يسمع فيتبع ويطيع. اسمعوا ايها العرب والمسلمون ما قاله المرحوم كريم العراقي:
هلْ المواساةُ يوماً ..حررتْ وطناً ** ام التعازي بديلٌ.. ان هوى العَلمُ
منْ يندبُ الحظُ ..يطفئُ عينَ همِتَّهُ ** لاعينَ للحظِ .. ان لمْ تبصرْ الهممُ
كمْ خابَ ظني.. بمنْ اهديتهُ ثقتي ** فأجبرتني ..على هِجرانِهُ التهمُ
كمْ صِرتُ جسراً.. لمنْ احببتهُ فمشى ** على ضلوعي.. وكمْ زلّتْ به قدمُ
فداسَ قلبي ..وكانَ القلبُ منزلهُ ** فما وفائى لخلٍ ..مالهُ قيمُ
فما وفائى لخلٍ ..مالهُ قيم.(اردوغان