الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تعرضت مدينة سمارة لضربة ؟

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2023 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


نعم . هل تعرضت مدينة سمارة المتنازع عليها ، لضربة صاروخية ، ويقال ان ثلاثة صواريخ سقطت وهطلت عليها في آن واحد ؟ .
واذا كانت المدينة القريبة من تندوف ومن الحزام ، وهي من مدن الصحراء الكبيرة ، قد تعرضت فعلا لضربة ، ، وستكون في هذا الظرف بالموجعة ، فمن يقف وراء الضربة هذه ؟ . هل جبهة البوليساريو التي تخوض حربها الثانية منذ 13 نونبر 2020 ، أم أنّ وراءها جهة أخرى لنشر البلبلة ، ونشر التخويف بين سكان المدينة ، المعارضين الأشد ، لتواجد جيش النظام المخزني بها .
واذا كانت جبهة البوليساريو هي من يقف وراء اطلاق الصواريخ الثلاثة على المدينة ، فهل يمكن مقارنة ضربة مدينة السمارة المتنازع عليها ، مع ضربة طانطان الغير متنازع عليها ، والتي تقع داخل الحزام لا خارجه ؟
وهل يمكن تشبيه ضربة سمارة مع ضربة طانطان ، من حيث أسلوب الدعاية ، ومن حيث نتائج الضربة ، لان ما حصل بضربة طانطان ، لم يقتصر على الضرب من بعيد ، بل ان جيش الجبهة احتل المدينة ، وغنم الآلات والمعدات العسكرية المختلفة ، واسر جنودا من الجيش ومن القوات المساعدة ، واسر حتى المدنيين الذي رُحِّلوا الى تندوف ، ليعيشوا الظروف القاسية بسجون الجبهة ، وبأشراف الجيش الجزائري ، خاصة المخابرات العسكرية ، والمخابرات المدنية ؟
واذا كانت ضربة طانطان رغم الدعاية التي رافقتها ، ورغم الخسائر الجسام التي تكبدها جيش النظام المخزني ، فإنها كانت فاتحة خير للنظام المخزني ، لان ضربة المدينة التي لا تنتمي الى أراضي الصحراء الغربية المتنازع عليها ، اعطى الحجة للرئيس الأمريكي Regan ، لتزويد جيش النظام المخزني ، بأسلحة دفاعية كان في امس الحاجة اليها ، للدفاع عن الأراضي التي لا علاقة لها بأراضي الصحراء الغربية المتنازع عليها .
ومنذ ها شرعت الإدارة الامريكية تزود جيش النظام بالأسلحة الدفاعية ، وفي أحيان أخرى حتى بأسلحة هجومية ، لرد هجمات جبهة البوليساريو ، وهو ما اعتبره الحسن الثاني ب ( حق ) المطاردة داخل مجال العدو الذي ينطلق منه . لكن لأسباب تتعلق بالنظام المهدد من قبل المعارضة الجمهورية ، والمعارضة الديمقراطية ، ومن قبل الجيش عند ضياعه الصحراء ، كان يفضل تلقي الضربات داخل الأراضي المسيطر عليها ، من المغامرة بتجاوز الحدود الى قلب تندوف ، حيث القواعد العسكرية لجبهة البوليساريو، المؤطرة بالضباط الجزائريين ، وبكل فلول المخابرات العسكرية والمدنية ، وبوسائل الاعلام المختلفة ، لان الحرب الإعلامية خاصة على المستوى الدولي ، كانت تفيد في معرفة الوضع بالمنطقة ، وكانت تدعيما ونصرة لموقف الطرفين المتحاربين .
فهل ضربة سمارة تشبه ضربة طانطان ؟ . واذا كان الامر كذلك . فمن هي القوة التي تقف وراء اطلاق ثلاثة صواريخ على المدينة ، لان في مثل هذا الحال ، تترتب المسؤوليات القانونية ، التي كانت تفرش لقرارات مجلس الامن ، ولقرارات الجمعية العامة ، التي كانت تأخذ بعين الاعتبار الوضعية العسكرية والقانونية على الأرض . فلا يعقل ان تقوم جبهة البوليساريو بضرب مدينة سمارة دون التشاور مع الجيش الجزائري . واذا لم يكن الامر كذلك ، فمن يقف وراء ضربة المدينة ، التي تعني ضرب السكان المدنيين ، لان هناك فرق بين توجيه جبهة البوليساريو لضرباتها للجيش المرابط وراء الجدار ، وبين توجيه ضرباتها للسكان عندما نزلت الصواريخ بوسط المدينة ، لا بحواشيها التي يسيطر عليها جيش النظام المخزني ..
فهل الضربة هذه تعود الى جبهة البوليساريو ، ام انها تعود الى جهة أخرى تجاوزت الجبهة ، عندما وجهت قذائفها الى السكان المدنيين ، ولم توجهها هذه المرة الى الجيش ؟
وهل ستكون ضربة سمارة مثل ضربة طانطان ، التي فتحت مخازن الأسلحة الدفاعية الامريكية لجيش السلطان ؟ . وهنا هل الصواريخ تم اطلاقها من داخل المغرب ، وبالضبط من قلب المناطق الغير المتنازع عليها ، لتحويل انظار العالم ، من جهة عمّا يجري في غزة ، ومن جهة فتح مخازن الأسلحة الغربية في وجه جيش النظام المخزني ، ومن جهة تغيير نظرة المجتمع الغربي ، وتغيير نظرة الأمم المتحدة ، بالنسبة لما يجري اليوم في الصحراء ، خاصة وان مجلس الامن يتحضّر خلال أيام قليلة ، أي قبل نهاية الشهر الجاري ، بإصدار قرار ، لكن لن يكون هذه المرة نسخة للقرارات السابقة ..
لكن عندما تظهر مواقف الدول المتحكمة في مجلس الامن ، بخصوص النزاع الذي يدور بالمنطقة ، وهي نفس مواقف الدول التي ينتمي لها الأعضاء الدائمون بمجلس الامن ، وهم نفسهم أعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة ، يكون اطلاق صليات الصواريخ على مدينة سمارة ، ليس بالتصرف البريء ، خاصة وان جبهة البوليساريو التزمت الصمت ، وكأن لا شيء حصل ، او ان ما حصل لا يعنيها في شيء .
والسؤال . في اي خانة تندرج صليات الصواريخ التي امطرت مدينة سماسرة ، سيما وسط المدينة ، أي ان المستهدف ومن خلال الدعاية ، هم السكان المدنيون الذين يسمونهم بالمستوطنين ، الذي يشكلون حزام النظام ، عند بحث النزاع بمجلس الامن ، او بالجمعية العامة للأمم المتحدة ..
أولا . لا علاقة لضربة مدينة سمارة ، بما يجري بغزة ، رغم ان سكان مدينة سمارة كانوا اكثر المناطق الصحراوية المؤيدة للمنظمة الاخوانية " حماس " . بل ان الشعارات التي تم رفعها بالسمارة من اجل غزة ، كانت في لبها اسلاموية ، ولم تكن علمانية تقدمية . وهذا قد يرخي بظلاله على طبيعة النزاع ، خاصة اعتبار السمارة نسخة لغزة التي تسيطر عليها " حماس " الاخوانية . فهل ارسال صليات صواريخ لداخل ووسط المدينة ، كان تحذيرا لعدم الاستمرار في الاندفاع بخصوص نزاع غزة ، خاصة وانه تم رفع شعارات في مسيرات السمارة من قبيل " تكبير تكبير تكبير / خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود " . فرغم خطورة هذه الشعارات على الوضع العام للمدينة ، فهل كان القصد هو نشر التخويف ، والتحذير مِمّا يختمر بالمنطقة ، خاصة في جانبها الثيوقراطي ، أي التخويف من الإسلام الاسلاموي السياسي ، حتى لا تتكرر غزة ثانية بمدينة السمارة المتنازع عليها .. وهنا قد يثار الشك عن الجهة التي تكون وراء صليات الصواريخ التي سقطت على المدينة ، والتي لا دخل لجبهة البوليساريو فيها . وهنا من يريد خلط الأوراق ، لأرباك الوضع عشية اجتماع مجلس الامن ، المنتظر ان يصدر قراره الروتيني ، وهذه المرة سيضم جديدا ، قد يرهق النظام المخزني ، ويحشره في زاوية ضيقة ، ضمن المجال الذي يستحقه ويناسبه . أي حجمه الطبيعي الغير مسموح به للتجاوز الى مجالات اكبر منه بكثير .
ان نزاع الصحراء الغربية ، قد دخل الدرجة الأخيرة من عده العكسي ، ولن يطول لسبعة وأربعين سنة قادمة . لقد حصلت معطيات لم تكن منتظرة بالنسبة للنظام المخزني ، لكنها كانت مشاريع اشتغل عليها الغرب اللبرالي ، للوصول الى هذه المرحلة التي عليها النزاع اليوم . فالغرب يعترف بالبوليساريو كجبهة تحرير وكفاح مسلح ، ويفتح لها عواصمه ومدنه حيث توجد تمثيليات دبلوماسية وسياسية ، ويتلقى الدعم المادي والمعنوي طبقا للقوانين المنظمة لهذا النوع من التجمعات ببلادها .. والولايات المتحدة الامريكية التي لا تعترف اطلاقا بمغربية الصحراء ، تشد على حل الاستفتاء وتقرير المصير دون غيرهما ، أي الدعوة للالتزام بالمشروعية الدولية التي تعبر عنها قرارات مجلس الامن منذ سنة 1975 ، وقرارات الجمعية العامة منذ سنة 1960 التي أصدرت فيها قراراها الشهير ، باعتماد الاستفتاء واعتماد حق تقرير المصير لحل إشكالية الصحراء الغربية . القرار 1514 .
وعندما تصف واشنطن في تقريرها الأخير ، جبهة البوليساريو " الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " ، بمنظمة كفاح مسلح ، وبمنظمة تحرير ، وهو نفس الموقف يعكسه الاتحاد الأوربي ، وعكسه بشكل جلي تقرير البرلمان الأوربي بالنسبة للصحراء الغربية ، هنا نكون امام حقيقة دولية تعتبر الصحراء الغربية ضمن المناطق الستة عشر المحتلة ، التي تنتظر الحل بواسطة الاستفتاء وتقرير المصير .. وهنا يندرج قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ، عندما أصدرت قرارها الاممي 34 /37 الذي يعتبر " الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " ، بالممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي . وهنا فان الجمعية العامة للأمم المتحدة ، التي درجت تبحث نزاع الصحراء الغربية ضمن اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، تعتبر الوضع القانوني للصحراء ، بوضع احتلال ينتظر حل الاستفتاء وتقرير المصير ، سيما وان مجلس الامن ، ولا الجمعية العامة ، يعترفون بمغربية الصحراء ، وتجاهلوا حل الحكم الذاتي الذي اقترحه النظام العلوي في ابريل 2007 ، وتجاهلوا اعتراف الملك محمد السادس بالجمهورية الصحراوية ، ليحصل على مقعد داخل الاتحاد الافريقي ، لم ينفعه في شيء .
فعندما تعتبر الولايات المتحدة الامريكية ، ومعها الاتحاد الأوربي ، جبهة البوليساريو بحركة تحرير ، وحركة كفاح مسلح ، تكون واشنطن ، ومعها الاتحاد الأوربي وروسيا الاتحادية ، وكندا ، والصين ... الخ ، بمن يزكي ويدعم الحرب الجارية منذ 13 نونبر 2020 ، ويعتبرون ان الجبهة كحركة تحرير، تخوض حرب تحرير لتحرير الأراضي المستعمرة من قبضة النظام المخزني .. وهذا الموقف الذي لا يحتاج الى تأويل او تفسير ، وهو موقف المجتمع الدولي ، خاصة موقف الكبار التي تتحكم في صناعة القرارات الدولية ، يبشر بالنهاية التي تنتظر الصحراء ، وستكون نهاية تيمور الشرقية Le Timor Oriental ، التي استقلت بدعم من المجتمع الدولي ..
ان الموقف الذي اتخذه مبعوث الجمهورية الفرنسية الى محكمة العدل الدولية ، والذي ساند فيه موقف محكمة العدل الدولية ، عند ابطالها للاتفاقيات التجارية ، والفلاحية ، واتفاقية الصيد البحري ، ووقف في وجه الطعن الذي تقدم به محامي الاتحاد الأوربي ، ضد قرارات محكمة العدل الدولية .. ، لا يبشر بخير لمستقبل النظام المغربي ، الذي ينتظر قرار مجلس الامن القادم ، سيما وان موقف الجمهورية الفرنسية داخل محكمة العدل الاوربية ، لن يختلف عن نفس الموقف الذي ستتخذه فرنسا بمجلس الامن ، وهو نفس الموقف سيكون عند بحث نزاع الصحراء الغربية بالجمعية العامة للأمم المتحدة .
فمن يقف وراء صليات الصواريخ التي نزلت بوسط مدينة السمارة المتنازع عليها . هل " الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " . وهنا لو كانت هي وراء ارسال الصليات ، ما الفائدة من التزامها الصمت ، وعدم الإعلان عن العملية ، كما درجت تعلنه في العمليات الأخرى السابقة ؟ .
واذا لم تكن الجبهة وراء الصليات الصاروخية ، فمن هي الجهة الواقفة وراء اطلاق الصواريخ ؟ . وهل تم اطلاقها من داخل الأراضي المتنازع عليها ، ام تم اطلاقها من داخل الأراضي التي لا تدخل في أراضي 1975 ..؟ .
وما هي القيمة المضافة من ارسال الصليات الصاروخية في هذا الظرف ؟ . الم يكن الغرض من العملية خلط الأوراق ، ونشر الخوف والرعب ، خاصة وان مجلس الامن بصدد التحضير لإصدار قرار بخصوص نزاع الصحراء الغربية ، وهو قرار قد يكون توسعا في فرض العقوبات على شخص محمد السادس ونظامه ، المهددين بالسقوط عند ضياعهم الصحراء من بين أيديهم ..
والسؤال الأهم . بما ان حربا تدور بالمنطقة منذ 13 نونبر 2020 ، وبشهادة الأمين العام للأمم المتحدة السيد Antonio Guêtrasse . هل من المعقول ان تحافظ هذه الحرب على نفس الوثيرة التي تجري بها اليوم ، ام ان الحرب مرشحة لأطوار جد معقدة بفضل استعمال اطراف النزاع كل الأسلحة التي بحوزتهم ، لان هزيمة احدهم ستكون نهايته .. وكيف سيربح النظام المخزني الحرب التي تدور ، والولايات المتحدة الامريكية ، والاتحاد الأوربي ، يناصرونها عندما وصفوا " الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " بحركة كفاح مسلح وبحركة تحرير ... خاصة وإنْ لم تكن الجبهة من وراء اطلاق الصليات الثلاثة من الصواريخ ، هل كان الغرض من اطلاق الصواريخ على وسط المدينة ، وقتل المدنيين ، محاولة لتوريط الجبهة بتهمة الإرهاب ، وهي التهمة التي فشل النظام البوليسي لمحمد السادس ، في اقناع الأوروبيين ، والامريكان ، والمجتمع الدولي بها ..
ان تعطيل مجلس الامن هذه المرة ، في اصدار قراره ، وسيكون بالإجماع ، هل مرده انتظار المجلس لحين اصدار محكمة العدل الدولية لقرارها بشأن الطعن في قرارات المحكمة السابقة ، وعلى مختلف درجات الحكم ، الابتدائي والاستئنافي ، حتى يكون داعمة لنوع القرار الذي سيصدره مجلس الامن في الأيام القليلة القادمة ؟
فعند تلاقي قرارا محكمة العدل الاوربية ، الرافض للطعن في القرارات التي ابطلت الاتفاقيات المبرمة ، بين النظام المخزني ، وبين الاتحاد الأوربي . أي تأكيد القضاء الأوربي بعدم مغربية الصحراء .. ، بنوع القرار الذي سيصدره مجلس الامن في نفس الموضوع . واذا كان مطابقا لنفس التفسير والفهم لقرار طعن محكمة العدل الاوربية ، فهذا سيسهل أي اجراء يقوم به مجلس الامن ، وتقوم به الجمعية العامة للأمم المتحدة ، للقطع النهائي مع الحل المعتمد لنزاع الصحراء الغربية ..
وهنا فان من بين القرارات الأساسية ، وهي قرارات قضائية ، سيبني عليها مجلس الامن قراراته المنتظرة ، هي قرار محكمة العدل الدولية الصادر في 16 أكتوبر 1975 ، ينص على حل الاستفتاء وتقرير المصير ، ونتيجة هذا الاستفتاء ، هي وحدها المخولة بتحديد جنسية الصحراء الغربية ..
فبهذا الإرث الثقيل من قرارات قضائية ، الى قرارات اممية ، الى اعتراف دول كموريتانية ، الجزائر ، تونس ، ليبيا ... الخ .. بدولة الصحراء الغربية .. يكون العد العكسي لاستقلال الصحراء الغربية ، قد قارب نهايته التي ستكون صادمة للنظام المخزني ، الذي فقد منذ اليوم الأول في سنة 1975 بوصلة الدفاع عن مغربية الصحراء .. فاصل ازمة الصحراء ، وكما هو واضح ، عندما قسمها كغنيمة مع موريتانية ، حيث استفرد بالساقية الحمراء ، واستفرد النظام الموريتاني بوادي الذهب ، وعند خروج موريتانية من وادي الذهب في سنة 1979 ، لان الحكم الموريتاني اعتبر اتفاقية مدريد بمثابة اتفاقية استعمار ، وبعد دخول جيش المخزن العلوي ، للأراضي التي انسحبت منها موريتانية بنظام الشفعة في سنة 1979 ، ظل جزء من تلك الأراضي الذي كانت جزءا من وادي الذهب ، وهي " الگويرة " تحت السيادة الموريتانية ، ومن دون حياء ، ولا حشمة ، ولا خجل ، واصل النظام المخزني الكذب على الرعايا عندما يردد عبر ابواقه " من طنجة الى الگويرة " التي تحتلها نواكشوط .. وظل ثلث الأراضي المتنازع عليها ، خارج سيطرة النظام ، وتسميها الجبهة الشعبية بالأراضي المحررة ..
فأمام هذا الوضع الشاد والمربك للنظام المخزني السلطاني ، وهي مواقف غير مشرفة اذا قيس النزاع بعدد الذين سقطوا في حرب الصحراء ، ويعدون بالآلاف ، ودفنوا في مقابر جماعية من دون عنوان ، وبعدد اسرى الحرب الصحراء الذين مكثوا في سجون الجبهة لما يزيد عن ستة وعشرين سنة ، وتنكر لهم النظام ، بل انزل عليهم هراوة بوليسه ، وناموا في العراء مفترشين الكارطون .. فان انتظار استعمال أسلحة متطورة في المعارك التي تدور ، سيكون أكيدا وليس مفاجئا ، وأيا كانت هذه الأسلحة ، ومن حق الجميع استعمالها ، ستكون مؤيدة ومقبولة من المجتمع الدولي ، لأنها تتعلق بحرب تحرير وكفاح مسلح للأراضي المستعمرة منذ سنة 1975 .
فتقسيم الصحراء كغنيمة مع موريتانية ، باتفاقية مدريد التي ماتت قبل ان يجف الحبر الذي كتبت به ، لان لا دولة من الدول التي وقعتها تعترف بها . فبرلمان النظام المخزني لم يصادق عليها ، ونفس الشيء بالنسبة للبرلمان الموريتاني ، واسبانية لم تنشرها في جريدتها الرسمية ، ثم خروج موريتانية من أراضي وادي الذهب في سنة 1979 ، واحتفاظه ب " الگويرة " التي هي جزء من وادي الذهب ، وشفاعة النظام المخزني لأراضي وادي الذهب ، دون " الگويرة " التي لا تزال تخضع للجيش الموريتاني ... ، هو ما جعل المنتظم الدولي يرفض أسطوانة مغربية الصحراء ، ويتمسك بالحل الوحيد الأوحد ، الحل الديمقراطي الذي هو الاستفتاء وتقرير المصير .. ونتيجة الاستفتاء هي من سيقرر جنسية كل أراضي ما قبل 1975 ، أي كل الساقية الحمراء ووادي الذهب ..
فمهما كان الهدف من ضرب مدينة السمارة ، ومهما كان الواقف وراءه . هل الجبهة التي لزمت الصمت ؟ ام النظام المخزني لتوريط الجبهة في تهمة الإرهاب ، ام طرف ثالث خارج دائرة الصراع ، لكنه مهتم به اكثر من اهتمام الأطراف المتحاربة .. فان توسيع الحرب المدعمة من قبل الغرب ، باستعمال أسلحة متطورة ، سيسرع المجتمع الدولي بتنزيل المشروعية الدولية ، باسم السلام ، وباسم الحفاظ على الامن الدولي ..
فمن يقف وراء صليات الصواريخ التي هزت مدينة السمارة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية