الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عواصم دول العالم تتظاهر ضد المذابح وتدمير غزة والرياض ترقص وتغني!

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2023 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


انطلقت يوم السبت 28 تشرين الأول/ أكتوبر فعاليات" موسم الرياض" بنسخته الرابعة والذي يعد من أكبر الفعاليات الترفيهية التي تقام في المملكة العربية السعودية؛ ويتضمن موسم هذا العام العديد من الفعاليات المتنوعة مثل الحفلات الموسيقية والغنائية التي يشارك فيها فنانون ومطربون سعوديون وعرب وأجانب، وعروض أزياء، وغير ذلك من العروض الترفيهية.
لكن المؤلم والمحزن والمثير للغضب والاشمئزاز والقرف هو أن هذا " الموسم " الغنائي الموسيقي يقام في بلد الحرمين الشريفين وبالقرب من المسجد الحرام والكعبة المشرفة في مكة المكرمة، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، في الوقت الذي تواصل فيه دولة الاحتلال عدوانها على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، الذي نتج عنه حتى الآن استشهاد ما يزيد عن 8000 وجرح 20000 فلسطيني نصفهم من الأطفال والنساء، ووجود أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى تحت الأنقاض، وتدمير معظم أحياء غزة وبنيتها التحتية.
عواصم ومدن الدول العربية ودول العالم تشهد مظاهرات ضخمة تشارك فيها الشعوب المحبة للسلام الرافضة لهذا العدوان البربري الصهيوني؛ والجدير بالذكر هو ان مليون ونصف تركي تظاهروا في إسطنبول، ونصف مليون بريطاني في لندن، ومئات الألوف في العواصم والمدن العربية والإندونيسية والماليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والأمريكية والأسترالية وغيرها من دول العالم دعما للفلسطينيين، بينما الرياض منعت التظاهر وارتداء الكوفية الفلسطينية! وترقص وتغني وتتباهى بهذا " الموسم " الترفيهي الدخيل على عاداتنا وتقاليدنا وشعوبنا العربية لكونه يحدث في هذا الوقت المأساوي الذي يقتل فيه أهلنا في غزة وتدمر بيوتهم على رؤوسهم، فأين الإسلام الذي يتغنى به النظام السعودي؟ وهل الدم الفلسطيني رخيص إلى هذا الحد؟ وهل الشعب السعودي الطيب يؤيد هذه الصفاقة وهذا التجاهل والسكوت المعيب عن الجرائم التي يرتكبها الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني؟ وأين هيئة كبار العلماء ورجال الدين مما يجري في بلاد الحرمين؟
الشعب السعودي المعروف بدعمه للقضية الفلسطينية يرفض حدوث هذا المهرجان في هذا الوقت بالذات، لكنه مغلوب على أمره، ومقيد، ولا يستطيع التعبير عن دعمه لإخوانه الفلسطينيين، والدولة السعودية التي لها تأثيرها العربي والإسلامي، وتربطها علاقات مميزة مع الدول الداعمة للعدوان الإسرائيلي وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا لم تحرك ساكنا واكتفت بعبارات التنديد والإدانة، وكبار رجال الدين الموالين للنظام يشاركون في هذا الصمت والخذلان؛ ففي خطبة يوم الجمعة 27/ 10/ 2023 التي ألقاها الشيخ الدكتور بندر بن عبد العزيز بليلة في المسجد الحرام لم يتطرق للجرائم التي يرتكبها الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني، وأوصى المسلمين بتقوى الله مشيرا إلى أن " الجنان أعدت للأتقياء وأن قضاء الله في عبده دائر بين العدل والحكمة والرحمة والنعمة." ونحن نسأل فضيلته أليس الجهاد في سبيل الله والدفاع عن فلسطين والمقدسات وديار الإسلام، وقول الحق، ومحاربة الظلم، ونصرة المظلوم هي من أهم واجبات المسلم؟ ونذكره بأن الكويت وعمان ألغت كل احتفالاتها تضامنا مع أهلنا في فلسطين!
عار على الرياض أن تنشغل بالرقص والغناء والتطبيل والتزمير في الوقت الذي يذبح فيه الفلسطينيون وتهدم بيوتهم على رؤوسهم، والخزي والعار لرجال السياسة والدين والإعلام والمثقفين العرب الذين يصمتون عن هذه المجازر؛ الشعب الفلسطيني يدافع عن وطنه وعن الأمة العربية؛ ونذكر الذين يرقصون ويغنون في الرياض بأن الصهاينة الذين يمعنون في قتل واضطهاد الفلسطينيين، يخططون لاحتلال الرياض وبقية العواصم العربية ويعيثوا فيها قتلا، وتدميرا، وخرابا لن يقل فظاعة عما يفعلونه في فلسطين الآن!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اصبح الدين وسيلة للاستحمار!!!
سهيل منصور السائح ( 2023 / 10 / 30 - 08:51 )
رابط الدين والقومية اصبحتا من الماضي فالربط الحقيقي بين الامم هي المصالح لا غير. اما رجال الدين فهم ابواق للتخدير يتخذهم الحكام عند الحاجة. اما نحن العرب والمسلمون فاكباش نقاد بعصا الراعي. تارة باسم طاعة ولاة الامور وتارة باسم طاعة الولي الفقيه وتارة بالشهادة لصالحهم مغررون بجنات النعيم التي يهبونها لغيرهم وهم عنها غافلون.
بَرَزَ الثَعلَبُ يَوماً ** في شِعارِ الواعِظينا
فَمَشى في الأَرضِ يَهذي ** وَيَسُبُّ الماكِرينا
وَيَقولُ الحَمدُ لِل ** هِ إِلَهِ العالَمينا
يا عِبادَ اللَهِ توبوا ** فَهوَ كَهفُ التائِبينا
وَاِزهَدوا في الطَيرِ إِنَّ الـ ** ـعَيشَ عَيشُ الزاهِدينا
وَاطلُبوا الديكَ يُؤَذِّن ** لِصَلاةِ الصُبحِ فينا
فَأَتى الديكَ رَسولٌ ** مِن إِمامِ الناسِكينا
عَرَضَ الأَمرَ عَلَيهِ ** وَهوَ يَرجو أَن يَلينا
فَأَجابَ الديكُ عُذراً ** يا أَضَلَّ المُهتَدينا
بَلِّغِ الثَعلَبَ عَنّي ** عَن جدودي الصالِحينا
عَن ذَوي التيجانِ مِمَّن )) ** دَخَلَ البَطنَ اللَعينا
أَنَّهُم قالوا وَخَيرُ ال ** قَولِ قَولُ العارِفينا
مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً ** أَنَّ لِلثَعلَبِ دينا

اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة