الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة أبو عبيدة لحكام العرب

أسامة هوادف

2023 / 10 / 30
القضية الفلسطينية


"إلى زعماء وحكام أمتنا العربية نقول لكم من قلب المعركة التي تشاهدون ولا شك تفاصيلها عبر شاشاتكم إننا لا نطالبكم بالتحرك لتدافعوا عن أطفال العروبة والإسلام في غزة من خلال تحريك جيوشك ودباباتكم لا سمح الله ولا أن تدافعوا عن أقدس مقدساتكم التي تنتهك فيها الحرمات من قبل شذاذ الأفاق خريجي معازل الغيتو ولا أن تغضبوا لشتم نبيكم في قلب مسراه ومعراجه إلى السماء لا نطالبكم بذلك، فنحن أخذنا على عاتقنا كنس هذا الاحتلال وإساءة وجهه والقتال عن شرف أمتنا وديننا ومقدساتنا وأرضنا بما نمتلك من إمكانات بين أيدينا صنعناها من الصفر وبنيناها من المستحيل ولكن هل وصل بكم الضعف والعجز أنكم لا تستطيعون تحريك سيارات الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى جزء من أرضكم العربية الإسلامية الخالصة رغما عن هذا العدو المهزوم المأزوم فهذا ما لا نستطيع فهمه ولا تفسيره"
تحليل رسالة
- رسالة الى حكام دول العربية جاءت ضمن خطاب حول تطورات حرب طوفان الأقصى
- رسالة كانت في اليوم 22 لحرب طوفان الأقصى وهو نفس عدد دول العربية
- رسالة كانت كما أشار أبو عبيدة من "قلب المعركة" ولتي يشاهدها حكام العرب عبر شاشات، وكما قيل الذي في قلب المعركة ليس مثل المتفرج عليها.
- قام برفع الحرج عن الجيوش العربية وعن الحكام عندما قال «إننا لا نطالبكم بالتحرك لتدافعوا عن أطفال العروبة والإسلام في غزة من خلال تحريك جيوشك ودباباتكم لا سمح اللهّ " وعلينا أن نتوقف عند عبارة «لا سمح الله "، لأنه معناها حسب سياق الحديث والوقع وتاريخ " حاشا الأحفاد أبي رغال ولمطبعين أن يدافعوا عن هذه القضية وينالوا شرف الدفاع عنها " وأكاد أجزم أن عبارة " لا سمح الله " نزلت على حكام العرب احفاد أبي رغال مثل صاعقة.
- ثم رفع الحرج عنهم بأنهم لا ينتظرون منهم دفاع عن القدس بقوله " ولا أن تدافعوا عن أقدس مقدساتكم التي تنتهك فيها الحرمات من قبل شذاذ الأفاق خريجي معازل الغيتو "حيث أستخدم عبارة "لا تدافعوا" ودفاع يكون ضد المعتدي ولكن عن ماذا يدافعوا الإجابة في عبارة " أقدس مقدساتكم " والمعروف هو أن دفاع مشروع ولابد منه عندما يتعلق الأمر بأقدس مقدساتنا وإلا كنا عديمي شرف ولا نمتلك ذرة من رجولة أو شهامة، ولكن ما الذي يحدث في أقدس مقدساتهم الإجابة في عبارة " تنتهك فيها الحرمات " ولذي لا يدافع بعدما تنتهك الحرمات هو ديوث ، ولكن من قبل من تنتهك الحرمات، أجابة أبو عبيدة كان " من قبل شذاذ الأفاق خريجي معازل الغيتو "هنا كان لسان أبو عبيدة راجمة صواريخ ، فعبارة شذاذ الأفاق تعني " الغرباء الذين لا وطنَ لهم " ولكن من هم شذاذ الافاق انهم " خريجي معازل الغيتو" هنا يعود بنا الجنرال أبو عبيدة الى القرن السادس عشر وتحديد في مدينة فينيسيا (البندقية) الايطالية، استوطن يهود المدينة في حي مغلق خاص بهم، قريب من ذلك المعمل، في تلك المنطقة الفقيرة في المدينة، في القرن السادس عشر، منعزلين عن غيرهم من السكان. وأطلق الايطاليون على ذلك الحي، في حينه، اسم "غيتو"، أي المعزل في اللغة العربية. وترجع فكرة الغيتو، إلى عقيدة تلمودية، عبّر عنها، ماندل شتام، وهو صهيونيّ من كييف، حين قال في المؤتمر الصهيونيّ العالميّ الثاني في مدينة بال السويسرية عام 1898،"يرفض العبرانيّون فكرة الانخراط في الشعوب الأخرى رفضاً قاطعاً، وهم دوماً أوفياء لأملهم التاريخيّ في إنشاء إمبراطوريّة يهودية عالميّة". وجاءت كلمة أبو عبيدة، في رسالة إلى حكام العرب والدول العربية، أن الذين يدنسون المقدسات ويقتلون الأطفال في فلسطين، كانوا منعزلين في أوروبا، لكن الصمت العربي، دفعهم لتجاوز حدودهم.
ثم يضرب ابو عبيدة حكام العرب في صميم عقيدتهم حين قال " ولا أن تغضبوا لشتم نبيكم في قلب مسراه ومعراجه إلى السماء لا نطالبكم بذلك" لأن الذي سكت عندما اساءت فرنسا الى رسولنا الكريم بزعامة المخنث القذر ماكرون، ولم يطردوا سفرائها من دول الإسلام نصرة لرسول صلى الله عليه وسلم، لا يمكنهم فعل شيء عندما يتم شتمه في القدس التي خذلوها، وهم الذين ساروا في مسيرة باريس مرددين عبارة أنا شارلي تضامنا مع مجلة شتمت رسول دول التي يحكمونها.
ويضيف أبو عبيدة "فنحن أخذنا على عاتقنا كنس هذا الاحتلال وإساءة وجهه والقتال عن شرف أمتنا وديننا ومقدساتنا وأرضنا بما نمتلك من إمكانات بين أيدينا صنعناها من الصفر وبنيناها من المستحيل" هنا بالذات يرسل رسائل الى كل حكام بإن المقاومة لا تعول عليكم ابدا، ويشير إلى أنه لا فضل لدولة عربية في بناء وتطوير القدرات العسكرية للمقاومة.
وفي الأخير يطلق رصاصة رحمة عليهم بأنهم عاجزون عن أرسال شاحنة مساعدات رغما عن العدو الذي مرغت المقاومة أنفه في معركة طوفان الاقصى.
ثم يرسل رسالة الى كل شرفاء الامة بعيد عن حكامهم قائلا " ومن هنا فإننا نجدد دعوتنا ومطالبتنا لشرفاء أمتنا ولكل أحرار مجاهدي المنطقة أن يعتبروا هذه المعركة معركة فاصلة في تاريخ أمتنا وأن يهبوا لقتال هذا العدو معنا من أجل كنسه عن أرضنا وتحرير قدسهم وأقصاهم وإعادة مجد أمتهم".
رسالة أبو عبيدة كانت لحكام العرب وليس لحكام دول الإسلامية، لان الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتركيا وماليزيا قدموا دعم دبلوماسي والمالي لمقاومة عكس دول العربية.
هذا هو خطاب جيل التحرير ، مفاده عدم انتظار مواقف الحكام والجيوش العربية ولابد لكل شريف في الوطن العربي أن يحمل على عاتقه واجب كنس الاحتلال ، الجنرال أبو عبيدة الملثم بالكوفية بأكتاف لا تحمل نجوم ولا نياشين ، لكن تحمل فخر والكرامة وعز الأمة ، بحضور مهيب يرفع الهمم ، وبصوت هادر يوقظ النائمين ، ولسان سليط كالسيف على أعداء الله وأعوانهم وصدق الأستاذ سليم الهنائي حين قال : عندما أسمع صوت الملثم أتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم في أحد الصحابة :" لصوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل"!.
في الختام عندما اسمع صوت الملثم ترتفع المعنويات حتى تبلغ عنان السماء، لكن عندما أتذكر أنني أعيش تحت حكم واحد من فئة " لا سمح الله " أنطوي على نفسي في حزن شديد لا يعلمه إلا الله.
رسالة أبو عبيدة لحكام العرب" رغاليون الجدد" سيخلدها التاريخ بلا شك، ولا غالب إلا الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي