الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراقيون نحن فكونوا ما تكونوا انتم

سالار الناصري

2006 / 11 / 16
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


فجأة تحولت قاعدة القتل والإرهاب في بلاد الرافدين الى الخطاب القومجي ،وعزفت مقطوعة الدكتاتور المخلوع في العزف على وتر القومية العربية ،فالإنسان في تصوراتها المريضة لا يستحق الحياة كانسان إلا أن يكون عربي وإلا أن يكون مسلم وإلا أن يكون ... وإلا فان لا كرامة ولا حياة له في العراق ،والأنفال ومآسيها شاهد من آلاف الشواهد على هذا الفكر العنصري البغيض.
فجأة هل علينا أبو حمزة البدوي المهاجر خلف الكلأ والغزو والنهب والسلب ليعيد الاسطوانة المشروخة حول أصل الشيعة وهويتهم القومية ،وسط غمز ولمز الإعلام العربي فهذا يصرح وذاك يومئ وآخر ينبش التاريخ ورابع يقول إنهم موالي وخامس يقول إنهم بقايا السومريين والحضارات القديمة التي غضب الله عليها(لكنها شرفت البشرية بسجلها الذهبي في الانجازات الحضارية والانسانية).
وكم تصيبني الحيرة والذهول كلما أثير هذا الموضوع فترى العرب السنة يتهمون وترى الشيعة يدافعون وكأن الهوية العربية مفخرة وميدالية عز وشرف وكأنها جواز سفر للتقدم والحضارة والذهاب في سفرة طويلة الى الجنة؟!!
ولا ادري إذا كانت هناك فضائل للهوية العربية ميزتها أوهام العنصرية وغذتها خرافات القومية المضحكة فلما يحمل قادة القاعدة وأمراء الإخوان ومشاريخ القصع الأزهرية جوازات سفر أجنبية وصكوك ائتمان من بنوك إفرنجية وأمريكية .
والعجب العجاب من شيعة العراق وهم يعيشون فوبيا القلق على ضياع الانتساب العربي والأحرى بهم أن لا يبالوا سوى بعراقيتهم حينما تكون عروبتهم موضع ريبة وشك من قبل الآخرين! فأهل العراق وهم بقايا الحضارات القديمة السومرية والبابلية والكلدانية والآشورية بعد أن اغتصب أرضهم العرب المسلمين ونهبوا ارض السواد وجعلوها بستانا لقريش عامة وآل أمية خاصة وبنو مدن بعيدة عن المدن والقرى القائمة لكي يتجنبوا تأثيرات حضارة العراق وأهله وهي مدن عسكرية لا يفصلها عن المدينة مركز الحكم جبل ولا نهر كما أراد عمر بن الخطاب .ونتيجة لأحكام الرق وسياسات الخراج الجائرة وجور الولاة فقد خربت مدنهم وقراهم وعطلت مواردهم وأسواقهم ونهبت أموالهم وصودرت مزارعهم ،أصبح أهل العراق يتوسلون القبائل العربية المتسلطة لقب مولى أو عشير أو أي صيغة انتساب تحفظ لهم حياتهم وتؤمن لهم رزقهم وكانت القبائل العربية تهوى ذلك لأن أولئك أصحاب مهن وحرف وكتابة وحساب وهي أمور يفتقرون إليها بل ومازال التقليد العربي في العشائر العربية ذات الدماء النقية تستنكف من العمل في المهن والحرف وتتركها لمن هم غير عرب أو من أصول مختلطة لذا فيمكننا أن نتفهم رغبة سكان العراق الأصليين في التمسك بتلك الهوية أما اليوم فلما؟!
الهوية العربية ليست مفخرة حتى يتحمل شيعة العراق كل هذه المهانات من اجلها؟!
الم تكن الأمة العربية تصفق لصدام بطل التحرير القومي وفارس العروبة يوم كان يدفن الشيعة والأكراد أحياء في مقابر جماعية ؟ألا تتباكى اليوم(معظم)الفضائيات العربية على صدام وعلى المفخخين العرب وهم يفجرون نفسهم في الأسواق الشعبية الشيعية وقتل أطفال الشيعة في ملاعب الكرة ومساجد الشيعة واغتصاب فتيات الجامعات الشيعية بحجة(طرد المحتل الصفوي الفارسي وليس الأمريكي كما صرحت بذلك أجندة جبهة التوافق السنية)وعلى قوات الاحتلال أن تبقى حتى عودة السنة العرب الى عرش صدام حسين .!!
إنني اتسائل فقط لو فطم الشيعة ذل الهوية هذا وامتهانهم فعادوا الى هويتهم الأصلية سومرية أو بابلية في سبيل انتماء أعمق للوطن والأرض،وعملوا استفتاء وهم الأغلبية الساحقة وعندها سوف تكون هوية العراق ليست عربية بلى ستكون هناك أقلية عربية تتألف من قبائل ما تزل تعيش في صحراء الرمادي وبادية الجزيرة.
نعرف ان هذه الحقيقة مرة ،ولكن الأمر منها أن يعيش عشرات الملايين من الأكراد والتركمانيين والآشوريين والكلدان والسريان والشيعة ذل الامتهان القومي بسبب حفنة من المتعصبين من العرب السنة في العراق .
وأنا متأكد إن هوية عراقية سوف تحضى بتقدير واحترام العالم اجمع بل ستجد طوابير من العرب المتحضرين يطالبون بتلك الجنسية وهذا الانتماء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في إسرائيل تطالب نتنياهو بقبول صفقة تبادل مع حماس |


.. مكتب نتنياهو: سنرسل وفدا للوسطاء لوضع اتفاق مناسب لنا




.. تقارير: السعودية قد تلجأ لتطبيع تدريجي مع إسرائيل بسبب استمر


.. واشنطن تقول إنها تقيم رد حماس على مقترح الهدنة | #أميركا_الي




.. جابر الحرمي: الوسطاء سيكونون طرفا في إيجاد ضمانات لتنفيذ اتف