الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل من امتداد لليد الصهيونية إلى ليبيا؟

فتحي سالم أبوزخار

2023 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


لا يمكن أن يدعي الإنسان الليبي الحر، الذي انتفض عن ظلم الدكتاتورية في 2011، والمؤمن بأن وجوده في الحياة لإثبات عبوديته لله أو الكفر به والانحناء لشرذمة الظلم والطغيان. الواضح بأن الدكتاتورية الاستبدادية هي شبكة عنكبوتية تمتد مخالبها إلى جميع بلدان العالم، وبلدنا الحبيب ليبيا، المتخن بجراح النهب والسرقة والإفساد، ليست باستثناء. فالعميان من أهلنا في ليبيا الذين عماهم المال وكره الخير وحب السلطة لا نستغرب أن يكون لهم دور، ولو بشكل غير مباشر، مساند للاحتلال الإسرائيلي وهجومه الغاشم على أهلنا في غزة. رأينا كيف أعضاء ببرلمانات الدول الأوروبية تتحدث عن ازدواجية المعايير وضرورة فك الحصار عن أهلنا في غزة، وللأسف نجد اليوم في ليبيا من لا يريد لنا حتى موقف المتفرج فقط ولكن نراه يشوش علينا في أن نرى حقيقة الممارسات الإسرائيلية الظالمة لأهلنا في غزة.

لماذا التحركات في غريان؟
لا ندري هل بتنا نعيش في ليبيا كما كنا في "زريبة الجماهيرية" أقصى وأبعد حد للتفكير فيه هو ماذا سنأكل اليوم وما يتوفر عندنا بالأسواق الشعبية ومتى موعد القهوة "المكياتا"؟ أم علينا أن نكون في قلب الحدث ونعمل على أن نلعب أدواراً تخدم الإنسان، في ليبيا وغزة والعالم، دور يفرض علينا أن نعيش معاناة أهلنا في غزة ونفكر في طريقة لمد يد العون والمساعدة لهم بأي شكلٍ كان.
بالتأكيد تحركات غريان مشوشة لشاشة أحداث معاناة أهلنا في غزة والبطولات الدفاعية لكتائب الشهيد عز الدين القسام! العالم يتحرك ضد اعتداءات الصهاينة على أهلنا في غزة وتتحرك ضد إسرائيل. وأمس الأحد نسمع عن اقتحام جماهير جمهورية داغستان الروسية ترفض هبوط طائرة إسرائيلية في المطار لنسمع من بعد أمريكا تتقيأ بإدانة "الاحتجاجات المعادية للسامية"، فهل من جاءوا إلى غريان يخافون لو بقوا في أماكنهم ستتهمهم أمريكا بأنهم من الفئة "المعادية للسامية"؟!

أبعاد تحرك غريان:
الكاتب متأكد بأن من تحركوا لا يدركون أبعاد ما يقومون به إلا أن من يدير خيوط التحرك على إلمام تام ومدرك لخطورة ما يحصل في هذا الوقت بالتحديد. التاريخ الليبي مشرف بالنسبة للدفاع عن فلسطين، وبذرة النخوة لم تمت وتفصح عن نفسها من حين لأخر. لذا لا يُستغرب الخوف من الشعب الليبي والتحرك في غريان قد يخدم الأهداف، مع إسرائيل وضد غزة، التالية:

• تشويش شاشة الأحداث في ليبيا للمراقبين لها ومنع أي احتمالات لنشاطات في ليبيا قد تخدم القضية الفلسطينية، ورفع المعاناة عن أهلنا في غزة.
• الخوف من التأثير الليبي في تونس وخاصة بعد تراجع السيد قيس السعيد "العروبي" رئيس تونس عن موقف لدعم أهلنا في غزة بالامتناع عن التصويت على قرار أممي يدعو للهدنة في غزة.
• تقوية الموقف الجزائري الرافض للعدوان الظالم على أهلنا في غزة.
• الانشغال في ليبيا بهذه التحركات في غريان قد تصرف عن متابعة سلبية الموقف المصري وما قد يتلقى من انتقادات من الشعب الليبي.

ويستمر النضال:
حياتنا اختبار للاصطفاف إما مع الحق أو الباطل. وما يحدث من ظلم واضح وصارخ في حق غزة لا يقبل به إنسان منصف وعادل، وكل عمل في ليبيا والعالم لا يخدم وقوفنا مع صف المظلومين، من أطفال ونساء وشيوخ وعجزة، هو خادم للظلم والطغيان الإسرائيلي، وغداً ستعرض أعمالنا وسيفرزها رب العزة وسيعاد فرزنا بعدل العادل من جديد.
اللهم أنصر أهلنا في غزة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة