الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يكون قتل ما يقرب من 1000 طفل أسبوعياً دفاع عن النفس؟

ثائر ابو رغيف
كاتب وشاعر

2023 / 10 / 30
القضية الفلسطينية


كتب جون ليونز محرر الشؤون العالمية لموقع أي بي سي الإسترالي تحت عنوان


هذا هو السؤال الذي سيحتاج القادة في جميع أنحاء العالم إلى التفكير فيه في الأيام المقبلة مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس - أو تصاعدها, إنه سؤال صعب. سؤال قد يضع إسرائيل وأشد مؤيديها في مواجهة بقيتهم. إنه سؤال قد يُطرح على رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي في وقت ما.
تقوم منظمات مثل إنقاذ الطفولة واليونيسف بدراسة الأرقام التي قدمتها وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة وتقول إن معدل الوفيات بين المدنيين مذهل. وتعتقد هذه الوكالات أن عدد الأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بدء الحرب قبل ثلاثة أسابيع يقترب من 3000 طفل، على الرغم من أنهم يقولون إن العدد قد يكون أعلى بكثير إذ أن مئات الأطفال لايزالون في عداد المفقودين، وربما مدفونين تحت الأنقاض.
فقط تخيل لو كان من يتم قتلهم في الاسبوع الواحد هم 1000 طفل أمريكي. ستكون عندها استجابة العالم مختلفة تماما
السبب الذي يجعل هذا السؤال ملحاً هو أن الحرب الحالية بين إسرائيل وحماس تقدم للعالم شيئًا نادرًا ما يشهده، إن كان قد شهده على الإطلاق: عدد كبير من المدنيين في غزة يُقتلون كل يوم بينما يمتنع العديد من القادة - بما في ذلك أنتوني ألبانيزي – عن الدعوة إلى وقف إطلاق النار
عادة، يدعو القادة بشكل غريزي إلى وقف إطلاق النار(إذ إن نهاية عنف الحرب أمر جيد دائمًا) أو على الأقل يطلبون من الاطراف المتحاربة ضبط النفس
في إسرائيل، حيث أكتب هذا المقال، هناك جواب موحد إلى حد كبير حين أسأل الإسرائيليين عما إذا كان قتل 1000 طفل أسبوعياً هو دفاع عن النفس: يجيبون بإن وفاة المدنيين، وخاصة الأطفال، أمر مؤسف، ولكن ماذا يمكننا أن نفعل؟ يقولون إن حماس تختبئ بين السكان المدنيين، ومن المؤسف أن العديد من المدنيين سوف يموتون نتيجة لذلك. حماس هي المسؤولة. لقد قتلوا أطفالنا في مذبحة 7 أكتوبر، والآن لديهم 30 طفلاً ورضيعاً محتجزين كرهائن في بعض الأنفاق المظلمة في غزة.
بالنسبة للفلسطينيين، هناك أيضًا إجابة موحدة إلى حد كبير: بأن قتل هؤلاء الأطفال الثلاثة آلاف في الأسابيع الثلاثة الأولى من هذه الحرب يشكل جريمة حرب. ويزعمون أن هذا يشكل عقاباً جماعياً لسكان غزة البالغ عددهم 2,3 مليون نسمة، بسبب تصرفات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ويتحمل الجيش الإسرائيلي وسادته السياسيون المسؤولية, لماذا يشدد جيشاً على أنه يحاول جاهدا تجنب قتل المدنيين وبنفس الوقت يقتل هذا العدد الكبير من الناس؟
ومن الجدير بنا أن نتذكر السبب الذي أدى إلى اندلاع هذه الحرب الأخيرة: الفظائع التي ارتكبتها حماس عندما غزت إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. في كثير من الأحيان، عندما يدرك الإسرائيليون أنك صحفي أجنبي، فإنهم يسحبون هواتفهم ليعرضوا لك الصور التي أستلموها للعديد من ضحايا تلك الفظائع. إنها صور فظيعة حقًا. وسوف تظل صور تلك الموجة من الوحشية حية في أذهان الإسرائيليين. تماماً كما ستعيش ذكريات هؤلاء الأطفال الثلاثة آلاف في الذاكرة الجماعية للفلسطينيين.
ولكن هنا تكمن الأزمة التي يواجهها زعماء العالم، فإسرائيل لديها هدفان من هجومها العسكري على غزة، إضافة إلى إنقاذ الرهائن: الأول هو الانتقام لعملية السابع من أكتوبر، والثاني هو تدمير حماس. ويجب ألا تعود حماس قوية مرة أخرى بما يكفي لتكون قادرة على فرض هذا النوع من الإرهاب على الإسرائيليين.
بالنسبة لجو بايدن، ريشي سوناك، إيمانويل ماكرون وأنتوني ألبانيزي، يمثل هذا الأمر معضلة. وقد أعلن الأربعة جميعا عن "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". ولكن مع استمرار إنزال جثث الأطفال والرضع تحت الأرض، فإن هؤلاء الزعماء سيتعرضون لضغوط متزايدة للمطالبة بوقف الهجوم الإسرائيلي.
في هذه الحرب بين إسرائيل وحماس، نحن في منطقة غير مسبوقة. فلا أستطيع أن أتذكر حرباً أصبح فيها عدد القتلى من المدنيين بهذا الثقل، وبهذه السرعة، ومع ذلك لم يقدم أي من الزعماء الأربعة المذكورين أعلاه على أي إجراء حقيقي لوقف إطلاق النار.
بالنسبة لهؤلاء القادة، فإن التلفظ بهذه الكلمة في الوقت الحالي سيكون بمثابة تحدي مباشر لهدف إسرائيل المعلن: وهو اتخاذ الوقت اللازم للتحرك بشكل منهجي داخل مدينة غزة وتدمير شبكة الأنفاق والبنية التحتية العسكرية والقيادة التابعة لحماس.
وما نتج في المرحلة التالية من هذه الحرب. وبدون أي ضغوط فعلية لوقف إطلاق النار، بدأت إسرائيل حالياً غزواً برياً. إنهم لا يطلقون عليه غزوًا بريًا، بل مصطلح "التوغلات البرية" ألذي يبدو أقل دراماتيكية بكثير.
ربما بسبب حساسيته تجاه الرأي العام العالمي المتنامي ضد القتل الجماعي للمدنيين، قام الجيش الإسرائيلي لحد الآن بثلاثة "توغلات برية". لا تستطيع وسائل الإعلام العالمية أن تنشر العنوان الرئيسي "بدء الغزو البري". ففي نهاية المطاف، عارض ماكرون الفرنسي بشدة القيام بغزو بري كبير، قائلاً إنه سيكون "خطأ". ما نشهده حاليًا هو الغزو البري الذي تقوم به عندما لا تدعوه غزو بري
ترجمة ثائر ابو رغيف
https://www.abc.net.au/news/2023-10-30/gaza-israel-war-death-of-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رقم قياسي جديد لعملة البيتكوين الرقمية | الأخبار


.. أطيب كيكة ليمون




.. انشغال نواب بتصفح هواتفهم خلال جلسة البرلمان يستفز الأردنيين


.. بارنييه يقدم استقالته للرئيس ماكرون ووزير الدفاع الأقرب لخلا




.. -علف الحيوانات والقمامة-.. للبقاء على قيد الحياة في قطاع غزة