الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتسولون السوريون في ألمانيا

يسار دريوسي

2006 / 11 / 16
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


ربما خلال أيام قليلة سيكون مشهداً مألوفاً أن نرى شباباً وشابات سوريين موفدين إلى المانيا للدراسة ( ربما سيكون مشهداً أوروبياً ايضا ). سيكون مألوفاً أن نرى هؤلاء الشباب يتسولون في الأسواق العامة أو نراهم على التلفاز بعد أن فشلت عمليات السطو التي حاولوا القيام بها من أجل سداد ديونهم وتأمين طعام يومهم .
ما سبق ليس قصة فلم تعتزم الإمبريالية والصهيونية العالمية عرضه لتشويه سمعتنا ، أو من أجل حلحلة التلاحم الوطني ، أو زعزعة صمودنا الاستراتيجي ونحر رسالتنا الخالدة ، بل سيكون واقعاً لا محالة لأنه وبكل بساطة قد تأخرت رواتب الموفدين أكثر من ثلاثة أشهر(اخرها وصل بداية حزيران) ، أما السفارة المحترمة ( التي اقتنع الطلاب المساكين عندما قرؤوا على جوازاتهم بأنها موجودة لتقديم الخدمات للمواطنين السوريين في الخارج) فأنها لا ترد على الهواتف ، وبعد أن حاولت إحدى الطالبات العنيدات لمدة يومين متواصلين قام أحد الموظفين بالرد بأن جميع الموظفين في إجازة وهو لا يعلم عن الموضوع شيئاً . وبعد أسبوعين آخرين حاول طالب أخر ( أيضاً عنيد ) الاتصال بالسفارة فأتاه جواباً صاعقاً بأنه لا توجد ميزانية لهذا العام وأن عليهم الانتظار حتى بداية العام القادم وبأن ذلك أفضل لأن النقود ستأتي مجتمعة !!!!!! .
كيف نطلب من العالم أن يحترمنا إذا كانت مؤسسات البلد الممثلة للحكومة لا تحترم موفديها .
لم يسأل الموفدون هذه المؤسسات كيف تقبل أن يتعرضوا عند تجديد إقاماتهم لتحقيق أمني ( محصور بالدول العربية وبعض الدول الإسلامية ) وأن يكون من ضمن الأسئلة ( هل تقبل بالتعامل مع أمن الهجرة والجوازات ؟) أو تحت خانة الأسئلة عن المنظمات الإرهابية ( هل لك علاقة بحزب البعث ؟) .وسكتوا عن جميع هذه الاهانات ولاندري ان كان ذلك بسبب التعود عليها ام من باب طلب السترة ولكن ان تصل الامور الى درجة بقاءهم في الخارج اشهر دون مال فذلك امر لايليق على الاقل بخير امة ارسلت للناس !!!
كنا ننظر إلى الموفدين الذين يرفضون العودة إلى الوطن على أنهم لصوص وخونة وكنا ننعت أصحاب العقول المهاجرة بأنهم بلا أخلاق ولا أدمغة . لم يكن أحد يتذكر الإهانات والقهر الذي تعرضوا له ليكفروا بالوطن ( هذا ليس تبريراً وإنما تفسير إذا لا يجب الخلط بين الوطن ومؤسساته ) .
لا ندري ربما هي محاولة ذكية من الحكومة لضبط التضخم السكاني عن طريق التخلص من بعض السكان ، وربما لتخفيف البطالة وإتاحة فرص عمل جديدة ، أو ربما يعتقدون أن مبلغ 700 إلى 800 يورو ( وهو الحد الأدنى للمعيشة ) تستطيع أسر الموفدين تأمينه شهرياً وببساطة ، إذ أن فائض الرواتب لدينا أكثر من ذلك بكثير،أو ربما وجدت الحكومة أن المعارضة السورية في الداخل هزيلة وهي ترغب بتقويتها عن طريق رفدها ببعض المعارضة الخارجية .....
لا ندري.. ولكننا نأمل أن لا نرى قريبا صورة شحاذ أو شحاذة مع لافتة كتب عليها :أنا موفد سوري !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيك سوليفان: -قرار تجميد شحنة الأسلحة، لا يعني أننا سنتخلى ع


.. اتساع رقعة العمليات العسكرية في غزة رغم الدعوات الدولية لوقف




.. معارك ضارية في الفاشر والجيش يشن قصفا جويا على مواقع في الخر


.. -منذ شهور وأنا أبحث عن أخي-.. وسيم سالم من غزة يروي قصة بحثه




.. بلينكن: إذا قررت إسرائيل الذهاب لعملية واسعة في رفح فلن نكون