الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربيع بيروت أم خريف دمشق

عمرو البقلي

2006 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


إنهارت مفاوضات الفرقاء اللبنانيين بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية مع الإستقالات الخمسة التي قدمها وزراء حزب الله و أمل من حكومة السنيورة ، و أعلن المنسحبون بإختصار شديد إما نحن و إما لا وحدة وطنية و لا يحزنون، و بعد الدروس الوافية في الوطنية و نبذ الطائفية، أصبحوا اليوم يتحدثون عن حق المحاصصة الطائفية و حق تمثيل طائفتين كبيرتين، و أن الوضع الحالي في لبنان لن يتحمل غياب طائفتين كبيرتين عن التمثيل في الحكومة الحالية .

من ضمن إعتراضات السيد حسن نصرالله علي الحكومة اللبنانية الحالية هي إغفالها للتمثيل الحكومي لكتلة "التغيير و الأصلاح" بقيادة العماد ميشيل عون رغم إمتلاكها لحصة برلمانية ليست بالصغيرة تسمح لها بالأشتراك في التشكيلة الحكومية، و كان هذا المبرر يدفعة دائما إلي طعن الحكومة اللبنانية في شرعيتها من منطلق ضرورة تمثيل معظم القوي اللبنانية في الحكومة، و لكن و بلا مقدمات إتخد السيد نصر الله و حزبة موقفا معاكسا لحديثة السابق، ليعلن السيد محمد رعد رئيس كتلة نواب حزب الله رفضة لتوسيع الحكومة اللبنانية وضم التيار العوني دون التغيير في التوازن الحكومي .

ربما لا يحتاج هذا التصرف إلي تعليق، و لكنة لا يكشف إلا عن حجم الزيف الذي أصبح علامة مميزة لسلوك تلك المليشيا الطائفية المسلحة المسماة "حزب الله"، و التي إنفضح أمرها عدة مرات بداية من النصر الإلهي المزعوم و الذي لم ينجح كحد أدني في حماية تمركز تلك الميلشيا خلف الخط الأزرق لتحل محلة قوات دولية، فضلا عن الخسائر التي كبدها للدولة اللبنانية بشريا و ماديا و سياسيا و راح بعدها يعوض أهل طائفتة فقط بأموال قادمة من طهران لإنقاذ شعبيتة، و نهاية بهذا الموقف الإنقلابي بسحب وزراءة من حكومة أثبتت شرعية لم تثبتها الحكومات الدمشقية و النصف دمشقية السابقة التي لم توجه لها ميليشيا حزب الله إنتقادا واحدا منذ إتفاق الطائف و حتي سقوطها مع أخر إنتخابات نيابية .

موقف حزب الله حذر منة مسبقا عدد من المحللين و من القادة السياسيين اللبنانيين، و لكن الموقف المثير للحنق حقا هو هذا الموقف الذي إتخذتة حركة أمل من مفاوضات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، فبعد إلتزام الحركة بالحياد علي مدي الأزمة اللبنانية منذ إغتيال الرئيس الحريري و حتي اليوم ، ها هي تخرج من حيادها و تدمر تلك الوحدة الوطنية المزعومة قبل قيامها بإنسحاب وزرائها السلبي من الحكومة اللبنانية، معلنة أن الطائفة خير و أبقي، فلا لبنان و لا وطن و لا يحزنون، رغم تركها لفرصة أخيرة للعودة جاءت عن طريق منح الشرعية من السيد رئيس البرلمان نبية بري لإجتماع الحكومة الذي تم فية إقرار النظام الأساسي للمحكمة الدولية .

هنا إنتهت تلك التمثيلية الطائفية الشيعية المفضوحة، فالحياد كان مصطنعا و الوطنية كانت رداءا يتلحف بة كل من أراد التخريب، فالسيد نصر الله وطني عندما يغازل السوريين و يطالبهم بالبقاء و يؤكد علي تلازم المسارين السوري و اللبناني، و غارق في الوطنية عندما يورط بلادة في حرب بالوكالة، و غارق في الإنتماء إلي أمتة عندما يدعي نصرا إلهيا زائفا و ينادي كل اللبنانيين بالإنضمام حولة لأنه من الشعب و لة " فلا أبوة كان بك و لا جدة كان بك " كما ردد معقبا علي وليد جنبلاط في خطاب إنتصارة الزائف .

عندما نسأل عن الخلاف الذي فجر هذة الأزمة نجدة خلافا مثيرا لطرح العديد من التساؤلات، فالخلاف لم يصبح في تشكيل حكومة الوحدة، حيث أن التنازل الذي قدمتة كتلة 14 أذار بتوسيع الحكومة و ضم التيار العوني كان كافيا بتمرير تشكيل الحكومة الجديدة، لكن الخلاف تحول إلي موضوع المحكمة الدولية لقاتلي رفيق الحريري، و اصبح المطلوب بإختصار هو إيجاد حكومة تسمح بتشكيل محكمة لا تحاكم سوي مخالب القط و ليس القط نفسة، حيث تؤكد التحركات التي يقوم بها حزب الله و حركة أمل و إميل لحود أن حماية النظام السوري أصبحت أكثر أهمية من حماية الوطن اللبناني، حيث بات من الواضح أن تلك المحاكمة ستكون محاكمة تاريخية لجرائم نظام عاث فسادا في المنطقة برمتها و أصبح أحد أهم بؤر الإرهاب في الشرق الأوسط و أصبحت مخابراتة هي الوكيل الوحيد لعمليات الإغتيال السياسي و التخريب الأمني في الشرق الأوسط .

و هنا اصبحنا في مفترق طرق فإما العودة للوصاية البعثية الفاشستية و إما السير في طريق التحرير و بناء وطن لبناني قادر علي التعايش بعيدا عن رياح الشرق الأوسط المدمرة و التي أصبح لا يمثل لبنان فيها سوي حصان طروادة يمتطية كل من يريد أن يحقق مصلحة كنتيجة فعلية لمحاولات التخريب المستمرة من النظام السوري و باقي الأنظمة العربية المخابراتية التي تتقاطر علي لبنان منذ 1952 و حتي و اليوم .

الأن نحن علي المحك، إما شرعية بيروت الوطنية و إما شرعية دمشق التخريبية، و الكل يعلم من يريد هذا و من يريد ذاك، إنها المعركة قبل الأخيرة للسوريين و أزلامهم في بيروت فلا تزال هناك معركة التخريب المباشر بإستخدام المخيمات و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، و هي ما سبق أن حركتة السلطة في دمشق عندما حركت التظاهرات التخريبية في دمشق و بيروت في أن واحد أثر أزمة الرسوم الكرتونية التي نشرتها أحد الصحف الدنماركية، و تم وقتها توقيف عدد من الفلسطنيين، و وجهت كتلة 14 أذار التهمة إلي عناصر من المخيمات الفلسطينية .

هل حان خريف دمشق ؟ هنا السؤال المحوري الذي ستجيب عنة المحكمة الدولية، و أعتقد أن محاولة دمشق و أزلامها الدفع نحو إنتخابات نيابية مبكرة في لبنان ستكون خسارة فادحة لمعسكرها، حيث أنها لن تؤدي إلا لتقوية كتلة 14 أذار و خاصة جناح القوات اللبنانية، كنتيجة للميل الطبيعي للبطريرك الماروني ناحية كتلة 14 أذار و العلاقة الجيدة التي يتمتع بها مع وليد جنبلاط ، و أعتقد أن هذا السبب بالتحديد هو المبرر الباطن لإعلان التيار العوني إنفصال ردة فعلة عن ردة فعل حزب الله، حيث أكد التيار العوني أنة سيأخذ قرارة منفردا .

بقاء الحكومة اللبنانية الحالية و قبولها لكل الإستقالات دون إهتزاز و إعتماداها علي الأغلبية الشعبية و البرلمانية ، و من ثم تشكيل المحكمة الدولية، و محاولة الإستغلال المبكر لذلك الإنشقاق الذي سيظهر لاحقا بين الكتلة العونية و حزب الله و محاولة إستقطاب الكتلة العونية و إقالة رئيس الجمهورية و تنصيب رئيس جمهورية جديد، سيكون الرد الحاسم علي تلك المحاولات التخريبية التي تريدها دمشق و من أمامها تلك الكتل الطائفية التي لا تريد سوي تسليم لبنان إلي المحور السوري الإيراني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه


.. اعتصام لطلبة جامعة كامبريدج في بريطانيا للمطالبة بإنهاء تعام




.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح