الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَجْزَرَةُ مَشْفَى الْمَعْمَدَانِي

محسين الوميكي
كاتب

2023 / 10 / 31
الادب والفن


اِفْتَحُوا كُتُبَ التَّارِيخِ وَاقْرَأُوا
وَسِّعوا عُيُونَكُمْ وَابصِرُوا
اِنْهَالَتْ عَلَيَّ الصَّوَارِيخُ
رَمَتْنِي بِهَا طُيُورٌ حَدِيدِيَّةٌ مُعَادِيَةٌ
هَدِيرُهَا هَدِير الْمَوْتِ
جَاءَتْ لِتَفْتِكَ بِي
وَتُغَنِّي لِلْعَالَمِ
أُغْنِيَةَ السَّلَامِ
رَفَعْتُ صَوْتِي
سَمِعْتُ صَدَى الْجِبَالِ
وَلَمْ أَسْمَعْ نَخْوَةَ الْعَرَبِ
سَبَحْتُ فِي دَمِ أَطْفَالِي
وَلَمْ أَرَى إِلَّا الدُّمُوع
الْمُدَثَّرَةِ بِمُوسِيقى الْمَوْتِ
صَرَخْتُ
نَادَيْتُ
جِئْتُكُمْ أَسْتَغِيثُ
وَلَمْ أَرَى إِلَّا ظُهُوركُمْ
الْعَدُوُّ أَعْرِفُهُ
وَالصَّدِيقُ أَيْنَ هُوَ؟
الْحَقُّ لَا نَسْتَطِيعُ تَعْدِيلَهُ
وَالْبَاطِلُ لَهُ تُجَّارُهُ
هَذِهِ حِكَايَةُ مَجْزَرَةٍ
أَحْكِيهَا لِلتَّارِيخِ
وَلِلزَمَنِ السَّرْمَدِيِّ
الَّذِي لَا تمْحِيهِ أَمْوَاجُ الْبَحْرِ
وَلَا زَخَّات الْمَطَرِ
لِيُلَقِّنَ لِلْجَمِيعِ مَعْنَى السَّلَامِ وَالْحَرْبِ
عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ
إِنْ جَنَحُوا للسِّلْمِ
جَنَحْنَا
وَإِنْ جَنَحُوا لِلْحَرْبِ
جَنَحْنَا
غَرِيبٌ أَمْرُ هَذَا الْعَالَمِ
يُهْدِيكَ الْكَذِبَ
لِيَأْخُذَ مِنْكَ الصِّدْقَ
لِيَغْتَالَهُ عِنْدَ أَوَّلِ مُنْعَطَفٍ
هُنَاكَ شُرُوخٌ فِي الْجِدَارِ الْعَرَبِيِّ
وَالإسْلامي
يَنْسَلُّ مِنْ خٍلالِها الْخَوْفُ
وَالْخِيَانَةُ
وَالذُّل
وَأَبْنَاءُ عُمُومَتِهِمْ
شَكَّلُوا جَميعا قَبِيلَةً
وَأَقَامُوا الْأَعْرَاسَ
أَنَا وَإِنْ سُوِّيتُ مَعَ الْأَرْضِ
فَأَطْفَالِي سَيُنْشِئُونَ
أَلْفَ وَأَلْفَ مَشْفَى
دَمْعي عَلَى مَنْ مَاتُوا
وَحُزْنِي عَلَى مَنْ يَرْضَى بِالِانْبِطَاحِ
أَقُولُهَا بِكُلِّ صَرَاحَةٍ
اُتْرُكُونَا مِنَ الشِّعَارَاتِ الْفَارِغَةِ
لِيَتَفَرَّجَ الْعَالَمُ
فَالْمَسْرَحِيَّةُ فِي بِدَايَتِهَا
وَلَنْ تَنْتَهِيَ إِلَّا بِتَكْسِيرِ الْأَصْفَادِ
سَئِمْنَا مِنَ الْكَلِمَاتِ
الْمُزَرْكَشَةِ
وَكَرِهَنَا نَغْمَةَ الْعَنْتَرِيَّاتِ
السَّاحِرَةِ
هَذَا بَرِيقُ نَصْرٍ
يَنْبَلِجُ مِنْ بَيْنِ غُبارِي
لَا يَرَاهُ إِلَّا مَنْ يَدُقُّ بَابَهُ الْيَقِينُ
هَؤُلَاءِ أَبْنَائِي
مَوْتُهُمْ عَارٌ
عَلَى جَبِينِ مَنْ تَخَلَّف
ظَلَامي حَالِكٌ
لَكِنِّي أَمْضِي وَلَا أُبَالِي
ظَلَامي دَامِسٌ
لَكِنِّي لَا أَخَافُ اللَّيَالِي
أَعِيرُونِي أَسْلِحَتَكُمْ
وَاحْتَفِظُوا بِدُمُوعِكُمْ
وَاحْتِجَاجَاتِكُمْ
فَالدَّمْعُ لَا يَرُدُّ أَمْوَاتي
وَلَا أَمْوَاتِكُمْ
تَذَكَّرُوا مِنْ تَحْتِ أَنْقَاضِي
سَيَطْلَعُ أَلْفُ وَأَلْفُ مُقَاتِلٍ
وَشُهَدَاءٌ عَلَى صِراطِ الكَرامَةِ يَمْشونَ
شُهَدَاءٌ، شُهَدَاءٌ، شُهَدَاءٌ،
شُهَدَاءٌ اِفْتَضُوا بَكَرَةَ الْأَيَّامِ الْمُتَشَابِهَةِ
وَاقْتَلَعُونِي مِنْ جُذُورِ الْوُحُوشِ الظَّالِمَةِ
وَطَهَّرُونِي مِنْ سَطْوَةِ النِّسْيَانِ
وَمِنْ لُعْبَةِ السَّجِينِ وَالسَّجَّانِ
لَيْسَ فِينَا مَنْ سَارَ كَغُثَاءِ السَّيْلِ
وَسَقَطَ فِي حُفْرَةِ الْوَهَنِ
لَيْسَ فِينَا مَنْ يَصْمُتُ
وَالْحَقُّ يَتَرَاقَصُ بِدَاخِلِ عَيْنَيْهِ
لَيْسَ فِينَا إِلَّا طَابُورُ الشُّهَدَاءِ
شُهَدَاءٌ، شُهَدَاءٌ، شُهَدَاءٌ،
فَاذْكُرونِي إِنْ نَسِيَّتْنِي الْعَصَافِيرُ
وَلَا تَنْزِعُوا عَنْ تَابُوتِي الْمَسَامِير
اُتْرُكُونِي رَسْمَةً عَلَى صَدْرِ التَارِيخِ
وَمَشَاهِدَ تُلْعَبُ عَلَى رَكْحِ الْمَسَارِحِ
تَذَكَّرُوا جَيِّدًا
مِنْ وَسَطِ أَنْقَاضِي سَأَصْنَعُ
مَمَرًّا جَديدا لِلْإِنْسَانِيَّةِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوسى تحتفل العرض الخاص لفيلم الشاطر


.. أمير كرارة ومحمد عبدالرحمن توتة من العرض الخاص لفيلم الشاطر




.. الأخ سند .. احمد كرارة يساند شقيقه امير كرارة في العرض الخاص


.. لقاء حواري حول: اللغة والفلسفة في فكر الدكتور خالد كموني – ح




.. كيف يمكن للإعلام الموسيقي مساعدة ودعم القطاع السياحي في لبنا