الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازدواجية الأقباط بين الواقع و الخيال

جورج فايق

2006 / 11 / 16
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


هل يقبلوا بالحرية التي تعطيهم حقهم في ممارسة شعائرهم و الدفاع عنها ولا يقبلوا بالحرية التي تسمح بنقدهم أو تمس سلبيات لديهم ؟ هل ينادوا بإلغاء الخط الهمايوني حتى يستطيعوا بناء كنائس ليصلوا بها أم يرحبوا بتطبيقه لمنع بناء كنائس لطوائف أخرى ؟ هل هم مع الحرية الدينية و حق الإنسان في اختيار عقيدته ؟ أم أنهم يثوروا و يخرجوا في مظاهرات اعتراضا على اعتناق أحدي السيدات الإسلام
هذه هي النقاط التي أتت في سياق مقال أحد الكتاب في مجلة حقوق الإنسان في عدد سبتمبر 2006 فيه ازدواجية المعايير التي تقع فيه الجماعة القبطية في مجال الحريات و التي أطلق عليها شيزوفرينيا الأقباط و أورد الكاتب وقائع ليؤكد بها وجهة نظره و تتمثل في :_
• مطالبة الكنيسة القبطية بمصادرة فيلم بحب السينما بالرغم من مطالبتهم و رغبتهم الدائمة في حقهم في التعبير الحر
• مطالبة الأقباط بحقهم في عدم أسلمة الفتيات القبطيات القاصرات ثم فجأة يقفون ضد حرية الاعتقاد في قضية وفاء قسطنطين
• مطالبة الأقباط بإلغاء الخط الهمايوني و لكنهم فجأة يطالبون بتطبيقه لإغلاق كنيسة الأنبا مكسيموس و يسأل كاتب المقال هل أنتم مع حقوق الإنسان كافة ؟ أم أنتم مع حقوق الإنسان القبطي الأرثوذكسي .... الذي يحضر اجتماع الأربعاء ؟

المواضيع التي أثارها هذا الكاتب هي جزء من الاتهامات التي توجه للأقباط سواء منه أو من غيره و ترديد نغمة أن الأقباط يريدون أن يميزوا أنفسهم عن بقية المجتمع و أنهم يريدوا أن يحققوا مكاسب سياسية أو اجتماعية أو حقوقية بفضل هذا التميز و أنهم يريدوا الحقوق لأنفسهم فقط و ليس للآخرين كما أستشهد حضرة الكاتب الموقر ببعض الوقائع و لكن سيادته ينظر للأمور من جانب واحد فقط ليتهمنا و يهاجمنا ولو كلف نفسه و نظر للأمور من جانبنا لتفهم وجهة نظرنا ولم يتهمنا بما ليس فينا و لكننا أعتدنا من هؤلاء القوم قلب الحقائق و عكسها للتعتيم و شيوع التهم لتضيع الحقوق وسط تبادل الاتهامات
فيا سيادة الكاتب الفاضل أن الأقباط ليسوا مصابين بالشيزوفرنيا أو الازدواجية كما تدعي و لكن قوانين و شريعة وعرف هذه البلد هي التي مصاب بالازدواجية و تكيل الأمور بمكاييل متعددة حسب ديانة و مكانة أطراف القضية و إلى حضرتك وجهة النظر الأخرى و التي تفند اتهاماتك أنت و غيرك
• عن فيلم ( بحب السينما )

يا أستاذ عندما أستاء الأقباط من هذا الفيلم القذر الذي يدعى بحب السينما و كان يجب أن يكون أسمه ( بحب قلة الأدب )الذي لا يناقش مشكلة أو فضية و لا حتى كوميدي يسلي الجماهير و أنما هو فيلم متخلف همجي يصور شخص معتوه و ليس متدين كما يصورون يصلي للمسيح ثم يشتم الجيران و يسبهم ويرفض ممارسة حياته الزوجية مع امرأته لأن هذا حرام و نجاسة رغم أن زوجته تحتاج لهذه المعاشرة و يتصور حاله لو صعدت روحه و هو في حضن زوجته و تسب زوجته الدين الذي يفعل بهم ذلك و تقول ملعون أبو الدين الذي يفعل بنا ذلك و تذهب لموجه التربية الفنية لترتمي في حضنه و يخيف المعتوه بطل الفيلم أبنه و يرهبه من الله و السماء و يصور له الله أنه سينتقم منه و يعذبه في النار لأنه يحب السينما و الممثلين و كره الله و كان يقف في البلكون ليبول على المصلين الخارجين من الكنيسة و تمنى الابن أن يذهب للنار حتى يرى كافة الممثلين و يستمتع بوجودهم معه في نفس المكان و أصبح الطفل على قناعة أن الله لا يحبه لأنه يحب السينما و يعشق اللعب و سوف يعذبه
كما يصور الفيلم شخصية شاب وفتاة يتغامزا وقت الصلاة ليلتقيا في منارة الكنيسة ليمارسا الخطية معاً
أنه قليل من هذا الفيلم القذر الذي لا يناقش قضية متعلقة بنا و أنما يسيء لنا و لديننا و ماذا فعل الأقباط للتصدي لهذا الفيلم ؟ هل أصدر البابا شنودة فتوى أهدار دم المؤلف و المخرج و الممثلين ؟ هل أمسك الأقباط الشوم و الجنازير و القنابل للاعتداء عن السينمات التي تعرض هذا الفيلم ؟ هل طعن المخرج أو المؤلف بسكين الردة و الإساءة للدين ؟ لجأ الأقباط للقضاء حتى يمنع الفيلم و هو أجراء مقصود به تسجيل الشجب و الإدانة لما حوى الفيلم من إساءات لديننا فالقضية لم يقصد بها أكيد منع الفيلم لبطء إجراءات التقاضي في بلادنا فيمكن أن يسرق فيلم أو مسلسل من مؤلفه و أن لجاء للقضاء لمنع الفيلم تستغرق المحكمة شهور أو حتى سنوات يكون الفيلم عرض و رفع و أقصى ما يحصل عليه تعويض هذا أن حصل على شيء من الأساس فما بالك بفيلم ينال من كرامة المسيحيين و يسب دينهم و يسب دينهم على لسان البطلة المحترمة جداً ليلي علوي
بالفعل الفيلم رفع من السينمات ليس خوفاً من اعتداءات الأقباط فهم ليسوا همجيين أو قتلة و لم يرفع الفيلم لأجل حكم قضائي عادل بل رفع لأنه سقط جماهيرياً سقوط مروع و لم ينال استحسان الجماهير و مازال الفيلم يعرض في الفضائيات بكل حرية فنحن لم نحرق نسخه أو أبطاله
هل اللجوء للقضاء ضد الإهانة و الإساءة تقييد لحرية الإبداع؟
هل المسيرات السلمية حتى و أن كانت غاضبة تقييد للحرية
فماذا نسمي الحبس و حد الردة على كتاب و مؤلفين ؟ و رفع قضايا التفريق بينهم و بين زوجاتهم كما حدث مع نصر أبو زيد
و هل أصبحت حرية التعبير و الإبداع المقصود بها الإساءة للدين المسيحي و عندما يتعلق الأمر بالدين الإسلامي تخرس الألسن و تعمى العيون خوفاً من سماحتهم التي تشمل التكفير و الاستتابة ثم القتل و الحرق و التفريق هل أصبح اللجوء للقضاء هو تقييد للحرية و ليت القضاء قام بشيء لمنع هذا الفيلم و أنما عرض و مازال يعرض
المدافعين عن حرية الرأي و الإبداع لما خرست ألسنتهم أيام مسرحية قام بها أطفال ينتقدون الإرهاب و التطرف في محرم بك و ثار عليهم خير ناس و حاصروا الكنيسة يريدون الفتك بمن فيها وحرق ما حرق و سلب ما سلب و لم نسمع نغمة حرية الإبداع و حقوق الإنسان أما أنكم تخافون من الجنازير و السيوف و اللحى الطويلة و لا تقدرون ألا علينا لمسالمتنا
هل حقوق الإبداع علينا نحن فقط ؟ فأما أن يكون الإبداع للكل أو يخرس كل من يسيء لديننا حتى لو كان مسيحي بالاسم أمثال منتج و مؤلف و مخرج بحب السينما
فازدواجية حرية الإبداع أمر مرفوض لأنه مقصود به الإساءة لنا مثل بحب السينما و أوان الورد و غيرهم و أن اعترضنا نحن ضد حرية الرأي و الإبداع
و أتمنى أن تكون عرفت من هم المصابين بالازدواجية ؟ أنهم أمثالك من يكيلوا بمكيالين في كتابتهم و يبرئ المذنب و يذنب البريء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30