الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(الشبّاك في السبيليات): رأيّ في عنونة كتاب مقداد مسعود / بقلم القاص والروائي محمد عبد حسن

مقداد مسعود

2023 / 10 / 31
الادب والفن


الشبّاك .. رؤية باتجاهين
رأي في عنونة كتاب (الشبّاك في السبيليّات)(*) لمقداد مسعود
الشبّاك، كما تعرّفه معاجم اللغة: هو النافذة تشبّك بالحديد أو الخشب. وقد يكون خاصًا كشبّاك المنزل.. أو عامًا يخصص للزبائن والعموم كشبّاك التذاكر، البريد، الدفع، السحب.. وغيرها كثير. وهو، إضافة إلى كونه وسيلة للإضاءة والتهوية، أداة للتواصل بين عالمين: داخلي وخارجي، متاح وممنوع ذو خصوصية.
وقد يكبر حجم الشبّاك أحيانا ليحتلّ ضلعًا بناء بأكمله.. وقد يضيق ليصبح كوة لا ينفذ الضوء والهواء منها إلّا بعد مغافلة الرقيب. وهو، في الحالات كلّها، باب من أبواب الخطر.. نخفيه بالستائر، وندعّمه أحيانًا بكتائب الحديد.
مسمّى بهذه الوظائف والصفات.. ما الذي يجعل ناقدًا حصيفًا كالأستاذ مقداد مسعود يختاره عنوانًا لكتاب يطلّ من خلاله على سبعٍ من أعمال الروائي الراحل إسماعيل فهد إسماعيل؟ ولماذا في السبيليّات وليس في الكويت وهي البلد الذي يحمل الروائي الراحل جنسيته؟
أرى أنّ الشباك في عنوان الكتاب يحقق رؤيتين:
الرؤية الأولى: من الداخل إلى الخارج. وهي رؤية الكاتب. فالكاتب، عمومًا، ينطلق من الداخل إلى الخارج.. أو بعبارة أخرى: من الذاتي إلى الموضوعي، باستثناءات قليلة ربما. و(الذاتي) هنا لا تعني ذات الكاتب فقط.. بل بيئته وعالمه كلّه.
الرؤية الثانية: من الخارج إلى الداخل. وهي محاولة القارئ، أو الناقد، للولوج إلى عالم الروائي من خلال نافذة منجزه.
أمّا لماذا في السبيليّات؟ فالمتتبع لمسيرة الروائي الراحل إسماعيل فهد إسماعيل يعلم أنه قضى شطرًا مهمًّا في حياته في منطقة (السبيليّات) في قضاء أبي الخصيب في البصرة. وهو تأكيد من الكاتب على أن ذلك كان له الأثر الأكبر في صنع الشخصية الإبداعية للروائي الراحل. فهو، كما قيل عنه، كويتي في العراق.. وعراقي في الكويت.
ما كتبه الأستاذ مقداد مسعود في (قراءاته المنتجة) هذه تجاوز الروايات السبع محل البحث ليشير بإيجاز شديد في خطبة الكتاب ص 7-8 إلى تطور الأدوات السردية للروائي الراحل. فهو يرى "أنّ الوحدة السردية الصغرى لديه، اكتسبت عافية جديدة، والتقنية لا تتوسل قوسًا واسعًا من القرّاء، ولا تصطنع تعاليًا في الخطاب السردي، لكن كل ما في الأمر أنّ الروائي يخاطب قارئًا نوعيًا يجيد الإصغاء ويعتبر الفعل الروائي طقسًا يستحق الإصغاء والانتباذ الفردي، ................، هنا يكتسب الفعل الروائي قوةً تحرّضنا للمساهمة في تكميل النص ميدانيًا" ص8.
(*): الشباك في السبيليات .. إسماعيل فهد إسماعيل
مقداد مسعود – الطبعة الأولى – بيروت / دار الهجان 2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط