الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة نقدية بعنوان [الوصف,التشكيل,البنية السرديةفى مجموعة(باقة من اللحم) القصصية للكاتبة-عبيرعبدالرازق- أنموزجا]مصر .

عبدالرؤوف بطيخ

2023 / 11 / 1
الادب والفن


إستهلال :يعد إشكالية مصطلح (النسوية) الذي أسيء فهمه كثيرا! إذ إن ما أقصده هناهو تفتح اللغة الأدبية على خصوصية التجربة النسوية، التي نلمسها في إبداع المرأة، دون أن نحمّل هذا المصطلح أي دلالات تؤدي إلى تمييز أو تفوق أدب المرأة على أدب الرجل! لأن الإبداع، في رأيي، هو الانتماء الحقيقي للأدب بغض النظر عن الجنس-النوع لكاتبه.

أتناول فى هذه القراءة النقدية (5) قصص قصيرة للكاتبة عبيرعبدالرازق من مجموعتها تحتالطبع(باقه مناللحم)بوصفهانموذجاً,للقصةالنسوية القصيرة-الومضة، وأكشف في القراءة المتواضعة تلك ,عن مكونات الخطاب السردي في النص القصصي, كالسارد، والشخصيات، والزمان، والمكان، وفقا لهذه العناصر من ناحية نظرية وفق المناهج السيميائية الحديثة، وذلك بالتحليل والاستدلال واستقراء هذه المكونات.

فى القصة-الومضة (وثيقه) اهتمت الكاتبة بأن تجعلنا نعايش تفاصيل هذه الأزمة منذ الافتتاحية، ففي الجملة الأولى فيها "وانا فى السجل المدنى" وحتى الخاتمة " كذبت الخبر، أكدت بالدفاتر الرسميه " تلجأ الكاتبة إلى تقنية الحوار الذي يعتمد على اللحظة الراهنة (أي الترهين السردي) لتكشف مدى أزمتها الداخلية مع الملفات البيروقراطية للانسان,ومدى تجذرها الأعمى فى علاقة المراءةمع المؤسسات,السجل المدنى,قانون الأحوال الشخصية,محاكم الأسرة,والتى تكشف الكاتبة,وبتكثيف حاد عن جهل وتهميش المنظومة بواقع المراءةالحقيقى:
(وانا بالسجل المدني، لأستخرج إحدي الوثائق أخبرتني الموظفه، بموتي منذ عامين ، كذبت الخبر، أكدت بالدفاتر الرسميه)[…].

فى قصة(سكاته أطفال) ثمة نوع من الترتيب رغم تجاوزها للمألوف في تقديم أحداث القصة عبر إطار زمني حر (ماض، مستقبل) فقد لاحظنا أن حديثها عن الماضي قد سبق حديثها عن المستقبل، إنها تريد أن تقدم للمتلقي ماضي الشخصية ولحظات ضعفها وحجم المحبة و الالم الذى يربطها مع الأب الذى غادرها ,ثم تكتشف كم هو كان ميل مثل طفل بكر دون اى سودية تعكس وعى مزيف له,وعنه ايضا ,مدى الحب الكبير للاب يظهر ه كم هو جميل وبرئ براءة الاطفال فى مهدهم، وهنا تعوض حاجات تنقص المرأة داخليا ,كانت تحقق لها الامان:
(ضبطت بأغراض ابي الخاصه، سكاته أطفال وقدر به عسل، لم أستطع مواجهته، فقط اشتريت له المزيد منها، حتى يكف عن أحزانه)[…].

فى قصة (عقم) تكشف الكاتبة عن صراع بينها وبين ذاتها تحسمه لصالح التقدم فى العمر، وكذلك لجأت الكاتبة إلى العبث بالزمن وجسدت لنا عبرالحوار الذي يجسد لحظة مستقبلية حاسمة يدفعها إليها خوف من المستقبل دون أولاد يكونون سندا لها وتحقق فطرتها الطبيعية كأم ,و ينسج هذا البؤس مصيرهاالمحقق الذى عجزت خلاله عن تجربة الأمومة بصورة مدهشة، فقد استطاعت الكاتبة أن تقدم رؤيتها عبر صورة تجسد ألمها الخاص:
(عزفت عن الزواج، وهبت حياتها لأجله، عملت على إرضاءه، احتضنته واكتفيت به، بعد ان غزا الشيب رأسها، اكتشفت ان راعيها فارغين وانها تعاني عقما) […].

فى قصة(بيضاء) قدمت الكاتبة صورة فنية تشكل معادلا لحقيقة بتنا اليوم نعايشها، وهي علاقة المراءة مع الزمن والذى يحفر أخدوده خطوطه الطولية على وجه المراءة ,فتلجاء للمكياجات ,وكريمات التبييض لتعويض كل ما هو جوهري ينعش وجودها الإنساني فى"المرحلة الصعبة"من العمر إذ نعايش تجربة تكاد تكون خاصة تدعى أزمة منتصف العمر، صحيح أن هذه الأزمة يتعرض لها كل من المرأة والرجل، لكن معاناة المرأة تبدو أكثر حرقة، لهذا تسيطر لغة الوجع الروحي على الشخصية النسوية وقدتقدم بها العمرفتبصر فى الحياة معنى خاص ذاتى:
(عملت زمنا كاملا، علي تبديل لون بشرتها، استعصت عليها سبل الطب و مستحضرات التجميل، حتى وافتها المنيه، صرخ ولدها في اذنها، ا لآن، أصبحت بيضاء) […].

نلمس فى قصة (إرهاب) جمالية الحوار الذي ينبع من تفرد التجربة السردية فى الوصف، إذ نعايش في هذه القصة تجربة فريدة تجسد بؤس المرأة المكلومة, لقداهتمت الكاتبة بأن تجعلنا نعايش تفاصيل هذه الخسارة العظيمة للأم من البداية,وبحركة بطيئة ترسم كل تفصيلة تفكر بها لجذب المتلقى وكسب مشاركته الألم معها ومع الأمهات الثكالى جميعا, هنا حلت المرارة محل الرقة والحب في قلب الأم، لذلك لن نستغرب هذه الصورة للأم التي ترسم بخطوط ظلية نمنمات خط ابنها فى كراسة المدرسة ,هى تصيغ المعاني النبيلة والقيم! ,إن المشهد الذي يجمع الأمهات المكلومات برغم دراميته نجدها ترسم ما سيطر على المرأة الثكلى من إحساس بالدمار "في المرحلة الصعبة من صدمةالبحث عن ابنها وسط الجثث وإحساسها بتهدم كل شيء، وتخال الأيام قد انتهت,الا انها تفاجئنا فى نهاية القصة بخطاب متفائل من جحيم المصاب ’ينبئ بإمكانات الفرح والأمل لتبدأ الحياة والمستقبل يتراءى خلف بريق الأمل…نخال الغروب شروقا، ليتخيل القارئ بكل ما نحصل عليه وسيلفحنا بحرارة (الغد الذي لم يولد بعد) وعلى مستوى الخطاب فى هذة القصة والتى لم يفقدها عدم استخدام ضمير الأنا المفردة، حميميته،وكثافته الجمالية:
(أحال الراهب الغاشم، مدرسه الأطفال، إلى انقاض جثث وحجاره، لحق الخراب كل الامكنه، وكان هناك ام شابه تتفقد جثث الصغار، برفق تفعل، حتى وجدت حقيبه الصغير، تخرج كراسته، تعرف خطه (المنمنم) على مهل، تمضي في اتجاه الجثث...بحثا عن ولدها، بجوارها إمراءة أخرى،تتكأ على جثه ابنتها تصرخ بقلب ملتاع، لم تساندها،لم تستطع كأنه يوم الفزع الأكبر، يوم يفر المرء من أخيه، الجميع في هلع،الصراخ يشق المسامع والحناجر، على الجانب الآخر يركض البعض، لانقاذ أطفال بلا اذرع ومعلم بلا ساق واذن، يبقى البعض على قيد الحياه والبعض يفزع لموت ذويه ولا زالت الأم الشابه، تبحث عن صغيرها، حتى وجدت ذراعه الصغير، تعرف انامله الصغيره والحبر الأزرق الملصق دائما بكفه الرقيق الصغير، كان الذراع عالق ببعض الاسياخ الحديديه!!نزعته عنها، بأستماته فعلت، حملت ذراع الصغير ووواصلت البحث، عما تبقى من الصغير، حتى وجدته، ملقي على وجههه، دهسته الأقدام، حين رحله البحث القصيره بين وجوه الصغار!
كان الصراخ يملأ الخراب، يحيله إلى مأتم، كان كل شئ يعلن بنهايه الحياه.،ألا من صرخه أطلقتها المرأه الشابه، كانت صرخه جديده، لمخاض جديد ) […].
____________________________
السيرة الذاتية الكاتبة القصصية: عبير عبدالرازق.
1. من مواليد البحيره.. كفر الدوار...
2. مواليد السبعينات.
3. مؤهل معهد فني تجاري...
4. عضو عامل وعضو مجلس اداره بعده دورات بقصر ثقافه كفر الدوار..
5. وحاليا عضو عامل بقصر ثقافه ٢٦ يوليو بلوران.
6. فزت في مسابقات القصه القصيره وحصلت علي عده جوائز نتيجة حصولها على المركز الأول .
7. غير الأبحاث الادبيه لكبار كتاب الأقاليم.
8. نشرت لي فوق العشرين قصه في جريده الاهرام للمسائي والبحيره واخبار الأدب وغيرهم.
9. حضرت العديد من المؤتمرات السكندريه والبحيره...
10. الابنه الصغرى لاب بسيط أنفق عمره حتى آخره.. ليفاخر بنا...
11. أيضا انا ام لابن وحيد أفخر به يدعي الضياء.
12. واخيرا لدي مجموعه قصصيه تحت الطبع تحت اسم باقه من اللحم.
-كفرالدوار(31اكتوبر-تشرين اول2023).
-عبدالرؤوف بطيخ(محررصحفى وشاعر ومترجم مصرى).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب