الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاومة الملاعب والحلبات دعما لميادين العز والساحات !

احمد الحاج

2023 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


أبدأ مقالي ممتشقا قلمي ، وسلاح الكاتب قلمه واضعا نصب عيني احصائية بالمجازر البشعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بأسلحة واستشارة وتوجيهات أمريكية 100% حيث بلغت حصيلة ضحايا مجزرة "مخيم جباليا" وحدها 500 شخص بين شهيد وجريح وفق تقديرات أولية بحسب مدير المستشفى الإندونيسي في غزة،لترتفع حصيلة العدوان الصهيو-أميركي الغاشم على مجمل قطاع غزة وبمختلف أنواع الأسلحة المحرمة دوليا،وبعضها قنابل أمريكية زنة الواحدة منها ما يعادل طنا كاملا مسحت أحياء بأكملها بساكنيها من الخارطة لترتفع حصيلة الشهداء والجرحى الى 8610 شهداء، وأكثر من 23 ألف جريح منذ السابع من اكتوبر بحسب الصحة الفلسطينية ، وأجزم ،بل أقسم بأن الظلم غير المسبوق الذي يقع على أهلنا في فلسطين المحتلة حاليا،سيجد الساكتون عنه،والمتخاذلون إزاءه،والراضون به، والمتهاونون تجاهه،والراقصون بالتزامن معه ، حكاما ومحكومين ، لعناته المتتابعة والمتلاحقة وبلا هوادة وعلى مختلف الصعد ولو بعد حين ، ولات حين مندم ، أقول لايسعني إلا أن أعاتب من يهمه الأمر وفي مقدمتهم الاتحاد العربي لكرة القدم ، فضلا على كل الاتحادات الرياضية العربية الأخرى عتابا لايخلو من غلظة ومن حدة أقول فيه "أيعقل أن يرفع نادي سيلتيك الاسكتلندي أعلام فلسطين فوق مدرجات الملاعب في كل مبارياته بكرة القدم ، فيما تخلو البطولات الرياضية والدوريات العربية من المحيط الى الخليج من أية مظاهر لتأييد أهلنا في غزة من جهة ، واستنكار جرائم الحرب الصهيو- امريكية من جهة أخرى ، وتراها كلها -صاموط لاموط - برغم مئات المليارات التي صرفت على اللاعبين الأجانب ،ماهذا الهراء البين، وما ذاك الذل المهين..ياقوم ؟!
وأذكر الجميع بما قاله ابن الوردي في ذم الذل والهوان المتأتي من السكوت المطبق عن قول الحق في وقت هو أحوج ما يكون اليه، طمعا بالمناصب والأموال :
أأكنزُ أموالاً وأحملُ إثمَها...وأتركُها للوارثينَ وأذهبُ
على اللهِ رزقُ الوارثينَ وغيرِهم...فبُعْداً لشخصٍ مِنْ سوى اللهِ يطلبُ
ففي الوقت الذي رفعت فيه جماهير نادي سيلتيك الاسكتلندي،الاعلام الفلسطينية فوق مدرجات الملعب في مباراة النادي مع أتلتيكو مدريد بدوري الأبطال تضامنا مع الشعب الفلسطيني ،واذا بنا نصدم بدوريات وبطولات عربية لم تفعل ذلك ، بل ولم تفكر فيه أساسا وكأن الأمر لايعنيها البتة ، وفي بعضها مُنِعَ المشجعون من رفع العلم الفلسطيني ،إما جبنا وإما هوانا وما أروع ما صدح به عنترة بن شداد العبسي، حين قال في رسالة تتخطى حدود الأزمنة ،وحواجز الأمكنة لتسقط فوق رؤوس الحائرين والخائرين كسفا :
إِذَا كَشَـفَ الـزَّمَـانُ لَكَ القناع ... وَمَدَّ إِلَيْـكَ صَـرْفُ الدَّهْـرِ بَـاعَا
فَـلاَ تَـخْشَـى المَنِيَّــةَ وَالتَقِيْـهَا ... وَدَافِـعْ مَا اسْتَطَـعْتَ لَهَـا دِفَـاعَا
ولكن والحق يقال فإنه وبرغم الجبن والهوان العربي غير المسبوق ، فقد صدح ثلة من الشجعان بالحق غير آبهين بمناصب ولاصفقات ولا أموال ، فهذا نجم كرة القدم العالمي كريم بنزيما،ينشر تغريدة على موقع التواصل «اكس» (تويتر سابقًا)، باللغة الفرنسية قال فيها " كل صلواتنا من أجل سكان غزة الذين يقعون مرة أخرى ضحايا لهذه القصف الظالم الذي لا يستثني النساء ولا الأطفال " لتحظى تغريدته تلك بـ 46 مليون متابعة الأمر الذي أغاض فرنسا - المتصهينة - ذات التاريخ الاستدماري الطويل لتدعم الكيان المسخ مادفع نائبة فرنسية -نسوية - للمطالبة بسحب الجنسية عن بنزيما !
ولم يختلف الحال مع نجم كرة القدم الدولي المعتزل محمد أبو تريكة ، الذي غرد على منصة إكس قائلا "انها شجاعة في عصر كثر فيه التخاذل والانبطاح للصهاينة"، كذلك فعل بطل الـ "UFC 294" للفنون القتالية المختلطة الشيشاني حمزة تشيمايف ، الذي صدح لا فض فوه قائلا "إذا سمح لي بالقتال من أجل فلسطين، فسأكون أول من يذهب إلى هناك ، وأطالب الرئيس الشيشاني بالسماح لي للذهاب والقتال هناك "، أما بطل الفنون القتالية المختلطة "UFC 294"للوزن الخفيف الداغستاني إسلام ماخاتشيف،وبعد أن هزم منافسه الأسترالي أليكس فولكانوفسكي ،بالضربة القاضية من الجولة الاولى ، واذا به يرفض الاحتفال بالانتصار الكبير الذي حققه على منافسه وذلك بخلاف ما يجري في "موسم الرياض" الذي يشهد هزا هستيريا للـ "طوووووط " الرجالية منها والنسائية قائلا "لن أحتفل بهذا النصر بسبب الجرائم الفظيعة التي تحدث في الحرب.. فلسطين نحن نقف معك.. كل دعائنا لك.. أوقفوا هذا.. أوقفوا هذا"،بدوره غرد نجم نادي ليفربول الإنجليزي محمد صلاح ،بعد تردد أثار استياء معجبيه قائلا " كان هناك الكثير من العنف والكثير من الوحشية المفجعة للغاية، وليس بالإمكان تحمل وتيرة العنف المتصاعدة منذ أسابيع".
ولابد ولزاما على كل البطولات والدوريات العربية وبتوجيه مباشر من ادارات الاندية ، وبمشاركة كل روابط المشجعين الرياضية من العرب والمسلمين رفع الأعلام الفلسطينية والهتاف لفلسطين وغزة هتافا يهز الأركان ، ويعصف بالاذهان ، ويحرك الوجدان ، فوق مدرجات الملاعب، ولاسيما في مباريات الديربي والكلاسيكو التي تجمع بين منتخبات الأندية الجماهيرية الكبيرة نحو " الزوراء والجوية "، " الطلبة والشرطة " في العراق ، "الزمالك والأهلي في مصر "، " الترجي والنادي الإفريقي" في تونس،" الرجاء والوداد" في المغرب"، " المولودية والاتحاد" في الجزائر ، وأشباهها ونظائرها فهذه المباريات الجماهيرية يحضرها ويتابعها ويتقصى أخبارها بشغف عشرات الملايين ولا أقل من أن تصدح الجماهير العربية خلالها منددة بالعدوان الصهيوني الغاشم نصرة لغزة والاقصى وفلسطين .
ولله در القائل في الأخوة الصادقة الحقة وهذا هو يومها،وتلك هي ساعتها،وهاتيك هي ساحتها :
وليس أخي من ودني بلسانه ...ولكن أخي من ودني في النوائب
ومن ماله مالي إذا ما كنتُ معدما ...ومالي له إن عض دهر بغارب
فلا تحمدن عند الرخاء مؤاخيا ...فقد تنكر الإخوان عند المصائب
ولاشك أن سياسة الكيل بمكيالين ما تزال تحكم المشهد برمته فالاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا " الذي سبق له أن أثنى كثيرا على اللاعب الأوكراني "رسلان مالينوفسكي "المحترف بنادي أتلانتا الإيطالي عندما أظهر فانيلته الداخلية وقد كتب عليها "لا للحرب على أوكرانيا " هو نفسه الذي فتح تحقيقًا اعترضا على رفع الجمهور الاسكتلندي أعلام فلسطين في مباراة نادي سيلتك الاسكتلندي وهابويل العبري وقد كررها جمهور هذا النادي المتعاطف مع قضايا الشعوب التي ترنو الى التحرر مرارا وتكرارا مادفع صحيفة "ميرور" الإنجليزية للتعبير عن امتعاضها مشيرة الى أنها المرة التاسعة التي تضع فيها جماهير سيلتك إدارة ناديها في أزمة مع "يويفا" على حد وصفها .
سبقها الاتحاد الافريقي وفي تصرف مماثل مع النجم الدولي ابو تريكة، الذي كتب على فانيلته الداخلية عبارة "تعاطفًا مع غزة" في مباراة مصر والسودان بكأس أمم أفريقيا عام 2008 وحصل على البطاقة الصفراء وقد رحب العرب بينما انزعج الغرب بما فعله "نادي فورست غرين روفرز" الإنجليزي حين رفع علم فلسطين بمباراته في دوري الدرجة الثانية ضد فريق أولدهام، في نيسان 2022 ، وغرد رئيسه ديل فينس ، قائلا إن الصراع في فلسطين لايختلف عن نظيره في أوكرانيا حيث الغزو والاحتلال وقتل المدنيين وتدمير المنازل والمستشفيات والحصار فلماذا الصمت الاوربي المطبق إزاء ما يحدث في فلسطين؟
صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية سبق لها وأن لخصت المشهد وبالمانشبيت العريض مشيرة الى" أن ظاهرة رفض اللاعبين العرب مواجهة لاعبين إسرائيليين مؤشر على إفلاس التطبيع "، فهذه الظاهرة اللافتة التي تستحق الاحترام قد أرسى دعائمها بطل افريقيا بالجودو الجزائري مزيان دحماني ،حين أعلن انسحابه عام 1990 من بطولة العالم للجودو في اسبانيا تجنبا لملاقاة لاعب إسرائيلي ، لتتبعها انسحابات عربية تلو أخرى في شتى انواع الرياضات وفي معظم البطولات العالمية والبارالمبية والاولمبية وكانت بطلة الجودو السعودية جودي فهمي ، قد قررت الإنسحاب من الدور الثاني في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 ضمن منافسات الجودو في وزن 52 كيلو بعد أن وضعتها القرعة بمواجهة اللاعبة الإسرائيلية ،جيلي كاهن ، بدوره كان اتحاد التنس العراقي قد أعلن إنسحاب زوجي الفريق باللعبة من بطولة رومانيا الدولية للتنس الارضي 2022 بمشاركة عدة دول عربية وآسيوية وأفريقية وأوروبية رفضا لمواجهة فريق دولة الاحتلال باللعبة ، كذلك فعل المرشح لنيل الميدالية الذهبية ببطولة العالم برياضة المواي تاي أو الملاكمة التايلندية ، وأعني به لاعب المنتخب العراقي علي الكناني، بعد تأهله الى نصف نهائي البطولة المقامة في تايلند عام 2019 حين انسحب من مواجهة اللاعب الإسرائيلي دين حزيزا، ولم يختلف الحال مع لاعب الجودو الجزائري فتحي نورين ، بعد أن أوقعته القرعة بمواجهة اللاعب الإسرائيلي بوتبول طاهار ، حيث انسحب من منافسات وزن 73 كيلوغراما في أولمبياد طوكيو 2020 ، قائلا " إن القضية الفلسطينية مقدسة " بدوره انسحب لاعب الجودو السوداني محمد عبد الرسول ، رافضا خوض نزال ضد اللاعب الإسرائيلي ذاته على الرغم من ركوب بلده قطار التطبيع الذي أصابه باللعنة في حرب أهلية مدمرة تغيب حاليا عن كل وسائل الإعلام!
وبرغم أن الأردن مرتبط بما يسمى بإتفاقية " استسلام " تسمى جزافا بـ" سلام " مع الكيان منذ عام 1994 الا أن أبطاله يرفضون اللعب أمام غرمائهم من دولة الاحتلال فهذه لاعبة منتخب الأردن للتايكوندو للناشئين ميسر الدهامشة، تنسحب من مواجهة لاعبة إسرائيلية في بطولة العالم بمدينة صوفيا البلغارية 2022 ، كذلك انسحب مواطنها عبدالله شاهين ، بوزن 33 كغم رافضا الانحناء أمام لاعب الكيان المحتل في البطولة ذاتها ، كذلك سجلت اللاعبة الكويتية خلود المطيري ، موقفا مشرفا بإنسحابها من بطولة تايلاند الدولية للمبارزة على الكراسي المتحركة في ايار 2022 رفضا لمواجهة لاعبة إسرائيلية ، ولم يختلف الحال مع البطل الكويتي في لعبة الشطرنج بدر الهاجري، الذي قرر الانسحاب من منافسات بطولة صنواي الدولية للشطرنج في إسبانيا عام 2022 بعدما أوقعته القرعة بمواجهة أحد لاعبي دولة الاحتلال ، كذلك لاعب المنتخب الكويتي للتنس محمد العوضي ،الذي رفض مواجهة لاعب إسرائيلي في الدور نصف النهائي من البطولة الدولية للمحترفين تحت سن 14 عاماً عام 2022 لتحتفي به مواقع التواصل بهاشتاج #محمد العوضي ،فيما تزينت شوارع الكويت بإعلان " شكرا ..يابطل " .
وباستثناء لاعبة الجودو السعودية "تهاني القحطاني" التي شذت عن قاعدة المقاومة الرياضية حين قررت منازلة اللاعبة الإسرائيلية راز هيرشكو ، ضمن منافسات الدور الـ32 لوزن فوق الـ 78 كغم للسيدات في اولمبياد طوكيو 2020 ، لتخسر خسارة مذلة ومدوية بنتيجة (0-11) ما عرضها لسلسلة من الانتقادات الواسعة على مواقع التواصل وكان بإمكانها أن تحفظ ماء وجهها وتسجل موقفا مشرفا أسوة بأقرانها لتعلن انسحابها كما انسحب الباقون وقد احتفى حساب"إسرائيل بالعربية " بالقحطاني ليس حبا ولا اعجابا بطبيعة الحال وانما نكاية بالاخرين !
ولعل واحدا من الأفلام السينمائية المهمة والملهمة في إطار "المقاومة الرياضية " فيلم "الهروب الى النصر" وهو من بطولة سلفيستر ستالون ، ونجم كرة القدم العالمي بيليه ، والفيلم من إنتاج عام 1981 وخلاصة رسالته هي " أن كرة القدم يمكن أن تكون سلاحا وطنيا وأن الفوز بمباراة كرة قدم ضد خصم عنيد ، وعدو لدود فوق المستطيل الاخضر تعد بمثابة تعويض عن هزيمة عسكرية في الحرب بخلاف ذلك فإن هزيمة اللعب ستضاعف من هزيمة الحرب" علما بأن أحداث الفيلم مقتبسة عن قصة حقيقية حدثت عام 1942 عقب احتلال ألمانيا النازية لأوكرانيا يوم أرغم فريق "دينامو كييف" لكرة القدم وبعد أن غير اسمه الى "كتابت" على خوض مباريات أمام فرق نازية فاز فيها كلها ، إلا أن مباراته أمام القوات الجوية الألمانية كانت نهايته فبعد فوزه قامت قوات الجستابو النازية باعتقال كل لاعبي الفريق في آب 1942 وزجت بمعظمهم في معسكر جماعي أعدم بعضهم داخله !
ولاشك بأن من كواليس المنافسة الشديدة بين ناديي ريال مدريد ، وبرشلونة في مباريات الدوري الاسباني ، وكأس الملك ، و دوري أبطال أوروبا ، هو ذلكم الصراع المحموم بين الثقافتين القشتالية التي يمثلها الريال ، والكتلونية التي يجسدها برشلونة ، وقد شهدت اسبانيا حربا أهلية للفترة 1936 - 1939 بين الجمهوريين المحسوبين على كتالونيا ، وبين المحسوبين على مدريد بقيادة الجنرال فرانكو الذي قام باعتقال رئيس نادي برشلونة ، ليعدمه من دون محاكمة ، ولا يختلف الحال وإن كان بدرجة أقل في منافسات الزمالك والأهلي المصريين ، كذلك الترجي والافريقي التونسيين ، ولها قصص مشابهة ذات خلفيات طبقية واجتماعية وأبعاد سياسية فنادي الزمالك كان يمثل في حقبة ما طبقة الاثرياء ، اما الاهلي فيمثل الكادحين والبسطاء ، نادي الترجي التونسي كان يمثل الشعب التونسي ، بخلاف خصمه الافريقي الذي يمثل سلطة الانتداب الفرنسي ، وكذلك الحال مع نادي "إتحاد أبناء سخنين" الذي تأسس عام 1993 بعد دمج ناديي " هبوعيل سخنين " ومكابي سخنين " في مدينة سخنين العربية الواقعة شمال فلسطين ، ويعد واحدا من أبرز الأندية العربية داخل أراضي عام 1948م ،فهذا النادي العربي عادة ما تشهد جميع مبارياته موجة من الهتافات العنصرية والصهيونية المستفزة والصاخبة التي تصل الى حد "سب الرموز والمقدسات العربية والاسلامية " من قبل مشجعي الأندية الاسرائيلية وبالأخص جماهير نادي" بيتار القدس" اليميني ، وقد ظل "إتحاد أبناء سخنين"من دون ملعب خاص نكاية به حتى عام 2006 حين شيد من التبرعات العربية !
صحيح أن بعض هذه المعادلات قد تغيرت وانقلبت رأسا على عقب الا أن (الديربيات) ظلت قائمة تلهب حماس الجماهير فوق المدرجات من دون أن يبحث كثير منهم عن الخلفيات الكامنة وراءها ، فسر العداء بين ناديي ليفربول وإيفرتون الإنجليزيين على سبيل المثال وليس الحصر خلاصته ان إيفرتون الذي تأسس عام 1878 كان ملكا لأحد أعضاء حزب المحافظين بخلاف أعضاء مجلس إدارة إيفرتون وجلهم من الحزب الليبرالي ، ولأن إيفرتون عرف كناد كاثوليكي في فترة الخمسينات والستينات وضم العديد من اللاعبين الأيرلنديين ، بخلاف ليفربول ذو الانتماء البروتستانتي فإن الخلافات والمنافسات بينهما ظلت محتدمة وعلى غير العادة !
وما تزال تغريدة الرئيس الأوكراني زيلينسكي ،عالقة في الاذهان ولاسيما بعد ربطه بين القومية والوطنية والتاريخ من جهة ، وبين الرياضة من جهة أخرى قائلا إن الدفاع عن لقب بطل العالم هو رمز القوزاق الذين لا يتخلون عن لقبهم وسوف يقاتلون من أجله وسيفوزون بالتأكيد" وذلك تعقيبا على فوز الملاكم الأوكراني أولكسندر أوسيك،على خصمه بطل العالم السابق للوزن الثقيل البريطاني أنتوني جوشوا ، ببطولة العالم بالملاكمة في آب 2022 ليهدي الملاكم أوسيك فوزه في نزال البحر الأحمر الى أوكرانيا كنوع من أنواع الدعم المعنوي في حربها ضد روسيا !
وما تزال ذاكرة الرياضيين المتقاعدين و"الشياب" تحتفظ بما قاله نجم منتخب السلفادور السابق موريشيو رودريغيز، بعد تسجيله هدف الفوز الثالث في شباك الهندوراس في 27 حزيران من عام 1969 يوم جرت مباراة بكرة القدم بين الفريقين على ملعب أزتيكا ، في مكسيكو سيتي للتأهل الى كأس العالم نسخة 1970 في المكسيك لتنتهي المباراة بنتيجة 3- 2 حين قال " لقد شعرنا بأن علينا واجبا وطنيا هو الفوز من أجل السلفادور لأن الخسارة كانت تعني عارا أبديا"، وهذه المباراة تحديدا هي التي تمخضت عن ما يعرف بـ"حرب الكرة" بين السلفادور وهندوراس ، والتي استمرت لمدة 4 أيام وراح ضحيتها 6000 الاف قتيل وأضعافهم من الجرحى مقابل 50 الف نازح ، ويرى مؤلف كتاب (حرب المائة ساعة) أن الحرب أساسها لم يكن رياضيا بقدر ما كان سياسيا واقطاعيا على خلفية هجرة آلاف السلفادوريين للعمل في الهندوراس المجاورة مع تصاعد الاصوات المطالبة بإعادتهم الى بلادهم ، وقد جاءت متزامنة مع المباراة التي خطت قبلها على الجدران عبارة "لا أحد يهزم هندوراس سوف ننتقم 3 مقابل لا شيء " وفقا للبي بي سي !
وما تنافس الحكومات ورجال الأعمال في دول ما على شراء الاندية الرياضية الجماهيرية في دول أخرى و بأي ثمن كان سوى جانب من صراع جيو - سياسي خفي على النفوذ لتحقيق مزيد من التوسع والمكاسب السياسية والمادية وبما هو قائم على قدم وساق حول العالم !
أما عن عديد الرياضيين العالميين ممن يبيعون مقتنياتهم الرياضية في المزادات العالمية لصالح الجمعيات الخيرية والأعمال الإنسانية في بلدانهم أو خارجها ، ومن أبرزهم مسعود اوزيل ، ورونالدو ، وروجيه فيدرير، ودروغبا فهذا ملف آخر يتوازى مع سابقه ، وآخرها وليس أخيرها بيع قفازات حارس مرمى الأرجنتين إيميليانو "ديبو" مارتينيز التي ارتداها خلال ركلات الترجيح في نهائي مونديال قطر 2022 ضد المنتخب الفرنسي ، لصالح مستشفى متخصص لعلاج سرطان الأطفال، كذلك فعل النجم الألماني ذو الأصول التركية (مسعود أوزيل)الذي يتبرع سرًا ومنذ سنوات لمساعدة 1000 طفل فضلا على إطعام 100 ألف شخص بلا مأوى وفقا لصحيفة (ذا صن البريطانية) ، ولايختلف الحال مع المهاجم الإيفواري (ديدييه دروغبا)الذي تبرع بـ (مليون يورو) لأسر ضحايا انفجار منجم الفحم التركي بحسب وكالة الانباء الالمانية ، كذلك فعل ( كريستيانو رونالدو) الذي سبق له التبرع بـ 165 ألف دولار لتشييد مركز طبي لعلاج السرطان في البرتغال وفقا لـ منظمة Do Something الخيرية فضلا على تبرعه بقيمة أحد مقتنياته الرياضية البالغة 1.5 مليون دولار لدعم مدارس الأطفال في قطاع غزة بحسب شبكة الريال كلاسيكو.
فهل ستستجيب وزارات الرياضة والشباب،علاوة على ادارات الأندية والاتحادات الرياضية واللجان الاولمبية العربية لتوجه جميع المشجعين والرياضيين لرفع أعلام فلسطين ، وشجب جرائم الكيان الصهيوني الغاشمة في كل البطولات والدوريات والمحافل الرياضية ، أم على قلوب أقفالها ؟ أودعناكم اغاتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل نجح الرهان الإسرائيلي في ترسيخ الانقسام الفلسطيني بتسهيل


.. التصعيد مستمر.. حزب الله يعلن إطلاق -عشرات- الصواريخ على موا




.. تركيا تعلن عزمها الانضمام إلى دعوى -الإبادة- ضد إسرائيل أمام


.. حراك الطلاب.. قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه أميركا بسبب إسرائ




.. لماذا يسعى أردوغان لتغيير الدستور؟ وهل تسمح له المعارضة؟