الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقبل هجمة 7أكتوبر ارتكبت إسرائيل المجازر

سعيد مضيه

2023 / 11 / 2
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ما زلنا نعيش اوقاتا لا تختلف عن المسيرة المظلمة للتاريخ

متمظهرا دور الضحية المظلومة، استنكر وزير خارجية إسرائيل، عبارة سكرتير عام الأمم المتحدة ان حدث 7 يناير" لم تحدث من فراغ، وأن هذه الهجمات لا تبرر لإسرائيل القتل الجماعي الذي تشهده غزة”.. لم تقبل إسرائيل أقل من غياب غوتيريش عن الأمنظمة الدولية تكفيرا ل" الإهانة" التي ألحقها بالدولة المقدسة بأمر من الامبريالية الأميركية . اعلنت إسرائيل مقاطعة السكرتير العام وطالبته بالاستقالة رغم انه لم يورد البينات الدامغة .
أورد ستانلي كوهن ، المحامي الأميركي التقدمي البارز( يهودي الديانة مناهض للصهيونية ) تفاصيل مجازر ارتكبتها إسرائيل وحاميتها الولايات المتحدة في القطاع وفي المنطقة العربية والعالم. لم يتحدث تضامنا مع غوتيريش، إنما تضامنا مع شعب عذبته القسوة الصهيونية، " قبل ان تظهر حماس بزمن بعيد والفلسطينيون من مختلف الاتجاهات السياسية والطموحات يكافحون الطرد والكراهية والعنف النازل بهم على أيدي إرهابيين أوروبيين باسم إعادة كتابة التاريخ".
كتب كوهين:

كم مضى من زمن عندما أمسك كولن باول بأصبع ملوية أنبوبة بها سائل ملون قدمها بينة لا تدحض على امتلال ألعراق اكداسا من أسلحة الإبادة بالجملة تنتظر اللحظة المناسبة لنشر دمارها ضد الغرب المتطور؟
طبعا ، كانت أكذوبة، قناعا أعد بوعي لتبرير ما يدبر لاحقا ، حيث دفع عشرات ملايين المواطنين في أرجاء الشرق الأوسط،، من حرياتهم وحيواتهم وأشواقهم لما يزيد قليلا عن الحق الكوني لأن ينالوا وأسرهم حرية الحياة، ثمنا لهذا " الكشف الاستخباراتي المتحصل بصعوبة". انقضت عشرون سنة لتتواصل الأكاذيب الجماعية تروج طوفانا مختلقا من مدائح الغرب المفرطة المفضوحة لإسرائيل البريئة الرعوية تكابد الحصار، ليس بسبب أذرعها الإقليمية الطويلة والمعروفة جيدا بقذارة الاحتلال، إنما بالطبع بسبب شهوة اللاسامية المختلقة لدى إيران والفلسطينيين وحماس .

عندما كان نافعا، وعبر سنين ونحن نتدرب على أيدي معلمين مسيحيين ويهود، الى جانب "وعاظ إسلاميين" تم شراؤهم ، لتقبل التشظيات الاجتماعية قدرا لا راد له بين سنة وشيعة، يزعمون انها ضمان لفتن تحدث بين الحين والأخر داخل العالم الإسلامي . بعد كل ذلك ، اليس الانشقاق ذو المصدر الديني القاتل ما يفسر الأهوال النازلة باليمن وبالشيعة المفقرين في إيران على أيدي السنة في السعودية والإمارات والى حد كبير بأسلحة صنعت بالولايات المتحدة؟
على الرغم من استمرار الخسائر المتسببة عن السعودية والإمارات ، عندما اعلنت مصادر موثوقة أخيرا اجتذب اهتمامها واقع ان ما يزيد على 150000إنسان قد قتلوا باليمن ، الى جانب 227000 ماتوا جراء المجاعة المنتشرة وانعدام مرافق الرعاية الصحية بسبب الحرب.
ينبغي أن يكون مفهوما فقط ان الحرب الأهلية الدائرة، أيا كانت سهولة وملاءمة سياسة إلقاء المسئولية ببساطة على دعم "وتحكم" الإيرانيين بالشيعة الحوثيين، هي في حقيقتها حكومة سنية تقدح زناد ما اعتبر بوضوح ثورة سياسية بين السكان الأصليين. كم قيل لنا ان الحوثيين يحاربون نيابة عن الإيرانيين وليسوا مشاركين في انتفاضة محلية موجهة بقدر كبير ضد الآرث المتبقي لكولنيالية الغرب؟ هل يبدو هذا مألوفا؟
فإذا كان شبح الانتفاضة في الشرق الأوسط لا يتزود في نهاية المطاف من الطموحات الإقليمية، بل من الولاء الديني الصارم، فكيف يحصل ان شيعة إيران يوجهون سنة حماس ماذا عليهم ان يعملوا ومتى؟ هراء!
ما من شيء أستطيع قوله في هذه النقطة من التاريخ من شانها ان تفتح مغاليق مشاعر قادة إسرائيل المستثمرة شخصيا أو المنفصلة عن الواقع لكي يدركوا ، ناهيك عن أن يقبلوا، ان حماس حركة تحرر وطني ، لم تولد من الفكر المجرد او الكراهية الدينية أو الركض خلف المنفعة الشخصية ، إنما من طرق صعبة النفاذ في غزة بالذات. لذلك سوف لن احاول .

هل من فلسطينيين لا يوافقون ، حتى في وقت القنوط، مع حماس ... بالطبع ؟ لكن بعد 75 عاما أو يزيد من التطهير العرقي ، لن تجد من تعوزه المساندة القلبية للمقاومة – سواء جاءت من الملايين ما زالوا يخضعون لاحتلال مشروع كولنيالي قاتل، او أولئك المنفيين، طردوا منذ زمن بتهديد فوهة البندقية من وطنهم القديم على أيدي اوروبيين انقضوا عبر الحدود بقوة منفلتة و تعطش للدم لا حدود لهما. إذ بدون تحد ، سواء جاء من حركات أو " الذئب المنفرد"... عن طريق النضال المسلح او المقاومة السلبية... كيان يضم مسلمين ومسيحيين وغير مؤمنين ، من نساء ورجال، طلبة وعلماء، ليس غير الحمقى اوالسحرة اليائسين من يصدق ان إسرائيل الاكثر رأفة وكياسة ، لو تركت لإمكاناتها الخاصة، تبزغ لكي تضمن العدالة وحقوق الإنسان لمن تتعطش لبلدهم الذي يتقلص باستمرار وتزدري حرياتهم.
هل زودت إيران حماس بالمال ، استعملت بعضه لشراء السلاح أو انتاجه؟ بالطبع ؛ لم لا؟ ليست البلد الوحيد التي اختارت الانحياز في هذا النضال ضد التطهير العرقي ومن أجل العدالة القويمة. بعد كل هذا قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل مبالغ وصلت مئات مليارات الدولارات خلال السنوات الماضية مولت استخدام القنابل الفوسفورية والانشطارية ضد المدنيين في غزة انتهاكا للبروتوكول الثالث لميثاق جنيف بشأن أسلحة تقليدية معينة لعام 1983 وكذلك الميثاق حول القنابل الانشطارية لعام 2008. كذلك سلحت الولايات المتحدة القناصة الذين أطلقوا النيران على عشرات آلاف المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة منتهكين الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية والوثيقة الدولية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ما من أحد يحد من دعمها للقرصنة الإسرائيلية لآرض فلسطين وفضائها؛ فالولايات المتحدة مولت أسطولا بحريا إسرائيليا مهمتة الرئيسة مهاجمة وتدمير قوارب الصيد الفلسطينية ، لوكانت بالميناء راسية او تعوم على سطح البحر المتوسط. وما من أحد يخمد تعطشها الجيو سياسي أو شهوتها الاقتصادية؛ في بدايات العام تم تجاهل الميثاق الدولي حول القنابل الانشطارية حين بادرت الولايات المتحدة لتسليح اكرانيا بآلاف القنابل الانشطارية ؛ وكذك أيضا عدم اكتراثها بنقل الأسلحة اميركية الصنع الى المقاتلين المرتبطين بالقاعدة ، والى ميليشيات يطلق عليها سلفية راديكالية. ما من جديد حول هذا ؛ فالولايات المتحدة، لم تقتصر ، خلال السنوات الخمس والثلاثين الماضية، على غزو واحتلال الكويت والعراق وأفغانستان، بل تدخلت في عدد من النقاط العالمية الساخنة بالأموال او الأسلحة و رعت عملاء في نقاط ساخنة أخرى ، منها سوريا ، موريشيوس ، رواندا ، تانزانيا واوغندا. بسجلها المكشوف في التدخل هناك عدد وافر من البينات على أن الولايات المتحدة قد تورطت في ما يقرب من 400 تدخل عسكري متعددة التلاوين خلال الحقبة 1776- 2023؛ ومع هذا إيران هي المشكلة.

عبر سنوات دخل غزة مليارات الدولارات من قطر والكويت وتركيا والجزائر وهي قلة بين الدول الأخرى المتبرعة ؛ قدمت من أجل إعادة بناء البنى التحتية الأساس ، من مدارس ومشافي استهدفتها الغارات الإسرائيلية ، قطع الشريط في قطاع غزة ، أحد أكثر السكان كثافة وفقرا برهن مرة تلو أخرى على انه مضايقة لحظية – مع كل استعادة سريعا ما تدمر في هجوم إسرائيلي تال ، يتلوه آخر وآخر.
ما هو البرهان على ان إيران زودت حماس بالمهارات وفرضت عليها طبيعة وتوقيت معظم الضربات الموجهة مؤخرا ضد الاحتلال؟ للتأكد سواء رغبنا ام لم نرغب، فإن حماس ، الحركة الوطنية للتحرر ذات التجربة وبجناحها العسكري المسلح والذي حارب بنجاح قاذفات القنابل الإسرائيلية ودباباتها وسفنها الحربية ، ليست بحاجة الى توجيهات من فعاليات غير فلسطينية ولا تقبلها بصدد النضال ضد الاحتلال.
وكل ادعاء من هذا القبيل يشي بجهل وازدراء وتفوق عرقي . هذا الصراخ ليس إلا إضافة عددية لحالات الخداع التي تقارفها إسرائيل ، الدولة الديمقراطية المستنيرة تحت حصارها المستدام وسط تهم اللاسامية العقائدية.
كثيرا ما ساعدت الأكاذيب وتسويق الخدع عبر العقود لتغري كولنيالية الغرب الجديدة بتجاهل شطط إسرائيل في كراهيتها وعنفها النازل بالفلسطينيين، مقدمين لها المال والأسلحة والفيتو بمجلس الأمن كي يبقوها بمنأى عن المحاسبة الدولية ومفعول القانون الدولي. يريد الصهاينة منا ان نصدقهم ان الفلسطينيين ، وهم من أكثر بلدان المنطقة تعليما وثقافة، لا يعلمون ما يريدون وكيف يصلون الى ما يريدون، إنما هم أتباع لإيران الساعية لفرض المذهب الشيعي السلفي على بقية أقطار المنطقة. هراء!
حماس حركة تحرر وطني تأسست قبل أربعين عاما في زمان ومكان ، حيث ظهرت حركة كاهانا الدموية ، ساعية الى إفساد الفلسطينيين ، إن لم يخلصوهم من طموحات تقرير المصير والاستقلال والعدالة. والقول أن هذه الحركة، عقب السنوات الطويلة باتت أكثر التنظيمات خبرة ونجاحا بالمنطقة ، إن لم يكن بالعالم ، هي بحاجة الى من يرشدها ويدرّبها ليس إلا كلام سفسطة مخادع يفتش عن جهلة يحقن فيهم سمومه السياسية. الادعاء بان حماس كحركة مقاومة يتحكم بها آخرون ليسوا من أسر فلسطينية وتراث فلسطيني ، ما هي إلا انحراف بائس، متفرع عن الرعب الذي تروج له الصهيونية خلال ال 75 سنة المنصرمة عن مجتمع أصيل يرجع ليس الى قرون خلت إنما الى العصور التاريخية الأولى. يوميا تردد ببغاوات الميديا والسياسيون في أنحاء العالم الأكاذيب الصهيونية بان حماس وإسرائيل في حرب؛ وهذا غير صحيح انها محاولة من أجل ابقاء شعب تحت الحصار منذ مدة طويلة ..لكنه لم تهزم مقاومته ل "دولة إرهاب" محتلة . للتاكد ، إن كانت حماس ستختفي غدا فإن النضال العالمي الذي يخوضه الفلسطينيون من اجل حق تقرير المصير والحرية والعدالة سوف يستمر الى ان ينتزع مطالبه.
ان تسمع اسطوانة الصراخ غير المكسورة ترددها إسرائيل وممولوها حول " الإرهابيين" يطغى على تاريخ الإرهاب الصهيوني الذي لا ينكره أحد، ابتدأ قبل أن تظهر منظمات الإرغون والهاجاناه والبالماخ التي شنقت الجنود البريطانيين ونسفت فتدق الملك داوود وأرسلت الطرود الملغمة في ارجاء أوروبا ، واغتالت الكونت برنادوت وسيط الأمم المتحدة بفلسطين ، كل ذلك باسم سرقة وطن لم يعرفوا عنه شيئا منذ آلاف السنين.
بقيادة أوروبية برزت بتأهيل رفيع تروج ملصقات " مرغوبة " عبر فلسطين وأوروبا لإساءات بغيضة ضد المدنيين والانتهاكات المتكررة للقانون الدولي القائم، مضى هؤلاء الأوروبيون يلهمون الأجيال للقدوم برؤية مظلمة قاتلة عن وطن ليس لهم يعيدون تأهيله او يعيدون بناءه ، وحيث لا يزعجهم جريمة .. أو عقلانية تستعصي على مداركهم .
بغضّ النظر عما يعيد الصهاينة كتابته، فلسطين بلد سرق من شعب عمره ممتد عبر التاريخ، وهو الشعب الأصيل ، طرد من وطنهم بتهديد البنقية مئات الآلاف من أبنائه، لكن لم يطردوا من تاريخهم؛ تم نفيهم للعيش في خيام لاجئين داخل وطنهم وخارجه؛ الاغتيالات بالجملة الاغتصاب والراحة الأبدية في آبار حيث تعفنت جثثهم تركت كرسالة الى الباقين في أنحاء فلسطين. وخلال السنوات التالية استمر ذلك الكابوس مع ملايين الفلسطينيين يعيشون تحت نير صهيوني مستبد قاتل في أغلب الأحيان ؛ وكثيرون منهم يعيشون لاجئين في بلدان نائية عن وطنهم . وفي السنوات التي اعقبت النكبة قضى بنيران الصهاينة مئات آلاف الفلسطينيين، بينهم المسنون والأطفال ، وبعض آخر لحقت به إصابات اقعدته ، كل ذلك باسم مثال منحرف أقيم بصورة جوهرية على مكابدة الآخرين. وهناك من رأى الظلمة المعتمة للزنازين في السجون السياسية بدون تهم او محاكمة ، انتزعوا من بين أسرهم لعدة سنوات، وغزة رمز لاكبر سجن في العالم ، سجن تحيطه من جهاته الأربع كراهية إسرائيل وإرهابها ، بتواطؤ من الشركاء .
غير ان تحويلا قصيرا يذكرنا ان ليس مستغربا من جرائم الحرب الإسرائيلية بافتتاحية معطرة يوم 27 ديسمبر 2008 قامت إسرائيل بقصف المركز الرئيس للشرطة بمدينة غزة ، وقتلت 42 من الخريجين الواقفين في استعراض – لم يحملوا أسلحة ؛ بعد ذلك نسفت 18 مركزا للشرطة في انحاء القطاع ؛ بلغ مجموع أفراد الشرطة ممن قتلتهم القذائف الإسرائيلية 248 لم يطلقوا ولو طلقة واحدة على القوات الإسرائيلية . وخلال 21 يوما تلت تعمدت إسرائيل استهداف مدنيين وبنى تحتية مدنية؛ كما استخدمت على نطاق واسع اسلحة محرمة ، مثل الفوسفور الأبيض، ضد مناطق كثيفة السكان بانتهاك صريح للقانون الدولي. وخلال الهجوم استهدفت إسرائيل 23 بناية تابعة للأمم المتحدة و/أو مجمعا سكنيا وقتلت اعدادا كبيرة من المدنيين ممن التجاوا اليها طلبا للحماية؛ وفي اكثر الحالات دموية استهدفت إسرائيل قتل 43 مدنيا نتيجة قصف إسرائيلي لواحدة من هذه المجمعات. كما استهدفت المدارس الفلسطينية ؛ في 5 يناير / كانون ثاني قتل القصف من الجو ثلاثة رجال حاولوا اللجوء الى مدرسة عصمة الابتدائية . بعد اثني عشر يوما ضربت قذيفة إسرائيلية مدرسة بيت لاهيا الابتدائية حين كانت ملجأً آمنا ... فقتل صبيّان وأصيب بجراح 13 آخرون. وحسب وثائق هيومن رايتس ووتش حدثت سبع حلات إعدام أقدم عليها الجنود الإسرائيليون. ... من بين الضحايا خمس نساء وأربعة أطفال كانوا واقفين يلوحون أعلاما بيضاء دلالة على انهم لا يشكلون خطرا . في حادث آخر أطلق الجنود الإسرائيليون النار وقتلوا عدة أفراد من عائلة النجار في قرية خوزا ، شرقي خان يونس . أطلقت النار على راوية النجار وأسرتها ، إثر اوامر عسكرية بمغادرة الضاحية وبينما كانت الأسرة تلوح بعلم أبيض. انتهت المجزرة قتل فيها 1440 فلسطينيا وجرح 5000،معظمهم مدنيون ؛ وطبقا لمنظمة بيتسيلم لحقوق الإنسان في إسرائيل قتل 252 طفلا دون سن السادسة عشر ( صبايا وصبيان) مع 111 امراة وبنت فوق سن ال 16. بعد خمس سنوات في صيف 2014 جرى تذكير العالم من جديد ماذا يعني أن تكون فلسطينيا في منظار قناص كولنيالي مصمم على ان يغور بهم بالجملة الى عالم النسيان . أثناء ستة أسابيع من القصف الجوي تم إسقاط 40000 طنا من المتفجرات على ما يزيد عن 5200 "هدفا " في انحاء القطاع . في نهاية المجزرة قتل حوالي 2200 فلسطينيا بينهم 550 طفلا ، مع إصابة 10000 آخرين؛ جميع الضحايا تقريبا كانوا مدنيين. اكثر من 1900طفل اصبحوا يتامى ، وعشرات الآلاف من المدنيين فقدوا المسكن- 20000 بيت، 26 منظمة غير حكومية للخدمات العامة ، نصف دزينة مرافق أونروا ، 23 مستشفى ومرافق رعاية صحية ، 133 مدرسة ، 360 مصنعا ، 50000 أكر من المحاصيل الزراعية خربت ، نفقت نصف قطعان الماشية بالقطاع ، الى جانب آلاف الحواكير الأسرية.
هذه الإحصائية ليست سوى أمثلة ساطعة على الفوضى التي لم تكسر بعد التي شنتها إسرائيل على المجتمع الفلسطيني الذي لم يغادر جذوره أو يفقد الدعوة لمطلبه الجماعي.ان تتقصى هذه الفوضى يعني ان تكون شاهدا على جرائم لم يتم التحدث عنها ضد الضعفاء والصغار والسلبيين ، ممن يحملون الأمل والخوف ، وليس السلاح. طبقا لمنظمة " أنقاذ الطفولة "فإن العام الحالي ، 2023، برهن انه الأكثر في وفيات الأطفال الفلسطينيين منذ ان بدأت تسجيلات الجرائم الإسرائيلية، بينهم 38 طفلا على الأقل من الضفة الغربية . ازداد الرقم خلال الأيام القليلة الماضية ، مع مئات قتلوا في غزة( ( تجاوزوا الثلاثة آلاف) ركزت المنظمة الفلسطينية العالمية للدفاع عن الأطفال على حقوق الطفل ، أفادت ان قوات الاحتلال قتلت منذ 2005 أزيد من 1000 طفل داخل السجن المفتوح المقدرة مساحته ب 140 ميلا مربعا.
علاوة على ما تقدم يقبع في سجون الاحتلال 5200 سجين فلسطيني بينهم 33 امرأة و170 طفلا ، محتجزين بناء على ما سمي "اسبابا امنية". ونظرا لكونهم معتقلين الى إشعار آخر لم يشاهدوا داخل المحاكم المدنية الإسرائيلية ولم يستفيدوا من الاستشارة الحقوقية ، ومن حقوق الإجراءات اللائقة والمحاكمة العادلة. بالنسبة لهم يكفي نجمة على كتف القاضي العسكري ومدعي عام عسكري لديه حق تمديد الاحتجاز ستة أسهر بلا نهاية بدون إظهار بينات القرار العسكري .
في أحدث المعارك تواصل قائمة القتلى والمصابين نموها على الجانبين ويجب أن تتوقف . مع ذلك فالرواية لما حدث ولماذا ليست أقل تدميرا؛ لا يهم كم من المرات اتهم السياسيون والملحدون من جميع المذاهب حماس واعتبروا إسرائيل وحدها الضحية؛ قبل ان تظهر حماس بزمن بعيد والفلسطينيون من مختلف الاتجاهات السياسية والطموحات يكافحون الطرد والكراهية والعنف النازل بهم على أيدي إرهابيين أوروبيين باسم إعادة كتابة التاريخ. كتابة تسعى وتواصل تبرير التطهير العرقي المتواصل باعتباره أحد طقوس التاريخ المطلقة – زعم يتحدى واقع الزمن واللياقة المعترف بها طويلا والقانون الإنساني.
بصورة تراجيدية بعد كل الماضي ما زلنا نعيش اوقاتا لا تختلف عن المسيرة المظلمة للتاريخ ، حيث النضلات لا يحكم عليها بموجب التطبيق المتكافئ للقانون الدولي او بإرادة العدالة ، بل بناءً على اللون او البشرة، صدى كلمات أحد ما ، طقس صلاة المرء . على الأغلب ميزان الاستقامة ليس مصداقية السبب ، بل تحيز هتافات المرء. في أفضل الحالات ازدواجية المعايير ، إنها محكمة اللامساواة المؤسّسية – محكمة تصدرا الأحكام ليس لصالح الأفضل بل لصالح الأقوى؛ ليس بالتطبيق المتكافئ للقانون ، بل بالأوامر الإكراهية للحضور. في أفضل الحالات تمظهر زائف؛ مخطوط لائق محفور بايدي المحتلين في أرجاء المعمورة وليس بأيدي الخاضعين لللاحتلال. مهزلة يتوجب إيقافها

إلى أن يفرض مجتمع المتفرجين نفس المعايير على الكولنياليين مثلما يفعل الكولنياليون ، على اليهود والمسيحيين مثلما على المسلمين ، على ذوي البشرة البيضاء مثلما على الملونين، فإن تاريخ الأمس والتاريخ الذي يفتح صفحاته امام الأنظار في الوقت الراهن يظل مغلقا بحكاية كاذبة . في نهاية المطاف ذلك التوصيف يقطّر في وعينا التعاقب الممل للأزمنة كافة بحيث أن الفرق بين"المناضلين من أجل الحرية" و" الإرهابيين" لا يتوقف على عدالة القضية... بل من الرابح. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب