الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أَيُنْسَى دَمُ الصِّبْيَانْ؟!

كريمة مكي

2023 / 11 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


هَرَّبُوا القَتلَة...
إنّهم الخوَنة الفَجَرَة!! أهل الطمع...لاعقي أحذية سفّاكي الدم: إخوان الغدر...أعداء الوطن.
البارحة استفاقت تونس على خبر تهريب خمسة من الإرهابيين المساجين بأفضل سجن في البلاد: سجن المرناقية ذي المواصفات الأمنية القياسية!!!
المهرِّبون معروفون للرأي العام من قبل حتى أن يُفرج عن الأبحاث الجارية للرأي العام، ذلك أنّه إذا ما عرفنا من هم الهاربين عرفنا أنّ في عملية الهروب تواطؤ و خيانة للإدارة و للقَسَم و لتونس أجمل وطن.
المتواطئ الخائن، عندي، جُرمه أنكى و أشدّ ذلك أني قد أجد عذرا للإرهابيين المغسولة أدمغتهم بفتاوي شيوخ الإرهاب، لكني لا أعذر أبدا من فتح لهم باب السجن لنيل رضا و عطايا شيخهم الذي أباح و استباح دماء خيرة أبنائنا و عل رأسهم سيّد شهداء تونس الشهيد الرمز شكري بلعيد.
أنا لم أنسى يوم 06/02/2013
و اليوم أحبّ أن أذكّر به هؤلاء المتواطئين المُفسدين في البلاد الخائنين للدماء المسفوكة غدرا على أرض الوطن بأيدي إخوان تونس: أعداء الدين و الوطن.
السّادس من فيفري من ذلك العام!!!
آهٍ ... من ذلك اليوم الذي كان! و آه... من وجع ذكراه اليوم في البال.
ومن مِنّا ينسى يوما كان على تونس شديد...يوما ارتقى فيه المغدور بلعيد شهيد.
ذلك اليوم الأمرّ في عمر الثورة الطريّة و في عمر كلّ من آمن بأنّها ثورة تونس النقيّة على وجهها السّقيم : وجه الظلم و القهر والبؤس و العُبوس.
كانت ثورة واعدة بالأحلام العِذاب؛ انتفضت معها تونس فجأة من رمادها، و اشتعلت النّار في شبابها و كان صوت شكري بلعيد الهادر يُجلجِلُ في كلّ أنحائها.
كان شكري قائدا فصيحا...و كان رجلا رقيقا.... و كان فَطِنا بليغا حكيما.
كان صاعدا نحو حلمه بتؤدة فأَرْدُوا جسده أرضا و طار حُلمه -منهم-... بعيدا...بعيدا جدا...في عُلاه.
كان مؤمنا بما يقول...
كان ينطق صِدْقًا... فما أسقطوه، و ما استطاعوا، إلاّ غَدْرًا!!
يوم أسقطوا جسده النّحيل...سقط ما في يدي!
انكسر قلبي و فاض دمعي... فنهض قلمي و استجمع قواه و حمل عنّي حلمي و ... كَتَبَ:
تونس تُناديكم يا من يسكن الوطن فيكم...
ʺأغيثوني أحبّتي،،،أغيثوني، قد خرجت من رحِمي وحوش تبغيني لِتُفنيكم!
هلُمّوا إليَّ أحبّتي و لا تتكاسلوا و لا تتدافعوا...حياتي اليوم أمانة بين أيديكم.
جاؤوكم كالتتار من هنا و من هناك، ليستعبدوكم، ليقهروكم... و استعانوا بالغريب و بحُسن معشركم فَغَلَبُوكُمْ.
ضحكوا عليكم...
وعَدُوكُم فصدّقتُم و يَدُكُمْ لهم مددتُم...فعقروكم!! يا لدهائهم و يا لبراءة الثوّار التي بها ابتُلِيتُم!
اليوم يقولون لكم: ثورتكم صارت لنا و هذا البلد أضحى شيئا من مُلكنا و كما رأينا يوما جهنّم، إيّاها اليوم نُورِيكُم!!
يا ويلكم منهم... هذا بلاء عظيم، يا أهل الخير، أَلَا فاستفيقوا.
تجلّدوا، أحبّتي، و لا تقنطوا و لا تطلبوا ثأرا!!!
ثوروا فقط عليهم: الثائر الحق لا يطلبُ إلّأ الحق فهاتوا منهم حقوقي.
ثوروا...تحرّكوا، تراقصوا و لكن لا تخرجوا منّي...إلى أين تخرجون؛ أَ إلى البحر؟ أم إلى الكمدِ أم إلى النّوم العميقِ!؟
سأموت في بُعدكم شوقا...أَلَا فادركوني...
هذا ندائي الأول و الأخير، أَوَ تسمعون إِذْ أناديكم؟؟؟
أما يكفيني، أحبّتي أن حُرمتُ دوما من أجمل و أصدق من فيكم!!
ليس لنا من لقاء إلاّ هنا و من هنا سأظل أُغنّيكم...
كونوا معي و أحلى الحياة، كما تمنّيتم، إن شاءالله، أهديكم.
ولكن، يا أحبّتي، و برغم إيماني و برغم كل أحلامي، فإنني اليوم في أرضي دمعة هائمة و حزينة،،،فأنا الثكلى و أنا الأرملة و أنا اليتيمة!! قلبي على كبدي ملتاع و وجهي ملطّخ بذكراه...بالغدر الذي فجّر الرّأس التي كانت للحق تَهديكم.
أحبّتي، كلّ رجائي وضعته فيكم فأجيبوني: أيُسفكُ دمُ الحبيب أمام أعينكم و القاتل يرتعُ بينكم حرٌّ طليقٌ؟؟؟؟
لا يا أولادي، لن أرضى عنكم ما رضيتُم بغادرٍ فوق أرضي.
تموت بالغدر أرض الحب، فلتُحيوني لِأُحْيِيكم.
لن أرضى عنكم إن تخاذلتم و لن أعفو عنهم و لن أصفح...
إنّه الدّم يا أولادي!!! إنّه الدّم.
دَمُ العزيز، دم الثائر، دم الأبي، دم الصّادق، دم الجَسور، دَمُ المغدور...دَمُ شكري.
وَيْحَكُمْ!!! أَنَسِيتُمْ حتّى أُذَكِّرُكُمْ بحقِّ أخيكمʺ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزيرة ترصد مطالب متظاهرين مؤيدين لفلسطين في العاصمة البريط


.. آلاف المتظاهرين في مدريد يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بمواص




.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية