الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكذب الوقح

حاتم استانبولي

2023 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


وقف الرئيس الامريكي في اطار اعلان موقفه الداعم اللامحدود لِعدوان المحتل المغتصب للأرض الفلسطينية يطلق التصريحات الكاذبة ويدعي أنه شاهد صور مرعبة لممارسات مقاتلي حماس يقطع رؤوس الأطفال وسرعان ما أعلن البيت الأبيض تغطية الكذبة وتبريرها.
وفي محطة ثانية خلال المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الأمريكي مع نظيره القطري ادعى أنه شاهد فيديوهات توثق جرائم مروعة ارتكبت في هجوم مقاتلي حماس.
المثير للشك أن أيا من هذه الادعاءات لم توثقه اية كاميرا أو صورة مباشرة بعد أن دخل الإعلام الإسرائيلي والعالمي الى المواقع التي مر بها مقاتلوا حماس.
فقط ما نشر هو تصريح مباشر من قبل صحفية إسرائيلية أنها شاهدت صور اطفال اسرائليين تم قطع رؤوسهم وعندما سئلت عن الصور أو الفيديوهات اجابت انها كانت تتوقع ذلك وسحبت تصريحها.
وانضم الى اوكسترا الكذب الوقح رئيس الكيان الصهيوني عندما اعلن ان المواطنة الالمانية التي وجدت مقتولة في غلاف غزة كانت مقطوعة الرأس وقامت عائلة القتيلة الالمانية بتكذيب رواية الرئيس الاسرائيلي ولم يكتف رئيس الكيان الصهيوني (اسرائيل) فقد قام بنشر اكذوبة ثانية عن ان جنوده وجدوا على جثة احد الارهابيين ( المقاومين الفلسطينيين) دليل يوضح كيفية صناعة قنابل كيميائية في كذبة مفضوحة قام بِتفنيدها النشطاء حيث اشاروا الى ان ما أبرزه رئيس إسرائيل ما هو إلا غلاف لكتاب وليس له اية علاقة بصناعة أسلحة كيميائية
هذا يعيدنا إلى الى وزير الخارجية الامريكي كولن باول الذي أعلن في مجلس الأمن عن زجاجة تحمل مادة الجمرة الخبيثة لتبرير القرار الامريكي لاحتلال العراق وارتكاب جرائم موثقة بالصورة والصوت.

هذا الكذب الوقح انتشر بين السياسيين وأصبح يمارس من قبلهم بشكل يومي على القنوات الاخبارية وحتى في المناهج الدراسية في تغيير الرواية والحقيقة التاريخية التي لا تتناسب مع المصالح الصهيونية التي أصبحت تسيطر على القرار السياسي في المؤسسات الغربية.
المأساة أن هذا الكذب يمارس أمام شخصيات سياسية مسؤولة في مؤتمرات صحفية مشتركة ولا يتم الرد على هذا الكذب المعلن.
المأساة الأخرى أن وزير الخارجية الأمريكي وعلى الشاشات صرح أمام المستوطن الصهيوني نتنياهو انه جاء الى اسرائيل ليؤكد دعمه كيهودي اولا وثانيا كوزير خارجية للولايات المتحدة وأكد هذا الدعم عبر ارسال حاملة الطائرات والمارينز لمساعدة العدوانية الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني.
السؤال الذي يطرح نفسه :
ما الذي تريده واشنطن من الحرب على غزة؟
على ما يبدو ان ان واشنطن وبعد الضربة القاتلة التي تلقاها جيش الاحتلال الاستيطاني والانهيار الأمني والعسكري سارعت إلى أخذ زمام القيادة السياسية والعسكرية والأمنية.
سياسيا وبشكل واضح أعلن كل من ثلاثي السلطة الأمريكية من بيت ابيض وخارجية ووزارة دفاع عن دعم لا محدود تخطى الكلمات الى ارسال حاملات الطائرات والجنود مترافقة مع زيارة وزير الخارجية بلينكن إلى سواحل فلسطين المحتلة. الغرض المباشر هو حماية اسرائيل والغير مباشر توجيه رسالة دعم لحلفاء واشنطن في المنطقة.
ترافق كل ذلك مع حملة دعم سياسي وعسكري واستخباراتي من قبل المانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا.
من الواضح ان الادارة الامريكية منذ اللحظة الاولى بدأت بالاستثمار لتطوير اهداف الحرب على غزة لتتحول إلى حرب عالمية متدرجة متصاعدة على كل الدول والقوى الفلسطينية والاقليمية وصولا الى تحجيم النفوذ الصيني الروسي المتنامي في المنطقة.
ومن الواضح ايضا ان حجم رد الفعل الاسرائيلي الذي خرج عن حدود الدفاع عن النفس حسب تصريحات الرئيس السيسي قد وضع حلفاء واشنطن في مأزق سياسيا داخلي وإقليمي لا يمكن أن تتحمل تبعاته النظم الحليفة لواشنطن .
زيارة وزير الخارجية الأمريكي التي طورت من زيارة إلى إسرائيل لتأكيد الدعم الى زيارة اقليمية تشمل عدة دول سمع منها التخوف من ردة فعل الشارع العربي الذي سمع صوت اصداءه خلال اجتماعه مع الملك الأردني والرئيس عباس.
عسكريا:
بعد أن فقد الجيش الاسرائيلي فرقته العسكرية التي كانت تحاصر غلاف غزة بعدتها وعتادها وقيادتها بين قتيل وأسير سارع البنتاغون بإرسال حاملته التي كانت متواجدة في إيطاليا لشرق المتوسط لتغطية النقص والإخفاق في منظومة الدفاع الإسرائيلية العسكرية والاستخبارية التي كانت تزود إسرائيل بالمعلومات عن فصائل المقاومة في غزة وفي هذا السياق فإن المقاومة سجلت نصرا استخباريا ناجحا واضحا لا يمكن لاي طرف إنكاره.
الكاذب الاوقح كان الرئيس الفرنسي الذي هرع إلى المنطقة حاملا مبادرة خبيثة تتضمن تشكيل تحالف إقليمي ودولي لمحاربة المقاومة الفلسطينية على غرار التحالف الغربي لمحاربة داعش.
الهدف من هذه المبادرة هي محاولة لاعادة ترميم الانهيار الذي حصل في جدران تحالف النظام الرسمي العربي مع إسرائيل في محاولة لإعادة إنتاجه في اطار تحالف دولي اقليمي اوسع.
المقاربة الاسرائيلية التي تحاول أن تظهرها الرواية الاسرائيلية ان المقاومة الفلسطينية هي الوجه الآخر لداعش هي في الجوهر تهدف الى اسقاط الطابع الوطني التحرري للمقاومة الفلسطينية التي يعطيها القانون الدولي حقا في مجابهة الاحتلال الصهيوني الإحلالي .
ومن جانب آخر تهدف المقاربة الى إعطاء مبررات أخلاقية لعملية الابادة الجماعية للفلسطينيين في غزة من خلال تصويرهم على أنهم ليسوا بشرا وانما وحوش بربرية هذا الوصف الذي أطلقه وزير الدفاع الاسرائيلي في ال ٨ من أكتوبر.
الكذب الغير معلن ما تقوم به انظمة التطبيع التي تجمعت على اقتراح وقف اطلاق نار انساني ولم تعطي غطاء سياسيا للمقاومة وشرعيتها في مواجهة الاحتلال الاستيطاني.
العملية العسكرية المقاومة في ال٧ من أكتوبر وضعت نظم المطبعين في مأزق تاريخي سياسي وعسكري واخلاقي.
العملية العسكرية كانت ضربة قاضية لمجمل عملية التطبيع وإسقاط حلف معاهدة ابراهام سياسيا وأخلاقيا.
الحركة السياسية الرسمية لنظم التطبيع تهدف الى تقليل الخسائر وإعادة وضع نتائج العملية العسكرية للمقاومة الفلسطينية في إطار الحركة السياسية المضللة لنظم التطبيع التي تطلق شعار حل الدولتين كطعم سياسي هي تعلم أن وقائع الاستيطان الصهيوني على الأرض قد أسقط هذا الشعار.
هذه النظم بالجوهر تمارس ذات الدور التي مارسته ما بين ١٩٣٦ و ١٩٤٨ عندما ساهمت في إجهاض ثورة ١٩٣٦ وقضت على حكومة عموم فلسطين التي كانت غزة مقرا لها وألحقت الضفة بِالأردن وغزة بمصر.
الضغط السياسي الأمريكي الغربي على مصر والأردن هدفه تمرير صفقة القرن بعد أن ثبت لها أن التعايش مع الفلسطينيين والإسرائيليين لا يمكن أن يتم.
والحل الذي يرونه هو وضع الفلسطينيون في إطار النظام الرسمي العربي المُطَبِع في وإذابته في مجتمعاتها في مقاربة لما حدث لِفلسطينيون الاردن.
إعادة الإلحاق هو الحل الذي يروج له ولكن إلحاقاً للفلسطينيين بعيدا عن المكان.
هذا سيكون مقابل حل الازمات الاقتصادية والمالية لهذه النظم وفي حال التمترس سيكون الحل الجراحي من خلال التلاعب في المكونات الداخلية لهذه النظم التي سيسفر عن تفكيكها وإعادة تركيبها.
الحركة الصهيونية المتحكمة بمؤسسات النظم الغربية أدركت أن معركتها القائمة هي معركة حياة أو موت بالنسبة لمصالحها الراسمالية وهي لن تتهاون في تدمير كل ما يواجهها وادركت ان اعادة ترتيب وضع الشرق الأوسط هو الضامن لِهيمنتها وهو المدخل لهزيمة التحالف الصيني الروسي.
والاهم ان المعضلة الرئيسية هي وجود محور المقاومة وانهاءه هو مهمة ملحة لهم حتى لو تطلب ابادة الشعب الفلسطيني المقاوم.
استمرار المقاومة الفلسطينية هي الناظم والمعيار للعدالة الانسانية التي تكشف كل سياسات الغرب الصهيوني ووجود الاحتلال الصهيوني لفلسطين هو المعيار الناظم للعنصرية والفاشية وإعادة انبعاث للنازية الجديدة التي تقسم البشر ما بين متوحشين يجب قتلهم وابادتهم لصالح الغرب المتحضر ومعيارها للتحضر هو الموقف من إسرائيل العنصرية التي تقوم بإبادة المتوحشين الفلسطينيون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث