الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟.....24

محمد الحنفي

2023 / 11 / 3
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


إهداء إلى:

القابضات، والقابضين على الجمر، من أجل الإنسان.

الطامحات، والطامحين، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

الحزبيات، والحزبيين، الحريصات، والحريصين على تغيير الواقع، من أجل أن يصير في خدمة مصالح الكادحات، والكادحين.

المناضلات، والمناضلين، من أجل بناء الأداة، التي تقود ذلك التغيير؟

محمد الحنفي

في المجتمع الاشتراكي لا يسود إلا الطموح:

وعلى العكس من المجتمع الرأسمالي، أو الرأسمالي التبعي، الذي يسود فيه التطلع، نجد أن المجتمع المتحرر، والديمقراطي، والاشتراكي، لا يسود فيه إلا الطموح، الذي يناسب هذا المجتمع، خاصة، وأن البشرية جمعاء، وفي أي مكان من العالم، تطمح إلى تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، من منطلق أن الأصل، هو التحرر، من كل ما يسلب الإنسان حريته، وأن الأصل هو التعامل بالديمقراطية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وأن الأصل، هو تحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل، للثروة المادية، والمعنوية، على أساس أن تلك العدالة، هي الاشتراكية. وهو ما يعني: أن الإنسان، في بدايته، كان بسيطا، وبساطته، جرته إلى ممارسة التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، في مجتمع المشاعة، وأن عدم بساطته، جرته إلى أن يصير مريضا، متطلعا: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، مما أدى إلى التشكل الطبقي، في المجتمع البشري، أي مجتمع بشري، فتكونت الدول، التي تحمي مصالح الطبقات المتمكنة من الاقتصاد، ومن الاجتماع، والثقافة، والسياسة، الأمر الذي اقتضى: وجود التطلع، في أي مجتمع طبقي؛ لأن الطبقة الوسطى، تسعى إلى أن تصير طبقة كبرى، في طريق العمل على مراكمة الثروات، بطرق مشروعة، أو غير مشروعة؛ لأن الأساس: هو مراكمة الثروات، التي تمكن الطبقة الوسطى من المجتمع، من الالتحاق بالأثرياء الكبار، سواء كانوا بورجوازيين، أو إقطاعيين، أو أي طبقة أخرى، تبلغ من الثراء، ما تبلغ، كما هو الشأن بالنسبة للبورجوازية الإقطاعية، الموسومة بالتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، الذي يكون مريضا بالتخلف، على المستوى الفكري، وعلى مستوى الممارسة.

وإذا ارتبطنا بالمجتمع الاشتراكي، الذي لا يسود فيه إلا الطموح، نجد أن هذا المجتمع، لا يحرص إلا على تحقق اشتراكيته، التي تتحقق معها العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، سعيا إلى تحرير الإنسان، وإلى ديمقراطيته، وإلى اشتراكيته، حتى لا يتحول المجال، إلى مجال لاستنبات العبودية، والاستبداد، والاستغلال، وتكون الطبقات الرأسمالية، أو الإقطاعية، أو الرأسمالية الإقطاعية المتخلفة، التي تبقى سائدة في الواقع، نظرا لتوفر الشروط المؤدية إلى النظام الرأسمالي، أو الرأسمالي التبعي، أو الإقطاعي، او التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف.

ونحن، عندما نعمل على جعل الإنسان متحررا، وديمقراطيا، واشتراكيا، فلأننا نحرص، على أن يتمتع أي إنسان بكرامته: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. والمجتمع المتحرر، والعادل، هو المجتمع الاشتراكي، الذي يمكن لأي إنسان أن يحصن فيه كرامته: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وأن يقف ذلك التحصين، وراء ارتفاع شأنه، ومكانته في الوقع، الذي يعتز به كل أفراده؛ لأنهم يعيشون المساواة، فيما بينهم، ويعيشون التوزيع العادل للثروات المادية، والمعنوية، ويعيشون الكرامة الإنسانية المتحققة، ويدركون جيدا: أن سعادة المجتمع: في التحرير، وفي الديمقراطية، وفي الاشتراكية.

وإذا كان المنسحبون من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، يعارضون الاقتناع بالمركزية الديمقراطية، والاقتناع بأيديولوجية الطبقة العاملة.

فلماذا لا يتركون حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ومن بقي متمسكا به، وشأنه؟

لماذا ينكرون، على حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، التواجد، كحزب، في الميدان؟

أليس من حقه التواجد؟

فإذا صار المنسحبون، من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، من اليمين الانتهازي.

فلماذا يحرصون، على أن يصير كل المناضلين، من اليمين الانتهازي؟

إن كل، من كان ينتظم في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، منهم من انساق، مع خطاب اليمين الانتهازي، الذي صار إلى الاندماج، ومنهم من اختار التمسك بحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.

فلماذا يصر المندمجون، على ضرورة حل حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي؟

أليس من حق المتمسكين به، توجد حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذين تمسكوا بعدم حله؟

إن حل حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ليس واردا، كما أن التخلي عن فكر، وعن ممارسة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي أتى من رحم الحركة الاتحادية الأصيلة، ومن لاقتناع بالاشتراكية العلمية، وبالمركزية الديمقراطية، وبأيديولوجية الكادحين، كما سماها الشهيد عمر بنجلون.

والفرق كبير، جدا، بين من اختار الاندماج في حزب، نرى أنه ليس حزبا يساريا، أو ينتمي إلى اليسار؛ لأن المندمجين فيه، لا يقتنعون بالاشتراكية العلمية، أو تراجعوا عن الاقتناع بها، حتى وإن ادعوا، في تقاريرهم، أنهم لا يقتنعون إلا بالاشتراكية الأيكولوجية، مع العلم أن الاشتراكية واحدة، وليست متعددة.

والاشتراكية الأيكولوجية، ما هي إلا تضليل للكادحين؛ لأن الناس، جميعا، شركاء، فيما هو للطبيعة، فالماء، والهواء، والكلأ، في متناول الجميع، والناس، بدون استثناء، ذكورا كانوا، أو إناثا، ولا فرق، في ذلك، بين الإنسان، والإنسان، مهما كان هذا الإنسان، وبين باقي الكائنات الحية، بما في ذلك النباتات، التي تستفيد من الطبيعة، سواء تعلق الأمر بالماء، أو بالهواء؛ لأنه، بدونهما، لا يستطيع الاستفادة من الطبيعة، وبدون الاستفادة من الطبيعة، لا نحتاج إلى حزب، بقدر ما نحتاج إلى تنظيم جماهيري: مبدئي مبادئي، يمكن أن يصير وطنيا، يهتم بحماية الطبيعة، حتى تؤدي دورها، لصالح كل الكائنات الحية.

والاشتراكية، لا يمكن أن تكون أيكولوجية، لأن الأيكولوجية، هي الاهتمام بحماية الطبيعة من التلوث، الذي يضر بمختلف الكائنات الحية. أما الاشتراكية، فلا تستهدف إلا التوزيع العادل للثروات: المادية، والمعنوية، من أجل أن يصير الإنتاج، في خدمة جميع أفراد المجتمع.

ولهذا، فلا داعي، لأن يصير المنسحبون، من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، مصرين على التعامل مع حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، على أنه حزب غير موجود، وغير قائم، في الواقع. والحزب غير الموجود، وغير القائم في الواقع، هو الذي لا يوجد إلا في أدمغتهم، والذي يعتبرونه حزبا منحلا، حزبا لم يعد موجودا، لا لأنه فعلا غير موجود، بل لأنهم لم يعودوا منتظمين فيه، بعد أن أعلنوا الانسحاب منه، بصفة رسمية.

أما حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، فيبقى قائما في الواقع، بأعضاء كتابته الوطنية، وبأعضاء اللجنة المركزية، وبكتاباته: الإقليمية، والفرعية، وبمناضليه القاعديين، شاء من شاء، وكره، من كره، خاصة، وأن مناضلي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، لا يراهنون، مرحليا، على الكم، بقدر ما يراهنون، على الكيف؛ لأن الكيف، يتحول، مع الفعل النضالي، إلى كم. أما الكم، فيتعرض إلى التآكل باستمرار.

والمناضلون الطليعيون، المنتمون إلى حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، يصرون على قيام حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بالفعل، من خلال بياناته، ومن خلال ممارسة المنتمين إليه، في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، أملا في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، ومن خلال النضال الحزبي المستمر، على مختلف الواجهات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يصير الأمل في تحقيق التحرير، وفي تحقيق الديمقراطية، وفي تحقيق الاشتراكية، ليصير المجتمع، بجميع أفراده، مستفيدا من التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، التي لا تعني: إلا التوزيع العادل، للثروة المادية، والمعنوية، على جميع أفراد المجتمع، مهما كانوا، وكيفما كانوا، حتى يتحرر الجميع، ويعيش حياة الديمقراطية، ويسعى إلى تحقيق التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، كامتداد للممارسة الديمقراطية، وكتحقيق لاشتراكية في مجتمع متحرر، وديمقراطي، واشتراكي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزيرة ترصد مطالب متظاهرين مؤيدين لفلسطين في العاصمة البريط


.. آلاف المتظاهرين في مدريد يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بمواص




.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية